اخر الروايات

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الخامس وعشرون 25 بقلم هناء النمر

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الخامس وعشرون 25 بقلم هناء النمر 



بعد مرور 7 سنوات ............

..... خالد ، خالد ، تعالى هنا ، إحنا مبقاش ورانا غير اللعب ، مش فى home wark المفروض هتخلصه ، لو مخلصش، مش هتيجى معايا عند تيته ....

... بكرة وبعده كمان إجازة يامامى ، وهنروح فرح خالتو هدير بكرة ، هبقى أكتبه أما يخلص الفرح ...

...أنا قلت كلمة واحدة ياخالد ، لو مخلصتوش دلوقتى ، مش هتيجى معايا ، خليك مع بابى بقى ...

...لا لا لا ، هكتبه ، انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي ...

...هو راجل محترم وكبير زييك كدة ، فى kg2 , يخاف من القاعدة لوحده. ..

...مليش دعوة ، مش عايز اقعد مع بابى ، عايزة اروح معاكى عند تيته ،، والنبى يامامى ، عشان خاطرى ...

... طيب يلا يالمض ، هات شنطتك ، عشان نشوف اخدت ايه انهارضة ...

...حاضر. ..

وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الغضب على وجهها ، فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق ، فاقد للمسؤولية تجاه ابنه ، والحب والاحترام مع زوجته ، رجل لم ينسى له ابنه حبسه له لمدة أربع ساعات كاملة ، وحده فى غرفته ، لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ، ولم ينساها الطفل ، رغم مرور أكثر من عام عليها ،

...مامى ، مامى ، عمال بنادى عليكى ومش بتردى ...

...معلش ياحبيبى، كنت سرحانة ، ..

...أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا ...

...بس ياد انت ، وهات الشنطة اللى فى ايدك دى ...

...اتفضلى ياستى ...

********************

أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى ، بعدما تزوجت من المهندس عمر عبد الفتاح ، صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة ، أو على الأقل هو الآن هكذا ، ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى ، لكنه استطاع فى فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة ، وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح ، إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة ، فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ، ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد ، حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد ، زوجة فلان ، أخت فلان ، ابنة فلان ، حتى وإن كانت أم فلان ،
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت ، وهو زوج منى صاحبة هدى ، وكان هذا هو سبب التعارف ، فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ، ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها .

حسام مهندس معمارى ناجح جدا ، شريك لعمر بنسبة 30 % فقط ، مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية ، هو وجروب المهندسين العاملين معه ، أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر .

وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى ، فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا ، لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من اتمام الزواج .، ولم تعد تتحمل ذلك ، إهمال كامل لها ولابنه ، ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه ، وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ، ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة ،

...أنتى عايزة ايه دلوقتى ، احسن لبس وأحسن أكل ، واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة ، وابنك فى احسن مدارس ، حتى رافضة انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه ،، خلاص ، سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ، ولا اقعد جمبك ....

...واخلف تانى ليه ، بطريقتك دى ، أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا ..

...والله ، عايزة تطلقى ، وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله ...

هذه نقطة ضعف هدى ،،والدتها ،، ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها ،
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة ، لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى ، المطلقة منذ سنة ، لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى ، خاصة أن لها سابقة طلاق أولى ، وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى ، غير صديقتها منى ،

***************************

توقفت السيارة أمام منزل والدتها ، وارتجلت منها هى وابنها ، اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة ،

اتجهت هدى لداخل المنزل ، قابلتها هدير مسرعة

...ايه التأخير ده كله ياهدى ، انا مستنياكى من بدرى ...

..،ايه يابنتى ، اتهدى شوية ...

...الفستان ، تعالى شوفى آخر بروفة للفستان. ..

...احنا موارناش غير الفستان ياهدير ... كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ.

..إيه ياماما ، مش انا العروسة ...

...عرسة تقرض ودانك ، أمشى يابت على فوق ، ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل ...

..يووووه ، هو انا مفيش ورايا غير النوم ...

قالت هدى ...هدير ، انا مش هشوف الفستان ، بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة ، والله ما هخليكى تلبسيه ، أصل انا عارفاكى ، فاهمة ...

...فاهمة ياستى ، هو ده اللى انا باخده منكم. ..

ثم اتجهت صاعدة السلم ، استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ

...تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها. .

...حاجات ايه ...

..الأكل يابنتى ، آمال هنأكل الناس ايه ؟

...ناس مين اللى هنأكلهم ياماما ، الحنة مفيهاش أكل ، والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة ...

...يعنى إيه ، مش هنطبخ. ..

... هنطبخ لمين ، اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين ، هتطبخى وترميه بعد كدة ...

...أنا قلتلها كدة ، مصدقتنيش، قلت انتى هتعرفى تقنعيها. ..

كانت هذه هايدى ،

...والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى ...

...اركنيها أو خزنيها ياماما، مش قضية ...

...والله انتوا عيال تسد النفس ، جتكوا القرف ..

واتجهت الحاجة هدية للمطبخ ، أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا

..أمال جوزك فين ، مش هييجى ولا ايه ؟

...وهو من امتى جه ، قال يااختى ، فى صفقة جديدة بيشتغل عليها ، بيقول أنها هتنقله نقلة تانية...

...ههههههههه ، كل مرة بيقول كدة ..

...فعلا ، بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية ، طول الوقت برة ، وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب ...

..ربنا معاه ...

...ههههههههه ، تفتكرى ، باللى هو بيعمله ده ..

..على رأيك ، المهم أمه بعيد عنك ، انتى قلتى طول ماهو مشغول ، انتى مرتاحة ...

..،على رأيك ، سيبينا من الموضوع ده ، تعالى نرخم على البت هدير ...

...يلا ...

*********************

مرت ليلة الحنة بسلام ، والفرحة تغمر الجميع ،
تانى يوم ، يوم الزفاف، اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور ،

...صعب ياهدى ، مش هقدر اسيب الحفلة هنا ...

...يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر ..

...ماشى ياستى مش معترض ،احضرى براحتك ، وأنا هبقى اعتزر لحماتى ، وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة ، المهم ، فى طلب مهم جدا ...

...ملكش طلبات عندى ، انت مبتعملش اللى انا عايزاه ، يبقى مش هعملك اللى انت عايزه ...

...لا ياماما ، الموضوع ده مفيهوش مناقشة ، ولا عشان بكلمك بأدب ، اسمعى ، كلام نهائى ، هفوت عليكى الساعة 12 كدة ، وانتى بفستانك زى ما انتى ، هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم ...

...حفلة ايه ، انت بتستهبل ، اسيب اختى فى فرحها واروح معاك حفلة ...

...أيوة هتيجى ، وبعدين يعنى ، هى من غيرك مش هتدخل ، ريحى دماغك ، وبعدين بقولك الساعة 12 ، يعنى الفرح هيكون قرب يخلص ، الحفلة هنا هتبدأ 11 ، يلا سلام ، الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة ، عشان مش عايز ادخل ، وعايز فستان حلو ورقيق كدة ...

*************************

مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه ، فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور ، وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته ، يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته ، إهانة علنية لنفسها ،

خرجت متأففة فى موعده كما طلب ، حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى ، كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه ، كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح ، وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان .

وفى السيارة ، قال لها

...مش عايز انبهك ياهدى ، الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى ...

...ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا ، مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى ...

...من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى ...

...وهم يعرفونى ....

...لا ، بس كفاية انك مراتى ، وكل واحد فى الحفلة مع مراته. ..

...أه ، سد خانة وخلاص يعنى ...

...بالظبط ، بس حاولى تتصرفى برقى شوية ...

...ده على أساس أنى فالجر يعنى ...

...مقولتش كدة ، بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية ، وأنا مش عايز كدة ...

...والله ، وحفلتك دى ليه ، أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة ...

...دى ياستى ، المسمى العام بتاعها حفلة تعارف ، بس الحقيقة ، المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم ، وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد ، وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى ...

... وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى ..

...وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم ، لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل ...

...أه ، فهمت ...

وصلا للحفلة ، بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم ، كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس ، لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا ، وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط ، فهذه ليست بيئتها ولا تريدها.

الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين ، عدد لا بأس به منهم ، لا يقترب منهم الكثير ، يحوطهم البودى جارد من كل مكان ، حتى زوجها ، كانت عينيه عليهم ، يريد الاقتراب بأى شكل ، لكن لابد من وجود سبب،

..هم مين دول ؟

... دول الهدف ، دول اللى الصفقة اللى انا هموت عليها بتتم بينهم دلوقتى ، الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية ، عارفة ياهدى ، لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم ، هبقى ركبت الريح ، ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى ..

...طب فوق بقى لتقع بجد ...

...أنتى على طول قافلة كدة ..

...ملكش دعوة بيا ، وشوف اللى بتشاورلك هناك دى ...

...أه ، دى رقية الصواف ، طبعا تسمعى عنها ، ثانية هسلم عليها وارجعلك ...

وتركها وذهب ، تمتمت هدر بقولها
...الهى ما يرجعك ، تموت انت وهى فى لحظة واحدة ...

انسحبت هدى بهدوء ، حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة ، اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير ، كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل ، وقفت أمامه ، تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها ،

...هدى ...

نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .

التفتت هدى ، واتسعت عينيها من المفاجأة .

.....معقول ....

يتبع



السادس وعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close