اخر الروايات

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الرابع وعشرون 24 بقلم هناء النمر

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الرابع وعشرون 24 بقلم هناء النمر 



يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد ، قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر ، لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك ، فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ، ترتبط به يوم بعد يوم ، حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى .

لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة ، فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد ، فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها . هى الآن هنا لاشئ ، لا قيمة ، فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ ، آدميتها ، كرامتها ، انوثتها، مشاعرها ، والأهم ولدها ، الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ، ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل .

لم تسأل عن الأموال التى وعدوها بها ، أو حتى شيكات أمها ، لم تفكر فى اى شئ ، فقط عقلها متجمد ، تعيش فى حالة تجهم غريبة ، ترفض كل شئ ، ترفض الحياة نفسها ،

أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى الموت ،،،،

*********************

بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة ، وليس الحقيقة ، ولادة ،

اتاها شخص من طرف الأمير ، بجميع الأوراق الخاصة برجوعها ، مع ورقة إخلاء طرف من العقد المنصوص عليه بينهم ، وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد ، وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها ، بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي ،
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى اتخذته ، وإلا لن تجد غير ابواب الجحيم تفتح عليها وعلى عائلتها.

وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى ،

ودعت هدى المملكة السعودية ، ومعها ودعت هدى القديمة ، ودعت نفسها ، ودعت طفلها الذى لم تراه ،
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام .

عادت لمصر بشخصية جديدة تماما ، هدى جديدة ، شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها ، أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها ،

فياترى هل سيتم ترميم قلبها مع الزمن ، هل ستعود للحياة ، هل ستعود هدى القديمة أو حتى أنثى جديدة تنسى الماضى وتتصالح مع المستقبل .

****************************

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

وبعد مرور 7 سنوات ............

يتبع



الخامس وعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close