رواية انت فؤادي ( قدري انت ) الفصل الثالث وعشرون 23
الحلقة (23)
اراح خالد جسده على مقعده وجلس باسترخاء شديد حيث تمدد بكامل جسده على مقعده رافعاً قدميه للاعلى بارهاق ،، واخذ يفكر في حال ندى وتمنى من اعماق قلبه بأن تكون قد استطاعت اقناع جاسر بحادثة خطفها و،،،،،،،
وما ان افاق من شروده اخذ يفكر في حاله ومشاعره التي يكنها لندى ،، والتي اخذ يجاهد نفسه على التخلص منها أو بالأحرى التعايش معها ولكن بعيدا عن ندى التي قد ذاقت الويلات من عشقه الذي لم يسبب لها سوى الدمار !!!!
افاق خالد من شروده على طرق هناء للباب التي دلفت بعد ان اذن خالد لها و قالت بتوتر : استاذ خالد الصحافيه لينا محمد مستنياك برا ادخلها دلوقتي ولا نأجل الموضوع اصل شكل حضرتك تعبان اوي،،،
عقد خالد حاجبيه بعدم تذكر وقال بحيرة : مين دي؟؟ ما لبث ان تابع متذكرا : اه ايوة الصحفيه دخليها يا هناء ولو سمحتي ،، اعمللنا اتنين قهوة وياريت تكون سادة اصلي مصدع اوي ،،،،،،،
اماءت هناء بموافقة ما لبثت ان اجابت قائله : اوامر حضرتك يا افندم ،،،،،،
تناهى الى مسمع خالد طرق الباب ما لبثت ان سمع ادارة لمقبض الباب ودلفت من خلاله فتاه اخذ خالد يتفحصها بعيناه ليجد انها فتاة في منتصف العشرينات ذات جسد ممشوق وقد كانت ترتدي بنطال من خامة الجينز الضيق يعلوه بلوزة خضراء تناسبت مع لون عيناها الخضراوتان والتي قامت بأخفائهم من خلال النظارات ،، وشعرها الاشقر والذي كانت تعقصه باهمال للأعلى وعلى الرغم من الاهمال البادي على مظهرها ،، والتي بدت وانها قد جاهدت لاظهار نفسها بمظهرها العملي ،، الا انها قد كانت تتميز بجمال يخطف ويلهب الابصار ،، كان ذلك تحليل خالد الرفاعي للصحفيه لينا محمد التي احتلت و جلست على المقعد المجاور للمكتب بعمليه،،،،،
لينا بصوت رقيق وقد جاهدت ليخرج بنبرة جاده : مساء الخير حضرتك معاك الصحفيه لينا محمد من صحيفه الغد وانا الحقيقه زي ما حضرتك عارف جايه عشان اعمل معاك حوار صحفي ،، خصوصا بعد النجاح الكبير اللي حضرتك حققته بعالم رجال الاعمال و،،،،، الخ
أمام الكلمات التي كانت تخرج من فم لينا والتي لم يكن خالد قد انصت لأي منها ،، حيث كان يتأمل لملامحها الجذابه والتي استطاعت جذب خالد للتأمل والشرود في تفاصيل وجهها الفاتنه وخاصه عينيها فقد كانت ذات لون اخضر يانع لم يستطع خالد ابعاد عينيه عنها الا انه افاق على صوتها الغاضب وقد قالت بحزم : حضرتك مركز انا كنت بقول ايه !!!!!!
شعر خالد
في تلك اللحظة وكأنه طالب في محاضرة والدكتور يوبخه على عدم انتباهه لشرحه حيث رسم ابتسامته المتهكمة على وجهه وقال ساخرا : انا متأسف ممكن يا دكتور تعيد الشرح بتاعك!!!!
شعرت لينا بالغضب يكسو وجهها بعد حديث خالد فقد نهضت من على المقعد وكانت على وشك الرد بافظع الشتائم ولكنها صمتت في آخر لحظة ،، عندما تذكرت حديث مديرها في العمل مطالبا اياها على اعداد ذاك الحوار الصحفي السخيف في وجهة نظرها ،، فجلست مرة اخرى على المقعد وقالت بهدوء لم يعكس حالة الغضب العنيف الذي بداخلها : كنت بقول لحضرتك اني هعمل معاك حوار صحفي واظن ان حضرتك عارف بدا !!!!
تمدد خالد في مقعده بافتخار ورمق لينا بانتصار وقال بغرور : ايوة انا عارف ياريت تبتدي بسرعه اصلي مشغول وورايا حاجات كتير اوي،،،،،،،،
صرت لينا على اسنانها بغيظ "لاحظه خالد" ،، فهي من اكثر ما يستفزها ويشعرها بالغضب هو السخرية من عملها ومجهوداتها ،، ولكن بمجهود خارق استطاعت اخفاء غضبها وغيظها من ذاك الخالد واجابت بهدوء : متقلقش يا افندم الحوار مش هياخد اكتر من نص ساعه ودا بالكتير كمان،،،،
خالد بملل مصطنع : ياريت بلاش من المقدمات السطحيه دي وندخل بالموضوع على طول ،، اصلي مش بحب كدا ،،!!
كانت تلك الشرارة التي اشعلت ثورة لينا فنهضت من على مقعدها بعصبيه وقالت موجهه حديثها لخالد بغضب : عنك ما حبيت يا اخي !!! ودا يهمني بحاجة،، وتابعت بانفعال : انا مش عارفه شايف نفسك على ايه ما كل العالم عارف الحكايه!! !!!!!!
عقد خالد حاجبيه بغضب وانفعال وكانه قد تحول بعد حديث لينا الاخير وقال بعصبيه : حكايه ايه دي؟؟؟؟ انطقي!!!
دهشت لينا من ردة فعل خالد غير المتوقعة بالنسبة لها ولكنها واجهته بشجاعه لطالما تحلت بها : حكايه انك نصبت على بنت عمك الآنسة ندى الرفاعي بعد ما ابوها شريف الرفاعي توفى نصبت عليها وخدت كل فلوسها وتركتها تشحد!!!!!!!
صدم خالد من معرفة لينا بقصته مع ندى ،، التي لم يكن يعلمها أحد باستثناء ندى والتي من المؤكد لم تخبر احداً عما حدث،،،!!!
نهض خالد من على مكتبه بانفعال وتوجه نحو لينا وبحركة غير متوقعة قبض على ذراعها وادارها بشراسه حتى تناهى إلى مسمعه صوت آلامها من قسوته و،،،،،،،،
خالد بغضب : عرفتي ازاي الحكاية دي انطقي يا بت!!
لينا بصراخ : آاه،،، ابعد عني
خالد بانفعال : انطقي يا بت الا ورحمة ابويا لكون دافنك يا مكانك هنا!!!
لينا بعناد : مش
ولو قتلتني هنا ،،، واعمل اللي انت عاوزه!!!
رسم خالد ابتسامته الشيطانية على وجهه وقال بنبرة تحذيرية : ودا آخر قرار عندك؟؟؟
لينا بعدم اكتراث : ايوة اخر كلام و معنديش غيره،،،،،
صمت خالد تماماً بعد حديث لينا اخر وتظاهر بعودته لمكتبه للجلوس عليه مرة اخرى ،، ولكنه وفي بحركة مباغتة ضغط على الزر المجاور لمقعده ،، وعندها تناهى لمسمع لينا صوت اغلاق باب المكتب باحكام فأخذ الرعب يتسلل شيئا فشيئا الى قلبها ولكنها جاهدت بعدم اظهاره والتفت نحو خالد قائله بصرامة : افتح الباب لو سمحت !!!!!!!
وفي مكان بعيد كل البعد عما يحدث كان ندى ترقد في غرفة العنايه المشددة ،، وفي كل لحظة كان يتردد عليها عدد من الاطباء للاطمئنان على صحتها بعد اوامر جاسر الاخيرة ،، وتصرفاته الفظة معهم مطالبا اياهم بان تكون على ما يرام وإلا فلن يكون جيد لهم لاستمرارهم في مهنتهم،،،،،،،،!!!!!!!!!
............♡