اخر الروايات

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم هناء النمر

رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم هناء النمر 



خرج خالد والساعة لم تتعدى السابعة صباحا يعد اتصالات مستمرة من والده بالحضور فورا ،
خرج ووعدها أنه لن يتأخر ، اتصل بها عند الحادية عشر اتصل بها وطلب منها أن ترتدى ملابسها ، فسوف يرسل لها سيارة لاصطحابها إليه ،

ارتجلت من السيارة ، وجدت نفسها أمام مطار الرياض ، أشار لها الرجل السائر معها بالاستمرار فتبعته ، كان نفس الطريق الذى مرت به اول وصولها إلى هنا اول مرة ، لكن هذه المرة من الخارج للطائرة وليس العكس ،

استقبلها خالد وقت دخولها الطائرة ، وامسك بيدها حتى اجلسها ، وجلس فى الكرسى المقابل لها ،

اغلقت الأبواب فور وصولها ، وبدأت الطائرة فى الحركة ثم الصعود للهواء ،

...مش هتقوللى احنا رايحيين فين ...

...قولتلك مرة ، مفاجأة ، بس فى حاجة مهمة لازم نتكلم فيها الاول ...

... خير ..

...خير ، أن اتكلمت مع والدى بخصوصك من يومين ...

اختفت الابتسامة من على وجهها وهى تقول
...من ناحية ايه ...

... مسؤوليتك وطريقة التعامل معاكى لحد ما يتم اللى هو عايزه ...

...يعنى إيه ؟ مش فاهمة ...

... يعنى أى حاجة هتم معاكى مسؤوليتى، بشرط أن الموضوع ده يتم من غير ما حد يعرف ،
يعنى من الاخر كدة ياهدى ، ممكن اعملك اللى انتى عايزاه ، وانتى كمان تعملى اللى انتى عايزاه لو خافظتى على سر الموضوع اللى بينا ،
ولو رفضتى ، ترجعى للمعاملة الأولى ، تفضلى فى الشقة ، متخرجيش لحد ما تولدى ،
ايه رأيك ؟ تختارى ايه ؟

..وفى الاحتمالين هيتم إللى انتوا عايزينه؟ ...

...طبعا ، وانتى ممكن دلوقتى تكونى حامل اصلا ، ها ، موافقة ولا بلاش احسن ، ومجازفش بعداوة أبويا دلوقتى احسن ...

...إيه المطلوب منى ؟

...المطلوب منك واضح ، تنفذى وفى نفس الوقت تبقى حرة ، تتحركى فى حدود المعقول ...

...أنا كدة كدة بنفذ بالفعل ..

..تمام ، تبقى تستاهلى المجازفة بالمشوار ده ...

عندما خرجت معه من باب الطائرة ، وجدت نفسها فى مطار القاهرة ، تلجمت ولم تتحرك من مكانها وعينيها معلقة به ، ابتسم لها وقال

...مش خطوبة اختك انهارضة ، انا جايبك عشان تحضريها ...

لم ترد هدى ، فقط امتلئت عينيها بالدموع ، أمسك بيدها وتحركا هابطين السلم ، وهى تتحرك بجانبه وهى لا تصدق ما يحدث ،

وصلا لباب المطار ، كان تنتظرهم سيارتين ، فتح السائق الباب فركبت ودخل بجانبها ، وقال

... العربية دى هتوصلك لحد باب بيتك ، فى العربية شنطتين فيهم هدايا لاخواتك ، وبالذات العروسة ،
هدى ، لاخر مرة هقولك ، انا عملت كل ده علشانك، عشان اخرجك من حالة الضغط العصبى اللى كنتى فيها ، فمتخاطريش ارجوكى ، ومتنسيش أن لسة بينك وبينه عقد ممكن يسجنك بيه ، غير القضية اللى لسة مفتوحة ، وكمان اهلك اللى مش هيصدقوا انك كنتى مجبرة على الحوار ده ، خدى بالك كويس ،

ولو حد سألك انتى هنا أذاى ، قولى أن الأمير فى مصر كمتابعة للعملية ، وأنا معاه لأنى الممرضة بتاعته...

قبلها من رأسها وخرج من السيارة وأغلق الباب ، ثم انحنى وقال لها من شباك السيارة

...نفس العربية هترجع عشان تاخدك بكرة بليل على الساعة 8 ، ولما تروحى هناك وتشوفى اللى حصل ، متستغرببش ، لأن هم فاهمين أن انتى اللى عملتى كل ده . ..

...هو ايه ده الل اتعمل ؟

..،أما تروحى هتشوفى ، خدى بالك من نفسك ، سلام ...

تركها واتجه للسيارة الأخرى ، وأخذت كل سيارة طريقها ، بعد حوالى ثلاث ساعات ، توقفت السيارة أمام منزلها ،
لم تصدق هدى ما ترى ، لدرجة أنها التفتت حولها لتتأكد انه هو بيتها ، تم ترميم البيت بشكل رائع ، وتم بناء ثلاث أدوار عليا ، فأصبح البيت مكون من 6 طوابق ، وتم تجهيز الأرضى بكامله كسوبر ماركت كبير لوالدتها ،
مستحيل أن يكون الأمير ، هو خالد ، خالد من فعل كل ذلك ،
دقائق تقف فيها هدى أمام المنزل تتأمل ما ترى دون أن يلاحظها أحد ، حتى لاحظتها والدتها من بعيد ،
ارتمت هدى فى احضانها تبكى ، وكأنها وجدت طوق نجاتها مرة أخرى ،

قضت هدى معهم ليلة رائعة، كانت قد افتقدت إحساس الأمان هذا من فترة طويلة ،
حضر العريس وأهله وتم قراءة الفاتحة، و تلبيس العروس دبل الخطوبة وسط زغاريد الجميع ،

نامت هدى بجانب والدتها على سريرها وكأنها تستمد منها القوة لتكمل المشوار الذى بدأته ، ومن خلال الثرثرة مع والدتها قبل النوم فوجئت بأن هناك شخص جاء وسدد دين والدتها كله ، واعطاها الشيكات والمخالصات بذلك ، وأن والدتها نفهم انه من طرف هدى .

نامت الأم ، وظلت هدى مستيقظة ، مدت يدها لبطنها، تجول عليها بحنان ، وهى تقول فى نفسها وكأنها تحدث شخص ما

...كل اللى بيندفع ده تمنك انت ياحبيبى ،وتمن غالى اوى ...

يتبع



الثالث وعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close