اخر الروايات

رواية وجع الفراق الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم حنان اسماعيل

رواية وجع الفراق الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم حنان اسماعيل 



.فاقت صباحا وهى نائمة بين ذراعه وجدته مستغرق كليا فى نومه وذراعه حولها بقوة .تحسست وجهه النائم بسعادة .كان هادئا كطفل وديع استكان بهدوء بين احضان امه .اخذت ترتب شعره بيدها قبل ان تسحب يده لتقبلها قائله بهمس


صافى انا بعشقك اوووى ياسارى .وعارفه ان كل اللى هشوفه من عشقك ده الألم والۏجع 
سمعت فجأة صوت هاتفه يرن بالأسفل .ابعدت يده برفق قبل ان ترتدى روبها .نزلت للاسفل فوجدت هاتفه مايزال يرن امسكت بهاتفه ونظرت فيه لتجد اسم هيفاء .كانت المكالمه رقم عشرون تقريبا .اعادته مكانه وكادت تصعد للاعلى الا انها سمعت صوت هاتفها يرن فأمسكت به .وجدت رقم غريب بنفس رقم سارى .واسم هيفاء يظهر من خلال برنامج التروكولر عبس وجهها فى ضيق وهى تستغرب بجاحة هيفاء فى الاتصال بها .
ترددت قبل ان تجيبها قائله بضيق ايوه 
اتاها صوت هيفاء قائله بوقاحة انا كنت متأكدة انك هتردى .زى ماانا ما متأكدة انه عندك دلوقتى 
اجابتها صافى بضيق ايوه عندى ..عندك مانع 
اتاها صوت ضحكة مستفزة لهيفاء قائله لا ياحبيبتى اشبعى بيه .عارفه ليه عشان هو ده سارى الايهم عنده قدرة يتنقل من ست للتانية فى اقل من ثانية .انتى عارفة ياحبيبتى جوزى وجوزك قبل مايجى لك كان فين ومع مين 
اجابتها صافى پغضب بطلى بقى الغل اللى جواك ده ...سارى بيحبنى وانتى واثقه من ده 
هيفاء بإستفزاز اه بدليل تجاهله ليكى وهو فى امريكا .طب تعرفى انه وقتها اتلم على واحدة هناك ومش كده وبس ده كان معاها قبل مايجى ليك من شوية
صافى پغضب انتى كدابة ...وانا مش مضطرة اسمع منك اساسا 
كادت ان تغلق لولا ان اتاها صوتها قائله بجدية لو مش مصدقانى انا هبعت لك صوره معاها حالا 
صافى ياسلام ده على اساس ان ممكن اصدقك وانك ممكن متكونيش مفبركةالصور والاهم جبتى الصور منين اساسا
هيفاء بجدية والله هدومه اللى ظاهرة فى الصور هى اللى اكييد جالك بيها .وموضوع جيبت الصور منين فإستخدمت نفس اسلوبى اللى عرفت به هو عرف البنت دى فى امريكا ازاى وعرفت انه عندك دلوقتى برضه ازاى انا مشغله وراه فى اى مكان بيسافر له حد بيجيب لى اخباره وعامة الصور هتيجى لك حالا بعد ما اقفل معاكى .
جلست صافى على الاريكه مكانها فى ضيق .تفكر فى سمۏم هيفاء التى القتها بداخلها وغيرت حالها فى لحظة بعدما كانت حالقه فى جنة السعادة منذ قليل .
سمعت اصوات رسائل الواتس ترن واحدة تلو الاخرى .ترددت قبل ان تمسك الهاتف .ارادات ان تحذف كل ما ارسلته هيفاء دون ان تراه ولكنها لم تستطع كبت فضولها .فتحت الصور ..تسمرت مكانها للحظات وهى تراه فى ملهى ليلى على ما يبدو وسط تلك الفتيات المثيرات بملابسهم العاړية بنفس ملابسه التى اتى بها اليها اليوم 
اخذت تقلب فى الصور وهى تتمعن فيها جيدا لعلها مفبركة الا انها كلما تمعنت النظر اليها تاكدت انها حقيقية مائة بالمائة 
وضعت الهاتف جانبا وتنفست بعمق لمرات عديدة كى تهدأ .وقفت كى تصعد اليه لټتشاجر معه الا انها توقفت مكانها .فهو رغم كل شئ لم يرغمها على ماحدث بينهم الان .بل هى بغبائها من استسلمت له بمنتهى الضعف وكأنها مراهقه لا تستطيع السيطرة على مشاعرها .اخذت تعاتب نفسها بعدما جلست مكانها وهى ټلعن عشقه الذى يذلها بهذا الشكل المهين .
صعدت بعد وقت .نظرت اليه قبل ان تسحب ملابسها .كتبت ورقه ووضعتها بجواره وذهبت .كانت ساعات الفجر الاولى قد تسلل نورها وهى تخرج بسيارتها تتجول فى الشوارع ودموعها تغلب عليها .
تجولت لساعتين حتى اشرقت الشمس .طرقت باب شقه نهى صديقتها .والتى استقبلتها شبه نائمة .كانت نهى قد انفصلت عن زوجها وهو زميل لهم بالجريدة مؤخرا بسبب بخله الشديد معها .لتخلعه بقضية خلع من اول جلسة .
.......
مد يده يتحسس مكانها فلم يجدها .اعتدل وهو يناديها الا انها لم تجبه .وجد على الوسادة بجانبه ورقه مطوية .فتحها فوجد فيها جمله واحدة 
طلقنى 
طبق الورقه بعصبية ورماها بقوة قبل ان يسحب ملابسه ليرتديها.

.............
جلست على سرير نهى تحكى لها وهى تبكى عما حدث منذ جاءها ليله امس وصولا لمكالمه هيفاء والصور التى ارسلتها
استمعت لها نهى فى صبر قبل ان تقول لها ساخرة 
نهى لاء فهمينى من الاول كده تانى ...يعنى انتى طالبة الطلاق والمفروض مش طايقاه على كلامك ليا بقالك كام شهر من ساعه مارجعتى من عنده 
اجابتها صافى اه 
فأكملت نهى قائله بس لما جالك النهاردة سکړان قلبك الضعيف ياعينى مستحملش منظره ودخلتيه البيت 
اجابتها صافى 
ايون يابنتى 
نهى ساخرة بإندهاش اه تمام ...ولما باس حضرتك مقدرتيش تقاوميه وايه ......عملتم علاقه ....لاء دى مش علاقه واحدة ده انتم عشتم ولساعات صح كده 
اجابتها صافى بضيق ايون يابنتى 
نهى بصوت عالى وبعدين ضرتك ام غل وقلب اسود بعتت لك صوره وهو سکړان مع شوية نسوان فحضرتك كرامتك نقحت عليك وسيبتى له ورقه مكتوب

فيها طلقنى صح كده 
وبعدين يظهر بس اودامك دلوقتى تترمى فى حضنه و ترجعى تسامحيه زى العادة صح كده ياروحى 
هزت صافى رأسها فى ضيق قبل ان تقول 
صافى ماهو عشان كده قلت اجى عندك عشان ما اشوفهوش .لانى لو شفته عارفه انى هضعف اودامه وهسامحه وانا مش عاوزة اسامحه ولا عاوزة اشوفه ولا عاوزة انجرح منه تانى .انا عاوزة ارجع قوية يانهى .عاوزة انساه ..عشان خاطرى متخلنيش اشوفه ولا اسمع صوته 
زمت نهى حاجبيها قائله افلح ان صدق .ماشى ياستى .افضلى هنا اليومين دول لحد لما يسافر ولما يسافر اعملى زي ما عملت وارفعى عليه قضية خلع وانتى هتتطلقى منه من اول جلسه 
اجابتها مقدرش ارفع قضية خلع .انا مش عاوزة ابقى مادة دسمه للصحفيين خصوصا ان قصتى مع طارق لسه منتهية الفترة دى وما صدقت ..وسارى كمان شخصية عامة ومهما كان ميستحقش اسمه يتأثر بكلام الصحفيين بتوع بير السلم 
نهى انتى حرة .اللى تشوفيه
..............
قاد سيارته طوال اليوم وهو يبحث عنها .ذهب لشقه ابيها فلم يجدها .فكر فى كل الاماكن التى من الممكن ان تذهب اليها وذهب بحثا عنها فيها .حتى الكورنيش تجول امامه لساعات لعله يلمحها هناك .لم يترك فندق الا وسأل فيه .حتى هداه تفكيره ليتصل بعبدالحميد بعد منتصف الليل ليوقظه من نومه كى يسأله عن اقرب صديقاتها اليها فأعطاه اسم نهى وعنوانها بعدما ضغط عليه ليعطيه اياه.



كانا بالبيت عندما سمعا جرس الباب فإستغربت الاثنتان عن الزائر فى هذا الوقت .نهضت صافى واقفة قلبها يخفق بقوة لا تعلم لماذا بينما تحركت نهى خلف الباب قائله بحذر 
نهى مين 
اتاهم صوته بهدوء انا يامدام نهى .سارى الايهم 
صعقټ صافى لسماعها صوته ونهى تتطلع اياها تنتنظر منها ان تشير عليها بما تفعله قبل ان تشاور لها صافى بأنها ستختبئ بالداخل .
فتحت نهى الباب نصف فتحته قائله فى تحفز ايوه يااستاذ سارى خير كان نفسى اقولك اتفضل بس حضرتك شايف الساعه كام ده غير انى ست وحيدة لو كنت تعرف انى انفصلت عن الندل اللى حضرتك ممسكه القسم الاقتصادى واللى اثر فيه وخلاه انسان بخيل و
قاطعها بضيق قائلا انا اسف ياستى على مجى فى وقت زى ده ...واسف ان جوزك قصدى طليقك طلع بخيل .تحبى ارفضه لك 
فتحت فمها غير مصدقه قائله بلهفه انت بتتكلم بجد طب ياريت 
صمتت فجأة بعدما ادركت ما يسحبها اليه .قائله بنفس حدتها السابقه طب حضرتك مقولتليش عاوز ايه منى دلوقتى 
اجابها عاوز مراتى 
اجابته ومن قال ان مراتك عندى 


اجابها بجدية عربيتها اللى تحت 
صدمت صافى وهى تستمع اليهم من خلف الباب وهى تضع يدها على فمها 
اجابته نهى طب بفرض انها هنا ومش عاوزة تشوفك ايه الحل 
ازاحها عن طريقه بيده ليدخل وهى تتبعه قائله بصوت عالى 
نهى لو سمحت يا استاذ سارى .ميصحش كده 
اخذ يفتح غرف التى تقابله حتى وصل للحجرة التى توجد فيها .حاول فتح المقبض الا انه وجده مغلقا .بادرقائلا ونهى تنسحب لبعيد 
سارى صافى ..انا عارف انك جوه ..لو سمحتى اخرجى .خلينا نتكلم ولو عاوزة تتخانقى معايا وتصرخى فيا انا راضى وهستحملك بس بلاش تهربى منى .انا بحبك ياصافى وعاوزك ...صافى من فضلك افتحى الباب ..انا من الصبح بلف الشوارع كلها بدور عليك زى المچنون .مسبتش مكان ممكن تكونى فيه الا وروحته ...انا كل اللى عاوز افهمه ايه اللى جرى احنا كنا كويسين .جرى ايه ليه مودك بيقلب فى لحظة كده زى موج البحر اللى مببقاش فاهم هو فعلا هادى ولا مخبى ورا هدوئه ده عاصفه هتطيح بكل حاجة فى لحظة 
جلس مكانه مستندا على باب الغرفه قائلا بيأس 
سارى انا تعبت يا صافى ..تعبت من انى اظهر بمنظر الراجل الضعيف اللى انا بقيته بسببك ده 
استندت هى الاخرى على الباب وهى تجلس خلفه فى حزن تستمع اليه فاكمل بحزن 
سارى انا سايب شغلى ومالى وولادى ومبعملشى حاجة غير انى بدور عليكى .وبحاول طول الوقت اكسبك ..افتحى ياصافى ..لان دى يمكن تكون اخر محاوله ليا معاكى 
سمع صوت المفتاح يفتح فنهض واقفا امامها وهى تواجهه بثبات وجدية قائله 
صافى خليها المحاوله الاخيرة ياسارى واكسب نفسك وارجع لمراتك وولادك ولحياتك اللى كانت قبلى وسيبنى أنا كمان ارجع لنفسى 
سألها بيأس انتى عاوزة ايه يا صافى 
اجابته وهى تنظر لعيناه بتحدى عاوزاك تطلقنى 
رفع رأسه للحظة وكأنه يستعيد هيبته التى سلبتها منه قبل ان يتنفس بعمق قائلا بكبر تمام ...خليكى فاكرة انى حاولت وانك مقدرتيش ده ...انتى طالق ياصافى ..استريحتى كده
قالها وهو ينظر اليها بنظرات جادة قبل ان يغادر منصرفا 
خرجت وراءه .جلست على الاريكه بهدوء .اقتربت منها نهى وهى تربت على كتفها .قائله لها بمواساه 
نهى ارتحتى كده  
هزت صافى رأسها بهدوء ممزوج بالحزن بالايجاب 
...................... 
قبل ذلك بساعات 
اتصل طارق بهيفاء بناءا على خطة وضعاها خلال المرة التى التقيا فيها سرا بعدما وصلت اليه هى اولا . ليبلغها بنجاح الجزء الخاص به وهو استدراج سارى من خلال معرفته المشتركه لفتاة كانت على علاقه بسارى قديما .اقتضت مهمة الفتاة اقناع سارى بالخروج للسهر معا وبالفعل نجحت فى ذلك خاصة مع حاله الاحباط التى كانى يعانى منها بسبب خلافه مع صافى .شرب سارى كثيرا وقتها الا انه نهض فجأة مغادرا بعد التقاطهم عدة صور له وهو وسطهم وطارق خلفه يتبعه بسيارته حتى دخوله فيلا صافى .فأبلغ هيفاء بهذا بعدما ارسل اليها الصور لتكمل هى باقى خطتها بالاتصال بها وارسال صوره كى تقطع اى فرصه لهم معا
كان قد مر على طلاقهم عدة اسابيع .قررت فيه السفر للندن للعمل هناك بعدما اتاها عرض للعمل بهيئة الاذاعه البربطانية .خاصة بعدما احست برغبة امها فى الاستقرار مع اختها بالسعودية وشبه استقرار كريم مع جدته لابيها والتى تعلق بها جدا فى وقت قياسى جدا خاصة بعدما رأى منها الحب والحنان .
علمت صافى بعد فترة من نهى انه عرض جميع املاكه بالقاهرة للبيع بما في ذلك الجريدة وشركات الانتاج والاعلانات
اضطرت ان تذهب للجريدة لأخذ ملف اوراقها لاستكمال اوراق السفر 
دخلت صالة التحرير فرحب بها الجميع أحست به يتطلع اليها .التفتت الى حيث مكتبه فوجدته يقف خارجه وهو يودع احد ضيوفه .يرتدى تيشرت رياضى على بنطال من نفس الخامه .وقفا يتطلعان الى بعضهم البعض بنظرات لوم وڠضب قبل ان يدخل لمكتبه مغلقا الباب ورائه بعصبية.
انهت اوراقها بعد وقت ثم دخلت لمكتب عبدالحميد تودعه .اخذا يدردشان فى عدة امور قبل ان تنصرف مغادرة 
وصلت للاسانسير وجدته يكاد يغلق فضغظت الازرار كى يفتح .فتح فوجدته امامها .تنحنحت فى حرج فى تردد فى ان تستقل معه المصعد ام تنتنظر .وقف يتطلع اليها بضيق فى انتظار ماستفعله .كاد الاسانسير ان يغلق فمد يده ليوقفه كى تصعد معاه بنفاذ صبر .دخلت بخطوات ثقيله .وقفت امامه بينما استند هو من خلفها على مسند معدنى بالاسانسير .عبق المكان برائحه عطره .اغمضت عيناها فى تأثر وهى تحس بروحها تكاد تدمى من تحتها

وبقلبها يخفق بقوة حتى ليكاد يتوقف . احست بدمعه تنسدل على خدها من الۏجع اخرجت نظارتها الشمسية وارتدتهافى قهر. .وقف هو خلفها يدعى اللامبالاة وهو يتطلع اليها ابتسم وهو يتذكر اول لقاء لهم .نفس المكان ونفس الشخصان .الاختلاف الوحيد هى تلك المشاعر اللعېنة التى تعتصر روحه وهى قريبة منه لهذه الدرجة ولا يستطيع احتضانها .اكثر من ذلك الالم البغيض وهى بعيده عنه تاركه قلبه يئن من ۏجع الفراق .
مرت الدقائق القليله وكأنها ساعات صامتة وكلا منهم على حاله .توقف المصعد فى الدور الأول .تقدمت لتخرج فتعثرت قدماها .كادت ان تسقط فأسندها بقوة دون ان ينطق بحرف .اعتدلت واقفه ونظرت خلفها فوجدته يغادر مقر الشركه بعيدا.
قادت السيارة بعصبية ودموعها تنهمر پقهر .تتذكر نظراته الصامته اليها كما لو كانت غريبة عنه لم يجمعهم الحب يوما .
اوقفت السيارة جانبا واڼهارت باكية بصوت عالى 
طوال طريق ذهابه للمطار .ظل فى الخلف صامتا حتى ان السائق نبهه لصوت هاتفه والذى لم يكف عن الرنين طوال الوقت .ظل ينظر للطريق من خلال نافذة السيارة يبتسم فى حزن وهو يتذكر اوقاتهم معا .تلك الساحرة الصغيرة التى سلبته عقله وروحه وكأن القدر ينتقم منه فى صورتها .سارى الأيهم بكل هيبته وجبروته .ملك الليل .هارون زمانه بنسائه الجميلات .كما كان اصدقائه يطلقون عليه يرضخ الأن لامرأة واحدة صغيرة تتحكم به وبروحه الجريحة فى هدوء .وكان ۏجع قلبه من الفراق ليس كافيا ليقابلها اليوم صدفه وهو ينهى كل اعماله فى القاهرة ليهرب من مكان قد يجمعهم يوما 



أحس بالضيق اكثر وعبدالحميد يحكى له عن نيتها للسفرخارجا وعن تجهيزها لاوراقها.
سأل نفسه فى ضيق ...هل سيكون هذا هو لقائهم الاخير بهذا الشكل المهين وكأنهم اغراب لم يجمعهم العشق يوما دون حتى كلمه وداع واحدة تثلج روحه لعله يهدأ ويتقبل الامر .
دعا عبدالحميد صافى لحضور فرح ابنته والتى كانت صديقتها منذ ايام الدراسه الجامعية .حاولت الاعتذار الا ان العروس اصرت فوافقت على مضض.
ارتدت يومها فستان أسود لامع ضيق حتى الخصر بدون اكمام مفتوح الصدر بعض الشئ نزولا على اوسع وصولا للقدمين مع فتحة طويله تظهر احدى قدميها .حرصت ان ترتدى معه حذاء ذو كعب عالى فى سابقه اولى لها .حيث لم يسبق لها ارتداء مثل هذا الكعب العالى من قبل .حرصت على ان ترفع شعرها للاعلى كملكه اغريقية بعدما زينته 
وقفت مع بعض من زملائها وزميلاتها يضحكون وهم يتذكرون ايام الدراسة .التفتت فوجدته يدخل الحفل فى كامل اناقته مرتديا بذله فاخرة فارضا هيبته ووجوده لحظه دخوله وان كانت قد لاحظت تأبط احدى الفتيات الجميلات لذراعه .احست پالنار تتآكلها من الغيرة وهى تتابع دخوله بإبتسامته الجذابة تلك 


لاحظها هو الاخر فور دخوله تقف متألقه وسط زملائها الشباب .نظر فى سرعه لفستانها المثيروالذى كشف عن ساقها بحرية .عبس وجهه وهو ينظر اليها بضيق يكاد يتحرك ناحيتها ليفتك بها بكل الڠضب الذى يتملكه .
جلس قبالتها هو وفتاته يتهامسون .ازدادت غيرتها فإستجابت لمحاولات زميل قديم لطالما حاول التقرب منها منذ كانا زملاء بالجامعه .اخذت تتعمد الضحك على نكات زميلها السخيفه بصوت عالى .جعلت النيران تشتعل اكثر بداخله وهو يرمقها بنظرات مختلسه بين الحين والاخر .فجاة أحست بدوار ومغص حاد يعتصر داخلها .وضعت يدها على رآسها وملامح الإعياء تشتد عليها .سارت بخطوات ثقيله بسبب ما تحسه بخلاف الم قدمها جراء حذائها ذو الكعب العالى .تحاملت على نفسها حتى خرجت من القاعه ثم استندت كى تصل للحمام .حاولت السير وحدها فكادت ان 
تنحنحت فى حرج وهى تحاول التخلص من ذراعيه .فأوقفها ثابته قائلا لها بجدية 
سارى انتى كويسة 
كان شعور الاعياء قد ازدادت حدته بسبب تنشقها لرائحه عطره خاصة .وضعت يدها على فمها وهى تشعر بالغثيان يغلب عليها 
استغربها فسألها مرة اخرى بقلق صافى انتى كويسة شكلك تعبانه 
لم تجبه وهى تجرى بخطوات متعثرةنحو حمام السيدات .ظلت بداخله تفرغ كل ما بمعدتها فى الم حتى نزلت دموعها على خديها.
خرجت بعد وقت وهى تمسك بحذائها العالى فى يدها 
خرجت فوجدته واقفا بالخارج .تطلع اليها بقلق قبل ان يلاحظ الحذاء بيدها وبالفستان للاعلى كى لا تتعثر به مما كشف عن فتحه فستانها و التى كشفت عن ساقيها.
زم شفتيه فى ڠضب وهو يتنفس بعصبية قائلا لها 
سارى لما انتى مبتعرفيش تلبسى كعب عالى بتلبسيه ليه وبعدين نزلى الزفت الفستان اللى كاشف رجلك ده 
اجابته بعصبية وهى ماتزال تحس بالإعياء وانت مالك انا حرة .. وبعدين عدينى خلينى اروح 
لاحظ ترنحها وهى تحاول السير فمد يده ليسندها بعصبية قائلا 
سارى تعالى هوصلك ..شكلك تعبان 
اجابته بضيق لاء روح لصاحبتك زمانها منتظراك 
قالتها وهى تحاول ابعاد يده فى عناد الا انها لم تستطع .فأحكم قبضه يده حول خصرها حتى خرجا .اشار للعامل كى يأتى له بسيارته .اجلسها برفق بعدما ارجع كرسيها للخلف كى تستريح . قبل ان يستدير الناحية الاخرى ليقود السيارة 
صمتت فى ضعف وشعور الإعياء يزداد بقوة خاصة مع تكييف السيارة 
سألها بقلق تحبى اوديكى المستشفى 
اجابته بضعف لاء انا كويسة بس ممكن تفتح الشباك .محتاجة اتنفس هواء طبيعى 
فتح الشباك وهو ېختلس اليها النظر بين الحين والاخر بقلق 
فجأة احست برغبة اخرى فى الغثيان فصړخت فيه بسرعه 
صافى وقف العربية ..وقف العربية 
اوقف السيارة جانبا ففتحت الباب ونزلت على ركبتها تفرغ مافى معدتها فى ألم .نزل هو الاخر 
اجابته بسرعه لالا انا كويسة بس من فضلك ابعد 
اجابها بضيق وهو ينحنى لحملها انتى مچنونة .انتى فاكرة للحظة انى ممكن اتضايق من حاجة زى دى ...انت حبيبت.....
وصمت وهو ينظر لعيناهاقبل ان يعود بها للسيارة مرة اخرى .منطلقا حتى قابلته محطة وقود فتوقف فيها ونزل للسوبر الماركت الصغير الملحق بها .اشترى منه عصائر وشيكولاتات وبسكوتات متنوعه 
عاد اليها فوجدها قد غفت فى النوم .ايقظها وهو يعطيها عصير لتشربه فشربته بإعياء .نظر اليها متأملا حتى وصولهم للفيلا .رحب به الحراس قبل ان يفتحا لهم البوابة 
دخل للفيلا وهو يحملها بين يديه وهى ماتزال فى حاله اعياء 
وضعها بسريرها .واتجه لدولابها .اخرج منه قميص قطنى قصير .اتجه به اليها قائلا لها 
سارى صافى ..تقدرى تغيرى الفستان ده لحد لما ارجع لك 
هزت رأسها بالايجاب 
غادر بعدما اغلق الباب ورائه .نزل للاسفل وغاب حوالى ساعه .عاد بعدها مرتديا قميصه الابيض فقط بعدما رفع اكمامه وخلع عنه الكرافته حاملا صينية طعام 
كانت صافى قد غفت لبعض الوقت قبل ان تسمع صوت طرقه على الباب لتجده على هيئته هذه .تأملته بإشتياق وهى تراه يجلس بجوارها قائلا لها فى حنان 
سارى عامله ايه دلوقتى 
اجابته بضعف افضل كتير الحمدلله وشكرا على مساعدتك وبعتذر انى عطلتك 
اجابها مستغربا عطلتينى عن ايه 
اجابته

وهى تتظاهر بالامبالاة يعنى خليتك سيبت صاحبتك او مراتك الجديدة 
ابتسم لفهمه ماترمى اليه فأجابها بإستفزاز قائلا 
سارى لا ولا يهمك ..انا كلمتها وهى متفهمة 
عبس وجهها وادارات وجهها عن ملعقه الطعام الممدوة الى فمها فبادرها قائلا 
سارى طب كلى عشان تتماسكى شوية 
ابعدت الاكل بعدما احست بالغثيان وهى تسد انفها عن استنشاق رائحته قائلة ايه ده انت طبخت الاكل ده
اجابها اكييد لاء .بعت اشتريته بس ماله الاكل .شكله كويس وريحته حلوة 
فجأة انتبه ونظر اليها مطولا قائلا لها 
سارى صافى انتى حامل 
ارتبكت قائله بتلعثم حامل ايه لاء طبعا .ده برد فى معدتى 
سألها بإرتياب اكييد !!!طب تعالى نروح المستشفى نتطمن اكتر 
اعتدلت فى مكانها قائله بعناد لاء طبعا .وبعدين انا بقيت كويسة ..ومتهيألى ان وجودك هنا دلوقتى مبقاش له معنى 
رفع حاجبيه قائلا افهم من ده انك بتطردينى 
لم تجبه فنهض واقفا قائلا بصرامة انا هفضل تحت لو احتجتى لى فى حاجة .حاولى تاكلى اى حاجة ولو احتجتينى نادينى بس 



قالها وهو يغلق الباب ورائه .نامت من التعب بينما ظل هو فى الاسفل يشاهد التلفاز فى ملل .صعد ليطمئن عليها عدة مرات فوجدها نائمة بعمق .جذب الغطاء عليها ونزل للاسفل 
استيقظت فى الصباح الباكر على شعور اخر بالغثيان فجرت للحمام واغلقت الباب ورائها .كان سارى قد صعد اليها .نظر للسرير فلم يجدها حاى سمع صوت تأوهها بالحمام فوقف خارجه يسألها فى قلق 
سارى صافى انتى كويسة  
اتاها صوتها قائله بضعف سارى 
اجابها بلهفه ايوه ياحبيبتى ..انا هنا
اجابته من بين دموعها انا بمۏت ... ممكن تساعدنى 
فتح الباب فجأة فوجدها تفترش الارض فى اعياء وحبيبات العرق تغطى جبينها 
حملها لسريرها وهو يتحسس وجهها الشاحب فوجده باردا كالثلج فتعصب قائلا 
سارى هتنزلى معايا لمستشفى ولا ابعت اجيب هنا مستشفى كامله بمعداتها.
انتفضتفى قلق قائله لاء ولو سمحت امشى بقى .اخرج من حياتى كلها .انا مش عاوزة اشوفك تانى .




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close