رواية انت فؤادي ( قدري انت ) الفصل العشرون 20
الحلقة (20)
لم تسفر مشاهده الفيديوهات المتعلقه باختطاف ندى عن اي دليل عن المشتبه بهم ،، فلم يلحظ جاسر من مشاهدته للفيديو لعشرات المرات ،، سوى بخروج ندى مستندة على ذراع شاب كان يتلقفها بعناية ،، تحولت عينا جاسر لجمرتين مشتعلتين من شدة انفعاله فقال صارخا : فين رئيس المول المخروب دا !!!! ازاي يعني تحصل عمليه خطف ومحدش يلاحظ!!!! ايه الهبل دا!!!!
فين مدير المخروب دا!!!!!
تقدم رجل في منتصف الخمسينات من عمره وقال بتردد : ايوة يا باشا اوامر حضرتك!!!
تقدم جاسر نحو الرجل العجوز وامسك بتلابيب قميصه قائلا بعصبية : انت غبي يلا انت،، ازاي يعني تحصل عمليه خطف ولا منشاف ولا مندري !!! والله العظيم لكون قافل المخروب دا ومش هكون جاسر السيوطي ان ما قفلته بالشمع الاحمر كمان!!!
قالها و توجه خارجا برفقة قوة من عناصر الشرطة ،، التي لم تتوانى عن احداث أضرار بالغة بمحتويات المول بأمر جاسر الذي ما ان غادر حتى توجه نحو مكتبه لمتابعة قضية حبيبته ،،
وعلى الجانب الآخر دلف خالد الى غرفة ندى ليقع بصره عليها جالسه بلا حراك بجانب النافذة تنظر للخارج بصمت بالغ ،، تقدم خالد نحو ندى بهدوء ما لبث ان امال جسده نحو ندى وادار وجهها باتجاهه ناظرا لعينيها بتمعن ما لبث ان نطق وقلبه يحترق على صمتها المقلق قائلا : وبعدين معاكي يا ندى هتفضلي قاعده كده ،، مينفعش اللي انت بتعملي دا ،، والله مينفع،، ططب كلي لقمة تسندي نفسك فيها ،، وتابع بانفعال : قومي يا ندى متفضليش ساكتة كده!!! طب صرخي اضربي او حتى هزقيني بس متسكتيش انتي كده مش بس بتوجعني انتي بتحرقيني جامد ،، انا مش قادر اشوفك كده قومي يا ندى قومي
ارجووكي،،،،،،!!!!!
بدأت الدموع تظهر في مقلتي ندى الصامتة تماما والتي جاهدت بعدم ظهورها الا انها لم تستطع !!!
مرت على الغرفه لحظة من الصمت التام من كلا الطرفين الى ان نطقت ندى اخيرا قائله بهدوء : خالد انا الحقيقه مش قادره اصدق اللي انت بتقوله مش قصدي انك كداب والله بس انا لازم اتاكد بنفسي ومش هتاكد الا ازا رجعت عند جاسر و،،،،،
هم خالد بمقاطعة ندى الا انها اشارت له بعدم مقاطعتها وتابعت قائلة بارهاق : خالد انا تعبانة اوي ارجوك قدر ،، خخالد انا!! وصمتت لبرهه واكملت بصوت مختنق بالدموع : انا مخنوقة اوي ومش عايزة افضل هنا ،، خالد انا من وانا طفله دائما كنت اخويا بالنسبالي مش هينفع اللي انت بتطلبه مني دلوقتي!!
خالد انا بحبك !! بس زي اخويا والله ،، مش هقدر اشوفك بحاجة غير انك اخويا الوحيد وسندي بالدنيا دي !!!!
وفجأة وبدون سابق انذار انهارت ندى وبدأت بالبكاء بشده و اخذ جسدها ينتفض وصوت شهقاتها يعلو ،، وبالرغم من حزن خالد من كلماتها الا انه لم يمنع نفسه من احتضاننها ،، ولكن مع اختلاف الشعور لديه فقد كان الحضن الذي احاطها به مليئ بمشاعر الاخوة والحنان والذي افتقدته ندى من سنوات طويله،، فما ان تلقف خالد ندى بين احضانه ،، اخذت تتشبث بقميصه باحتياج شديد وهي تقول بدموع : ايوة دا خالد اللي انا عاوزه !! خالد اخويا اللي كل حاجة ليا بالدنيا بعد ماتو بابا وماما وتركوني لوحدي!! ،، سندي وعكازي ،، دا خالد اللي انا بحبه،،،،،،
شدد خالد على ندى واخذ يهدئها قائلا بخفوت وكأنه يهدئ طفلة : شششششش اهدي يا ندوش اهدي يا عصفورتي اهدي يا فراشتي ،، اهدي يا ندوش وكل حاجة هتبقى بخير متخفيش انتي بس ،،يلا بقى امسحي اللؤلؤ دا اللي على وشك وتعالي نتغدى سوا،،،،
قالها وسحبها ورائه حاثاً اياها على تناول الطعام وبعد العديد من المحاولات العديده مع ندى بدأت بتناول الطعام بعد جهد كبير من خالد ،، الذي كما يقال وضع على جرحه اكياس من الملح!!!! فما ان رأى دموع ندى على وجنتيها ،، شعر بمدى دناءته وانانيته في تملكها دون مراعاة لشعورها و احساسها !!!!!
فاخذ خالد يتأمل ندى بشرود وهي تتناول طعامها فقال في نفسه " مش هسيبك ندى تزعلي بعد كده ،، مش هكون ليكي الا اخوكي وهكون سندك ،، انا اسف يا ندى على كل حاجة عملتها معاكي وهعوضك والله كل كل لحظة جرحتك او كسرتك فيها ،، هنسيكي كل لحظة هربتي مني بدل ما تتحامي فيا!! اسف يا ندى آسسف!!!!
وما ان أنهت ندى طعامها التفتت نحو خالد وسألته بحيرة : طب انا ازاي دلوقتي هرجع لجاسر !! هقوله ايه؟ خالد بجديه : متقلقيش من اي حاجة دلوقتي انتي بس ارتاحي في اوضة بتاعتك لحد المسا وباذن هتكوني عند جاسر ،، وصمت لبرهه ثم اكمل بقلق : مع اني مش حابب رجعتك عند الوحش دا !!!
ندى بتصميم : انا لازم اتاكد من اللي قولته دا يا خالد واعرف ان كان جاسر فعلاً اتجوزني عشان ينتقم ولا لأ ؟؟؟؟؟