رواية قلب ارهقته الحياة هدي وخالد الفصل التاسع عشر 19 بقلم هناء النمر
قلب أرهقته الحياة.............. الفصل التاسع عشر
وقف يتابعها وهى تتجول فى الشقة التى ستقضي فيها أيام سجنها لحين أن يأخذ منها طفلها ،
كانت شقة راقية ، تتكون من 4 غرف وصالتين وثلاث حمامات ومطبخ مفتوح على صالة منهما ،
دخلت غرفة النوم الرئيسية ، فوجئت بوجود حقائبها أمامها على الأرض ، ابتسمت واتجهت للشرفة ، فتحتها ووقفت أمامها ، اجمل ما فى هذا المكان هو كثرة المساحات الخضراء فيه ، تكاد تكون أكثر من المبانى نفسها ،
دخل خلفها بدقائق ، وجدها تقف فى الشرفة ، رغم انتباهها لدخوله لكنها أم تلتفت له ، اقترب منها وهو يسأل
..عجبتك ؟
... ولا معجبتنيش ، هتفرق ايه ؟
...بلاش كدة ، ارجوكى ياهدى ...
..ممكن تسيبنى اغير هدومى ...
...ممكن طبعا ، انا اصلا خارج ...
عندما وصل للباب استدار لها
...بلاش تحاولى تخرجى ياهدى ، فى برة اللى هيمنعك ...
...كمان عاملين عليا حراسة ...
...مهو مش هيسيبهالك مفتوحة كدة ، ولا كان هيوافق انك تعيشى لوحدك كدة إلا بشروط ...
...تصدق عندك حق ... قالتها بسخرية
...الدفتر ده فى أرقام السوبر ماركت والصيدلية وأسماء وأرقام مطاعم كتير ، وفى فلوس فى الدرج ده ، اطلبى اللى انتى عايزاه ، يجيلك لحد هنا ...
..شكرا ...
تركها وخرج ، ثم سمعت صفعة الباب الخارجى ، جلست على الأرض لا تصدق ما وصل إليه حالها ، لو سمعت كلام أمها وما تركت البلد ، لما آل الحال لما عليه الآن .
سندت رأسها للحائط ، هى حقا تحتاج لتتحدث ، لتخرج كم الشحنة التى بداخلها فى الحديث لأحدهم ، لكن من ستتحدث إليه فى هذه الوحدة القاتلة ،،،،منى ،،،،
وبدأت محاولات الاتصال بها .
***********************
بعدما قصت عليها ما حدث لأكثر من ساعة
.... طيب الشرط الأولانى ومقبول ومفهوم ، طيب والتانى، ايه اللى خلاكى تقررى أن الموضوع ده يتم المعاشرة، ليه ميكونش زرع وتكون البويضة منها فعلا ...
...كان لازم يامنى ، مينفعش غير كدة ، انا مش هقطع ابنى ويقضى طول حياته مقسوم اتنين وميعرفش مين أمه ، لازم يكون له أم واحدة حتى لو مش هى اللى فى شهادة ميلاده ، مسيره يوم هيعرفنى ، وهيجيلى ، قلبى حاسس بكدة ...
...يانهار ابيض ، ياهدى ، حرام عليكى تعيشى كل ده لوحدك ، كنتى قلتلنا . ...
...ولو قلت ، هتعملولى ايه ، لا انتى ولا أمى ولا اخواتى ، ولا عندى أى حد يقدر يعملى أى حاجة ، يعنى وحيدة من يومى زى ما بيقولوا ، وضعيفة ، يقدروا يضيعونى فى اى لحظة ، وكانوا هيعملوها، لولا وافقت . ..
..طيب وبعدين ...
...ولا حاجة ، هعمل اللى هم عايزينه ، وارجع مصر ، وبعدين بقى يحلها ربنا ...
..وخالد ، ايه نظامه ، ابيض ياورد ...
...خالد مغلوب على أمره ، زييو زييى، ميقدرش يقف قدام ابوه مهما كان ، وأن وقف مش هيكون عشانى انا يامنى ...
...مش عارفة اقولك ايه بس ...
...متقوليش حاجة ، انا كلمتك بس لأنى فعلا كنت محتاجة أحكى ، وإلا كنت اتجننت، ومينفعش مع ماما ولا البنات ، هيموتو من القلق وخلاص ، وخدى بالك ، اوعى لسانك يخونك مع حد ...
...متقلقيش، ربنا يستر ، هطمن عليكى أذاى ...
...هبقى اكلمك انا لما تسمح الظروف ...
************************
أما عن خالد ، فقد ذهب لوالده كما طلب منه ، اوصلها بنفسه للشقة ولم يتركها للأمن يوصلوها كما طلب والده .
...تعال ياخالد ، إيش الأخبار ...
... ولا شي...
...ما تزعل منى ، ما قصدت يحصل بهيك طريقة ، لكن ابيك تعترف أنى سويت شئ بتريده ..
...أنا ...
... كنت بتريدها، وأنا سويتلك الطريقة ...
... ما كنت ابيها بهيك طريقة ...
...إيش تبغى ، تطلق ليان ، وتتزوجها ، بتفتكر أنها تصلح تكون زوجة لخالد فياض ...
...بتعرف أنى ما اعتبر نفسى منتمى لهاالعيلة من بعد ما كسحتونى. ...
...ما حدا كسحك ياخالد ، انت تركت البيت برغبتك....
...الكلام فى الماضى ما صار مهم بالنسبة الى ، إيش تبغى منى دالحين . ..
... أبيك تعرف أنى ما راح اسمحلك بأى شي غير ما أبغى انا ...
...ما تقلق من ها الموضوع، لكن ابيك تعترف أنه ابنى انا ، ابنى ياأبى ...
...وحفيدى ياخالد ...
...ياأبى، لاخر مرة بأرجوك ، ما تدخلتى فى هذي الدوامة ، ممكن اتجوز طبيعى د وأعطيك الحفيد اللى ابغيه ، انا ما عديت 27 سنة ...
...انتهى الكلام ياخالد ، ماراح تطلق ليان ، والطفل راح يكون ابنها ، وانت ما راح تسوى أى شي غير هيك ، وإلا والله ياخالد ، انهيلك هاى البنت من على وجه الأرض ..
... وصلت لآخرها ياأبى، العمر قصير يابية ، قصير ...
..،وصلت لأنك تتمنى لأبوك الموت. ..
...والله ما اتمنيته ابدا ، اتمنيتلك طولة العمر ، لأن ما إلى غيرك ياأبى ، لكن انت نفسك كنت فى حضن الموت ، والأعمار بيد الله ، ابغى أمشى من هنا ، سلام عليكم ....
************************
عاد خالد لهدى مرة أخرى ، وجدها تقف فى المطبخ ، تجهز طعام للعشاء ، لكن من استغراقها فى التفكير ، لم تنتبه لدخوله ،
إستمر يراقبها لثوانى وهو يفكر فيها ، للحظة أدرك أن والده لديه حق فى شئ واحد ، هو أنه يجب أن يستمتع قدر ما يستطيع، فهو لا يعلم حتى كم من الوقت سيبقى معها .
....بتعملى ايه ؟
انتفضت هدى من المفاجأة
... انا اسف ، معرفش انك سرحانة اوى كدة ..
...السرحان شوية اوى على اللى انا فيه ده ...
اقترب منها وهو يتجول بعينيه فيما تفعل
...بتعملى ايه ..
... مكرونة بالصلصة وفراخ ...
...ليه تتعبى نفسك ، كنتى طلبتى أكل وخلاص. ..
...انهارضة ولا بكرة ولا بعده ، الموال طويل ...
...أساعدك طيب ...
... خلصت ، هتاكل معايا ....
...اكيد ، مأكلتش من الصبح ...
ظهر التوتر الواضح على هدى فى وجوده ، توتر اندهشت منه هى نفسها ، ولاحظه هو ، يبدوا أنها قلقة من المفترض انه سيحدث الآن معه ، ولديها الحق فهى من المفترض أنها بكر ، لم تذق من هذا النوع من الحياة بعد ،
وقفت لتغسل اطباق الطعام ، وقف خلفها وهو يقول
.... أنتى مغطية شعرك ليه ...
تجمدت هدى من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل ، لكنه لم يهتم وأكمل
...أنا لوحدى هنا معاكى ، وفرض أنى جوزك ...
لم ترد ومازالت مكانها لم تتحرك ، اقترب هو ، انتفضت من لمسة يده لكنها لم تتحرك ولم تقاوم ،
أدارها لتواجهه ، امتدت يده لفك حجابها ، أنزل الحجاب ، وفك رباط شعرها ، فانسدل على ظهرها ،
ابتعد عنها خطوة وتأملها للحظة ، ثم قال
..تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك ...
... مراهن على ايه ...
..إن لونه بنى ...
...كويس ، كسبت الرهان ...
..تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا ...
...بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان ...
...عندى انا أجمل ..
بمجرد ما أنهى كلمته و بدون اى مقدمات ، تقدم منها والتهم شفتيها التى لطالما حلم بهما لوقت طويل ، لم تفكر هدى فى المقاومة ، فلطالما قاومت ، على ماذا حصلت ،
فقط استسلمت ، بل بادلت أيضا ، فهى تريده هى الأخرى ، ارادته رغم كل الظروف ، ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية .