اخر الروايات

رواية ابنة بائعة الجبن الفصل الحادي عشر11 بقلم ريناد يوسف

رواية ابنة بائعة الجبن الفصل الحادي عشر11 بقلم ريناد يوسف 



جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت الحادى عشر 11

حكيم عاود السرايا تانى يوم الصبح بعد يوم بليله قضاهم بعيد عنها وجماره اول ماسمعت حسه فالسرايا اتعدلت وبقت تعدل فشالها وهدومها وغطاها وعينها على باب الغرفه بلهفه مضاهيتهاش غير اللهفه اللى شافتها فعيون حكيم وهو واقف قبال الاوضه عيتنحنح عشان يدخلها ..

جماره بفرحه :خوش ياسى حكيم ..

حكيم دخل وعينه مفارقتش جماره ولا هى كمان عينها فارقت طوله وشكله وملامحه وعنيه ومبقتش عارفه تبص بعينها فيه على ايه ولا ايه وكل مافيه واحشها ..

حكيم قرب وقعد قصادها واتحدت بهمس وعنيه تايهه فبحر زرقة عنيها :كيفك ياجماره

جماره بنفس الهمس :توى اللى بقيت زينه ..كيفك انت ياسى حكيم

حكيم :انى توى اللى ردتلى عفيتى ياجماره ...قوليلى مش عاوزه حاجه ..اى حاجه نفسك فيها قوليلى عليها .جماره ابتسمت ونزلت عينها على اديها واتحدتت بخجل ..

اقولك الصراحه نفسى فحاجه وروحى رايحالها ليا كام يوم ..

حكيم بجديه :اخص عليكى ياجماره ..مشتهيه حاجه ليكى كام يوم ومقيلاليشى ؟!

جماره :مقولتش عشان مش فيدك تجيبها
حكيم :انى الدنيا كلها فيدى واقدر احطهالك تحت رجلك بس انتى شاورى .

جماره :انى معاوزاشى من الدنيا كلها غير بس شوية توت ...والمره بقالها كتير معتجيبش ..قطعت مخابراشى ليه !؟

حكيم بضحكه :ياااابوى على التوت وعشق التوت ..طيب انتى ناسيه ان التوت ليه اوان ومعيطرحش بعديه وكل سنه وانتى طيبه اوان التوت خلص خلاص !!

جماره برطمت بزعل :يعنى مهاكلشى توت غير السنه الجايه على اكده !

حكيم :تنفع مربة التوت اجيبهالك؟ ..تسدش موطرح التوت !
جماره :له حلاها زايد وانى نفسى عتفزع منيها ..بس ليه التوت ميقعدشى طول السنه كيف باقى الفواكه !

حكيم : عشان الفواكه التانيه عتتخزن وتتلج لكن التوت رقيق وترف كيف الناس اللى عتحبه اكده ومعيتحملشى كيف غيره من الفواكه.

جماره ابتسمت وهمست بعد مارفعت عنيها تقابل عنيه :خساره

حكيم فضل يتأمل فيها وطال الصمت ونسى العالم وحس انه من غياب يوم عنيها وحشته حد الجنون وابتدا يهمس لنفسه بكلمات اتمنى لو يقولها بأعلى صوته وجمارته تسمعها منيه ...

خبئى عينيك عنى فأنا أمام عينيكِ ...
تنهار قوانينى ..
ويهزم المنطق
أمام عينيكِ ...
ترتبك كلماتى..
وسطور الصمت تنطق
أمام عينيكِ..
تتحقق أحلامي ...
وفى نظراتك اغرق
أمام عينيكِ ...
يغفو القمر ...
وشمس العشق تشرق
أمام عينيكِ ...
أسافر فوق السحب..
وبين النجوم احلق
أمام عينيكِ ...
اموت آلاف المرات ..
ومن مقلتيك اخلق..

بعد فترة الصمت حكيم فتح خاشمه عشان يتحدت معاها لكن قطعه صوت امه اللى اتحدتت من وراه :وه ياحكيم ..معادتشى تماضر اول اللى تجري عليها لما تخش السرايا دلوكيت ! تماضر راحت عليها خلاص .

حكيم قام بسرعه وراح على امه باس ايدها وخدها ودماغها وهو عيصبح ويسلم عليها ...واه يالبة القلب عتتحدتى كيف انتى ! دانتى القلب والعين ... وبص لغاليه كيفك ياغاليه وكيف احوالك ؟

غاليه :بخير طول مانتا بخير ياخوى .

حكيم اتلفت حواليه :امال فين خاله عيشه ؟

تماضر :النهارده قامت بهمه حلفت مانفطرو غير مصفط بالسمنه البلدى من يدها وجبنه قديمه وعسل ومن غبشة الصبح راحت بيتها تخبز ففرنها وزمانها على جيه دلوكيت ..

حكيم :الله عليكى ياخاله عيشه ..اليوم ديه باينه حلو من اوله اكده ..
تماضر :رابنا يحلى ايامك ياولدى .

مخلصوش كلامهم وغاليه اتحدتت بفرحه :اهى خاله عيشه جات اهى .

عيشه :يادى النور والسرور ..توها السرايا اللى نورت بحس زين الرجال ..اصباح الورد ياحكيم ياولدى

حكيم :اصباح الفل على عنيكى ياخاله ..يديكى العافيه تعبتى حالك .

عيشه :تعبكم راحه ياغالى ..انى فديك الساعه لما اعملكم بيدى !

غاليه :طيب يلا كلنا هنفطرو مع جماره فأوضتها عشان نتلمو فالوكله الحلوه داى .

حكيم :له احنا مهنفطروشى حداها ..هى اللى هتاجى تفطور معانا اهنه .

عيشه :بس كيف ياولدى وهى معتقدرشى تحمل على قدم رجلها واصل !

حكيم :اكده ..وراح على باب السرايا ورجع جايب كرسى بعجل كيف بتاع امه ووصل عنديهم بيه :

كفاياها حبسه فالغرفه خليها تطلع تتفرطلها هبابه عشان تطيب بسرعه .

عيشه :ربنا يطيب خاطرك ويفرح قلبك قادر ياكريم .

تماضر :عفارم عليك ياحكيم خليها تقعد وسطنا صوح بزياداها نومه ..

حكيم بص لغاليه :يلا خدى الكرسى ديه قعديها عليه بس بالراحه وهاتيها وتعالى ...ومد ايده خد طبق الفطير من فوق دماغ عيشه ..وانتى روحى معاها ساعديها ياخاله احسن غاليه توقعها ولا تعطبها اصلها رشله ..

عيشه ابتسمت وراحت على غاليه اللى بصت لحكيم بطرف عين واتمصمصت ودخلت من غير ماترد

زبيده حضرت كل حاجه عالسفره وحكيم وزع الفطير وقعد حاطط اديه قدامه وفضل ينقر بصوابعه بقلة صبر وعينه على باب غرفة جماره ومستنيها تطلع وتماضر عينها عليه واول ماطلعت جماره حكيم عدل قعدته وابتسم وحست ان عنيه هيطلعو من موطرحهم من كتر ما مبرقين لجماره وعيلمعو من الفرحه لمع ...غاليه جابتها وكانت هتحطها جارها لكن حكيم قام واخد الكرسى منيها وخلى جماره على شماله بينه وبين عيشه وامه على يمينه وجارها غاليه ..

جماره بفرحه :ربنا يخليك ليا ياسى حكيم ويسعد قلبك ..والله كانت روحى طاقه من قعدة الغرفه كيف ماتكون عِلمت بيه .

حكيم ابتسم واتكالها على عنيه وقعد ياكل بنفس مفتوحه وعينه على جماره ويجيب ويحط قدامها ويغصب عليها تاكل ويمد يده يغمس لقمه من وكت للتانى يحطها فخشم امه ويحب يدها وهى تطبطب على دراعه بحنان ...

خلصو فطور وحكيم طلع وساب جماره قاعده وسطهم فالصاله وفرحانه بانها طلعت من بعد شهر حبسه و غاب ساعتين ورجع تانى ..

حكيم :جماره تعالى الجنينه هوريكى حاجه هتعجبك قوى ..امحضرلك امفاجئه

جماره بصتله وديقت عنيها وبصت للى حواليها بتساؤل والكل رفعلها كتافه بمعنى منعرفوشى حاجه .

حكيم مسك ادين الكرسى ودفعه على بره وجماره فضلت تبص بعينها يمين وشمال وملقتش حاجه غريبه غير بس نقايل شجر على جنب محطوطه ..

حكيم وقف جماره جمب نقايل الشجر ووقف قدامها ..عارفه ديه شجر ايه ياجماره ..ديه شجر تووت ..هزرعلك الجنينه كلها شجر توت عشان تقدرى تقطفى التوت وتاكليه فأى وكت وميته ماتحبى وتشتهى ..

جماره بصت للشجر بفرحه وبصت لحكيم وهمست ...ديه كتير عليا والله .

حكيم :قولتلك الدنيا كلها متكترش عليكى انتى بالذات ياجماره .

جماره بصت لعيون حكيم وركزت وسئلت بحيره :ليه عتعمل معاى اكده ياسى حكيم ..واشمعنا انى بالذات !

حكيم :عشان انتى مظلومه ياجماره ..عتتظلمى من غير ذنب فبيتى وتحت عينى وانى اللى المفروض عشيل الظلم عن الناس كلها مقادرشى اشيله من عنك ..وعشان اكده مستعد اعمل كل حاجه تفرحك وتسعد قلبك يمكن لما اشوف الفرحه فعنيكى ديه يعوض هبابه من تقصيرى فحقك ..

جماره :وانت ذنبك ايه تشيل ذنب ملكش يد فيه وصاحب الذنب باله مرتاح ومتهنى !

حكيم :مين قلك مش يمكن الذنب كله من لاول ذنبى انى .. وانى لولاى مكنتش ولا حاجه من اللى انتى فيه ديه هتوحصل معاكى .

جماره بحيره :مفاهماشى !!

حكيم بضحكه :احسن خليكى مفاهماشى ..سيبك من الحديت دلوكيت وقولى معاى نزرعو الشجر ديه فين وفين ؟

جماره :لا هو انتا اللى عتزرعه بيدك ياسى حكيم !

حكيم :انى اصلا جايبه عشان انى اللى ازرعه من يدى ..قالها وابتدا يشيل فالعمامه من على دماغه ووقلع جلابيته وفضل بفانيله نص كم وبنطلون ترنك كان لابسهم تحتها وحطهم فحجر جماره وابتدا يحفر بالفاس والكوريك الغز اللى كان محضرهم ..

طول ماهو عيحفر وعين جماره منزلتش من عليه واتمنت لو ليها الحق بأنها تقرب منيه وتمسح حبات العرق اللى عتتجمع على جبينه من تعب عيتعبه ليها وعشانها وهو الشيخ حكيم اللى يده معتشيلش ورده من الارض ..

حكيم بقا كل مايخلص حفره يزرع فيها شجره ويقرب منها جماره ويمسكها خرطوم الميه عشان تسقيها بيدها وهى تعمل اكده بفرحه ..

خلصو زرع الشجر وحكيم قعد على نص البرميل قدام المشتمل وجماره جاره بعد ماغسل وشه واتشطف من خرطوم الميه وبصو هما الاتنين على الجنينه بصه اخيره بعد ماتزرعت بشجر التوت صفين متوازيين من بداية باب السرايه لغاية البوابه يفصل مابين كل شجره واختها مترين ويبعد كل صف عن التانى ٦ متر ..

جماره :شكل الجنينه بقا حلو قوى بالزرع ياسى حكيم ..بس لسه ناقصها حاجه ..

حكيم :حاجة ايه ياجماره !

جماره :ناقصها تنزرع ورد ملون اُحمر وابيض واصفر كيف اللى حدا المهندز وتوبقى جنه ..

حكيم :من بكره تنزرع كل انواع الورود لعيونك ياجماره ..انتى تتمنى وانى عليا التنفيذ ..بس فالاول عاوز اعملك قفص سلك كبير اهنه عشان تحطى جواه عصافيرك ويقدرو يفرفرو بحريه اكبر ويفقسو ويملولك القفص عصافير صغيره ..وشاولها على جنب فالجنينه قريب على المشتمل وقصاد شباك اوضته ..

جماره بفرحه :الله ياسى حكيم ديه هيوبقى حلو قوووى ..انى مش هتحرك من قصادهم ليل ولا نهار وهقعد على طول عينى عليهم ..

حكيم :هاه قوليلى ايه ناقص السرايا تانى ولا الجنينه عشان نعملوه ونفرحو جمارتنا !!

جماره اتنهدت وردت عليه وهى باصه بعيد وكل ملامحها اتحولت للحزن :لو على راحة جماره فهى فحاجه وحده بس ..ان غازى ميعاودش السرايا تانى ولا اشوفه قبالى وتوبقى هى داى فرحتى الكبيره ..

حكيم وقف على حيله ورد بديقه :وايه جاب سيرة غازى دلوكيت..تعالى يلا ندخلو السرايا بزياده خدنا عليات النهار فالشمس احسن تعيي وانتى مش ناقصه ..

جماره ردت عليه بضحكه خفيفه :متخافش سمس الشتا بارده معتعيشى ..وهو ابتدى يدفع الكرسى بيها على ناحية السرايا وهى طول ماهى ماشيه باصه للشجر المزروع بفرحه وحاضنه جلابية حكيم وتلفيحته كنها حاضنه كنز غالى على قلبها ...

دخلو السرايا وحكيم سابها وسطهم وطلع عشان يتسبح وجماره فضلت تحكيلهم بفرحه على شجر التوت ..

غاليه :طب محنا عارفين كنتو عتزرعو شجر محنا فنسنا وراكم نشوفوكم عتعملو ايه ولما لقيناكم عتزرعو كيف عباس وقميره هزينا يدنا ودخلنا وفوتناكم ..قال ويقولها مفاجئه قال !

جماره :طب ديه احلى مفاجئه الدنيا كلها وفرحتنى قووى .

غاليه :وماله يختى مش عيب مهى دى اللى عيقولو عليها فرحة العبيط ههههههه

جماره جاوبتها ببرطمه :بس اسكتى انتى معارفاشى حاجه ..

فضلو يتحدتو مع بعض كلهم وجماره طلبت من امها تساعدها تتنقل من على الكرسى للكنبه عشان تجخى ضهرها اللى وجعها وامها قامت تساعدها وحتى غاليه قامت تساعدها معاها ..

شويه ونزل حكيم بكامل زينته وهيبته ووقاره وعنين جماره متلقياه من ساعة مانزل اول سلمه ..وحكيم كمان عينه عليها ووشه مبتسم ..

نزل وقعد جارهم وابتدو يتحدتو وطول ماجماره تتحدت عين حكيم عليها وناسى الدنيا وكل هبابه امه تماضر تحط ايدها على يده تنبهه لنفسه وترجعه لعقله اللى نسيه من ساعة اللى حوصول لجماره ..

تماضر ميلت على حكيم واتحدتت بنبره صارمه ..حكيم عاوزاك فكلمتين ..تعالا معاى غرفتى ..

حكيم قام مع امه و على عينه يسيب قعده جمارته فيها قصاد عنيه ..

دخل الاوضه هو وامه وامه قالتله اقفل الباب وراك وهو عيمل اكده ..

تماضر :وبعدهالك ياولد تماضر ..واخرت اللى عتعمله ديه ايه ..من ساعة اللى حوصول لجماره وانتا مقابلها وقاعد ونسيت نفسك ونسيت دينك وربك ونسيت الدنيا ..

حكيم :وه يمه عميلت ايه انى لكل ديه !

تماضر عميلت ياحكيم ..عميلت ياشيخ البلد ..عميلت يادارس كتاب الله ..

نسيت ان النظره سهام ابليس وانى ياما حذرتك من البصه ياحكيم.. من اول ماهويتها وانى عحذر فيك وافكرك بكلام ربنا وانت فاكر كنت عتقولى ايه ...

كنت عتقولى سيبينى احرسها بعيونى واشبع عيني منيها واصبر حالى بالنظره لغاية مااتجوزها وافضل الباقى من عمرى استغفر لغاية ماربنا يغفرلى وهو اعلم بحالى ..

طب زمان كنت عتبصلها عشان هتوبقى مرتك ..دلوكيت عتبصلها ليه ..نسيت نفسك ودينك ياشيخ ونسيت ان النفس اماره ؟ نسيت ان جماره على ذمة واد عمك دلوكيت وكل نظره ليها بمعصيه وذنب !

فوق دانتا الشيخ حكيم اللى بتحكم بين الناس بالكتاب والسنه ..امسك نفسك وحاسبها قبل ماحسابك عند رب العالمين يتقل ..

حكيم بحده :واد عمى ...وااااد عمى ..لعنة حياتى وسبب تعاستى واكبر مصيبه وقعت على راسى..

ياما قولتلك اطير وراه من حياتنا واعطيه كل اللى يطلبه قولتيلى له خليه قصاد عينك ولو حبيبك قريب خلى عدوك اقرب ...

كسرتو ضهررى بيه انتى وابوى ..انتى بخوفك منيه وابوى بوصيه وصاها على حى صغير ولجمنى بيها وميعرفشى ان الحى هياجى يوم ويكبر ويوبقى تعبان مغفلق يبخ سمه فجوف ولده !

شوفى انتى كام مره حاول يمَموتنى وفشل وكل مره كنتى تقوليلى متظلومش يمكن مش هو وانى وانتى خابرين زين انه كل مره عيوبقى هو وراها بس عتكدبى حالك وتضحكى على روحك وعليا ...

طب تعرفى انه ولا مره نجح يموتنى غير لما خد منى جماره ..تعرفى انه خنق قلبي لحدت ماموته من القهر ..تعرفى انى عتعذب كد ايه ولا قلبك بطل يحس بحكيم كيف لاول ..

بالك لو قلبك عيحس بيا كنتى همَلتينى للى جواى ومكونتيش عاتبتى ولا نصحتى ...

تماضر :مينفعش يالبة القلب ..مينفعشى اسيبك تغرق فالمعاصى واقف اتفرج عليك وممدش يدى اطلعك من وسط بحر الذنوب اللى رامى حالك فيه ..

ابعد عنيها وسيبها لمصيرها واللى كتبه عليها ربنا ومتتدخلشى ..انتا مش هتكون احن عليها من ربنا وهو القادر كيف مابلاها يرفع البلا عنيها ..

قادر ربنا يزرع الحنيه فقلب غازى عليها ويبدل الاحوال فطرفة عين ..بس ربنا ليه حكمه ..ومحدش لازمن يعترض على حكمة ربنا ياولدى والا يوبقى كفر ..
لكن تفضل قبالها اكده وفرحان ببصتك ليها وبصتها ليك وعتعلق قلبها فيك كلت يوم عن التانى وديه عذاب تانى هتكتبه عليها مهتقدرشى عليه ..

مكانتشى مرجيه منيك ياحكيم انى انى اللى افكرك بحلالك وحرامك

ارجع لكتابك وارجع للأيه اللى عتقول بسم الله الرحمن الرحيم (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) صدق الله العظيم

يعنى لو جيت لدينك وقرآنك مش بصتك عليها بس هى الحرام ..قعدتها قبالك وسماعك لصوت خطوتها وهى ماشيه حرام ..

حكيم بضيق رفع ايده وفرك وشه واتحدت بقهر : كل ديه عارفه وضميرى كل يوم عيمزعنى مزيع ومختشى من ربنا قوى قوى بس اعمل ايه قوليلى ..اعمل ايه مقادرشى ..انى عضعف قصادها كيف ما ضعف آدم ومد يده على الشجره المحرمه اللى طلعته من الجنه ..

اعمل ايه والشيطان غازى جابها وحطها قبالى وسلسلنى عنيها بجوازه منها وعيغرى قلبى بيها كل يوم كيف مالشيطان وسوس لآدم ياكل من الشجره !

اعمل ايه وجماره هى الوحيده اللى كشفت مساوئى وعرتنى قدام حالى وعرفتنى ان اللى ععمله غير اللى عقوله وانصح بيه الناس ..بس الاختلاف انى معغطيش سوئتى بورق شجر ..عغطيها بتوب العشق ، واللى عيتغطى بتوب العشق عريان يام حكيم ..قولى لولدك يعمل ايه ياتماضر

تماضر :متعملشى حاجه انى اللى هعمل ..انى اللى لازمن اعمل ..بس كل اللى طالباه منيك انك تجاهد نفسك وتبعد عنيها وتتجنب الذنوب وتستغفر على اللى فات ياحكيم ..
سامعنى ؟الحق نفسك ياولدى

حكيم هز دماغه لامه وسابها وطلع من الاوضه ومن السرايا بسرعه من غير مايتلفت لاى حد ولا ينتبه لعيون جماره اللى بتجرى وراه والكل استغربو ياترى تماضر ام حكيم قالت ايه لولدها خلاه طالع وشرار الغضب عيطير من عنيه اكده ..

يومها حكيم معاودشى السرايا وفضل يلف فالبلد بجمره لغاية ماليل عليه الليل رجع للمندره وهناك شاف غازى اللى كان عامل المندره غرزه بشيشته والتسالى بتاعته ..
غازى اول ماشاف حكيم : اهلا اهلا باللى عيلعب براحته بعد ماعجَز القط .

حكيم بضحكه :هههههههه دايما تقلب الادوار انتا ياغازى ..عاوز تطلع حكيم الفار!!...
وانتا توبقى ايه عايز تفهمنى انك القط اللى غاب على اكدة !!

غازى :امال اللى عيضرب وياخد على خوانه ويتدَس تسميه ايه ياحكيم ..اسد ؟؟!!

حكيم : لا الدسدسه طبعنا ولا الخوانه فدمنا بس الخوان عيخَون وكل واحد عيشوف الناس بعين طبعه ..

غازى :مقبوله منيك ياواد العم ..الا قولى اخبار مرتى ايه على حسك ..زينه ومرتاحه مش اكده ..مريحها تلاقيك قوى انتا فغيبتى ..عموما تشكر وتتردلك فحريمك بأذن الله .

حكيم دمه غلى بس محبش يدى فرصه لغازى انه يحس انه انتصر عليه وان كلامه كاده فاتحدت بدوء عكس اللى جواه :نام ياغازى وبطل خربطه نام ..وقلع عمامته ونام على كنبه بعيده عنه شويه ..

غازى :وه ..اش عجب هتنام اهنه النهارده وتفوت السرايا واللى فيها !

حكيم بضحكة سخريه :شبعت من السرايا واللى فيها وحابب اريح حالى بعيد عنيهم شويه ..زهقت منيهم ياخى .

نام حكيم وساب غازى بيغلى بنار مش قادر يحددها نار غيره ولا نار هزيمه ولا نار ضعف اتسببله فيه حكيم وخلاه محبوس ففرشته وملاقيلهوشى بَصاره يوصل لحكيم ويديق عليه انفاسه كيف لاول ..

حكيم يومها بات فالمندره وجماره كل هبابه تسأل عليه مجاشى ليه ومحدش يجاوبها وفضلت فحيره ..اما تماضر ام حكيم المرادى مأيده بُعد ولدها ومعترضتش زى اول مره لما غصبته يرجع ومجاش فبالها انها كانت عتقرب النار من البنزين ومش داريه ..

اييااام بقت تعدى وحكيم مبقاش يلفى السرايا..
غير بس ساعة الوكل ويقعد ياكل معاهم من غير ولا كلمه ولا يرفع عينه على حد واصل والكل مخيمه عليه حالة سكوت واستغراب وحدش فاهم اللى بيجرى مع حكيم غير بس امه اللى كل ماحد يسألها ماله تقوله هملوه فحاله محدش ليه صالح بيه ...

جماره كل مادا تتحسن وابتدت تقدر تدوس على رجلها وتخطى لحالها ..ولسه تغيير حكيم عليها وعلى الكل شاغل فكرها وقلبها ..
صعبه لما حد يعطيك كل اهتمامه ورعايتة ويسحب ديه منيك مره وحده كأنه حس انه غلط لما اداهولك وندم عليه..

بس برغم البعد والجفا حكيم منسيش طلب جماره وخطط الجنينه وبناها احواض وزرعها ورد وجماره من ساعتها عتهتم بيها وتسقيها مره بميه ومرات بدموعها اللى كل ماتبص لشجر التوت تتفكر احلى يوم فعمرها وتسال حالها ياترى هى عيملت ايه لحكيم عشان يجفى عليها و يبعد عنيها اكده ..

فضلت مهتمه باحواض الورد لحدت مالورد ابتدا يكبر ويبان تشكيله وفالوقت ديه كانت تقريبا طابت ..قاعده كيف كل يوم تسقى الورد وشافت حكيم داخل من بوابة السرايا رمت خرطوم الميه من ايدها ورمحت عليه ووقفت قدامه وسئلته بكل ضعف :

غلطت فأيه معاك انى ياسى حكيم !؟

حكيم ديق حواجبه ورد عليها :ليه عتقولى اكده ياجماره ! انتى مغلطتيشى ولا حاجه

جماره :امال ليه كرهتنى ؟
حكيم :انى كرهتك ..ليه عتقولى اكده ياجماره ..انى عمرى ماكرهك ابدا .

جماره :امال ليه بطلت تتحدت معاى كيف لاول ..ليه بطلت تسأل عن حالى !

حكيم :له عسأل وعطمن وعشوفك زينه قدامى ..وعقول لغاليه تسألك لو محتاجه حاجه !!

جماره :وعتطمن عنى كيف وعتشوفنى ميته وانت حتى بطلت ترفع عينك عليا ولا تتطلعلى !! مالك ياسى حكيم ايه اللى مزعلك اكده احكيلى ..انى حساك حزين قوى بس معارفاشى من ايه ..

حكيم اتنهد وهمس لنفسه :

وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ ** إلى القلبِ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ

ورد عليها بنبره هاديه :مفيش حاجه صدقينى انتى متوهمه ..ومشى من قدامها للسرايه وهو عيجاهد عشان ميرفعشى عينه وتيجى عليها والا هيضعف وتنهدم كل الحصون اللى عيحاول يبنيها حواليه يتخبى وراها عن مرمى عنيها طول المده اللى فاتت..

تانى يوم حكيم نبه عليهم مفيش وحده تطلع من باب السرايا للجنينه وكان قاصد بالكلام جماره بس مبقاش يوجهلها كلام مباشر غير لما يعمم على الكل ..

وطبعا سألوه ليه وهو مجاوبش ..لكن فآخر النهار بعتلهم بشندى يقولهم الناس مشت ولو حد عاوز يطلع الجنينه يطلع ..

جماره اول ماسمعت اكده طلعت طوالى حتى قبل مابشندى يغادر باب السرايا واول ماطلعت اتفاجئت بالقفص اللى كان قلها عليه حكيم وضحكت بفرحه وضمت اديها قصاد صدرها وهى باصاله ..وكانه رساله من حكيم ليها عيقولها فيها انه لساته عيستهم بيها ..لساتها ليها معزه عنديه ومناسيش يفرحها ..

بشندى طلع من باب السرايا ووقف دقايق يبص لجماره وحالها واتنهد وهز ايده ومشى وهو عيبرطم مع نفسه :قُطع العشق وسنينه ..وقُطع غازى اللى انشاله يتحرق بغاز وسخ عاللى عيعمله فالناس المسكينه داى ...

طلع من بوابة السرايا وقفلها وراه كيف ماامره حكيم من ساعة مازرع الجنينه وابتدت جماره تطلع فيها على طول وخاف عليها من عين تلمحها وتشبع من جمال طلتها ..

اما جماره فرجعت للسرايا بسرعه وخدت القفص ورجعت الجنينه وطلعت العصافير منيه حطتهم فالقفص الكبير وقربت نص البرميل قبالهم وقعدت عليه تتفرج عليهم وهما فرحانين بالوسع وعيرفرفو بجناحاتهم كأنهم مش مصدقين حالهم ..

دخل حكيم من بوابة السرايا ولحظة ماشاف جماره وفرحتها بالقفص وقعدتها قبالهم مقدرشى يحوش نفسه وقرب منها بهدوء ووقف وراها وسمعها وهى بتهمس بصوت واطى ..

حكيم ..كفاياك فرفره واستهدى واقعد جار جماره هبابه حرام عليك دى عتلف وراك فالقفص كلياته لما تعبت .

حكيم سمع كلامها وكل مشاعره اتلخبطت وكل جدران القوه اللى بناها حواليه اتهدت بكلمتها ..
وحس ان الدنيا مش سايعاه من الفرحه ..
بس فرحته انطفت وهو واعى غازى واقف على بوابة السرايا متسند على واحد من الرجاله وجرى ناحيتهم اخد غازى من يد الراجل وسنده وخلى الراجل يطلع فورا من السرايا من خوفة يلمح جمارته ..

غازى ضحك لما فهم قصد حكيم وانه مجريش عليه محبه وضحك بخفه وبعدها اتحدت وعينه على جماره :

والله وعاودتلك تانى ياجمارتى ..والنوبه داى هتدفعى تمن رقدتى وبالفوايد كمانى هههههههه

حكيم ميل عليه وهمس فودنه :اكتلها خالص النوبه داى، خلاص مبقلهاشى عازه ..بقت عامله كيف الوكله البايته اللى النفر عياكل منيها ونفسه مش عتتدنالها تانى يوم ...ربنا معاك ياواد عمى اكيد نفسك جزعت منيها وانتا بقالك شهور متجوزها ..اذا كان انى فالمده البسيطه دى مليت منها ...

غازى بص لحكيم بغضب وسأله :قصدك ايه ؟

حكيم بضحكه :مقصديش ياغالى ..مقصدددديشششش ..

ووصله قريب من جماره وسابهم ودخل السرايا ..

اما جماره ففاقت من سرحانها على اكتر صوت فالدنيا عتكره تسمعه .

طولت عليكى مش اكده ...اكيد اتوحشتينى صوح ..

جماره هبت واقفه وبلعت ريقها وفضلت تفرك اديها فبعض بتوتر وهى باصه لكابوس حياتها اللى عاودلها من تانى ...

وللحكايه بقيه .....



الثاني عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close