رواية ابنة بائعة الجبن الفصل الثاني عشر12 بقلم ريناد يوسف
جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت الثانى عشر 12
غازى قرب من جماره بالعافيه وعينه تلف المكان وترجع تركز عليها من تانى واول ماوقف قصادها :
ايييه مفيش حمداله على سلامتك ياجوزى وصاحب بيتى ولا ايه !
جماره ربعت اديها وبصت بعيد عنه وعتحاول بضمة اديها حواليها انها تضم وتسكن ارتجافة قلبها قبل جسمها وهى واقفه قبال اللى متوكده انه فيوم من الايام هيكون كتالها ..
غازى :وه ..دانتى قلبك جاحد قوى ..طب حتى قربى اسندينى مقادرشى آقف على رجليا ..شوفى حقك اتاخدلك منى تالت ومتلت كيف ..دانتى طلعتى غاليه قوى يابت بتاعة الجبنه ..
جماره فضلت مكانها لكنها انتفضت وقربتله بسرعه لما زعق فيها بصوتها كله ...قلتتتتلك قربى مستنيه ايييه
جماره وقفت بمحاذاته وهو حط ايده عليها ورمى عليها حمل جسمه ونسى ان هى لسه تعبانه وهى اول ماعمل اكده مدت ايدها بألم على صدرها مكان الضلعه المكسوره ..
غازى ابتدا يتمشى على المشتمل ولف دراعه حوالين رقبة جماره كيف مايكون بيخنقها لكنه مفرط المسكه واتكلم وهو جازز على اسنانه :
بس فغيابى حجات كتير اتغيرت ..الجنينه والزرع ..واقفاصة زرازير ..وحتى انتى وشك مورد والدمويه عتفط منيه ..كنتى عتتجلعى انتى اهنه والكل حواليكى وانى مرمى فالمندره مع بشندى و عوض لو حبيت ادخل بيت الراحه افضل ازعق فيهم ساعه لولا ماحد يسمعنى وياجى يودينى ..
دخل المشتمل بلهفه لما شاف بابه مخلوع ومرمى على ناحيه بس اطمن لما شاف باب الاوضه اللى روحه متعلقه بيها مقفوله كيف ماهى .
غازى دخل وقعد على الكنبه وشد جماره قعدها جمبيه ..تعرفى انى كنت خايف تتحدتى وتفشى سر جوزك وتجرسينى ..بس طلعتى اصيله والله ياجماره ..وعشان اكده انى لساتنى عند وعدى ليكى ..اول ماتطلع الطميره ههيصك عالاخر ..وهعدى كل اللى حوصولى بسببك ياستى هه ..يلا تعالى عاد قربى الا انى مشتاقلك قوى ..
وقرب منها بس تصلب جسمها وثبات ملامحها خلاه يبعد عنيها باستغراب لرد فعل اول مره يشوفه منيها ..
غازى :له دا الظاهر ان كل حاجه اتغيرت صوح ..وبعد عنها واتجخى عالكنبه وفضل يبصلها بتفحص من غير ماحد يتحدت فيهم لا هى ولا هو لحدت ماهى زهقت وقامت بضعف ابتدت تنضف فالسجن اللى سجانه الظالم عاود و هتتجدد مدة حبسها فيه من تانى النهارده ..
عيشه لما عرفت ان غازى عاود سابت السرايا ورجعت لبيتها بعد مااستودعت بتها عند اللى لا عيغفل ولا عينام ووصت عليها حكيم وتماضر وغاليه ..
اما حكيم فأول ماعرف ان غازى عاود للسرايا وخلاص اغلب الوكت جماره هتقضيه جاره فالمشتمل قعد فالسرايا وطلع لاوضته فتح الشباك وبص للجنينه وعينه اتعلقت بقفص العصافير اللى فيه العصفوره نايمه تحت جناح العصفور وهو حاطط دماغه عليها كيف مايكون عيحميها من الدنيا كلها ..وهمس لنفسه وهو مبتسم .. جماره وحكيم ..
فضل شويه باصصلهم وبعدها قفل الشباك ودخل فالسرير واتمدد بتعب وحط ايده على عنيه ونام محسش بروحه ..
تانى يوم حكيم راح الاسطبل وشاف جماره هاديه قوى على غير عادتها
يعنى لما شافته ولا صهلت ولا فضلت تتنطط كيف كل مره ...بصتله بس وهزت دماغها ورجعت تاكل بشهيه مفتوحه ..
حكيم لسايس الاسطبل : هى مالها جمره النهارده !
السايس :له مش من النهارده بس دى ليها كذا يوم اكده على غير عادتها بس النهارده هداوتها زادت قوى ونفسها مفتوحه عالوكل قوى قوى وكمل بضحكه ..كنها عيملتها يابيه
حكيم :عيملتها !عيملت ايه ؟
السايس :حبلت يعنى يابيه .
حكيم فتح عنيه على آخرهم وبص لجمره ورفع حواجبه بحنان وقرب منها وهمسلها فودنها وهو عيمسد على شعر رقبتها ..
وه ياجمره ..كبرتى ميته اكده! هتوبقى ام !!!
سابها ورجع يتكلم مع السايس :بس اوعى تكون حبلت من خيل عادى ؟
السايس :له يابيه ..انى مش عخلى الاصيل مع العادى ..
معخلطش الاجناس عشان متتخلطش الانساب ..
اطمن جماره حبله بخيل عربى اصيل ..وكمانى على مااظون من عنتر عشان هو اللى كان دايما معاها طول الايامات اللى عدو ..
حكيم هز دماغه برضى : طب زين زين ..عنتر احسن فرس حداى ولو ديه صوح جماره هتجيب مهر مفيش منيه ..
السايس :ربنا يقومها بالسلامه يابيه ..
حكيم بص لجمره وابتسم وحط ايده فجيبه وطلع منها فلوس ومدها للسايس ..
السايس :ايه ديه يابيه ..خيرك مغرقنا
حكيم :دى حلاوة جمره ..اتلافى من يدى متخلينيش ماددها كتير
السايس اخدهم من ايد سيده حكيم وباسهم وحطهم فجيبه وهو بيدعى لحكيم وجمره وسابه مع جمرته ومشى .
وحكيم قرب على جمره وباسها وطبطب عليها بحنيه وفرحه كأنها بته اللى سمع خبر حملها النهارده وهتجيبله اعز الولد ..
خدها معاه على جنينة السرايا عشان تفضل قدام عنيه ليل نهار فى دخلته وطلعته للسرايا وخلى بشندى يجهزلها موطرح ووكل وشرب عشان هو بنفسه اللى يهتم بيها ويوكلها بيده من اهنه ورايح ..
*********
اما غازى فحاول مره واتنين يقرب من جماره بلهفه لكنها كانت عتتخشب بطريقه غريبه كل مايقربلها كنها خشبه وهو لما يشوف اكده يبعد عنيها ..بس لما الموضوع زاد عن حده اطر انه ياخد حقه ومهتمش برد فعلها ولا احساسها ...
بعد عنها بس بعد ماهددها انها لو ماتعدلتش معاه وعاودت كيف لاول هيكونله تصرف تانى خالص معاها ..
جماره خافت بس مش بيدها تكون مرتاحه مع واحد وصلها للموت من غير مايرفله جفن ..مع واحد سابها غرقانه فدمها وقفل عليها الباب كنها كلبه ولا تسوى ..
صوح هى فالاول كانت عتطيعه وتنفذ كل اوامره لكن ديه قبل ماتتوكد انه شيطان فهيئة بنى آدم ..انه غل الدنيا كله متجسد فجسم وعيمشى عالارض ..وانها حداه ولا حاجه ولا تعنيه فشَى
طلب منها وكل وراحت السرايا عشان تجيبله وهى طالعه شافت جمره مربوطه قريبه على بوابة السرايا ..
عرفتها طوالى وجرت عليها بفرحه ووقفت تمسد عليها وتلعب معاها بطفوليه..ونسيت غازى ووكله ونسيت حالها جار جمره ..
حكيم كان داخل من باب السرايا وشاف جماره عتلعب مع جمره ووقف موطرحه وابتسم على منظرهم وهو شايفهم كنهم قلبه وروحه عيلعبو مع بعض ..
دخل بهدوء ووقف ورا جماره وهى مدياه ضهرها ومشغوله تمسد على شعر رقبة جمره الطويل بأعجاب وتمسد بين عيونها ..ولما جمره تبص بدماغها بعيد عنها جماره تضم يدها ليها بالكدب كنها فيها وكل وجمره تقربلها بلهفه وجماره تضحك وتضم وش جمره بفرحه ..
حكيم همس من وراها :انتى عتضحكى عليها على اكده وديه حرام ..
جماره التفتتله بلهفه وبلعت ريقها وهمست :ايه هو اللى حرام
حكيم رد وعينه للارض مرفعهاش ابدا :
انك تضمى يدك وتخدعى حد بوكل ولا حاجه حلوه ويدك فالاصل فاضيه ديه يوبقى حرام ..
عيقولك كان زمان فيه امام سافر وقطع بلاد عشان يجمع احاديث الرسول (ص) ولما وصل لأحد رواة الاحاديث، الراوي ديه بغلته جريت منيه، وعشان يرجعها مسكلها الماعون اللى عيحطلها فيه وكل وغطاه عشان لما تشوفه تعاودله ..ولما الامام شاف الماعون فاضى مشى ومرضاش ياخد منه احاديث ...
ولما اتسأل ليه مشى بعد المسافه والتعب والمشقه ..قلهم دا كدب على بغلته مش هيكدب علي احاديث رسول الله !!
وكمانى عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: "دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ فى بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( وما أردت أن تعطيه؟ ) ،قالت: أعطيه تمرا!!، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة) رواه أبو داود .
يعنى حركه بسيطه احنا عنكونو عنعملوها للضحك ولا للهزار وهى عتتكتب علينا كدبه خدى بالك !!
جماره عتسمعله بذهول وردت :كل ديه عشان ضميتلها يدى بالكدب !
حكيم :وتحسبونه هين وهو عند الله عظيم ..
قالها واتوجه لشنطه قماش متعلقه فالحيطه ودخل يده وطلعها مليانه مكعبات سكر نبات ومدهم لجماره عشان توكل جمره وهى طوالى مدت يدها وحكيم حطهم فيها ومدتهم لجمره اللى ابتدت تاكل بفرحه واتكلم وهو باصصلهم ...
وكمانى عشان تفضل تأمنلك وطول الوكت تكون متوكده انك مهتكدبيشى عليها ولا تغشيها وتحبك وتستنى طلتك عليها ..وخدى بالك الخيل الاصيل عيفهم كيف بنى آدم ..وجمره خيل اصيله وعتفهم زين قووى ..
جماره اتكلمت وهى لسه بتوكل جمره السكر ...بس انى على اكده اتكتبتلى كدبات كتيره قوى ..دانى كنت دايما امسك الطير والبهايم بالضحك عليهم !!؟
حكيم :له ميتحسبلكيش عشان مكنتيشى خابره قبل اكده ..لكن من يوم ماعرفتى هتتكتب عليكى كدبه لو عيملتيها .
جماره بصوت هامس دوب قلب حكيم :مهعملهاشى تانى واصل ..
حكيم :احممم ..طيب يلا خشى جوه ومتاجيشى تانى حدا البوابه اهنه عشان الموطرح ديه كاشفاه الرجاله وانى حريم سرايتى مينفعشى عين تنضرهم ..
جماره فضلت دقايق واقفه قصاده على امل انه يرفع عينه ويتطلعلها لكن ديه محصولش
جماره لما يأست همت بالرحيل وهى عتسأل حالها ..ياترى ايه اللى غيره من ناحيتى اكده!! ..ياترى انى بدرت منى حاجه عفشه زعلته منى من غير مااقصد !؟.. واتحركت كام خطوه مبتعده عنه
اما حكيم بعد صراع جبار بين عقله وشوقه ..كان الانتصار حليف الشوق وعنيه اعلنو العصيان واتمردو عليه وغصب عنه لحقوها يروو عطشهم ليها ..
لكن فاجأته جماره لما وقفت مره وحده ولفت وبصتله بسرعه ومسكته بالجرم المشهود وهو ماسك اديه ببعض ورا ضهره وباصصلها كيف زمان واللمعه عتلالى فعنيه ..
ضحكت بفرحه وحطت يدها على خشمها وهى باصاله وعيونها لما اتلاقو بعيون حكيم كانهم لقو حاجه غاليه عليهم كانت غايبه عنيهم
وهو اتبسم غصب عنيه على ضحكها وحركتها وشاورلها بدماغه عشان تمشى ،وفعلا اتحركت من قصاده وخطوه تمشيها وخطوه تلف وتبصله وتمشى على قفاها وهى مش مصدقه ان حكيم اتطلعلها واتبسم فوشها من تانى ...
دخلت السرايا وحكيم لساه على وقفته وباصص عليها والابتسامه لساها على وشه لغاية ماغابت عن مرمى نظره، وانتبه لما سمع صوت بشندى عيكلمه ..
-الخشم واصل للودان النهارده والعصبيه غادرت الوش ! اشعجب يعنى! ..
حكيم اتنهد :آاااه يابشندى .. النهارده كل مجاهدتى طول الفتره اللى فاتت ضاعت فهبة ريح والقت علي القبض مشتاقاً لها ..
فتحولت عصبيتى لحنانِ
بشندى : القت القبض عليك ! طب خد اذن و اطلع من الحبس هبابه و تعالا فيه ناس جم المندره عاوزينك !
حكيم :فصيل قوى انته يابشندى ..فوت قدامى فوت لما نشوفو مجايبك النوبادى جايين فنصيبه لونها ايه .
بشندى :له متقلقشى باين على شكلهم ان النصيبه خفيفه ..يعنى لونها بمبى امسخسخ اكده ..
حكيم حاوط بشندى بدراعه من رقابته وضمه عليه واتحدت جار ودنه :
والله محد امسخسخ غيرك ..ولا عمرك جبتلى غير النصايب الزرقه ..مد ياخوى مد ..
دخل حكيم المندره واتشغل بفصل جديد وجماره راحت السرايا اخدت وكل لغازى وطول ماهى عتجهز الوكل غاليه تحوم فوق راسها نفسها تسألها عن حاله ومستحيه ...
لكن تماضر امها فهمت لوعتها وبصتلها بصة غضب غاليه ردت عليها بطلوعها لاوضتها وقفلتها عليها ونامت تهرب من احساس لهفتها لغازى اللى برغم كل حاجه لساتها عتحس بيها نحيته ..
جماره راجعه على المشتمل واتفاجأت بغازى طلع بعكازه اللى جابهوله بشندى من المندره وواقف قصاد قفص العصافير وعيبصلهم بتركيز ..
جماره قربت منيه وانحنحت بصوت وهو انتبهلها ولف عليها ..
مابدرى ياست الحسن ..كنتى كملتى باقى النهار فالسرايا !
جماره :الوكل اهه احطهولك فين ؟
غازى :اندبيه اهنه على البرميل ديه وخشى هاتيلى كرسى هطفح اهنه ..وسط الخضره والزرازير والوجه الحسن ..
جماره عملت كيف ماامر وهو قعد وفضل ياكل وهى فضلت واقفه جاره..
غازى :ماتقعدى واقفه ليه
جماره :عشان عندى اوامر مقعدش طول منتا عتاكل ولا نَسيت !
غازى :له ديه فالسرايا بس لكن فاى موطرح تانى تقعدى عادى ..يلا اترزعى ..
جماره قعدت على بلوكه كانت فالارض قبال العصافير ومديه جنب لغازى ..
غازى وهو عياكل :بس حلوين الزرازير دول ..حكيم جالهملك مش اكده .؟
جماره هزت دماغها بموافقه .
غازى كمل وهو مستمر فالوكل :
وجابلك ايه كمان؟
جماره رفعت حاجبها بتعجب وجاوبته :جابلى حجات كتير قووى ..كل حاجه كانت تهف على نفسى كان يجيبهالى طوالى .
غازى :وانتى لما كانت نفسه تهف على حاجه كنتى عتعطيهاله على اكده !
جماره :قصدك ايه !
غازى : قصدى انتى فاهماه زين قوى ..حكيم كان عياجيبلك كل اللى نفسك فيه وكان ياخد قباله ايه منك ياجماره ؟
جماره التفتتله مره وحده لما فهمت قصده وتلميحه وهبت واقفه :انى مسمحلكشى ياغازى ..ومش هقولك انى معملهاشى ولا هدافع عن حالى .. لكن هدافع عن حكيم وهقولك له حكيم هو اللى ميعملهاشى
ولا حتى يفكر فيها ..حكيم انضف من اللى عتفكر فيه واطيب واطهر ولو عايز تدبحنى دبح النوبادى عشان عقول كلمة حق عَنيه ادبحنى ..
ومش عقول اكده عشان ادافع عن تهمه رميتنى بيها له ..
حكيم ميترميش بالتهم ويتسكت عالكلام ياغازى..انى اتحمل على روحى لكن عنيه هو له ..
حكيم وقفلى وقفه اخ واب وعم وخال ومعروفه اللى عيمله فيا طول عمرى ماهقدر انساه ولا انكره عشان معينكرشى المعروف غير واااد الحرام ..وانى مش بت حرام ياغازى ..
قالتها وهملته يغلى بناره وعجز جسمه مكتفه انه يروح وراها ويقضى على كل عضمه صاحيه فيها ...وخصوصى بعد مااتوكد ان فيه حاجه كبيره حصلت بين حكيم وجماره غيرت حكيم وقوت جماره ..
رجع غازى ورجع ليل جماره طويل ويخنق كيف لاول ورجع النفس يديق عليها وهى مع غازى فموطرح واحد وعاودت تانى تفتح باب المشتمل وتتسحب هاربه من وكر غازى للهوا الطل، ورجعت لقعدتها قدام باب المشتمل، بس النوبادى جارها انيس محساشى بالخوف فى وجوده ..عصافيرها جماره وحكيم ..
عينها كل هبابه تتشعلق على شباك حكيم ويتهيالها انه هيفتح الشباك فأى لحظه ويطل عليها كيف ماكان عيعمل بس ديه محصولش ..وقضت باقى الليل تتحدت مع جماره وحكيم وتشتكيلهم حكيم وجفاه عليها ..
تانى يوم راحت هى وغازى للسرايا ولقو الكل قاعد يفطور ولما شافوهم كل واحد رجع بص لوكله ولا كأنهم شايفينهم وبرغم ان جماره عارفه انهم بيتصرفو اكده عشان غازى الا انها حز فنفسها ان محدش فيهم اطلعلها حتى هى ولا حد عبرها ..
صبحت عليهم وغازى صبح والكل رد الصباح بتقل وقبل ماغازى يقعد جرت هى وقعدت على شمال حكيم فالموطرح اللى اتعودت تقعد فيه طول فترة تعبها .. وغازى قعد فالكرسى اللى جارها طوالى .
غازى فضل يبصلها ويبص لحكيم اللى ماداش اى ردة فعل ولا رفله جفن ولا حتى رفع عينه من لحظة ماجماره قعدت جاره ..
لكن فالمقابل عين جماره منزلتش عنيه وطول الوكت فيهم نظره غازى مافهمهاشى ..
حكيم :لافينى البراد من قدامك ياغاليه ..
جماره سمعت صوته وطلبه وبسرعه مسكت البراد ومدتهوله وهى حاسه انه هيبصلها بنظره حتى لو عابره لكن احساسها خاب وهو عياخد منيها البراد من غير مايرفع عينه وصب الشاى وابتدا يشرب بمنتهى الهدوء ..
غازى :هو فيه ايه ..مالكم اكده حاسسكم مش على بعضكم ..ولا رجعتى كأبتكم ..يلى مافيه حد كلف خاطره وقلى حمداله عالسلامه !
للدرجه داى كارهينى ؟
تماضر :احنا معنعرفوشى الكره ياغازى ولا عمره لفلف على قلوبنا ..احنا قلوبنا معتعرفشى غير المحبه وبس ..
غازى :ايوه واضح بدليل انه محدش عبرنى بكلمه وحده .
تماضر :كنا هنتكلمو ونرحبو بس نخلصو وكل فلاول ..لا الكلام طار ولا انت هتطير .
غازى :وه ...مالك يامرت عمى كلامك بقا ناشف معاى اكده ليه !
عموما زى بعضه مقبوله منيكم ..وانى يعنى كنت مستنظر منيكم ايه!
الكل رجع لهدوئه وبصته فالصحن اللى قدامه ماعدا غاليه اللى كل شويه ترفع عينها تخطفلها نظره لغازى وترجع عينها فطبقها تانى .
حكيم :اهه ..نطلعو نشوفو مصالحنا عاد.. وبص لامه تامرينى بحاجه يالبة القلب قبل ماطلع ؟
تماضر :ميأمرشى عليك ظالم ياولدى ..ربنا يجعل كلمتك ماتترد ومالك مايتعد ويكتبلك الستر فكل خطو...
قطع دعواتها غازى وهو عيهت فجماره بصوت عالى ..متلافينى براد الشاى ديه اتلكمتى عالصبح ياك !
حكيم ابتسم ابتسامه جانبيه وهز دماغه واتحرك من قدام غازى من غير مايلتفتله وسابهم وطلع بره باب السرايا وهو مسلسل شياطين غضبه بأغلال الصبر على غازى وكل ماشيطان فيهم كان يحاول يتخلص من اغلاله ويطلع فوش غازى كان يعاود سلسلته بالصبر من تانى ..
اتنهد وعدل عمته وعبايته على اكتافه واخد نفس عميق واتوجه على قفص العصافير صبح على حكيم وجماره فلاول وبعدها راح على جمرته اللى صهلت بفرحه من اول ماشافته ..اخد دماغها فحضنه ووكلها السكر اللى عتحبه بعد مااطمن ان بشندى مفطِرها وساقيها وواخد باله منيها كيف ماموصيه حكيم بالظبط ..
طلع من السرايا راح الاسطبل خد الفرس عنتر وطلع بيه على الارض يشوف عمالها ويباشر الشغل فيها بنفسه ...بعدها رجع للمندره ولقى فصل مستنيه التهى فيه لآخر اليوم وفضل بعد الفصل قاعد فالمندره واتعشى فيها و معاودشى للسرايا غير بالليل متأخر ..
دخل السرايا وراح غرفة امه اللى متوكد انها مهتنامش ولا يغمضلها جفن غير لما تطمن عليه ويكون آخر حاجه تشوفها قبل ماتنام ..
حب جبينها ويدها وهى دعتله براحة البال وغطاها وطفالها النور وراح على اوضته ..
خلع خلجاته وطفى نور اوضته وراح على الشباك يناجى نجوم الليل ويشتكيلها الوحده ...
شويه وغمض عنيه وابتسم وهو واعى باب المشتمل عيتفتح بهداوه وطلعت منيه جمارته وهى عتتسحب وردت الباب وراها بحرص انه ميعملش صوت ...واول ماسابت يد الباب عينها طوالى اتشعلقت على شباك حكيم وضحكت وهى شايفه خياله فالشباك وسنانها لالت كيف نجوم السما ونورت عتمة قلبه ..اما جماره فصوح ملامح حكيم كانت مطموسه فالضمه بس قلبها كان شايفه بوضوح ..
حكيم فضل هبابه صغيرين وقفل الشباك وبعد عنيه بعد ماشاف عيون جمارته طول الوقت عليه وقال لنفسه انه بكده هيدخلها معاه جوا دوامة عذاب مهتتحملهوشى جمارته لو اتعلقت بيه اكتر من اكده من غير امل ..
تانى يوم الصبح حكيم نزل ولقاهم كلهم متجمعين وبنظره خاطفه شاف عنين جماره اللى واقفين حراس على السلم يستقبلوه ...غمض عنيه واستغفر ربه وصبح عليهم وباس دماغ امه وطلع من غير مايفطور معاهم بحجة انه مستعجل واخد طريق الهروب لبره السرايا من سهام عيون جمارته ونظراتها ليه اللى بقت طول قعدته قصادها مصوباهم علي ومرحماشى قلبه الملجوم بعشقهم ..
حكيم طلع وهو عيلوم حظه اللى خلى جمارته ابتدت تقربله وتهتم وتدور بعنيها وراه فكل موطرح وكت ماهو قرر يبعد ..
مشاعره طول الوكت فتخبط بين فرح غصب عنه عشان قلبها اتعلق بيه وزعل عشان مبيدوش حيله عليها ..
وابتدى يسأل حاله ياترى اهتمام جماره بيه نابع عن حاجه ابتدت تتسرب لقلبها من ناحيته ولا جماره عملت كيف عيله يتيمه محرومه اتعلقت بتوب اول واحد طبطب عليها واداها لعبه وشوية اهتمام ..
طلع بعد ماأدى طقسه اليومى مع جمرته وبعدها راح لمندرته وغرق وسط مشاكل الناس وبلاويهم يمكن تهون عليه بلوته ...
اما فصل اليوم فاكان بين اتنين فسن الشباب اتطاولو على بعض واحد بالسب والتانى بالضرب
حكيم :يلا كل واحد يقول اللى حداه بس بعد مايحلف يمين ربنا انه مهيكدبش فحرف واحد ولا يزود ولا يتبلى ..
الكل امتثل وحلفو الاتنين اللى بينهم العركه يمين الله انهم يقولو الحق ..
حكيم :اتكلم انت ياعويس الاول انى سامعك .
عويس :ضربنى ياشيخ وجار عليا ومرضاش يحول الميه على ارضى وانى رامى كيماوى وكان لازمن الزرع يتزقى عشان يتغسل ...فضل قافل عليا الميه لحدت مالمنسوب خلص والميه جفت من الترعه ومهتاجيشى غير بعد ١٥ يوم ..يعنى اكده زرعتى راحت وتعبى اتبخر فالهوا ..
حكيم :اتكلم ياحمد سامعك ...
حمد :انت طبعا خابر ياشيخنا ان المنسوب هيمشى والميه هتتمنع من الترع والمصارف لمدة ١٥ يوم ..
الحوض اللى فيه ارضى وارضه عباره عن ١٠٠ فدان مالكينهم ١٥ نفر ..الناس لما جات تروى للمره الاخيره ..رية الوداع بتاعة المنسوب قلنا هناخدو الارض بالدور كيف ماعنعملو كل نوبه ..
الميه وصلت لارضى وعدَلت الخدم على ارضى ورشيت كيماوى عشان اروى ..وزرعة عويس ورا منى طوالى وهى آخر زرعه فالفرده يعنى نهاية الحوض ..
اللى حوصول ان وانى عروى فارضى الميه ابتدت تشحط من المصرف والمنسوب ابتدا يخلص ...
قوم عمنا عويس جاى بكل بجاحه عاوز يسد عن ارضى ويحود على ارضه هو ..
انى مرضيتش اقفل على ارضى مهى ارضه مش اغلى من ارضى عشان اخرب ارضى واطلق الميه لارضه هو ..وانى واخد دورى يعنى ماتعديتش عليه ..الميه خلصت فأرضى عاد مهواش ذنبى مكان ممكن تخلوص قبل ماتوصلى ..
المهم كلمه منيه على كلمه منى شدينا قوم الواطى اللى بلا اصل ديه يلعنلى ابوى الميت ويتطاول على وعلى امواتى ...انى سمعت نعلة ابوى وحطيت عقلى فكفى ومتحملتش ونزلت فيه ضرب ..اصله مين هو ولا واد مين فالبلد ولا مين عيلته عشان يلعن واحد من عيلة الدخيلى ..
ادى كل الحكايه ياشيخنا ..
حكيم كان طول الوقت ماسك سبحته وبيدعك فيها وبيستمع وعينه على سبحته ولما حمد خلص رفع دماغه ووجه الكلام للكل :
اسمعونى زين ...انى سمعت منيكم انتو التنين واسمعو الكلمتين دول قبل حكمى ..
الكلام ليك انت فلاول ياحمد ...
روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع في أمتي، من أمر الجاهلية لا يتركونهن:
الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة...".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام عن فخرهم برجال، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
هو غلط فيك بالسب بس انت غلطت فيه بالضرب وغير اكده خدت ذنب التفاخر بالانساب ..عارف اللى عيعمل اكده عيكون حدا ربنا كيف ...عيكون اهون اى اقل شأن من الجُعمان ..اللى هو الخنفسه السوده اللى عتعيش تحت روث البهايم او الجعران بمعنى ادق واوضح ..راضى عن حالك دلوك وانت عند ربنا اقل من جعران ياحَمَد!
حمد بس ياشيخ حكيم ...
حكيم :هتجادل فدى كمان ياحمد ولا ايه !!
حمد :استغفر الله ياشيخنا حاشا لله .
حكيم :ايوه اكده استغفر ربك واقعد ساكت واسمع للنهايه ..
اما انت ياعويس فاذنبك ميقلش عن ذنبه عارف ليه ..عشان انتا لعنت ابو حمد وابوه ميت ...معارفشى ان ربنا حرم ايذاء المؤمنين بسب أو غيره!!
، يقول ﷺ: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا فلا يجوز سب الأموات بعيبهم وغيبتهم أو لعنهم، قد أفضوا إلى ما قدموا من خير وشر..
وابو حمد مسلم ومؤمن وانت اكده اخدت ذنب سب مؤمن ميت امره كلياته بين ادين ربنا دلوكيت .
عويس :استغفر الله العظيم ..دانى ياشيخ علعن فالميتين ليل نهار وحتى فالهزار عقول للنفر يلعن ميتينك او ميتين ابوك ..يوبقى طول الوكت عاخد ذنوب وانى مدريانش على اكده !
حكيم : ايوه ياعويس بس طول ماكنتش عارف ربنا هيسامحك وحسابك هيبتدى من اللى جاى لو عرفت بالحرمانيه وكررت الذنب...
وبكده اتساويتو فالذنب وفصلى ان رأى الدين عيقول ان البادى اظلم وعويس اللى ابتدا بالغلط وسب ابوك الميت وكان عاوز يتعدى على دورك وحقك ..
وحكمى ياعويس انك تقوم تتعذر من حمد وتحب على راسه وتعاهده قدامى وقدام الرجاله انك متتعداشى على حقه فالري ولا تتعدى على دوره وبالنسبه للارض متخافش مهتموتش ولا يجرالها حاجه عشان ديه موسم مطر والارض بين يوم ولا يومين هتلاقى ندى الصبحيه دوب الكيماوى اللى فيها وهتبص تلاقى زرعتك احسن واعفى من زرعة حمد بس وكت نزول المطر ادعى ربنا وقول اللهم صيبا نافعاً
ومن بعدها حمد يتعذر منك على سبه نسبك واهلك وعيلتك وتقليله منيك.
عويس رضى بالحكم وحمد فرح بحقه اللى رجعله والطرفين اتصافو وبعد ماقعدو هبابه يتحدتو فأمور البلد قامو وروحو ..ورجع حكيم لوحدته من تانى .
وعلى آخر اليوم اخد فرسه عشان يطلع يتمشى فدنية ربنا الواسعه..
بشندى :على وين ياسى البيه ؟
حكيم :والله مانى خابر يابشندى ..بس هسيب روحى تروح موطرح متحس بالراحه ..وعلى حسب الريح مايودى ..وياه انى ماشى ولا بيدى ..
قالها وانطلق تحت انظار بشندى اللى هز دماغه بقلة حيله على شيخه اللى عيتقلب على نار العشق لما استوى .
اما حدا جماره وغازى ..
جماره بخوف:
له ياغازى حرام عليك الا حكيم ..هو عميلك ايه ولا اذاك فأيه ..حرام عليك عوف الغل اللى فقلبك ديه ..
غازى ابتسم بخبث وساب جماره تتحدت ولا كأنه سامعها وعيونه متأججه بنيران الغضب ...
تماضر قاعده فغرفتها مستنظره ولدها حكيم يعاود وماسكه سبحتها عتسبح بيها وفجأه باب الغرفه اتفتح مره وحده وبصت شافت جماره واقفه قبالها عتتنفض كيف سعفة نخيل خلت قلب تماضر رجف من الخوف
وانتهت تماضر مع صرخة جماره :
الحقينى ياخاله غازى كتل حكيم ..
تماضر رفعت اديها فالهوا بخوف و منطقتش غير كلمه وحده وبعدها غابت عن الوعى ..
ولدااااااااااااى
وللحكايه بقيه .....