رواية عهد ومنصف ( لذة البدايات ) الفصل التاسع 9 بقلم دودو محمد
فى صباح اليوم التالى استيقظ فادى على صوت والدته الحنون ابتسم لها واعتدل على فراشه وقال
-صباح الخير يا اجمل واحن ام فى الدنيا واحشتينى اوى والله
-توحشتك يا جلب امك من ساعة ما سافرت مع عمك الله يرحمه من وانت صغير وانا اتحرمت من عيونك الحلوين دول مش جادره اصدج انك جاعد جصادى دلوجيت
وضع راسه على صدرها وقال بأشتياق
فادى:-يااااه يا ماما حضنك واحشنى اوى كل حته فيكى واحشانى
ربت على ظهره بحنو وقالت
-ضنايا يا ابنى وانا كان واحشنى التراب اللى بتمشى عليه مشيت من هنا وانت عندك سبع سنين رجعت راجل زى الجمر ربنا يحميك ويحرسك لشبابك يا حبيبى
وفى ذلك الوقت دلف والده الغرفه ونظر إلى زوجته وقال بأمر
-اطلعى يا ام فادى وسبينا لوحدينا
اومئ راسها بالطاعه وخرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها
نظر إلى ابنه نظرة مطوله ثم جلس بجواره وربت على يده وقال بتساؤل
-اخبارك ايه يا ولدى
اعتدل على فراشه بتوتر وقال
فادى:-بخير يا بابا الحمدلله
تكلم بنبرة جادة وقال
-انا طبعا مش هتكلم معاك فى اللى فات لان عمك الله يرحمه صمم يخدك معاهم تعيش فى بلاد بره وانا مرضتش ارفض كلامه لان هو الكبير لكن كلامى معاك فى دلوجيت لما مات وطلبت منك ترجع وانت رفض
ابتلع ريقه بصعوبه وقال بتلعثم
فادى: م م مكانش ينفع اسيب منصف فى الظروف اللى هو كان فيها يا بابا، خصوصا ان هو كانت حالته صعبه جدا لانه فقد امه وابوه واخته فى وقت واحد ودخل فى حالة انهيار عصبى وكمان كان عمى سايب شركاته كلها ومنصف ميفهمش اى حاجه عن شغل الشركات ده وانا اللى كنت ماسك كل حاجه علشان كده رجوعى كان صعب وقتها
اومئ رأسه بتفهم وقال بأمر
-واديك رجعت خلاص يا ولدى ومافيش سفر تانى هتتجوز بنت عمك وتجعد هنا تهتم بأملاك ابوك
نظر له بتوتر وقال
فادى: بابا م م ممكن ا ا اتكلم مع حضرتك كلمتين بس ارجوك اسمعنى للاخر وافهم كلامى
نظر له بترقب واومئ راسه بالموافقه وقال
-جول يا ولدى بسمعك
ابتلع ريقه بصعوبه وقال بتوتر
فادى:ب ب بابا انا مش عايز اتجوز بنت عمي ايه يجبرنى اتجوز واحده عمرى ما شوفتها ولا حتى اعرف اسمها ايه علشان العادات والتقاليد برضه مش فاهم مين اللى حط العادات دى ليه الغى قلبى واعيش إنسان آلى عارف انك انت وماما متجوزين كده وعمى وبنت عمه بس زمانكم غير زمنا الاول البنت كانت بتبقى قاعدة فى البيت ومحدش بيشوفها علشان كده فرصتها فى الجواز كانت قليله فخترعوا موضوع جواز القرايب ده علشان متروحش عليها الفرصه دى وجابهوا فى الاملاك والاراضى ماشى ده نفع معاكم انما مش هينفع معانا البنت دلوقتى بتخرج وبتتعلم وبتشتغل وبتقابل بدل الشاب عشره وهى اللى بترفض العرسان علشان تلاقى الحب الحقيقى وتتجوزوا مش معقول فى زمنا ده هتجوز واحده بالغصب
ظل يتابعه بصمت تام ثم تكلم بنبره شبه حاده وقال
-شكل عيشة بره بوظتك يا ابنى خيبة ظنى فيك، اكتر حاجه ندمان عليها ان سمحت لعمك يخدك معاه ما تبص لاخواتك وشوفهم عايشين ازاى دلوجيت اخوك معاه ولدين من بنت عمتك واختك متجوزه ابن عمك ومعاهم بنت وولد ربنا يبارك محدش فيهم اعترض وسمعوا الكلام من اول مره انا مش مستعد اخسر اهلى واسمع كلام من اهل البلد بسببك عمك مستنينا بليل علشان نتفج على كل حاجه ولو حصل حاجه هناك منك ولا نطجة بنص كلمه هتشوف وش ابوك التانى يا ولدى
تكلم سريعا وقال بضيق
فادى: يا بابا اسمعنى بس
هدر به بغضب وقال
-فااااادى خلاص جولت مافيش كلام تانى فى الموضوع ده بنت عمك هتتجوزها عايز تعيشوا هنا معانا الدار كبيره وتكفى عايز دار لوحديكم معنديش مانع من بكره اجهز ليكم اجمل دار فى البلد، جهز نفسك على الساعه سته علشان رايحين عند عمك
وتركه وخرج من الغرفه
نظر إلي اثره بضيق وفى ذلك الوقت دلف منصف نظر له بقلق وقال بتساؤل
-طمنى عملت ايه مع ابوك
زفر بضيق وقال بصوت مختنق
فادى:اكيد رفض يعنى وصمم اننا نروح بليل عند عمى علشان نتفق على كل حاجه
جلس بجواره وربت على ظهره بحنو وقال
منصف: انا وانت كنا متأكدين ان هو ده اللى هيحصل علشان كده مافيش اى حل تانى غير انك ترضى بالامر الواقع وتشيل غزل من قلبك خالص علشان متظلمش اللى هتتجوزها الله اعلم هى برضه مغصوب عليها ولا ايه النظام ويمكن لعلى وعسي انها تطلع حلوه وتعجبك
نهض بغضب وقال بصوت مختنق
فادى: انا اخر حاجه بفكر فيها الشكل يا منصف انا كان نفسي اتجوز واحده بحبها اعيش الاحاسيس الجميله كلها اللى بتتعاش ما بين اى اتنين بيحبوا بعض انا ما صدقت لاقيت واحده قلبى يتفتح ليها واحبها ويكون فيها كل اللى انا بحلم بى انا متأكد انك فاهمنى كويس اوى لانك انت كمان اتعلقت بعهد مهما حاولة تدارى ده وتعمل فيها مقالب وتظهر انك بتكرهه بس باين اوى حبها فى عيونك عارف يعنى ايه تحب واحده ومش قادر تقرب منها ولا تعترف ليها بده علشان مش من حقك تعمل كده احساس صعب اوى وبيحسسك بالضعف والعجز
تنهد بضيق وهب واقفا وقال بصوت منكسر
منصف: انا واقعى اكتر منك يا فادى ومبقاش يفرق معايا اى حاجه بعد ما فقد اهلى كلهم اى مشاعر يتقدر عليها الا مشاعر فقدان الاهل وتبقى وحيد، وبعدين يعنى انا اكتشفت حاجه انا لسه هقعد سبع سنين على ما العروسه اللى عليها الدور توصل لسن الجواز مش ده ظلم بذمتك يعنى عيالك هيكونوا داخلين المدرسه وانا هكون لسه سنجل
ابتسم له بحزن وقال بصوت مختنق
فادى:والله الواحد ما عارف يضحك ولا يزعل على اللى احنا فيه ده
ربت على ظهره بحنو وقال بأبتسامه حزينه
منصف:اضحك يا ابنى محدش واخد منها حاجه يلا بينا نفطر احسن هموت من الجوع
وخرجوا من الغرفه سويا.
...............................................
عم المساء وانتهت عهد من مساعدة والدتها بتنظيف الدار ارتمت على الاريكه بأرهاق شديد وقالت بصوت متعب
-يا لهوى يا اما ليه الهده دى كلتها وهو عمى ده اول مره يجى عندينا
تكلمت بأبتسامه هادئه وقالت بسعاده
-مش عمك اللى اول مره يجي عندينا ولده هو اللى اول مره يدخل عندينا الدار
زفرت بضيق وقالت بصوت خافض
عهد:-محسسانى ان اللى جاى رئيس الجمهوريه
ثم ابتسمت لها بضيق وقالت
-هدخل اجهز يمكن اعجب عريس الغفله
وتحركت بأتجاه غرفتها ارتمت على فراشها ووضعت الوساده على وجهها حتى لا يسمعها احد صرخت بغضب شديد وقالت
-مش عااااايزه اتجوز مش عايزه يا خلق
وفى ذلك الوقت اعلن هاتفها عن وجود اتصال اعتدلت على فراشها واجابة عليه بأبتسامه هادئه
-قلبي واحشتينى اوى والله
تكلمت سريعا وقالت بضيق
غزل: عهد شكل فادى ومنصف سابوا الشقه من امبارح ملهمش صوت فتحت باب اوضتهم لاقيتهم اخدين هدومهم ومش موجودين
ردت عليها بسعاده وقالت
عهد: طيب بركه فى ستين داهيه لا ترجعهم انتى زعلانه ليه المفروض تفرحى
زفرت بضيق وقالت بصوت مختنق
غزل: مكنتش عايزه فادى يمشى انا اتعلقت بى يا عهد انا متوقعتش انه يمشى بسرعه كده ده حتى مفكرش يسلم عليا ويودعني قبل ما يمشى
تكلمت بسعاده اول مره صديقتها تحب وتعترف بهذا الحب دون خجل
عهد بحب: تعرفى انا فرحانه اوى انك حبيتى يا غزل بس متقلقيش هو كان واضح عليه هو كمان انه بيحبك واكيد اخد منصف وسابوا الشقه علشان نبقى براحتنا سي روميو عايز راحتك يا جوليت
ابتسمت بسعاده وقالت بتساؤل
غزل: بجد يا عهد حسيتى ان هو كمان بيحبنى اصلا انا خايفه لاكون انا بس اللى بحبه وهو ولا
ردت عليها واجابتها بتوضيح وقالت
عهد: يا بنتى دى عيونه فضحااااه دول بيصرخوا بحبك ده فاضل بس يجى يتقدملك وتوته توته خلصت الحدوته
تكلمت بتمنى وقالت
غزل: يااااارب يا عهد يسمع من بؤقك ربنا انا اول مره يحصلي كده مش عارفة مالى ايه حصلي
تنهدت بسعاده وقالت بنبره مرحه
عهد:-هيييح انه الحب يا سادة
تنحنحت بتوتر وقالت
غزل: سيبك مني دلوقتى عملتى ايه فى موضوع الجواز ده
زفرت بضيق وقالت
عهد: ولا اى حاجه جاين كمان شويه علشان يتفقوا على كل حاجه
ردت عليه بحزن وقالت
غزل: والله حرام ليه تتحرمى من حقك كبنت عايزه تحب وتتحب انا بجد هتجنن ومش قادره اصدق انك هتتجوزى بالطريقه دى يا عهد
ظلت صامته حابسه عبراتها بعينيها تنهدت بحزن وقالت بصوت مختنق
عهد: فى الاخر كل شئ قسمه ونصيب وانا مش هاخد غير نصيبى يا غزل، يلا هقوم علشان اجهز لعريس الغفله
اغلقت الخط ووضعت الهاتف بجوارها ونهضت من علي فراشها اتجهت إلى خزانة ملابسها زفرت بضيق واخذت ما تراه امامها دون اهتمام بدلت ملابسها ومشطت شعرها وفى ذلك الوقت سمعت جرس الباب يدوى اغلقت عينيها بحزن واخذت نفس عميق حتى تهدأ دقائق معدودة دلف والدها إليها الغرفه ونظر لها بأستغراب وقال بتساؤل
-بتعملى ايه يا بنتى ما تيجى تسلمى على عمك وولاد اعمامك
تكلمت سريعا وقالت بتساؤل
عهد:ولاد اعمامى!! ليه يا بوي مش المفروض عمى هو وابنه بس اللى جاين عندينا
اومئ راسه بالتأكيد وقال
-ايوه يا بنتى بس ابن عمك الله يرحمه جه معاه علشان يسلم ويتعرف علينا
زفرت بضيق وقالت
عهد:ماشى يا بوي يلا بينا
وخرجوا الاثنين من الغرفه واتجهوا إلى الغرفه المتواجد بها الضيوف نظرت الى الارض بحزن وقالت بصوت مختنق
-السلام عليكم اهلا يا عمى نورت الدار
الاثنين نظروا إلى بعض بصدمه ثم نظروا إلى الصوت وقالوا بعدم تصديق
-انتى!! عهد
رفعت رأسها إلى الاعلى جحظت عيناها بصدمه وقالت