رواية الهجينه الفصل الثامن 8 بقلم ماهي احمد
يابنتي مافيش وقت هتاخدي بتك في حضنك بعدين «ياسين» لو جه هيدبحنا كلنا
كانت والدة شمس متشبثه بأبنتها كثيراً تريد أن تضمها الى صدرها فأجابت بحده
مش هطلع حد إلا لما أطلع بتي الأول واخدها في حضني واتملى من ملامحها
أخذت تجذب أبنتها اكثر حتى استطاعت أن تخرجها من السياره وضمتها بداخل صدرها شعرت وكأن الروح عادت الى الجسد وكأن العالم اصبح ملكها من جديد لمجرد رؤيتها
وضعت على جبينها قبله وجسدها يرتعد من كثره القلق قائله
شمس فوقي ياشمس ، فوقي يابتي الله يرضي عنيكي
مازالت مغشياً عليها ، تدفق المزيد من الدماء على جبينها أخشت عليها والدتها من الموت اشارت «للخاله حكيمه» بعينيها والفزع يملؤهما
مابتنطقش ياخاله حكيمه لا تكون ماتت
كانت المرأه العجوز مستمره بمحاوله أخراج «عمار» من السياره فطالعتها وهي تجذبه من جديد
لاه ماماتتش ولا حاچه هي بس ، هي بس مغم عليها
سبيها دلوك يازهره، يلا يابتي تعالي شدي معاي ماجدراش اشيله لوحدي
تركت «زهره» ابنتها رغماً عنها وهي تنظر اليها يدب بقلبها الرعب خائفه من ان تبعدها عن ناظريها وضعتها على الأرضيه ببطىء وذهبت الى الخاله لمساعدتها وبعد محاولات عده نجحوا اخيراً باخراجه من السياره قالت وهي ساحبه لنفسها بصعوبه
وبعدين هنتحرك بي كيف ده، ده تجيل كيف الداهيه
_ ماتخافيش انا عامله حسابي
«عمران» جاي دلوك هياخدنا بعربيته ويودينا لبطن الچبل
جحظت عيناها قائله
انتي چرى لمخك حاجه « ياخاله» ولا ايه
«عمران» ممكن يبلغ« علوان» بمكانهم و«علوان» هيقول «لياسين» عشان يتقي شره
رفعت خمارها بيديها وهى تأخذ نفس عميق
ماتقلقيش يابتي انا ضامنه عمران برقبتي
أشارت بعيناها الى الأمام
اهو جه هناك اهوه
جاء «عمران» وأوقف السياره أمامهم وترجل منها قائلاً
بسرعه ياخاله« حكيمه» مافيش وقت
طالعتها بعيناها طالبه المساعده
ساعدى « عمران» يا «زهره»
اتجهت «زهره» ناحيه أبنتها محاولهً منها أن تدخلها السياره ثم صعدوا جميعآ بداخلها
استعد «عمران»للرحيل ولكن أوقفته «الخاله حكيمه»بعدما نظرت الى السياره المتحطمه وأمرته بالوقوف
_ استني ياولدي
رد متأففٍ
هنستني إيه بس؟
لم تجبه على سؤاله واشارت ل«زهره» بعينيها سائله
فين الچركن اللي قولتلك هاتيه معاكي يا«زهره»
مدت لها كف يدها
اهوه، اهوه ياخاله «حكيمه» من بالليل وانتي بتملي الچركن ده وموصياني عليه
مدت كفها وهي ممسكه بالمياه في يديها قائله بنبره تأمره بها
انزل يا«عمران» رش المايه اللي في الچركن حوالين العربيه وارمي الچركن بعيد
ترجل «عمران» من السياره وفعل ما أمرته به الخاله ثم رحلوا الى منطقه نائيه لا يعلم أحد بهذا المكان سوا الخاله غرفه بداخل بطن الجبل ترجلت من السياره مسرعه وهي تفتح باب الغرفه واخرج «عمران» «عمار» و «شمس» من السياره ثم ا أدخلهما بداخل هذه الغرفه ممدين على الفراش بجانب بعضهما البعض
جلست «زهره» بجانب ابنتها مدت كف يدها حتى تنزع تلك القماشه السوداء من على وجهها فأمسكت «الخاله»بكف يدها تمنعها من ما تريد فعله قائله
خاله حكيمه : لا ، لا يابتي بلاها ماتشليش القماشه من علي عنيها دلوك
_ليه« ياخاله حكيمه»
اشارت بعينيها على عمار وهو مازال نائماً
خلي هو لما يفوق يبقي يشلهالها خليه يكون اول واحد تشوف ملامحه في النور يبقي هو
_تفتكري هيحميها ، صح« ياخاله حكيمه»
زي ما شوفت الرؤيه في المنام وعرفت مكانهم
وجيبتهالك في حضنك
خديها كلمه حق من «خاله حكيمه» اللي دار عليها الزمن الشاب ده هيحمي بتك بروحه اذا مكانش بكيفه هيبقي غصب عنه ، مصيرهم بقي واحد يابتي
---------------------------( بقلمي ماهي احمد )--------------------
رحل وهو تاركٍ خلفه «ساره» وهى ترمقه بنظرة توعد اسرع الى منزله ليأخذ معه كل شىء يحتاجه اثناء هذه الرحله أحضر حقيبته سريعاً وصعد الى السياره مره أخرى واتجه الى محطه القطار بعد حجز تذكره من الدرجه الأولى حجز كابينه مكيفه في القطار يوجد بداخلها فراش فوق وفراش اخر بالأسفل صعد الى القطار وهو يبحث عن كابينته حتى وجدها أخيراً فتح باب الغرفه ليجد «ساره» تنتظره بالداخل وقف لثواني وهو ينظر إليها باستغراب تجمد جسده من المفاجأه رفعت حاجبها الأيمن بابتسامه منتصره قائله
انت فاكر انك هتعرف تخلص مني بسهوله تبقي بتحلم
---------------------------( بقلمي ماهي احمد ) ---------------------
كانت جالسه في مكانها لم تعد تتحمل الحراك أكثر من ذلك فطلبت منه بنبره تأمره بها
_«عمران» روح هاتلنا الطلبات اللي في الورقه دي كلاتها ياولدي واياك تتأخر
مد كف يده وقرأ ما بداخلها يهز رأسه بالموافقه
حاضر «ياخاله حكيمه»
أخذ الورقه ورحل عنهما ثم
ابتسمت «زهره» وهي تنظر الى ابنتها النائمه أمامها تنظر الى ملامحها الجميله فكانت تشعر بالظمىء لرؤيه ملامحها لسنين عديده وأخيرآ تبللت شفتاه برؤيتها مررت أصابعها بين خصلات شعرها المجعده وتقول هامسه
معقول العمر عدى بالسرعه دي «ياخاله حكيمه» و«شمس» بتي اللي كانت في بطني بقت عروسه كيف القمر اكده
جلست بجوارها متكئه على عكازها
مافيش اسرع من الزمن يابتي ، بيسرقنا ونلاقي روحنا كبرنا واحنا مستغربين كيف عدى بينا العمر اكده بعد ما كنا عيال مش داريين بالدنيا واللي بيجرى فيها
_ تفتكرى الشاب ده عارف هو هيواجه مين، وعارف حقيقه «ياسين» ولا لاء
ماعرفش بس بعد شويه هنعرف كل شىء
لما يفوق
بتر حديثهم صوت طرق الباب فأخبرتها بأن تفتح ل «عمران»
دخل وهو ممسك بالأكياس بيديه قائلاً
انا جيبتلك كل اللي انتي طلبتيه واكتر يا«خاله حكيمه» تؤمرى بحاجه تاني
_ لاه ياولدي بس اوبقي تعالي بكره مع اول شروق الشمس ماتنساش
حاضر ياخاله حكيمه انتي تؤمرى
رحل «عمران» تاركهما خلفه اتكأت هي على عكازها لكي تحضر الدواء من الأعشاب الموجوده بداخل االأكياس حتى توقف نزيف «عمار» وبعد تحضيره ساعدته على النهوض برويه حتى شرب الدواء وقامت بمساعدته ليتلقى الراحه مره أخرى نظرت لها «زهره» سائله
طيب وشمس مش هتديها حاجه؟
_انتي خلاص هتسميها شمس
ابتسمت وهي تنظر الى ابنتها ابتسامه لطف
الاسم لايق عليها ياخاله شمس وهي شبه الشمس بنورها
_عندك حق يابتي الاسم لايق عليها
وقفت الخاله واستقامت فسألتها مره أخرى
الا هو ايه الچركن اللي رشتيه علي العربيه ده «ياخاله»
_ ده چركن في عشب الاصيص يابتي بيمنع اللي زي ياسين من انهم يشموا ريحتنا ويمشوا ورانا ويعرفوا مكانا بس مع الأسف بيمنع انه يشم الريحه لوقت قليل يعني لازم الشاب ده يفوق بسرعه عشان يكمل مشواره يا إما «ياسين» هيشم ريحه« شمس» في العربيه وهييجي ورانا اهنه كلها ساعات مش اكتر
--------------------------( بقلمي ماهي احمد )------------------------
كان يبحث عنهم مثل الضال الذي فقد ضالته يمشي ورا الرائحه كالكلب الشرس واخيرآ دلته الرائحه الى السياره المنقلبه دخل بداخلها يستنشق الكراسي ورائحه دم شمس ولكن من الغريب ما يحدث فبمجرد خروجه من السياره لا يستطيع تتبع رائحتهم مره أخرى نظر امامه وجد الچركن ملقى على الارض امسك به وعلم ما بداخله فهي عشبه الأصيص التي تمنعه من تتبع الرائحه ضغط على اسنانه وهو يتنفس الصعداء والحقد يملىء داخله
اه يا «خاله حكيمه»
عاد الى منزله فقد علم جيدآ مهما حاول فلن يستطيع تتبع الرائحه على الأقل حتى بزوغ الفجر
----------------------------( بقلمي ماهي احمد )----------------------
نظرت الى الساعه التي بيدها فوجدت الظلام قد حل ولا تستطيع التأخر أكثر من ذلك قائله وهي مجبره
_ انا لازم امشي يا«خاله حكيمه» الليل ليل علينا ولو «علوان» حس بغيابي هتبقي مصيبه ويمكن يحس بحاجه انا هجيلك مع اول خيط شمس يبان
طالعتها الخاله قائله
طلي علي بتك يابتي قبل ما تمشي
جلست بجوارها تطالعها قائله
ليه هو انا خلاص مش هشوفها تاني
_ محدش عارف المستخبي يابتي طلي عليها وملي عينك منها منيح
قبلت الفتاه على وجنتيها بعيون دامعه تأبى النزول
علي عيني اني اسيبك يابتي، بس غصب عني خوف عليكي مش عليا
_ يلا اتوكلي علي الله وروحي وماتخافيش علي بتك
اللي ردهالي بعد السنين دي كلتها قادر يردها لحضني مره تانيه يا«خاله»
رحلت« زهره» تاركه قلبها مع ابنتها رحلت جسد بلا قلب شعرت «حكيمه» بالأختناق فقررت المكوث بخارج الغرفه قليلاّ ممسكه بيديها القليل من الخشب واشعلت به النار حتى تشرب كوبٍ من الشاي
بعد قليل استفاق عمار من غيبوبته وضع يده على جبينه وشعر بالصداع الشديد داخل رأسه نظر الى الغرفه وجدها غريبه جدآ نظر بجانبه ليجدها نائمه
اخذ يتمعن بالمكان وجده ليس بغرفه عاديه فهو جبل الصخر بكل مكان من حوله وضع يده على بنطاله لم يجد سلاحه الصغير نظر أمامه ليجد سكينه صغيره أسفل الطاوله امسك بها وهو يتحرك بحذر محاولآ فتح باب الغرفه سمع صوت من الخارج قائلاً
تعالى ياولدي، ماتخافش مافيش حد هنا تخاف منه كل اللي اهنه تخاف عليهم
أنهت جملتها وهي مازالت تصنع الشاي على نار هادئه
استغرب مما قالته فهو لم يفتح الباب بعد هامسآ لنفسه
هي شيفاني ازاي والباب مقفول
ظل ممسك بالسكين بيده وفتح الباب برويه وجدها جالسه تصنع الشاي بدأت حديثها تسأله
تحب شايك يبقي تجيل ولا خفيف ياولدي
لم يجيبها عن سؤالها بل أجابها بسؤال اخر
انتي مين ؟
_ هتفضل رافع السكينه كده كتير، تفتكر عجوزه زيي هتأذي شاب زيك، نزل السكينه ياولدي وبعد كده نتحدد براحتنا
انكمش حاجبه الأيسر وهو ينزل السكين ببطىء
تعالي ياولدي تعالي اقعد جاري اهنه
لم يستطع الانتظار ففضوله يملىء كيانه
_ احنا فين، وانتي مين؟
مدت كفها لتعطيه كوب الشاي الدافىء تستكمل حديثها
انا اللي طلعتك من العربيه انت واللي معاك بعد ماتقلبت بيكم
وجيبتكم اهنه
مد كفه يده وأكمل حديثه وهو يأخذ منها الكوب
وازاي واحده ..
بترت حديثه قائله
قولها ياولدي تقصد واحده عجوزه زيي تجيبكم لحد اهنه، صوح كلامي
_ انا ماقصدش، بس انا من ساعه ما جيت هنا وانا مش فاهم حاجه
ابتلع ريقه مسترسلآ حديثه
كل حاجه بتحصل هنا غريبه جدا
ولسه اللي هيحصل اغرب ما تستعجلش انت لسه ماشوفتش حاجه
زادت جملتها الأخيره من اندهاشه
تقصدي ايه
_اللي اقصده لازم انت تعرفه لوحدك ماحدش هيقولهولك ياولدي ، لازم تبقي مصدق ان اللي شايفه وبيحصل حواليلك هو الحقيقه مش مجرد تخاريف
انا مش فاهم منك حاجه؟
_ بكره تفهم وتصدق ياولدي
ايوه بس ..
قاطعت حديثه وهي تنظر خلفه
شمس فاقت روحلها وشيل القماشه السودا من علي عنيها
انكمش حاجبه وهو يقول
شمس مين
أشار بسبابته للخلف دون ان ينظر
هي البنت دي اسمها شمس
اشارت برأسها بالموافقه دون ان تنطق فسألها مره أخرى
عرفتي منين انها فاقت
نظر خلفه وجد الباب مفتوح وهي تحاول ان تستجمع ما تبقى لها من قوه واضعه يدها على جبينها بتعب وقف واستقام ذاهبآ إليها سائلآ اياها
انتي كويسه
هزت رأسها بالموافقه
مد هو كف يده حتى ينتزع القماشه السوداء من علي وجهها ولكنه كان متردداً في قراره فعندما رأت النور في المره الاخيره صرخت صرخه عاليه ولذلك كان متردداً وشعر بالحيره ولكن بعد تفكير لا يتخطى الثواني المعدوده قرر أن ينتزع القماشه من عليها فكان الليل حالك والظلام مغيم على الاجواء لا يوجد ضي بالمكان سوا ضي القمر
أفتحت عيناها ببطىء شديد فأخذ يطالعها حتى نظر إليها جيدًا وبتمعن ليجد عيناها ليس لها مثيل فسبحان من أبدع في خلقهما بهذا الجمال نظرت له الفتاه ايضًا بتمعن حتى حفظت ملامحه مد كف يده حتى يزيل خصلات شعرها المنسدله على وجهها فقد جذبته عيناها بطريقه غريبه كان الصمت سيد الموقف تلك اللحظات البسيطه نظرت «الخاله» خلفها لتجد كل منهما يطالع الأخر فبترت صمتهما متعمده
_ هتلاقي وراك جلبيه ياولدي هاتها خليني البسها الجلبيه الجديده دي عشان «ياسين» مايشمش ريحتها
فاق من شروده ووقف مسرعاً من أمامها والترتر يملىء صدره
_ اه الجلبيه حاضر
مد كف يده للخاله ممسكًا بالرداء أخذته منه محاوله الباسها الجلباب ولكن سرعان ما ركضت الفتاه على يديها وقدميها وذهبت الى ركن بعيد جلست به وضمت اقدامها وهي تدفن راسها بينهما انكمش حاجبه باستغراب من رده فعلها فكانت أثناء هروبهم من «ياسين» ابتسمت «الخاله» والبسمه ملأت وجهها ومدت كفها تطالعه قائله
_ الظاهر انها مش واثقه فيا جرب انت تلبسها الجلابيه ياولدي
أخذ الجلباب وهو يقترب منها ببطىء جالسًا القرفصاء يساعدها بأرتداءه فاستجابت «شمس» وارتدت الجلباب على الفور
---------------------------( بقلمي ماهي احمد )----------------------
أخذ نفس عميق بعد أن جاهد بسحبه وهو ينظر لها بغيظٍ شديد يضغط على أسنانه
انتي اكيد مجنونه انتي بتعملي ايه هنا
زي ما انت شايف جايه معاك
قالت جملتها وهي ممده على الفراش
وعرفتي منين اني هبقي في الكابينه دي
اعتدلت في جلستها وهي تربع قدميها والأبتسامه تملىء وجهها الصغير
لا بقي دي اسرار المهنه وبعدين انا بنت العربي يعني اعرف كل حاجه
ترجلت من على الفراش واقفه أمامه وجهًا لوجه مسترسله حديثها
واسكت بقي عشان انت ماطلعتش قد الوعد اللي وعدتهوني
_ساره انا مش رايح اتفسح عشان اخدك معايا
انا عارفه انك مش رايح تتفسح وانت لو رايح تتفسح هبقي عايزه اروح معاك انت ليه ان شاء الله
زي ما انت خايف علي عمار، انا كمان خايفه عليه يايزن
وانت وعدتني انك هتاخدني معاك وانا صدقتك يبقي خلاص لازم توفي بالوعد ده
ضغط على أسنانه بغيظ
ياغبيه انتي مش فاهمه انا
بتر حديثهما وقوف القطار سريعآ في محطته التاليه فأختل توازنها قليلآ ووجدت نفسها تسند برأسها على صدره وبين أحضانه أمسك بها من خصرها ليساعدها على النهوض فكانت نبضات قلبه تتسارع من قربه لها فهي الفتاه التى لطالما احبها من كل قلبه طالعته وهي تنظر الى عينيه فوجدتها باللون العسلي الفاتح ورموشه السوداء المكثفه انكمش حاجبها قليلآ
وبلعت ريقها وهي مسنده بيديها على صدره لتشعر بنبضات قلبه السريعه وكأنها بسباق المارثون أخذت نفس عميق مطالعه اياه بصوتٍ هامس
أنت ايه؟
رد عليها ومازال ينظر أليها بحب هامسٍ أياها
انا خايف عليكي
ابتسمت ابتسامه بسيطه فكانت نبرات صوته ونظره عيونه تأكد صدق ما يقول ولكن سرعان ما استعادت وعيها وابتعدت عنه مسرعه وهي تنطق كلماتها بتوتر شديد
خايف عليا من ايه ؟
انت فاكرني صغيره ولا ايه لا يايزن انا مايتخافش عليا، خاف علي نفسك انت بس
ضغط على أسنانه وتنهد وهز يمر اصابعه بين خصلات شعره
وقد اتخذ قراره
اعملي حسابك انك هتنزلي المحطه دي
أمسك ذراعها بشده محاولآ أخراجها من الكابينه فأمسكت بيديها الأخرى طرف الباب محاوله عدم نزولها فكانت كالطفله بحركاتها المدلله تركها وهو ينظر إليها يجاهد نفسه حتى لا يضحك من تصرفاتها الطفوليه فحملها بين ذراعيه حتى وصل الى باب القطار فأمسكت به بيديها أكثر حتى تحرك القطار مره أخرى نزلت من بين ذراعيه وهي تقول
القطر مشي لو عاوز ترميني من القطر وهو ماشي عشان اموت وترتاح مني اتفضل
لم ينطق ببنت شفه وهو يطالعها نظرت له قائله
انا قولت برضوا انك مش هترميني والقطر ماشي
عادت الى االكابينه مره اخرى مسرعه والابتسامه تعلو وجهها مغلقه الباب عليها
----------------------( بقلمي ماهي احمد ) --------------------------
في تلك الأثناء ما زالت العديد من الاسئله تملىء رأسه ويجب عليها الأجابه جلس بجوارها ليرضي فضوله
قوليلي انتي مين، و«ياسين» ده عباره عن ايه، ده لا يمكن يكون بني ادم
وليه مابيموتش، وانتي، انتي ليه بتمشي بالطريقه دي
نظرت له والصمت حليفها انتظر لثواني ثم عاد يتسترسل حديثه
ما انتي لازم تنطقي لازم تعرفيني انتي مين
ما هو مش معقول اموت عشان واحده حتي ماعرفش اسمها ايه ؟ اسمك ايه ؟ بنت مين ؟ ايه حكايتك بالظبط
انا مش عارف حتي اطلع بيكي من هنا ازاي
كاد الجنون يصيب عقله فما رأه ليس بالقليل
صب غضبه على الأناء الموجود أمامه والذي كان يحتوي على عشبه الأصيص صب غضبه بالكامل وضغط بقدميه على العشب المتبقى ووعن دون قصد كسر الحاجز الذي صنعته «الخاله» حتى لا يتلقى «ياسين» رائحتهما دخلت «الخاله» مسرعه والفزع يملؤ قلبها
انتَ عملت ايه ياولدي
نظرت للأسفل ووجدت العشب ملقى على الأرضيه دب الفزع في قلبها قائله
كده مبقاش في وقت« ياسين» هيرجع يشم ريحتها من جديد
انكمش حاجبه واعتلت علامات الاستغراب وجهُ
_ انتي تعرفي ياسين، انتي تعرفي حكايتها ايه ؟
مابقاش في وقت ياولدي« ياسين» خلاص زمانه شم ريحتها وهيعرف طريقها ابعد عن اهنه
_ طيب علي الاقل فهميني ايه اللي بيحصل
حتي علي الاقل عرفيني اسمها ..
ردت مسرعه
شمس اسمها شمس
يلا، يلا بسرعه امشي من اهنه
في تلك الاثناء التقط«ياسين» رائحتها من جديد ابتسم ابتسامه ظهرت على ثغره وعاود اللحاق بهما من جديد
امسك «عمار» بكف شمس وارتدى حقيبته السوداء على ظهره واخذ يستكمل طريقه ورحل مسرعاً من مكانه وصل «ياسين» بعد رحيلهما بدقائق قليله ليجد «الخاله» بمفردها
نظر لها والشر يملىء قلبه قائلآ
ده اخر مكان كنت افكر انك تكوني فيه ياخاله حكيمه
ضربت الأرض بعكازها ثم اتكأت عليها ناظره إليه
_ وانت من امتي بتفكر ياياسين انت زي بقيت زي الحيوانات بتشم الريحه وبس ياولدي
طالعها والحقد يملىء قلبه بأتجاهها
حتى لما بقيتي عجوزه وجلدك كرمش لسه لسانك زي ما هو طوله شبرين ، لسه مابتخافيش يا«خاله حكيمه»
وخاف من ايه ياياسين ، العمر واحد والرب واحد وربنا كاتبلي هموت علي ايدك او من ايد غيرك
لوح بيديه وهو يقترب منها ببطىء كالفهد عندما يتربص بفريسته
باين اكده ان مكتوبلك تموتي علي ايدي
وقبل ان ينهي جملته انقض عليها يفتك بها وقطم رقبتها عن جسدها لتخر ارضًا تفارق روحها االحياه