رواية الهجينه الفصل التاسع 9 بقلم ماهي احمد
جلس القرفصاء ينظر للجثه الهامده أمامه وشعر بغصه تحتل قلبه لا يعلم سبب تلگ الغصه التى أصابته ولكن فور رؤيه «الخاله» وهي جثه هامده أمامه لاحول لها ولا قوه جعل قلبه الذي كالصخر يلين سرعان ما استقام واستعاد وعيه وعاد «ياسين» لطبعه المهين انكمش حاجبه وطالعها بنظره سخريه وهمس لنفسه
حتي انتي ياخاله حكيمه اللعنه صابتك ، المهدي ماسابش حد مننا الا لما لعنه قبل ما يموت حتي انتي ياخاله المقربه لقلبه لعنك زيك زينا
ابتعد عن تلك الجثه وهو يبحث بعيناه كالصقر على وجود شىء يدله على طريقهما معًا
نظر يميناً ويساراً حتى وجد سترته نعم وجد الستره الخاصه بـ«عمار» امسك بها وأغمض عيناه وهو يضعها على انفه ليستنشق رائحتها التقط رائحتهما من جديد اخيراً وعلم ما يجب فعله
----------------------- ( بقلمي ماهي احمد )--------------------------
مازال يركض بها هنا وهناك ممسك بكف يدها كالقابض على الجمر يجذبها بقوه من خلفه لكي يهرب بها من المحتوم فقد علم جيداً من هو «ياسين» وما هو القادر على فعله فسرعه «ياسين» كبيره للغايه ولكن هذه الفتاه المسكينه لم تكن تعينه فقد انهكها التعب من كثره الركض في الصحراء اصبحت تلتقط أنفاسها بصعوبه حتى جذبت يدها من يده
بقوه ووقفت حتى تستطيع ان تلتقط انفاسها مره أخرى وقف هو أمامها يلتقط انفاسه سائلاً.
وقفتي ليه؟
لم يتلقى منها رد كالعاده فاسترسل حديثه بنبره أَمره
أجرى، أجرى مافيش وقت
اشارت برأسها بالنفي فقد انهكها التعب من كثره الركض
شعر عمار بقرب «ياسين» منهم نظر من حوله لم يجد سوا الصحراء من حولهم صحراء قاحله لا يوجد بها مأوى أو مخبأ لهم نظر لها مره أخرى وجدها لن تستطيع المقاومه أكثر من ذلك فملامح وجهها تظهر ذلك بوضوح فكر سريعاً أنتزع الحقيبه من على ظهره وأخرج تلك الزجاجه للمره الثانيه وافرغ ما تبقى منها من حولهم وأشعل النار بها ومن ثم وضع السكين على رقبتها انتفضت «شمس» ودب الرعب قلبها مره أخرى عندما شعرت بما يفعله فقد شعرت بنصل السكين كاد يمزق رقبتها وعادت ذكرى لها وهي تتذكر «خليله» عندما كانت تفعل شىء خاطىء تجرحها بالسكين دب الرعب بقلبها اكثر وانكمش حاجبها فهي لا ترى شيئاً مما يفعله« عمار» فقد اغمض لها عيناها مجددآ قبل مغادرتهما
شعر بنبضات قلبها السريعه فأخذ يطمئنها بهدوء ومال على اذنها وهو يتحدث بهمس
ماتخافيش مش هأذيكي، خليكي معايا للأخر
شعرت بقربه نحوها ووثقت بكلماته وفور انتهائه من جملته شعرت بمجىء الأخر «ياسين» فوجدت «عمار» يتحدث قائلآ
قرب خطوه تانيه مني وهدبحها قدامك، انا عارف انك عايزها، وعايزها اكتر من اي حاجه في الدنيا ولو مابعدتش حالا هدبحها قدامك
ارتفع حاجبه الأيمن وابتسم ابتسامه ظهرت على ثغره وهو يلتف حولهما بخطوات بطيئه خارج دائره النار فرد قائلآ
وياترى انت كمان مش عايزها يا «عمار»
كانت عيناه تراقبه كالصقر فكلما يتحرك خطوه يتحرك معه نفس الخطوه حتى لا يغدر به من خلفه فرد قائلآ والسكين مازالت على رقبتها
وانا هعوزها في ايه ؟ انا حتي ماعرفش دي مين ؟
_ يعني جاي تموت عشان خاطر واحده انت ماتعرفش عنها حاجه، ماتعرفش قيمتها، ده حتي تبقي عيبه في حقك يا«عمار»
دخل «ياسين» بداخل الدائره حيث النيران المشتعله احرقت جسده اطفأ النيران من على جسده بيداه العاريتان وبدأ جسده بالنمو من جديد نظر له «عمار» وهو لا يصدق ما تراه عيناه فقد أذهله ما رأي منذ قليل حيث ردد
انت اكيد مش بني ادام
رفع حاجبه الايمن ينظر له باستمتاع مما يراه في عيناه من نظره عدم التصديق فرد عليه بكل سخريه حيث الابتسامه على صغره
وتفتكر أنا ابقي أيه؟
_ انت اكيد شيطان مالهاش تفسير تاني
بس الشياطين ما بتتأذيش من النار دي بتلعب بيها كمان
أنهى «ياسين» جملته وهو يراقب حركه جسده ليستكمل «عمار» حديثه
النار ما بتأثرش فيك
رد سريعاً:
بس بتأذيني
صمت تام لمده ثوانٍ معدوده أخذ كل منهم الأخر يتفحص الأخر بعيناه
تفحص كل أنش في جسد «ياسين» بعيناه الثاقبتان وجد أظافره الطويله الحاده مثل الذئاب وعيناه التي لا تحتوي اللون الابيض كلها سوداء نظر الى انيابه المدببه
استجمع تفكيره مره ثانيه وفكر لبضع ثواني ثم اردف
معقول تبقي اللي في دماغي
تحرك بمكر شديد فهو يحب إن يلاعب فريسته قبل إن ينقض عليها
_أنا عارف إنك ذكي وعرفت أنا ابقى إيه يا «عمار»
لا يمكن اللي في دماغي يبقي صح ..
قال جملته وبدأت يداه بالأرتعاش عقله لم يستوعب ماتراه عيناه
اقترب «ياسين» منه كثيراً فكان الفاصل بينهما هي «شمس» فقط ابتعد خطوه وهو يرجع الى الخلف
لحد ما عقلك يستوعب اللي مش عايز تعترف بي البنت اللي معاك حقي اللي استنيته سنين
مازال نصل السكين موجهاً على رقبه «شمس» ضغط على اسنانه واستجمع شجاعته مره أخرى
ده اخر تهديد ليك ابعد حالا لو عايزها تعيش
أغلق عيناه وسحب نفس عميق حتى يستطيع أن يتنفس رائحه «عمار» أكثر وهنا لايريد التقاط رائحته العاديه ولكن رائحه خوفه فحتى الخوف له رائحه يمتزجها بالعرق الهابط على وجنتيه ركز أكثر بسماع صوت نبضات قلبه ولكن هنا كانت الصدمه ل«ياسين» حيث وجد نبضات قلبه ثابته لا تهرول من الخوف منه أفتح عيناه مره أخرى ونظر له بثبات وهو يقول
غريبه إنك مش خايف!!
_معنديش حاجه اخاف منها ولا عليها
نظر «ياسين» الى نصل السكين من جديد فوجدها على بعد ملى واحد من رقبتها وعلم انه لا يريد اصابتها بأذى فلن يؤذيها فبالتالي لن يدبحها
مافتكرش انك هتأذيها
وعلى دون غره وفي أقل من لمح البصر أبعد «ياسين» شمس عن «عمار» وازاح بالسكين بعيداً ممسك بالفتاه والقاها على الأرض بكل ما اوتي من قوه ثم أمسك به يرفعه بكف يده من رقبته فأصبحت وجنتيه تشع أحمرار من قبضته المحكمه شعرت شمس بذلك من صوت «عمار» وعلمت بأنه في مأزق فقررت التصرف تحسست الارضيه بيديها حتي وجدت السكين جرحت كف يدها مسرعه حتى نزل الدم منها استنشق «ياسين» رائحتها واستطاعت تشتت تفكيره وتركيزه نظر خلفه إليها فقد كان يقوده رائحه دمها وأوقع «عمار» على الارض متجهاً إليها وفي لحظه دخلت سياره وسط النيران المشتعله لتصطدم بـ «ياسين» وتزيحه بعيداً عنهما ليجدوا من يقول بصوتٍ مرتعد وأنفاسٍ مقطوعه
بسرعه، بسرعه ادخل العربيه بسرعه يا«عمار»
أمسك «عمار» بكف «شمس» وهو يهرول وصعدوا الى السياره كل هذا لا يتعدى الثواني المعدوده تحرك «عمران» بالسياره بكامل سرعته تاركين خلفهم «ياسين» وجسده يحاول الالتئام مره أخرى من صدمه السياره
---------------------( بقلمي ماهي احمد )---------------------------
نسمات الهواء البارده بكل مكان يحاوطهم تدخل من نافذات القطار المفتوحه والابواب بكل مكان
كان يقف هو بالخارج.. خارج الكابينه يطرق الباب عليها ينظر يميناً ويساراً حتى لا يسمعه أحد ينادي عليها بصوت يكاد أن يكون مسموع
ساره افتحي
ابتسمت وهي بالداخل واقفه أمام الباب فقد كان الفاصل بينهما هذا الباب الخشبي ردت قائله
لاء مش هفتح
ضم قبضه يده وهو يطرق الباب للمره الثانيه
ساره الفجر قرب يطلع، افتحي عشان عايز انام بكره ورايا يوم طويل
_ مش وراك لوحدك انا هبقي معاك
انتي ليه مش قادره تفهمي
_وانت ليه مش قادر تفهم اني بجد عايزه ابقي معاك
طيب افتحي ونتفاهم
_مش قبل ماتحلف انك مش هتسيبني
مش هسيبك يا«ساره»
احلف بأغلي حاجه عندك انك مش هتسيبني وخللي بالك لو ماصدقتش في حلفانك المره دي والله ما هصدقك بعد كده تاني في حياتي اصلاً
ظهرت العصبيه بنبره صوته
طيب خلاص افتحي بقي
سمع صوت فالمفتاح بداخل الباب دليل على فتحه ولكنها لم تفتح الباب كاملاً فنظرت له من تلك الفتحه البسيطه وهي تقول
احلف بأغلي حاجه عندك الاول قبل ما تدخل
ابتسم وهو ينظر الى ملامحها الرقيقه هامسٍ لنفسه
وحياتك عندي ما هسيبك
انتظرت لثواني وهو يطالعها بهدوء ثم أردفت
ايه مش لاقي حد غالي عندك تحلف بحياته ؟
_ ايه لاء طبعا اكيد في
طيب ماتنجز يايزن
_وحياه عمار عندي مش هسيبك تاني خلاص
ماشي خلاص اتفقنا ادخل
فتحت الباب على مصرعيه ليدخل هو مغلق الباب من خلفه لتذهب هي الى فراشها تضع المفرش على جسدها من شده البروده لتجده ينتزع سترته الجلد السوداء من على جسده مرتدي أسفلها تي شيرت بلون الابيض ينتزعه من على جسده طالعته «ساره» لتجد عضلات جسده البارزه كان يرتدي قلاده من الخيط الأسود وتحتوي على خرزه سوداء شردت قليلاً وهي تنظر له هامسه لنفسها
معقول ده يزن اللي بشوفوه كل يوم عمري ما اخدت بالي ان جسمه متقسم كده
فاقد من شرودها واعتدلت على فراشها
انت، انت بتعمل ايه؟
القى بسترته على الفراش الخاص به وهو يقول
ايه بقلع هدومي بلاش!!
بتقلع هدومك وانا معاك كده عادي انت اكيد اتجننت
أنهت جملتها بعدما هبطت من فراشها وأمسكت بسترته تلقيها على وجهه
ياريت تلبس هدومك بعد اذنك مش هينفع تنام معايا في كابينه واحده وانت كده
وقفت خلفه فأصبحت ترى ظهره جيداً فوجدت علامات كثيره تدل على تعذيبه بلعت ريقها من هول المنظر على جسده وكأن شخصٍ ما أتى بأله تشريح يقطع بها جسده رفعت كف يدها وهي تمرر أصابعها على جروحه شعر هو بالقشعريره من لمستها اغمض عينيه وتنفس الصعداء فهي ليست مجرد فتاه تلمسه بل هي حب عمره شعرت ساره بذلك فأنزلت كف يدها على الفور وابتعدت عنه خطوه للخلف قائله بنفس متقطع
انا، انا اسفه بس الجرح اللي في ضهرك ده، باين ان حد كان بيعذبك وانت صغير
التقط سترته البيضاء وواصل حديثه وهو يرتديها
اسفه علي ايه؟
انتهى من ارتداء سترته وطالعها باهتمام يسترسل حديثه
هو انتي اللي كنتي بتعذبيني؟
_باين ان طفولتك مكانتش سهله
ايه صعبت عليكي؟
_ليه بتقول كده!!
نظره عنيكي ليا دلوقتي اتغيرت لما شوفتي جرحي
اضافت بعد ان جاهدت لتسحب نفسآ عميقآ
لا ابدا، مش انت اللي تصعب عليا، اللي زيك وزي «عمار» مهما شافوا مابيتكسروش
_ اللي زيي لولا «عمار» كان اتكسر من زمان
ذهب الى فراشه تاركها مازالت واقفه مكانها ملىء الضيق صدره فقد نسى تماماً جرحه القاطن على ظهره لم يكن يريد أن تراه على هذه الحاله لا يريد أن ترى ضعفه
ذهبت الى فراشها مره أخرى يحاول كل منهما النوم ولكن لا يستطيعان التفكير يملىء بالهما كل من الاخر يفكر بأمر ما
وضع يده على جبينه وهو يفكر
ياترى ساره شيفاه ازاي دلوقتي؟
والفكر يشغل بالها وهي تنظر للأعلى
ياترى حصله ايه وهو صغير يسبب الجرح الكبير ده
--------------------------( بقلمي ماهي احمد )----------------------
في نفس التوقيت كان هناك أيضاً من لايستطيع أن يغفل ولو للحظه واحده يجلس بغرفه مكتبه التفكير يملىء عقله ويشغل باله ضغط بكف يده على اللوحه وفتح الغرفه السريه يمشي بخطوات سريعه في الممر حتى فتح باب غرفه والده والارتباك يظهر على ملامح وجهه ينظر له والده قائلاً
ياترى نازلي ليه المره دي ما انت مابتنزليش الا لو في سبب يا«عربي»
تنهد بعمق قائلآ:
ده اليوم التالت ومافيش اي اخبار عن« عمار» ولا الرجاله اللي معاه حتي الطياره مالهاش أثر
_ وياترى خايف علي «عمار» ولا خايف انه يفشل في انه يجيب البنت
اكيد خايف انه يفشل البنت لو بقت معايا مش هحتاج ل «عمار» ولا لغيره هرجع بكامل قوتي وهبقي اقوي كمان من الاول
لكن لو مارجعش بيها هفضل زي ما انا هعجز اكتر من كده وابقي عجوز، وقعيد زيك
كان لازم تعرفه حقيقه« ياسين» علي الاقل يبقي عامل حسابه ومايبقاش في عنصر المفاجأه لما« ياسين» يظهرله
وطبعا انت عارف «ياسين» هيحاول يرعبه بكل الطرق ده أن مكانش قتله
_تفتكر يكون مات
ومافتكرش ليه، هو «ياسين» ضعيف ده اقوى واحد فينا وانت عارف مين «ياسين»
_ايوه عارف، انا مكنتش عايزه يقابل «ياسين» من اساسه بس «عمار» ذكي
بس «ياسين» اقوي، وكمان اذكي
_انت شمتان فيا
وهشمت فيك ليه كلنا في مركب واحده
_انا زهقت، زهقت من لعب دور الاب والزوج المخلص لمراته
عايز ارجع زي الاول بقي
انت اللي صممت انك تأسس عيله قدام الناس والمجتمع علشان شكلك قدام الناس وروحت اتجوزت واحده وهي حامل وقتلت جوزها واتجوزتها وكتبت البنت بأسمك احنا ما بنخلفش لما بنتحول مابنخلفش
وساره مش بنتك ولا عمرك هتحس انك ابوها، وأه نسيت اقولك ياريت تخللي بالك من أچندتك بعد كده عشان ساره اللي المفروض بنتك شوفتها في الكاميرات وهي بدور علي الاچنده وقطعت منها ورقه واخدتها ومشيت
أمسك «العربي» به من رقبته بكف يديه وهو في حاله من الذعر
انت بتقول ايه؟
_ بقول اللي شوفته
خرج «العربي» من غرفه والده مسرعاً يتوجه الى غرفه المكتب يطالع الأچنده الخاصه به ليجد صفحته المقطوعه ضغط على أسنانه بعدما تحولت عيناه الى اللون الاسود ممسك بأجندته يضغط عليها بكف يده
يابنت ال ....
العاشر من هنا