رواية الهجينه الفصل السادس 6 بقلم ماهي احمد
نظر « عمار» له بعدما كمش حاجبه واستغرب كثيرآ مما قاله ياسين فقد كانت نبره صوته دليل على معرفته به استجمع شجاعته وهو ينظر له بعدما وجد عيناه التى تحولت للون الاسود قبل قليل وأردف
_ أنتَ تقصد أيه ب كلمه هو انت ، انت تعرفني
أخذ «ياسين» خطواته الأولى وبدأ من التقرب الى « عمار» وهو يشم رائحه جسده رفع حاجبه الأيمن وهو يتحدث بخبث
_ رغم إن باين عليك التوتر بس مش شامم ريحه الخوف جواك ياترى إيه السبب؟
شامم!!
قال كلمته الاخيره باستغراب وهو يضغط عليها جيدآ
كان يحوم حول «عمار» متربصاً به ويرتسم على وجهُ أبتسامه سخرية متحديآ أياه بخطوات بطيئه وأرتسمت على وجهه أبتسامه خبيثه يصاحبها الشر مال برأسه قليلآ يهمس بأذنه
_باين كده ان العربي اللي باعتك عشان تاخد البنت مش قايلك علي حاجه
اشار برأسه
حاجه زي ايه؟
علا صوته أكثر وأصبح يهز الأجواء من حوله
انك لازم تخاف
تغير نبرة صوته المفاجىء أصبح يرج المكان عاد خطوه الى الخلف واصطدم ظهره بالحائط
كانت الفتاه مازالت تجلس في مكانها وضعت يداها على أذنها
من شده صوته المرعب وهي تدفن رأسها بجسدها اخذ
« عمار» يطالعها عن بعد فوجد «ياسين» أمامه وقد قبض بيديه على رقبته وهو يرفعه الى الأعلى فكاد ان يختنق من قبضه يده فقوة «ياسين» لا يستهان بها ثم أردف وهو يطالعه باشمئزاز
انت جيت للموووت برجليك يا«عمار»
مال برأسه قليلآ ثم نظر الى عينيه بتحدي
ولا انت ولا ١٠٠ زيك يقدروا ياخدوها مني
ضغط على أسنانه واسترسل حديثه
دي ملكي، ملكي انا وبس أنتَ فاهم
يتسم ياسين بالمكر الشديد فهو يحب أن يلعب بفريسته قبل أن ينقض عليها فألقاه من يده بكل قوته فارتطم ظهر «عمار» بالحائط ولم يستطع ان ينهض فأردف وهو يقول
معقول، معقول أنتَ بقي عمار اللي كنت بسمع عنه طول السنين اللي فاتت دي، وبنخبي البنت منه عشان ماياخدهاش، بقي انت بقي اللي العربي مخليك دراعه اليمين وبيقول عليك الحصان الاسود بتاعه
من الغريب أن يظل «عمار» صامتآ كان يستمع لحديثه لم يكن حتى يقاوم ما يفعله به شعر بـ «ياسين» وهو يجذبه من أقدامه ويلقي به مره أخرى على الحائط وأصبح بجانب الفتاه رفعت الفتاه رأسها وطالعته وهي تنظر الى الدماء السائله من شفتيه نظر لها هو الاخر ولكن لم يستطع تمييز تفاصيل وجهها من كثره خصلات شعرها المنسدله على وجهها ثم سمع صوت ياسين مره أخرى
_ أفتكر إنك أقل بكتير من وصف العربي ليك
أمسك به للمره الثانيه وطالعه بعينيه بحده شديده قبض بيديه على رقبته ثم نظر له «عمار» بلا مبالاه وهو يبتسم بوجهه
_ وأنتَ كمان العربي كان بيبالغ في كلامه عليك
أنهى جملته بخروج قنبله يدويه من جيبه ألقى بها بعيدآ في اتجاه الباب نظر« ياسين» الى القنبله وترك «عمار» ليلحق بها قبل أن تنفجر فأسرع عمار بسرعه شديده الى الفتاه ووضع يده على رأسها ليخفضها قليلا لحمايتها ثم اتفجرت القنبله ومع انفجارها ألقت بـ «ياسين» للخارج هرول «عمار» الى الفتاه لكي يطمئن عليها
انتي كويسه
نظرت له الفتاه بأعين راجيه وكأنها تتوسل إليه ليخرجها من هذا المكان المعتم امسك بيديها بنظره مطمئنه لها
ماتقلقيش هخرجك من هنا
في هذه اللحظه أستفاق« ياسين» والغضب كان يملىء عيناه
أستغرب «عمار» كثيرآ بأنه مازال على قيد الحياه فالقنبله كفيله بفتك جسده الى اشلاء صغيره
وقفت الفتاه بهلع ضاقت عيناها وتقهقرت للخلف بذعر تمكن منها وهي ترى نظرته تمقتها الان أشد المقت ذلك الشعور يهجم علينا ويشعرنا بأننا لا شىء وكأن العالم اجمع على مقتنا في هذه اللحظه ثم يأتي هو ويمد لك يد المساعده ليساعدك على النهوض من جديد هذا ما أصابها حين وجدت «عمار» يتوسطهما هي الأن تقف خلفه محتميه بذلك الجدار البشري مما جعله يدفع «ياسين» بكل ما أوتي من قوه مدت الفتاه كفها وقبضت على ستره «عمار» من الخلف
نظر خلفه وهو يطالع قبضتها وأشار لها بعينيه مما دب في قلبها الطمأنينه للحظات بسيطه أمسك يدها مسرعآ الى الدرج
فاقترب منه «ياسين» وهو يحوم حوله بخطوات بطيئه قائلآ
تبقي مجنون لو افتكرت للحظه اني ممكن اموت بالسهوله دي
أخرج « عمار» سلاحه من الخلف وصوب مسدسه بأتجاه «ياسين» مطلقآ عليه كل طلقاته ولكن دون جدوى فالطلقات لا تؤثر به فهو مازال حيآ يمشي على قدماه لم يكن بوسع «عمار» فعل المزيد اقترب منه «ياسين» بعدما احمرت مقلتيه وأخرج أنيابه مما دب الرعب بقلب «عمار» نظر للاسفل ليجد حقيبته اخرج منها الصاعق الكهربائي مهرولآ وغرزها بجسده فالكهرباء هي الشىء الوحيد الذي يضعفه فخر على الارض وهو يتشنج من أثر الكهرباء عليه
أستغل الفرصه مهرولآ ممسك بيد الفتاه بكل قوه وباليد الأخرى ممسك بسلاحه يطلق منه الأعيره الناريه على القفل الخاص بالباب فلم يستطع العوده من نفس المكان الذي جاء منه وبعد محاولات قليله فتح الباب أخيرآ ليجد «الضبع» بأنتظاره ترتسم على ثغره ابتسامه خبيثه يصاحبها كلماته اللئيمه
نورت ياولدي
أمسك «الضبع» بـ «عمار» وحاول أن يرفعه ولكنه أضعف من ذلك فلكمه «عمار» بقبضته القويه بكل ما أوتي من قوه ووجد الرجال الذين اتوا بصحبته يطلقون الأعيره الناريه على «الضبع» من ظهره وقع في الأرض والدماء تملىء جسده كانت دماء باللون الأسود ولأنه ضعيف فجرحه لم يلتئم سريعآ
أمسك عمار بالفتاه مره اخرى وهو يرتدي حقيبته على ظهره واخذ الفتاه مهرولآ متجهآ الى الخارج وفور رؤيتها الى النور مره أخرى ظلت تصرخ من شده الألم نظر لها بعدما أنكمش حاجبه باستغراب فوجدها تخبىء عيناها بيديها فأدرك ان النور يؤذيها لم يكن باليد حيله جذبها بالقوه خلفه وخرج بها من المنزل مهرولآ وابتعد عن البيت سريعآ لاحظ «عمار» بصوت طلقات النار وقف ولم يعد قادرآ على سماعه
وفي هذه اللحظه استعاد« ياسين» قوته من جديد بعدما قتل رجال «عمار» ذهب الى «الضبع» بعدما وجده ينزف دماؤه
أمسكه من جسده محاولآ انقاذه
_ قوم، قوم معايا يابوي
لم يستطع «الضبع» ان يقاوم الطلقات التى أخترقت كل أنشٍ من جسده اكثر من ذلگ ابتلع ريقه مصاحب لكلماته
مابينلهاش قومه يا«ياسين» خلاص
_ لاء ازاي، هتقوم، هتقوم وهتبقي كويس يابوي
قال جملته الاخيره والحزن يملىء قلبه
_ من اول ما بقيت معايا وانا اعتبرتك ابني انت عارف اللي زينا مابيخلفووش، بس انا كنت بعتبرك ابني حقيقي ياولدي، فضلت سنين مستني اللحظه اللي البنت تكبر فيها وتبقى عروسه ولما خلاص قرب المراد اموت
لو كنا فكينا اللعنه مكنتش موت بسهوله ياولدي
قال كلماته متقطعه
خللي بالك من عمار، خد حذرك منه ده تربيه العربي وانت عارف مين هو العربي
فارق « الضبع» الحياه مما جعله يصرخ صرخه يهتز لها الفؤاد من شدتها وبالرغم عن بعد «عمار» عن البيت ولكنه سمع صرخته من حوله مما اجبره على الوقوف ينظر الى الفتاه ليجدها مغمضه العينين
قال كلماته وهو موقن من كل كلمه ينطقها من فمه
_مش هسيبك ياعمار، هخليك تتمني الموت من اللي هعمله فيك، عارف يعني ايه مش هسيبك
أخذ يهرول سريعآ وهو ممسك بيد الفتاه جيدآ حتى وجدها تلهث لا تستطيع ان تتنفس تركت يداه ثم اتكأت على ركبتيها
مغمضه العينين اخذ نفس عميق هو الأخر والنهجه واضحه بكلامه
_ انتي النور بيأذيكي صح
اشارت برأسها بالموافقه أخذ ينظر يسارآ ويمينآ باحثآ بعينيه على اي شىء يستطيع من خلاله أن يغمض عيناها ولكنه لم يجد فمال براسه وجلس القرفصاء وقطع قطعه من قماش فستانها الطويل وأغمض عيناها حتى لا تتأذي من اشعه الشمس الساطعه لم تمر ثواني قليله حتى شعر بشىء ما بداخل الزرع شعر بأنه من المؤكد «ياسين» كاد عدم فهمه يقطع بتفكيره كيف علم مكانهما بهذه السرعه نظر الى الفتاه وجد الدماء على قدميها جلس القرفصاء وأخذ بيديه قليلآ من الطين ووضعه على قدميها حتى لا يقتفي «ياسين» اثارهما امال برأسه وهمس بأذنها ووضع ماده سائله من حولها ثم اختفى ظلت الفتاه متجمده بمكانها لم تستكع التحرك ثم جاء «ياسين» ليجدها بمفردها مغمضه العينين شعر بشىء غريب فليس من السهل ان يترك «عمار» الفتاه ويهرب فقد علم عنه عدم استسلامه اقترب من الفتاه خطوه ودخل بداخل الدائره التي صنعها «عمار» بالسائل دون ان يأخذ حذره حتى شم رائحه السائل وقبل ان يدرك بأنه فخ له «عمار» من صنعه القى عمار بحبل للفتاه امسكت به وانتشلها من داخل الدائره. وهو يجذبها من بين الذرع كل هذا في أقل من الثواني المعدوده وكانت هذه الماده قابله للأشتعال فأشعلت النار بجسد «ياسين» واخذ «عمار» يهرول هو والفتاه من جديد مبتعدآ عنه متجهآ الى الطائره ليجد نفسه قد تأخر عن المعاد المحدد حتي اقلعت الطائره بدونه
اخمد «ياسين» النيران المشتعله بجسده والتئم جرحه سريعآ وهو يقول ضاغطآ على اسنانه
_ برضوا مش هسيبك
-----------------------( بقلمي ماهي احمد )---------------------------
ها هو يوم جديد بأشراقه جديده تأتي تجلس والدة عمار امام شرفتها تدعي الله على ان يسامحها على فعلتها مما حدث لم تتستطع نسيان نظرة طفلها الصغير عند اختيارها لموته تدعي الله من كل اعماقها فالسنين مرت ونظره عمار لم تمر وهو يوقل لها
_ مش معني انا
انهمرت الدموع مره اخرى حتى جائت أبنتها وجلست بجوارها
_ انسي بقي ياماما اليوم ده انسي خلاص
جاء كمال أخوها الاكبر من خلفها وهو يتحدث بضجر
تنسي، تنسي ازاي يامارال وهي كل يوم قرفانا بعياطها لحد ما خلاص زهقنا
_ اخرس ياهلال ماتكلمش ماما بالطريقه دي
قالت جملتها وهي تنظر له باستغراب عما قاله فلم يهتم وأكمل حديثه وهو ينظر لوالدته بسخريه
ياترى لو كنتي اخترتيني انا كنتي هتفضلي تعيطي عليا السنين دي كلها
نظرة له الأم والحزن ينهش قلبها
_للاسف ماقدرتش اختارك انت وقتها
رد عليها قائلآ والجحود يملىء نبره صوته
وطبعا ندمانه
_ انا ندمانه اني اخترت اصلا
احنا مش هنخلص بقي من موضوع عمار ده
_ لاء مش هنخلص موضوع عمار مش هيخلص غير بموتي مش هسمح بحد منكم ينساه الا لو مت
_ لو كده يبقي ياريت تموتي النهارده قبل بكره عشان نرتاح وتريحينا بقي
نطقت مارال غاضبه
كمال انت بتقول ايه
اشار له بيديها بعدم اهتمام وتركهم ورحل ثم اردفت الام بحزن
سبيه، سبيه يامارال انا اللي عملته لازم الاقيه يابنتي
ضمت مارال والدتها الى حضنها لكي تخفف عنها قليلآ احساسها بالذنب وبكى الاثنان معآ
--------------------------( بقلمي ماهي احمد )-----------------------
كان الوقت مبكر، مبكر للغايه فكان هناك من لم يستطع النوم هذه الليله نعم هو صاحب عمره «يزن» دخل الى غرفه مكتب «عمار» وهو يبحث عن اي شىء يساعده لمعرفه ما هي المهمه التى ذهب اليها عمار ولماذا لم ياخذه معه اسئله كثيره تدور بداخل رأسه لم يستطع النوم بسببها
ولكنه لم يجد شيئآ أرتدى سترته واخد مفتاح سيارته من فوق المنضده متجهآ الى ثرايا العربي ترجل من سيارته حتى وجد «ساره»أمام ناظريه قائله
_ انت ليك عين تيجي هنا تاني بعد اللي عملته معايا امبارح، لاء وكمان لوحدك من غير عمار، اي الشجاعه اللي نزلت عليك دي مره واحده
_ساره سبيني دلوقتي
قال جملته متجاهلآ أياها انكمش حاجبها مستغربه فهذه هي المره الأولى لم يستطع تجاهلها من قبل
_ وانت يعني شايفني ماسكه فيك اوي
لم يهتم وسألها عن والدها
_ ساره ابوكي فين؟
ايه ابوكي دي اسمها بابي
تأفف من هذا المزاح اللعين
ياساره بقولك هو فين؟
_خرج من امبارح ومجاش من وقتها، بتسأل عنه ليه؟
ماتعرفيش هييجي امتي؟
ساره
لاء طبعا ومن امتي بابي بيقولنا علي حاجه زي دي
في هذه اللحظه وجد هاتفه يرن نظر الى الهاتف فوجده