رواية الهجينه الفصل الرابع 4 بقلم ماهي احمد
عمار
استدار ليطالعه بثبات وأكمل لبس خوذته دون أن ينطق جاء ووقف أمامه يمنعه من التحرك
_في ايه ياعمار انت لحقت يابني جيت في ايه وماشي في ايه؟
طالعه بغضب
انت لسه فاكر تيجي انا كنت لسه همشي اي بطىء السلحفاه اللي انت فيه ده
طالعه باستنكار تصاحبه ابتسامه
والله انا كنت ماشي في المعقول انت اللي كنت طاير
_ طيب يلا عشان عايزك
انكمش حاجبيه باستغراب
مش هدخل الأول للعربي يمكن عايزني في حاجه
طالعه ثم أردف بنبره يعتليها الارتباك
لا لا مش عايزك في حاجه النهارده تعالي معايا وسيب العربيه هنا
شاور له بأصبعه مع ابتسامه يصاحبها التوتر
بس اوعدني الاول انك هتمشي بالراحه
ضغط على مكابح دراجته
اركب بقي ماتبقاش جبان
امسك بالخوذه الأحتياطيه ويستعد لأرتدائها تطلع الى الأعلى بعينيه الصافيتين وجدها هي تقف تقف بشرفتها تنسدل خصلاتها البنيه على جانب وجهها ابتسم وشرد بخياله بها فلطالما تمناها منذ الصغر يراها كنجمه في السماء من الصعب أن يلمسها يوماً ما نظر «عمار» خلفه ليجده سرحان بها وبجمالها ابتسم ثم اردف
- ساره مش من توبك ياصحبي
فاق هو من أنخراطه واكمل لبس خوذته
ايه ايه اللي انت بتقوله ده تقصد ايه
ضغط على مكابح دراجته الناريه للمره الثانيه فانتشر الدخان الاسود الناتج منها في المكان بأكمله وهو ينظر له باستنكار
انت فاهم انا اقصد ايه اركب اركب
رحلوا من البوابه الرئيسيه ووقفت هي في شرفتها تتابع رحيلهما في صمت ثم دخلت الى غرفتها والضجر يتملك منها حتى سمعت صوت هاتفها وهو يرن أمسكت به ووجدتها هناء صديقه الطفوله ردت قائله
الو
لا ياهناء مش هخرج النهارده ولا هاروح night club ولا زفت
كانت صديقتها تضغط عليها للذهاب معها ولكنها أردفت بعصبيه مفرطه وهي تتأفف
قولتلك مش عايزه اروح انتي مابتفهميش
أغلقت الهاتف وهي تزمجر ألقت بجسدها الصغير على الفراش ممسكه بالوساده المفضله إليها فوق رأسها تحاول حبس دموعها من النزول
------------------( بقلمي ماهي احمد )------------------------------
كان يجلس بمكتبه بعدما أغلق باب المكتب جيدآ وهو يفتح زر القميص الأبيض الذي يرتديه وأمسك بالقلاده في رقبته فهي عباره عن قلاده بها مفتاح صغير توجه الى الجدار فهناك لوحه كبيره عباره عن رمال وماء وشمس صافيه ضغط عليها بأصابعه الكبيره حتى تأخذ بصماته انقسم الحائط الى نصفين متساويين وظهر من خلفها باب فتحه بالمفتاح الخاص به ودخل سرداب ضغط مره أخرى على المكبص فانغلق الباب السري من خلفه وعندما يخطو خطوه تلو الأخرى يشتعل الضوء من تلقاء نفسه في كل خطوه يخطو بها حتى وصل الى الغرفه المقصوده وفتح بابها بمفتاح أخر كان يوجد بنفس القلاده دخل غرفع يوجد بها رجل مسن يجلس على كرسي متحرك وفور رؤيته للعربي استدار الرجل المسن بالكرسي المتحرك حتى يصبح في مقابله قائلآ
حتى عمار ماسلمش منك ياعربي
ارتسمت الابتسامه على صغره
وانت فاكر انا بجيب العيال الصغيره عندي السنين اللي فاتت دي كلها ليه انا فضلت اكتر من ١٦ سنه ادربهم واطلع اسوء ما فيهم وخليهم يسمعوا كلامي ويعيشوا تحت جناحي لحد ما خليتهم رجاله مابيخافووش من حد ولا علي حد لحد ما صفصفتهم علي الاخر واخترت منهم عمار يبقي دراعي اليمين عشان ينفذوا اللي فضلت مستنيه طول ال ١٦ سنه اللي فاتوا لحد ما البنت تكبر واخيرا نضجت ولازم اجيبها هنا معايا وتحت جناجي
_ على الاقل كنت قولتله الحقيقه بدل الكدب اللي كدبته عليه
هو فاكر انه هيقابل ناس عاديه زيه زيهم انا شوفت ثقته في نفسه عامله ازاي ده لانه مش عارف هيقابل مين كان لازم تحظره
قال جملته وهو يطالع« العربي» بنظره مليئه باللوم
استدار العربي بعدما اابتلع ريقه والارتباك يظهر في نبره صوته
انا حظرته منهم
اردف المسن قائلآ
كداب انت ماقولتلهووش الحقيقه عرفته انهم مجرد مشعوزين وناس جهله بيؤمنوا باللعنات ماقولتلهوش انهم اصلا ملعونين بيشربوا الدم وده اللي بيتغذوا عليه ومن ساعه ما« المهدي» ابو البنت لعنا كلنا واحنا بنكبر وبنضعف وبنعجز وبقينا زينا زي البشر والبنت هي المفتاح الوحيد للعنه دي عشان تتفك دمها هو اللي هيفكلنا اللعنه دي
ضرب بيديه على المنضده وهو في قمه غضبه
عايزني اقوله ايه انت اتجننت عايزني اقوله ان البنت هي اللي تهمني ولو عرف اللي هييجي من وراها من قوه وخلود ممكن يطمع فيها ويساومني بيها
_ عمرك ما وثقت في حد غير نفسك ياعربي
عدم الثقه ده إتعلمته منك انت لما كنت ناوي تضحي بيا ..
ضرب بيديه على فؤاده
تضحي بيا انا، بأبنك عشان تاخد البنت ليك انت فاكر ولا تحب افكرك، ومن وقتها وانا مابقيتش اثق في حد غير في نفسي وبس ومارضتش اقتلك خليتك هنا محبوس طول السنين اللي فاتت دي وقولت للكل انك مت ودفنتك عشان تشوفني والبنت معايا وارجع وابقي علي طبيعتي وقتها اول ما اللعنه تتفك هرجع احسن من الاول واقوي من الاول وهخليك تموت انت وياسين والضبع والعجز بينهش فيكم
طالع كلامه بعدم اهتمام
اتغيرت اوي يا«عربي»
العجز بيغير ياوالدي كل ما اشوف نفسي في المرايا وانا بكبر زيي زي البني ادام العادي بكره نفسي الف مره ومافيش حاجه مصبراني غير ان البنت تكبر وابقي اول واحد يشرب دمها في ليله فيها القمر احمر عشان اللعنه تتفك
_وتفتكر ياسين هيسيبك تاخدها بسهوله ياسين اصغر واحد فينا وهو اقوي واحد فينا احنا الاربعه دلوقتي ولا مليون زي عمار يعرف ياخد البنت منه
أنهى جملته وهز يثق بكل حرف ينطقه
ضحك «العربي» ضحكه بصوتٍ عالي
يبقي ماتعرفش عمار
----------------------------( بقلمي ماهي احمد )---------------------
وفي هذه الأثناء تحديداً كانت غارقه في نومٍ عميق غارقه بأحلامها المزعجه لم تكد تفوق مما حدث لها من «ياسين» اغلق باب غرفته عليها وخرج ليجد الضبع بانتظاره بالخارج وعينينه اكاد أجزم ان تتستطيع ان ترى النار تشتعل بداخلهما ثم أردف قائلا
اكنت هتودينا في داهيه «ياياسين»
قبض الضبع بكفه على رقبه ياسين محاولاً رفعه ولكنه لم يستطع فياسين هو الأقوى بينهم هو الأصغر وضع يده على كف الضبع وانزل به بكل سهوله
_ مابقاش ينفع خلاص يابوى، كبرت والعجز اكل في جسمك وكل
كله من العربي، هو السبب عشان كده المهدي لعنا كلنا وفضلنا السنين دي كلتها قاعدين في بيوتنا مستخبيين في ضواحي الصعيد، ضعفا، والعجز بياكل فينا
_ انت لوحدك اللي ضعفت انا لسه زي ما انا
ابتسم ابتسامه يملؤها الغيظ
عشان صغير، لسه ماكبرتش ياولدي انا عايش اكتر من ٢٠٠ سنه انت لسه مكملتش ال ٥٠ عشان كده، بصحتك، بص تعالي اطلع لروحك
قال كلماته وهو يصحبه من يداه حتى وقفوا امام المرأه وهو يقول
شايف، اطلع علي شعرك اللي فرحنلي بي ده، اطلع عليه منيح هتلاقي جواته شعره بيضا زي اللي في راسي اكده معناته انك بتكبر ياياسين وهنموت زينا زي البني ادمين، لازم نمشي علي خطوات فك اللعنه صح عشان نرجع زي ما كنا ياولدي ونسيب البلد الملعونه دي اللي اتلعنا فيها .. ونرجع لاصلنا وحياتنا ودنيتنا اللي اتحرمنا منها سنين
ضغط على رأسه مما اوتي من قوه
فاهمني ياياسين ولا لاء
ابتلع ريقه وهو يهز رأسه دلاله على الموافقه
_ فاهمك، فاهمك يابوي
تركه وهو يبتعد عنه بخطوات سريعه ثم نظر خلفه مره أخرى ليؤكد عليه مره اخرى
مش عايزك تقرب منها خالص يا«ياسين» وتفضل جوه نن عنينا لحد ما تخلص فتره اكتمال القمر على خير ونطلع بيها علي سينا الشماليه في نفس المكان اللي اتلعنا فيه من سنين تحت ضوء القمر وهو احمر
هز رأسه موافقاً عما يخبره به الضبع والابتسامه مصاحبه لملامحه
شايفك مابقيتش تتكلم باللهجه الصعيدي
تحدث والأمل يملىء مقلتيه
عشان شايف ان الامل بيقرب خلاص ونرجع لاصلنا بقي
--------------------- ( بقلمي ماهي احمد ) --------------------------
عاد الى منزله من جديد ممسك بيداه تلك الفلاشه التي اعطاها «العربي» له وضعها على المنضده الصغيره المجاوره له ونزع ملابسه من على جسده اتجه صوب الحمام ليأخذ حمامآ دافئآ حتى ينعش جسده ومن ثم توجه الى المطبخ ليحضر لنفسه مشروبه المفضل لديه الذي يغمره بالسعاده وأخذ يطالع الفلاشه مره أخرى حتى وضعها باللاب الخاص به ليرى ما عليها فوجد بها صور منزل ياسين من قرب أخذ يقرب الشاشه له حتى يدرس المكان جيدآ وجد مكانآ من الصعب الدخول من خلاله ولكن ليس بالمستحيل فقد رأى فتحه بالأرض يسير عليها ياسين يستطيع الدخول من خلالها الى البدروم وأخذ ينظر الى صور ياسين مره اخرى ولكن هذه المره كان ينظر له باهتمام شديد يحفظ ملامحه الحاده أخذ ينظر بتعمق اكثر بملامحه وخصوصآ في عنيه وجد لونها ليس باللون الطبيعي استغرب كثيرا في بادىء الامر ولكن لم يعري اهتمامه الكامل لها ولكن لون عينيه كان غريب لم يستطع تجاوزه فأخذ يمعن التدقيق أكثر فأكثر حتى شعر بانه هو الأخر ينظر له بعيناه الحادتان حتى اقتحم «يزن» عليه غرفته وبتر تفكيره
_عمار، هتفضل باصص للاب كده كتييير
فاق من شروده بفزع مهلك وتنهد بعمق مصاحب لكلماته
_في حد يدخل دخلة الخنازير دي مش تخبط يا اخي
مالك ياعمار فيك ايه، ما انا دايما بدخل عليك من غير ما اخبط ايه الجديد
حاول تهدئه نفسه وهو يتنفس الصعداء حتى لا يفلت زمام الأمور
مش عارف، باين اني سرحت شويه
حتى رد «يزن» قائلآ
طيب ايه، انا محضرلك حته فيلم حلو اوي تعالي نتفرج عليه سوا
_ لا لا، انا رايح ال night club وانت هتيجي معايا
ما بلاش شرب الليله ياعمار
اخذ سيجارته من على الطاوله وضعها بفمه وهو يشعلها قائلآ
البس عشان خارجين
-------------------------( بقلمي ماهي احمد )-------------------------
استيقظت الفتاه من نومها ووجدت نفسها بغرفه «ياسين» مستلقيه على فراشه والدماء تخرج منها وهي لا تعلم ما سببها جلست على الفراش وهي تحاول النهوض مجددآ وجدت رؤوس الحيوانات بكل مكان بالغرفه متحنطه صرخت صرخه عاليه مما لتى الضبع مسرعآ في خطوته يشعل ضوء الغرفه لتهبط هي اسفل الفراش وتخبىء عيناها بيديها حتى لا ترى النور ضمت جسدها بيديها وهي تدفن راسها بين يديها استغرب الضبع مما تفعله فقرر ان يصبح لطيفآ بعض الشىء معها ثم اتى اليها بثمره من التفاح ومد يده لها
_ انتي اكيد جعانه، خدي، كلي
كانت تشعر بالجوع الشديد وكأن معدتها تتصارع مع جسدها لتحصل على القليل من الطعام حاولت أن ترفع رأسها قليلآ حتى تمسك بهذه الثمره ولكنها لم تستطع فالضوء يأذي عيناها فلا تستطع تحمل الضوء اكثر من ذلك فدفنت راسها بين يديها مره أخرى استشاط الضبع غضبآ مما فعلته ثم اردف من بين اسنانه وهو يقول
انا لما اقول كلي لازم تاكلي انتي فاهمه
اصاب الرعب قلبها أكثر فنبرة صوته مرعبه فأتى «ياسين» مسرعآ وأغلق الضوء سريعآ مما جعلها تستطيع التطلع اليهما مره اخرى
نظر بجواره الى والده مبتسمآ بخبث
دي مابتاكلش كده يابوي، بتاكل أكده
القى ياسين بالطعام على الأرضيه امام الفتاه فذهبت الى الطعام مسرعه وهي تأكل منه مثلها مثل الحيوانات تمامآ
ابتسم قائلآ:
عرفت بتاكل كيف يابوي
------------------------------( بقلمي ماهي احمد )-------------------
هو الأن بداخل الملهى الليلي يعج ذلك الملهى بالبنات التي تتسم بالجمال والجسد الممشوق فذهبت هيام إليه مسرعه عندما رأته والكأس بين يديها
_فينك يابيبي بقالك فتره غايب
نظر عمار الى رجل البار مطالبآ
اي حاجه هيام تطلبها حطها على حسابي
ابتسمت ابتسامه عريضه وهي تغمزه بطرف عيناها
طول عمرك مروق عليا ياروح قلبي
امسك بها من خصرها يقربها منه
مالك حاسس انك حلوه بزياده النهارده
_ انا بحلو لما بشوفك ياعمرى
امسكت بيديه بقوه حتى ياتي خلفها
تعالى، تعالى عشان نرقص
القى يزن بصره على المكان باكمله حتى وجد ساره وهي تطالع عمار بعينين ثاقبتين يملؤها الغيره االشديده حتى تكاد تفتك بها هو يعلم جيدآ بأنها تحبه ولكن هو ايضآ يحبها فكل امنيته بالحياه ان ترى عشقه لها
كان يرقص مع تلك الفتاه وهو يضمها لصدره أكثر فرفع عيناه لينظر أمامه فوجد ياسين يطالعه بعينان ثاقبتان ووكأنه يقول له أنا أراك