اخر الروايات

رواية الهجينه الفصل الثاني 2 بقلم ماهي احمد

رواية الهجينه الفصل الثاني 2 بقلم ماهي احمد 



كان ياسين يتحرك بخطوات بطيئة نحو المأذون وهو مستمتع بتوسلات المأذون إلا يقتله وقد كان كثعبان يزحف ببطء نحو فريسته لينقض عليها على حين غرة وبالفعل هجم ياسين على المأذون وقضم رقبته دون ادنى شعور بالشفقة وخر الشيخ صريعا وقد ابتسم ياسين بسخريه من ذلك المسكين الذي لا يملك حول ولا قوه بعد أن قضم رأسه بيديه العاريتين دون الشعور بذره من الندم فقد وقع طريح الأرض وفقد حياته على الفور أبتسم
«ياسين» وهو يراه ملقى على الأرضيه ابتسم ابتسامه يملؤها الخبث وهو يقول
ياخساره المأذون ده كنت بلعب ببنته واحنا صغيرين
قضب الضبع حاجبيه دلاله على عدم الفهم وهو يسأله
بتلعب ببته كيف يعني
أخذ يلقي نظره سريعه أخرى على المأذون وعاد ليحادثه من جديد
كنت دايما بلعب معاها عريس وعروسه ورغم كده ماقدرش يفتح عينه ويطلع بوشي
استقام "الضبع" وهو يتكأ على العصا الخاصه به
الخوف ياولدي واكل قلوبهم أكل بيخافوا وخوفهم منا ده هو اللي عاملنا قيمه بينتهم ولسه عيله الضبع واقفه علي رجليها لحد دلوك
أكمل حديثه قائلآ وهو يهز جسد ذلك المسكين بعصاه باشمئزاز
شيل جتته من اهنه وانت خابر هتعمل بيها ايه
_أمرك يابوي
____________( بقلمي ماهي احمد)___________
وفي تلك اللحظات ذاتها أخذت خليله تلك الصغيره تحملها بين ذراعيها ورحلت فتحت باب من الحديد يكسوه الصدا وعندما قامت بفتحه اصدر صرير مزعجا يصم الاذان
هبطت درجات الدرج لاسفل القبو لتجد باب خشبى سميك قامت بفتحه لتجد حجرة مظلمة وعلى ظل الضوء الخافت المنعبث من الاعلى رأت ان الحجرة مليئة بالبراميل الفارغة والفئران والحشرات الزاحفة تبدو من هيئة الغرفة انها مخزن قديم كانت الرضيعة تبكى بشدة من شده الجوع فوضعتها «خليلة» فوق اقرب برميل إليها وسارت تتحس الجدار بحثا عن قابس الانارة لكى تنير تلك الغرفة ولم تجد غير قابس واحد ضغطت عليه فأضاء مصباح صغير باللون الاحمر المؤلم للعين وظلت تنظر فى جميع ارجاء الحجرة بحزن وألم وانكسار وعادت مرة اخرى للرضيعه التى كادت ان تلفظ انفاسها القليلة من كثرة البكاء وحملتها مرة اخرى وهى تطلق تنهيدة قاتلة تكاد ان تحرق جدران الحجرة باكملها من شدة حزنها.
كادت الطفله تفقد صوتها من كثره الصراخ فهي جائعه كاد الجوع يفتك أمعائها الصغيره وفي هذه اللحظه استعادت والدتها وعيها من أثر الصفعه الشديده التي اعطاها لها شقيقها فأخذت تتحسس وجها من شدة الم اللطمة التى صفعها لها «علوان» وبيدها الاخرى تتحسس قلبها بحزن يفطره حتى كاد ان ينزعه من داخلها وهى تبكى في هذه اللحظه
شعرت بجوع أبنتها وهي تضع يدها على قلبها وشعرت بالكسره بداخله ثم قالت بقلب مفطور
بتي .. بتي جعانه يا "علوان" حسيت بيها
جلس «علوان» في الجهه المقابله لشقيقته وهو يخبرها
انسيها بقي .. انسيها لاقطع خبرك من علي وش الدنيا بتك ملعونه من قبل ما تتولد انتي وهي ملعونين ولو مكونتيش اختي شقيقتي كنت دفنتك حيه
ردت قائله وقد أنهكها التعب:
ماعتقدرش ياعلوان ماعتقدرش تقتلني خابر ليه
علشان انت چبان ومش راچل انا عمرى ما كنت ملعونه وبتي قويه من صلب راجل قوي وهترجعلي مهما عدى علينا الزمن
_ الراجل اللي بتچيبي سيرته ده مات وشبع مووت
نظرت له نظره تتحداه بها وصاحت قائله
هو مات صح بس عاش راچل ومات راچل مش زيك عايش چبان وهتموت برضوا چبان
لطم علوان شقيقته لطمه أخرى على وجنتيها وقد أصبح في ذروة غضبه
لمي لسانك يازهره احسنلك
انا المره دي مش هحاسبك علي اللي قولتيه بس لو اتكررت مره تانيه مش هعمل حساب انك من دمي انتي فاهمه
ارتطم باب الغرفه بالحائط خلفه أثر رحيل «علوان» وضعت هي يدها على قلبها من جديد ونظرت أمامها الى الخاله وهي تبكي والدموع تملىء عيناها
_ بتي بتموت من الچوع ياناس
أمسكت الخاله بالعصا الخاصه بها وهي تتكأ عليها وترفع يدها بلطف حتى تمرر يدها بين خصلات شعرها وتربت عليها بلطف
ماتخافيش عليها يابتي بنتك مايتخافش عليها دي بيجرى في عروقها دم ابوها المهدي واللي بيجرى في عروقه دم المهدي مايتخافش عليه واصل
--------------------(بقلمي ماهي احمد )---------------
كانت تحاول أن تبعد تلك الزواحف والحشرات عن تلك البراميل التي يكسوها الصدا بيديها العاريتين وضعت الطفله علي أحدى البراميل التى مازالت تصرخ من شده الجوع فنطقت خليله وهي تصرخ بها ضاغطه على أسنانها
_اتخرسي بقي اتخرسي
انتي السبب في كل اللي انا فيه ده بسببك انتي اتحكم عليا اني اعيش معاكي إهنه وادخل بيت الضبع برچليه .. اتحكم عليا ماشوفش عيالي واصل عشان اربي بت غريبه ماهياش من دمي ولا من لحمي اتحكم عليا اعيش هنا معاكي اللي باقي من عمرى عشان اربيكي لحد ما تكبري وتبقي عروسه
اشاحت بنظرها عن الرضيعة وظلت تتلفت حولها بحنق واشمئزاز وتنهدت مرة اخرى بحزن
بس هعيش حياتي اهنه كيف بس ياربي ياريتهم كانوا قتلوني ولا اني اعيش اهنه ١٦ سنه بحالهم وياعالم بعد العمر ده كله هيخلوني اعيش ولا هيقتلوني انا التانيه
جلست القرفصاء على الارض الرطبة وهى تلقم الصغيرة ثديها لترضعها وتشبع جوعها
فسرحت بخيالها عما حدث لها وكيف وصل بها الحال للوصول الى ما هي عليه الأن
في بيت بسيط مبني من الطين كانت خليله تملؤها السعاده هي ووزوجها كانت تجلس خليله على الفراش حامله مولودها الجديد فرضاها رب العالمين بصبى كانت تتمناه من الدنيا ليلآ مع نهارآ ويجلس زوجها في الجهه المقابله لها قبل ايام قليله من ولاده الطفله
فنطق زوجها بلا تردد يهنئها على استجابه الله لدعائها بهذا المولود
مبروك" ياخليله" جيبنا الواد اخيرا بعد خلفه خمس بنات اخيرا چيبنا الواد
ردت عليه ببسمه نابعه من القلب
مش قولتلك هفضل احبل واولد لحد ما اچيبلك الواد اللي نفسك فيه يا" ابراهيم "
أتى الليل سريعآ وأخلد كل منهما الى فراشه و«خليله» تضم وليدها بين أحضانها حتى ارتطم باب الغرفه الخاصه بهما بالحائط أثر اقتحام ياسين غرفه نومهما استيقظت هي وزوجها والفجعه تملكت من قلبها وهي تضم صغيرها بيديها أغمضت عيناها سريعآ فور علمها بأنه هو ثم نطقت مسرعه
احنا عملنا ايه
بتر زوجها حديثها
اسكتي ياوليه اسكتي
اللي تؤمر بيه عيله" الضبع "ننفذه من سكات
ابتسم« ياسين» على ضعفهم وقله حيلتهم فتكلم بنبره يأمرهم بها
سيبي ابنك اهنه وهتجي معانا في التو واللحظه
ليه انا عملت ايه ؟
ها هي قد عاودت سؤالها من جديد ولا تعلم كم الأذى الذي سيصيبها لمجرد سؤالآ برئ عندها اشتد غضبه وكأن النار اشتعلت بداخل عينينه
رجعتي تسألي من جديد
انتزع منها وليدها الصغير مهددآ بها أياه صرخت قائله
لاه لاه انا چايه معاكم سيبوا ابني انا هعمل اللي انتوا عايزينه
رحلت خليله مغمضه العينين وهي تضع قماشه سوداء فوق عيناها حتى وصلت الى بيت الضبع لم تسمع شيئآ كان المنزل خاويآ انتظرت قليلآ حتى سمعت صوت" الضبع" يأتي من بعيد صوت غليظ يكمن وراءه الشر
افتحي عنيكي ياخليله
انقبض قلبها عند سماع صوته وتملك الخوف منها ثم وجدت نفسها تقول بأنفاس متقطعه وصوت يشوبه الأرتباك
لو فتحتها ماهطلعش من البيت واصل
_ من اهنه ورايح ماهتطلعيش من البيت واصل يا«خليله» حتى لو فتحتيها
كان سؤالها مازال يشغل بالها
_ ليه؟ حد يفهمني ياناس عملت ايه غلط ياناس
هترضعي بنت هتتولد عن قريب انتي مش لسه والده وبترضعي
_ ايوه صح
هتعيشي معانا اهنه لحد ما تخلص مهمتك هترضعي وتكبري لحد ما البت تبلغ انتي فاهمه
ولو كلامي ماتنفذش او حاولتيي تهربي انتي خابره زين اللي هيحصل لولدك اللي لسه مولود
قال جملته الاخيره وهو يهددها بمولودها الصغير فما كان عليها إلا السمع والطاعه
_خابره خابره من غير ما تقول خابره زين
وفي هذه اللحظه تحديدآ سمعت صوته من جديد صوت ياسين الضبع الذي يهابه كل من في هذه القريه الصغيره فهو معروف بقلبه الملىء بالشر وأنغماس يديه بالدماء فقد كان يصيح وينادي على عبيد
_عبيد
أتى مسرعآ دون أن ينطق بكلمه تكلم هو أولآ بنبره أمره
_خدها ارميها في القبو لحد ما البنيه تتولد
فاقت خليله من شرودها وهي تتذكر الذي حدث لها ونظرت للصغيره من جديد تنظر لها نظره مأساويه نظره تتوعد لها عما ستفعله بها وكأن العالم أجمع على تعاسه هذه الطفله الصغيره منذ ولادتها
_ انتي السبب في اللي انا فيه
لو مكنتيش انتي اتولدتي كان زماني واخده ولدي في حضني
مرت الأيام والاسابيع والصغيره تكبر يومآ بعد يوم ولكن تكبر بشكل مأساوي حزين كانت «خليله» تتركها بالساعات دون أطعامها أو تغير لها ملابسها الصغيره طوال الليل صراخآ مستمر حتى ينفطر قلبها فتضطر للجوء الى النوم كانت «خليله» تستمتع بصراخها فكلما كان صراخها أعلى كلما زاد من توتر «ياسين» فهو يكره الازعاج وهي تعشق مضايقته وكان صراخ الطفله يكمن في أنتقامها منه
فلا يستطيع النوم من هذا الصراخ المستمر فيهبط الى ذلك القبو مسرعآ فتغلق «خليله» عيناها حتى لا تراه على أمل ان تخرج من هذا االبيت حيه يومآ ما
قبض« ياسين» على رقبه خليله وأطاح بها الى الحائط مهددآ أياها
البت دي ماعيزش اسمع صوتها واصل انتي فاهمه
ابتسمت «خليله» بداخلها ولكن كانت الرجفه تملؤها ايضآ وهي تقول
كل الاطفال اكده مابيسكتوش طول الليل وماينامووش بيصرخوا وبس
_ شوفيلك طريقه توقفي بيها صراخها
مافيش مافيش طريقه نوقف بيها صرخها طول الليل كل العيال الصغيره علي كده
أطاح بها الى الخلف و الغضب يظهر على ملامحه الحاده ابتسمت وهي تراه يبعد عنها قائله
مش هخليك ترتاح وتنام ابدا «ياياسين»
ليس هناك أسرع من ألايام وأصبح صوت صراخ الطفله مألوف« لياسين» فقد أصبحت في العام الرابع من عمرها الأن ولم تهتم بها خليله الاهتمام المطلوب فكانت دائمه الاتساخ وملابسها لم تكن نظيفه خصلات شعرها كثيره الانبعاج
ودائمآ ماتجلس هذه الطفله في الظلام لم تكن ترى النور إلا مره واحده في الاسبوع عندما ينفتح باب القبو فتجد ياسين حاملآ معه أكياس بها كل ما تحتاجه من مأكل طوال الاسبوع
وعند رؤيتها للنور كانت تضع يدها فوق عيناها لعدم استطاعتها رؤيته فالنور يؤذي عيناها
لم تكن تتكلم كثيرآ« فخليله» لم تعلمها الكلام وعندما تستطيع الطفله جاهده التحدث كانت تعنفها حتى لا تنطق فأصبحت لا تستطيع التحدث كثيرآ حتى صاحت بها خليله قائله
اوعي اشوفك تتكلمي في يوم ماعيزاش اشوف لسانك بيتحرك وينطق انتي فاهمه
كانت تلك الصغيره تهاب خليله كثيرآ ودائمآ ماتختفي بركن من أركان هذا القبو المريع وسط الظلام الدامس لم تكن ترى شيئآ بحياتها قط سوا الحشرات الزاحفه التي تتحرك من حولها ومن كثره رؤيتها لهم فأصبحت تتحرك مثلهم على جميع اطرافها لم تكن تمشي مثل البشر
---------------( بقلمي ماهي احمد ) -----------------
في هذه الأثناء وتحديدآ في مكان ما بالقاهره تعيش أسره بسيطه مكونه من خمس أفراد وتضع ربه المنزل العشاء على السفره وهي تستدعي اطفالها الصغار
يلا ياولاد عشان نحضر العشا
_ استني يا امي خليكي انتي وانا هحضر العشا مكانك
ابتسمت الأم ابتسامه لطف الى ابنها الصغير وداعبت شعره بكل حب وهي تقول
_ربنا يخليك ليا ياعمار مع انك اصغر اخواتك بس دايما بتساعدني وواقف جنبي مش زي مروان واختك محدش فيهم معبرني
قَبل يداها هذا الطفل الصغير مع ابتسامه صغيره
انتي دايما بتتعبي عشان خاطرنا احنا لازم نريحك
أتي ابنها البكر والضيق يظهر على ملامحه
_ انا مش بساعدك عشان انتي دايما بتحبي عمار اكتر مني انا واختي واحنا كلنا عيالك
أجابت الأم بعدم رضا
عيب تقول كده يامروان انتوا كلكم اطفالي
انهت الأم جملتها حتى سمعت طرق على الباب ولكنه ليس بطرقآ عاديٍ فأصاب الرعب داخلها ونطقت والارتباك مصاحب لنبره صوتها
مين
سمعت صوت زوجها وهو يقول
افتحي يابدريه انا حربي
صاحبها الطمأنينه عند سماع صوته وذهب عمار لكي يفتح له الباب وعند فور دخوله رأت ملامح وجهه التي كان يبدو عليها القلق ونطقت سائله
مالك ياحربي فيك ايه بتنهج كده ليه ؟
أجاب وهو يكاد يلتقط أنفاسه
خبي العيال بسرعه يابدريه خبيهم
اصاب الرعب قلبها وهي لا تعلم مايحدث
ماتقولي في ايه ياحربي
أجاب مسرعآ وهو على عجله من أمره
مافيش وقت لأسئلتك دي خدي العيال واطلعي بيهم من الباب التاني بسرعه
استجابت الأم الى مطلب زوجها ولكن قبل أن تذهب أوقفها دخولهم فكانوا اربعه من الرجال يطاردون زوجها لعدم سداده الدين الذي يدين به لهم ضمت الام اطفالها الثلاثه الى حضنها عند رؤيه هؤلاء الرجال وهو ممسك بسلاحه بيديه ويصوبه على رأس زوجها قائلآ
يعني برضوا مسدتش الدين اللي عليك ياحربي
غمر الرعب قلوب الأطفال نظر لهم والدهم وهو يرى الخوف يسيطر عليهم رد قائلآ
هسدده والله هسدده بس اصبر عليا شويه
استدار الرجل الى الاطفال وهم يبكون وصوب سلاحه أثرهم وسأل سؤال للأم لم يكن بالحسبان
اختاري مين فيهم يموت
لم تستطع أن تستوعب معنى سؤاله فجميعهم فلذات أكبادها كيف تستطيع الاختيار بينهم
انت بتقول ايه
ضغط على زناد فك الامان مهددآ أياها بلا مبالاه
لو ماختارتيش حالا هموتهم هما التلاته
ظلت صامته لم تستوعب الذي يحدث حولها لم يستطع لسانها النطق بكلمات لا يستطيع نطقها كانت الرعشه تملؤ جسدها والدموع في مقلتيها لم تستطع أن تختار بينهما ظلت تنظر لهما بحسره ووجع وغصه تحسر قلبها حتى قطع شرودها وهو يقول
يبقي انتي اللي جنيتي عليهم
كان من الواضح على ملامح هذا الشخص الجديه بحديثه وكاد أن يطلق النار على جميع أطفالها أوقفته سريعاا والرجفه تملىء شفتاها
خلاص هقول هقول
ابتسم الرجل ابتسامه خبيثه وعادت هي تنظر الى اطفالها من جديد والحسره تملك قلبها وينظر لها الصغار الثلاثه بعيون دامعه ينتظر كل منهما مصيره كل فرد منهما يسأل نفسه من ستختار حتى أخيرآ نطق لسانها
عمار
لم يستطيع ان يصدق لقد اختارته هو عمار الطفل ذو العشر سنوات حبيبها واقرب ما لها فهو الطفل المدلل بالنسبه لها نزلت الدموع على وجنتي هذا الصغير وعقله الصغير لم يكن يستوعب لماذا أنا كان ينظر في عيناها وهي الأخرى تنظر له وتبادلا النظرات ولغه العيون التي تخبره بأنها اسفه حقآ لما بدر منها حتى قاطع هذه النظرات صوته قائلآ
مين فيكم عمار
رفع يده وهو ينظر في عيناها مبتسمآ والدموع تملىء مقلتيه
انا
وفي غمضه عين وقبل أن ترمش حتى وجه سلاحه على جسد ذلك الصغير وأطلق عليه الرصاص حتى تعالت صرخات الأم وهي تصرخ بأسم صغيرها
عمار
نظر الرجل للأب وهو عديم الحيله يرى ما يحدث ولا يستطيع فعل اي شىء لأطفاله وهو مكبل اليدين
كده انت سديت الدين اللي عليك ياحربي
أخذ الرجل جثه ذلك الصغير معه ورأته الأم وهو يبعد عنها حتى أختفى من أمامها لم تعد تراه تجمدت الثواني وكأن الدقائق اقسمت على عدم المرور في هذه اللحظه فالأبن المقرب الى قلبها اصبح في عداد الموتى وهي من أختارت موته أي شعور هذا شعرت به هذه المرأه المسكينه
رحل الرجل ومعه الطفل الصغير سأله أحد الرجال الذين اتوا معه
انت جايب الجثه دي معانا ليه انت اتجننت
_ ده مش جثه انا ماموتهوش انا ضربته في كتفه بس
العربي باشا عايزه وكان عارف انها هتختاره هو
رد عليه قائلآ
بس الواد ده كبير ممكن يرجع تاني لاهله ده مش اقل من عشر سنين
_ ما عشان كده خليت امه تختار ان هو اللي يموت ما بين عيالها عشان لو فكر يرجع يعرف ان امه هي اللي حكمت عليه بالموت ووقتها عمره ما هيفكر يرجع تاني
نعم هذا هو المخطط وقد نجحوا بمخططهم
-----------------( بقلمي ماهي احمد ) ---------------
جاء الربيع ومن بعده الصيف والشتاء ثم الخريف وتتوالى فصول السنه على الدوام حتى مرت الأيام سريعه أصبحت الطفله شابه جميله تبلغ من العمر السادس عشر كالورده التي تتفتح في البستان وبرغم كل الاسى والظروف المحاوطه بها فأصبحت شابه جميله بعيناها الجميلتان
وفي يوم من الأيام شعرت هذه الجميله بالألم الشديد فلم تكن تعلم ماذا تفعل رأتها «خليله» وهى تتلوى من االوجع
انكمش حاجبها وقربت منها وعلمت ما يحدث لها فقد اصبحت شابه بالأخير اخذت تصيح هنا وهناك
البنيه بلغت
فعند بلوغها ستستطيع هي أن تترك هذا المكان ستستطيع رؤيه نور الشمس من جديد بعد احتجازها لمده زمنيه كبيره
الفتاه لم تكن تعلم ما الذي تتحدث عنه غمر الخوف قلبها
جاء «الضبع» و«ياسين» اثر صوتها المبالغ فيه وضعت قماشه سوداء حتى تغلق عيناها لكي لا تراهم كالعاده
نطق« الضبع» والفرحه تغمر قلبه
اخيرا
انا كده خلاص عملت اللي عليا وماشوفتش حاجه طول السنين اللي فاتت دي سيبوني اروح ابني وجوزي وحشوني اوي
أنهت جملتها وهي تكاد أن تموت من السعاده
فاقترب منها «ياسين» وهو ينظر لها نظره خبيثه وابتسامه صفراء وكأنه ينتظر هذه اللحظه منذ سنين
انتي كده فعلا عملتي اللي عليكي وزياده
أمسك رأسها وعلى الفور قطع رقبتها لنصفين دون ذره رحمه تظهر على ملامحه أخذت الفتاه تصرخ فور رؤيتها لما حدث وجلست في الأرض باكيه وبالرغم من قساوه« خليله» عليها ولكنها لم تكن تعلم أحدآ سواها فبالنسبه لهذه الفتاه فهي أمها على كل حال
كم قاسيه هذه الحياه علينا فكلما تعلقنا بأحدهم يتركنا ويغادر بلا عوده


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close