رواية ملاك احيت قلب القاسي ملاك وزياد الفصل السادس 6 بقلم سهام
الفصل السادس
___________★________★________________★
في شركة الدمنهوري(بعد أسبوع )
مرة أسبوع كامل على أبطلنا يحاول فيه زياد تجاهل تلك الصغيرة تماما و يكب نفسه في العمل بشدة فيستقظ من نومه باكرا و يعود في وقت متأخر بحيث يجدها نائمة و رغم ذلك فهو يتأملها دائما و هي نائمة فقلبه و جسدة يريدانها بشدة حتى عقله خضع لبرائتها و الجمالها . لكن غروره يأبى الخضوع لهذه المشار الجديدة عليه فكيف لزايد الدمنهوري الذي ترتمي تحت قدميه ملكات جمال العالم أن يحب طفلة يال سخرية القدر . فينهد بعنف هو جالس على كرسيه الوثير ينهي أعماله.
=أنا ليه بعمل كده في نفسي أنا فعلا حبتها لا ايه حبتها دا أنا عشقتها لازم أديها و ادي نفسي فرصة بس دي طفلة
فيزفر بقوة فهو لا يعلم ما يجب عليه فعله.
ليقاطع بحر أفكاره صديقه زياد بدون أن يدق الباب كلعاده ليطالعها زياد بغضب
=إيه يا زفت مش في زفت باب تخبط عليه
ليجبه زياد بإستغراب
=بزمتك هو انا عمري خبطت عليك
ليهز زياد رأسه يمينا و يسارا بلا ليردف أحمد قائلا
=أمال مالك في ايه
ليطالعها زياد بحزن ليردف قائلا
=مش عارف يا صحبي أعمل إيه
ليجلس أحمد على الأريكة المقابله لزياد قائلا بتسأل
=حبتها مش كدا ؟
ليطالعها زياد ثم يهز رأسه بمعنى نعم
=أيوه أنا مش بس حبتها عشقتها بس خايف خايف أقرب منها أنصدم فيها و دي بالذات مش عايز أتصدم فيها مش حتحمل و خايف أبعد ببقا بظلم قلبي لي حبها حتى أبل ميشوف وشها
فينظر أحمد بحزن على صديقه ثم يردف قائلا بأمل
=متفكرش يا صحبي عيش حياتك إغتنمها عشان لو ضاعت منك متندمش طول عمرك
ليقول زياد
=بس دي طفلة طفلة يا أحمد أنت عارف فرق السن بنا كام ليكمل بحزن واضح على ملامحه 15سنه يا أحمد دي اكيد بتتمنى واحد من سنها مش واحد في مقام ابوها
ليقب أحمد من صديقه ثم يربت على كتفه قائلا
=بس مراتك يا زياد دي مراتك
و كأنه كان بحاجة لمن يذكره بأنها ملكه مكتوبة على إسمه نعم هي زوجته حقه من هذة الحياة لقد أخذت منها الكثير و لكن لا حان الوقت ليأخذ هو فملاكه هي هديته تعوض له على كل تعبه و معاناته سنوات طوال
ليهب واقفا يحمل متعلقاته
ليطالعه أحمد بذهول قبل أن يتحث
=رايح فين
ليجيبها زياد و هو يرتدي جاكيت بذلته
=رايح أعيش حياتي
ليقاطع أحمد
=طب و المواعيد و الاجتماعيات
يذهب زياد دون قول أي كلمة متجها إلى ملاكه الجميل
_____________★___________★________
في قصر الدمنهوري
في غرفة المعيشة تجلس السيدة هاجر و ملاك و هو يتحدثون عن مواضيع متعددة لتدخل عليهم تلك المتغطرسة متحدثتا بغرور متجاهلتا تماما تلك المسكينة
=هاي يا انطني
تتجاهلها هاجر تماما فتجلس سلمى على الكنبة ثم تنظر إلى ملاك بحسد و غيرة لتردف محاولتا اهانتها
=هو انت يا اسمك ايه معندكيش غير الهدوم البيئة دي بكبيهوم منان و بعدين دي متلقش خالص على حرم زياد الدمنهوري
فتخفض ملاك رأسها بكسرة و خجل و تتجمع الدموع بعينيها الجميله فقد كانت ترتدي فستان أزرق طويل يغطي ذراعيها و يصل حتى كاحليها و قد إهترأ و بهت لونه من شدة الغسيل
شعرت ملاك بحزن شديد فكل هاذا بسبب والدها و زوجته اللذان حرماها من أبسط حقوقها أن يجهزاها كأي عروس
لتصرخ السيدة هاجر بحدة
=سلمى إلزمي حدودك
لتقول سلمى ببراءة
=ليه يا طنط هو انت قلت حاجة غلط
و في هذه اللحظة يدخل زياد و قد سمع الحديث الذي دار بينهم و يقترب من ملاك و يطبع قبلة على خدها الأيسر
=أزيك يا حببتي
تصدم ملاك من هاذا الذي لا يخجل من أمه أو زوجته الجلسين لتخفض رأسها بخجل مستغربة من لطفه معها فهو لم يكلمها أو حتى تره منذ أسبوع حتى ظنت أنه يكرهها بشدة لدرجة أنه لا يريد رأيتها
فتبتسم هاجر و قد صدق حدسها فهذه الفتاة تستطيع فعلا إحياء قلب زياد من جديد
أما بالنسبة إلى تلك الشمطاء فقد طالعتهم بحقد و كره يخرج من عينيها فزياد لم يقبلها او يتحدث معها بهاذا اللطف من قبل فعتها في علاقتهما الحميمية تكون دائما هي المبادرة ثم تنهض و هو تزفر بغضب نحو الباب مغادرة المنزل بكمله
فيمسك زياد يد ملاك
=عن إذنك يا أمي
تبتسم هاجر بود
=أذنكم معاكم يا حبيبي
فيغادر هو و ملاك متجهين إلى جناحهك
في جناح (زياد و ملاك)
يقف زياط بذهول و هو يقاهد قسم الملابس لملاك فارغا ليس به سوى أربعة فساتين مهترئة لا تصلح للبس أبدا
أنا هي تخفض رأسها بحزن و تنهمر دموعها بصمت و هي تشاهد تلك الثياب القديمة المهترأة ليقاطع تفكيرها لمست يد حنونة على خدها الأيسر و تلك لم تكن سوى يد زياد لتطالعه بخجل و ذهول
ليقول زياد و هو يطلع في عمق عينيها بصوت حنون أجش و أنفسهما قد إختلطت مع بعضها
=روحي أقعدي مع أمي تحت عشان حبيتو شوية عمال
يظبطو شوية حجات في الجناح
فتومئ له تلك المسكينه بحزن و كسرة و هي تغادر الجناح ليطالعها زياد بحب قبل أن يخرج هاتفه ليقوم ببعض الإتصالات ثم يقفل الخط و هو يتذكر حزنها و كسرتها أمام تلك المتغطرسة
=مش حسمح لحد أنو يزعلك أو يخلي عيونك الحلوه دي تبكي طو ما أنا عايش يا حببتي
بعد ثلاث ساعات......
تدخل ملاك الجناح بعد أنا أرسل لها زياد الخادمة لتجده واقف ينتظرها فيقترب منها و يمسك يدها بيد و يغلق عينيها باليد الأخرى
فتسأله بصوت هاني رفيق أذاب قلبه
=هو ايه لبيحصل أنت وخدني على فين ؟
ليجيبها زياد و هو يسير بها نحو غرفة للملابس
=ششششش متستعجليش حتعرفي بعد شوية
ليصل بها أمام قسم الثياب الخاص بها لينتزع يهده ببطأ شديد
فتردف قائلتا قبل أن تتسمر مكانها فاتحتا عينها و فمها بذهول يشبه الأطفال و هي تشاهد كم الثياب الخاص بالخروج و النونو حتى أنه لم ينشر إحضار النقاب وجلباب و للأحذية و الحقائب التي تملأ الدولاب بأكمله .
لتقول بصدمة كبيرة
=هي الحاجات دي لمين ؟
ليجيبها زياد بإبتسامة و هو يحتضن خصرها بتملك و يسند ذقنه على كتفها و هو يشتم عطر الفراولة المنبعث منها ليقول بصوت حنون
=ليكي طبعا
لتطالعه بإبتسامة سعيدة
=بجد
ليجيبها بضحك على سعادتها الطفولية فهي حقا طفلة
=أيوة بجد
فتقفز بلا وعي منها بأحضانه و هي سعيدة فيصدم هو و لكنها يبالدها حضنها و قد إشتعل جسده مطالبا بها و هو يشعر بجسدها الغض بين أحضنه و هو يتخيلها تنام في أحضان و بين ذراعيه و هو يقبل كل إنش في جسدها لينهر نفسه بعنف بسبب تلك الأفكار السافلة التي تدور بعقله .
قبل أن تنتبه هي إلى وضعهما معا فتبتعد عنه بخجل و قد إشتعل وجهها بحمرة الخجل فتردف قائلتا بصوت خجول خافت يكاد يصل إلى مسامعه
=أ ن ا أسفه
ليبتسم هو على غبائها قائلا
=مفيش وحدة تعتذر لما تحضن جزها
لكمل بصوت أجش و هو يلثم باطن يدها بقبلة رقيقة
=روحي خدي شاور و غيري هدومك و تعالي عشان نتغدا أصل أنا جعان
لتومئ له بإبتسامة يشاهدها لأول مرة مغادرتا غرفة الملابس متحهتا نحو الحمام
______________★_______________★_____
في شركة الدمنهوري (مكتب ماريا)
تجلس على كرسي مكتبها و هي شاردة تفكر في خطة لتفرق زياد عن تلك الصغيرة
=أنا لازم أفكر في حاجة أعملها عشان أخص منها مستحيش خليها هي تعيش بالعز و احنا تدينا حتت شقة و شوية ملاليم
ليقاطعها صوت هاتفها لتجد أنا المتصل هي صديقتها ريم فتفتح الخط مجيبة
=أيوه يا ريم
لتردف ريم من الجهة الأخرى
=مفيش كنت بس عوزة أسألك لو حتيجي نسهر النهردة بقالك كام يوم مكتيش و بعدي دا خالد عامل حتت حفلة في النادي تجنن
لتقول الأخرى بسعادة فهي تعلم جيدا حفلات خالد الفخمة
=طبعا جايا لا يمكن أضيع الحفلة دي
لتقول ريم
=ماشي تعالي الساعة عشرة في نادي ............ متتأخري
ثم تقفل ماريا الخط بشرود و هي تفكر في شيئ خبيث تحطم بها حياة تلك المسكينة
________________★____________★____
في المساء
في إحدى الشقق المشبوهة (نزورها لأول مرة)
يجلس مجموعة من الرجال و النساء ملتفين حول طاولة قمار و يرتشفون الخمر و يتعاطون
تجلس تلك المتغطرسة بغضب فقد خسرت كل أموالها لتحدثها صديقتها مرام
=كفاية كده يا سلمى أنت خسرتي كل لمعاكي
لتردف سلمى بغضب
=لا مش حقوم قبل ما أعوض خسرتي
ثم تردف لأحد للرجال الجالسين
=ممكن يا جمعاة حد فيكم يسلفني
ليقول أحد الرجال الجالسين
=طبعها إتفضلي
ثم يمد لها بحزمة من المال فتمد يدها بلهفة فيبعد المال عن يدها لتطالعه بإستغراب ليردف قائلا وهو يمد يده لها ببعض السندات
=عاوزة الفلوس وقعي السندات الأول
لتاطالعها مرام بمعنا إياكي أن تفعلي لتتجاهلها سلمى كليا و هي تأخد السندات و تقوم بتوقيعها فيعطيها للمال لتمسكه بلهفة شديدة لتلعب من جديد طمعا في تعويض خسارتها
و لكنها تخسر من جديد فتشرب كأس الخمر الذي بيدها كاملا من شدة الغضب ثم ترماه أرضا و تخرج بغضب شديد تلحقها صديقتها مرام
لتقول مرام بحنق
=مش قلتلك كفاية أديكي مش بس خسرتي كل الفلوس في معاكي و بقيتي مديونة كمان مبسوطة دلوقتي
لتقول سلمى ببرود شديد فهي تعلم أن زياد سيعطيها كل ما تحتاجه من أموال
=كفية يا مرام صدعتيني
لتصدم مرام من شرودها و تقول بدهشة.
=هو انت مش همك الموضوع خالص د أنت بقيتي مديونة بمبلغ كبير
لتبتسم سلمى بطمع و هي تركب سيارتها الفخمة
=أمال أنا متجوزة زياد ليه
لتبتسم الأخرى بطمع أكبر ثم يغادرون بالسيارة
_________★___________★__________★
في قصر الدمنهوري (غرفة زياد و ملاك)
يجلس زياد على سرره و هو يرتدي بنطال قطني و يبقى عاري الصدر كالعادة و يضع على قدميه جهاز اللاب توب و يقوم بإنهاء بعض الأعمال و لكن عيناه معلقة على باب غرفة الملابس فقد دخلت لتغير ثيابها منذ بعض الوقت و لكنها تأخرت
في داخل غرفة الملابس
تنظر ملاك بخجل إلى قمصان النوم القصيرة و الشفافة العارية التي لا تستطيع إرتدائها
=هو كل الهدوم كدا قليلة الأدب كده
ثم تحسم أمرها و تختار منامة متكونه من بنطال طويل وردي و قميص عاري الكتفين بنفس اللون لتخرج و هي ترتدي
فيرفع زياد عيناه و هو يشاهد باب غرفة الملابس يفتح لتتصنم عناه مكانها و هو يرى كتلة الجمال تقف أمامها بكل أنوثتها و في كل مرة يراها يعشقها أكثر و دائما يحس أنها أول مرة يراها فيها
فتقترب هي بهدوء و خجل شديدين نوح السرير لتخذ الوسادة الغطاء ككل ليلة لتسمعة يقول بجدة واضحة
=إحنا لازم نتكلم شوية
فتومئ له برأسها ليكمل قائلا
=أنا عارف إن موضوع جوزنا جا فجأة و كمان بسرعة و محقناش نتعرف على بعض كويس و كمان عارف إنك مش جهزة دلوقتي فخدي وقتك لحتى نتعود على بعض و انا أوعدك أني مش حلمسك غير و انت حبة كده أكتر مني أتمنى تكوني فهمتي قصدي كويس
لتنزل ملاك مجهها و قد أصبحت وجهها كتلة من الخجل جراء حديثه في موضوع زواجهم و قد سعد لأنه أعطاها وقتها ثم تقول بصوت خجل مبحوح
=شكرا
ليطالعها بإبتسامة و هو يشاهد خجلها المحبب لقلبه
ثم تردف تحمل الوسادة ليمسكها يدها فجأة قائلا
=رحية فين ؟
لتجيبها ببرائة
=أنام
لينظهر إليها بحب قائلا
=لا أنت هتنامي هنا معايا مش إحنا اتفقنا ندي وقت لبعض عشان نعرف بعض
لتردف قائلتا قبل أن يقاطعها و هو يسحبها من يدها لتقع فوق صدره العريض الصلب لتشهقة بشدة الخجل و هي تتحرك فوقه محالتا الفرار مدردفة بصت خجل مبحوح
=للل و س م ح ت مميصحش كده
ليضحك زياد على خجلها قائلا بمرح لأول مرة منذ سنين
=ليه بس دا حتى زي جوزك يعني
ليكمل بخبث و هو يحس بها تتملص من فوقه
=و بعدين ناني يا ملك أهي الحركة دي لحتخليني أعمل حجات بصراحة حموت و أعملها
ليشتعل وجهها بالخجل من جرئته معها فقد تغيرت معاملته الباردة معها كليا
=لالالا خلاص أنا حنام أنا أصلا نمت
ليقترب منها زياد و يطبع قبلة رقيقة على جبهتها و هو يزيد في ضمها له بتملك و هو يهمس في أذنها بصوت مغري أجش إخترق قلبها
=تصبحي على خير يا ملاكي
لتجيبه بصوت هاني ناعم هي بإبتسامة على ياء التملك التي أضافها على اسمها
=و أنت من أهل الجنة
لينام كل منهم في سبات عميق و كل منهما يحس بمشاعر جديدة يشعر بها لأول مرة فقد نام زياد بعمق في أحضان ملاكه الجميل أنا هي فقد أحت بأمان العالم بين ذراعيه فهي لم تحس بهاذا الشعور منذ وفاة والدتها كم إفتقدت تلك المسكينة شعور بالأمان في حياتها البائسة.
ترى ماذا تخبئ الأيام القادمة لهمها ؟