اخر الروايات

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الخامس 5

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الخامس 5




الفصل الخامس 💓🔥🔥
رفعت نظرها الي العينين الخضراوتين الناظرتين إليها في إشمئزاز والي الشخص الأخر في غضب
لم تعرف لما ولكنها فجاءة إختبأت خلفه فقد كانت حقاً تشعر بالرعب الذي شعر به هو من إرتعادة يديها الممسكتين بثيابه..........لانت عيناه ناحيتها وإزدادت نظراته الغاضبة تجاه ذلك الشخص الأخر
إنفجر إبراهيم غاضباً وهتف به في سخرية
إبراهيم: إنت مين بقي إن شاء الله وبتعمل إيه في مكتبي
زم شفتاه دليلاً علي عدم الرضي ثم أردف في غرور بنبرته الرجولة المرعبة
سليم: أنا سليم الغرباوي.....وإنت اللي مين وكنت بتعمل إيه لمراتي
نظر إبراهيم لمليكة مدهوشاً وكذلك كانت هي
هاتفاً به في دهشة
إبراهيم : مراتك!!!!!
نظر لمليكة بدهشة ثم تابع يسألها
بس إنتِ...... يعني...... أقصد إنك قولتيلي إن جوزك مسافر
نظر سليم بتكبر الي الرجل المحمر وجهه وتابع بإزدراء
سليم: مكنتش أعرف إن مليكة لازم تقولك وتبررلك اللي بيحصل في حياتها الخاصة.......إلا طبعاً ليه هي هتقدم إستقالتها دلوقتي
نظرت إليه في ذهول فسرورها لقدومه وتخليصها من هذا الوضع السخيف تحول الي ريبة
تري ماذا سيفعل وكيف وصل إليها فلا أحد يعرف عملها إلا عائشة......لكن مستحيل أن تكن قد أخبرته أحست أنه لن ينتظر أكثر ليسمع قرارها
حقيقة لديه كل الحق فإبراهيم كان مُهيناً لها للغاية وملاحظاته وتصرفاته أوقح من أن تكمل في عملها لديه
هتف إبراهيم يسأل في دهشة
إبراهيم: إستقالة.......إستقالة إيه
رد عليه سليم في برود
سليم: الإستقالة اللي هتكون علي مكتبك النهاردة يا أستاذ بس تصرفاتك خلت حتي الاستقالة ملهاش لازمة
نظر لمليكة قائلاً بحزم
سليم: يلا علشان نمشي
تحركت في توتر وإلتقطت حقيبتها وهاتفها
ولحقت بسليم الذي تحرك ناحية الباب
وقف إبراهيم معترضاً طريقها وهم كي يمسك بيدها فامسكها سليم قبل حتي أن توضع علي يد مليكة
لابد أن عجرفة سليم كانت أقوي من القهوة المرة في إعادة إبراهيم الي صوابه
فهتف بها أسفاً تبدو علي ملامحه الخزي
إبراهيم: أرجوكي يا مليكة سامحيني أنا فعلا أسف أنا مش عارف أنا عملت كدة إزاي أنا أسف سامحيني
تراجع عنها مخافة تلك النظرات الشرسة الذي كانت تنبعث من عيني سليم تجاهه
ففتح الباب قبل أن يتفوه إبراهيم بحرف أخر وجذب مليكة من يدها وأخذها ناحية سيارته الفارهة الرابضة أمام المبني
أما إبراهيم فوقف مذهولاً كيف يمكن لفتاة في رقة مليكة أن تتزوج هذا الشيطان الأرستقراطي الوسيم
كما يطلقون عليه في عالم الاعمال فهو رجل أعمال بلا قلب......... آلة لديها عقل بشري
*************************
فتح سليم السيارة وأجلسها داخلها وهتف بسخرية
سليم : دلوقتي تقدري تتكلمي
همست بخفوت وهي تحاول إستعادة رباطة جأشها
مليكة: بس أنا معنديش حاجة أقولها
نظر إليها سليم بإهتمام
سليم: لو اللي إنتِ بتقوليه دا بجد يبقي إنتِ ست مميزة جداً......إنتِ أول ست أقابلها مبتحبش تتكلم
تابعت بسخرية وهو تحاول السيطرة علي إرتعادة جسدها وطرد تلك التخيلات المرعبة من عقلها
مليكة: يبقي إنتَ متعرفش حاجة يا سليم بيه أنا أعرف ستات كتار جداً بيحبوا الهدوء
رفع حاجبه الناقم في دلالة علي عدم إعجابه بكلامها نهائياً وتابع بهدوء
سليم: دا غير دا.......أه في ستات كتير بيحبوا الهدوء بس دا ميمنعش إن عندهم كلام كتير جداً
أما بقي بالنسبة لأني معرفش حاجة فدا أشك فيه لأني موصلتش لعمري دا من فراغ يا مدام مليكة يعني ممكن نقول إن عندي معارف كتير زيك بالظبط
كانت هذه الكلمة السهم الأخير الذي إخترق كبريائها ليكسر أخر جزء فيه ويتحول كل ذلك الي أشلاء إخترقت قلبها لتسبب لها غصة آلم
فحقاً طفلتي إنه قَلبُكِ اشدُ البِلادِ خراباً
فهتفت بآلم
مليكة : أخدت بالي وفهمت دا كويس أوي يا سليم بيه
حرك رأسه يمنة ويسرة بشرود وتابع بضيق
سليم: لا مفهمتيش أي حاجة بس مش مشكلة
واسمي سليم من غير أستاذ أو باشمهندس أو بيه
اسمي سليم وبس
وجدت نفسها تهمهم بألم غير واعيه
مليكة : لو بس كنت أعرف إن الرسالة كانت هتقع في إيدك إنت وإنك إنت اللي هتيجي مكنتش كتبتها أبداً.....طلبي إني أشوف حازم كان غصب عني مش بإرادتي
سمعته يجيبها بصوت عميق أرسل إرتعادة خفيفة في جسدها
سليم: وياتري بقي موت حازم وإنه خلاص مبقاش هينفع يساعدك دا بيقلل من أهمية حاجتك للمساعدة ......ياتري كنتي ناوية تكملي حياتك كدة وإنتِ يادوبك عارفة تصرفي علي مراد
وتابع بغضب وإحتقار
أه لا أنا نسيت إنتِ أكيد كنتي هتعدي اللي الكائن المريض اللي فوق دا بيعمله علي أمل إنه يزودلك مرتبك
لم تشعر مليكة بحالها إلا ويدها مستقرة علي وجنته في صفعة مدوية شعرت بها تخترق أذنيها وتكاد تحطم زجاج سيارته الفارهة...... إرتفع صدرهما وإنخفض بسرعة دليلاً علي إنفعالهما وتوتر الأجواء بينهما بينما تجمعت الدموع في عينيها ولكنها أبت أن تترك لهم العنان
صرخت في آلم وغضب وهي تشير بإصبعها في حزم أمام وجهه
مليكة: إياك تتكلم معايا كدة تاني أنا ساكتة بس علشان مراد إنما إياك تقولي كدة تاني
إلتفتت تتطلع أمامها بعدما إستقام جزعها مشبكة يدها أمام صدرها وأردفت بحزم
إعمل حسابك يا سليم لو إنت أخر راجل في الدنيا مش هتجوزك
لم يتفوه سليم بحرف فقد كان يشعر بألم يقتله في الصميم ينبع من عينيها فتغاضي عن فعلتها تلك
وهتف بها بدهشة
سليم: ولا حتي علشان مراد
أردفت بحزم يتخلله ثقة
مليكة: ولا حتي علشانه
أدار وجهه ناحية المقود وتوجه ناحية منزلها بدون أي إرشادات منها......وصلا الي البناية القابع بها منزلها بعد وقت قصير
فتوجهت مليكة الي منزل جارتها لأخذ مراد ثم عادت الي منزلها
دلفت هي ومراد وسليم خلفهما
وكأن مراد أراد أن يؤلمها أكثر فمد ذراعيه الي ذلك الرجل القادم مع الماما وهو يبتسم له بضحكته الساحرة التي لأجلها تحملت الكثير والكثير بعدما وبخه بألا يحزن والدته مرة أخري
وضعته مليكة بين ذراعيه وإستدارات دامعة
وقفت تشاهدهما يلعبان ويضحكان وقفت تشاهد تبدل تلك الملامح المتعجرفة القاسية الي ملامح حانية تفيض بالحب والحنان.....هي لن تكون أنانية أبداً وتحرم مراد من أن يكن له والد كما حرمت هي
لن تستطع أن تحرمه من العيش في حياة كريمة
لن تقدر أن تحرمه من مستقبل أفضل
سمعته يناديها فجفلت وهي تحاول بائسة أن تمسح دموعها التي هبطت عنوة......أحست بنفسها تُدار بلطف شديد........فإرتجف جسدها الهزيل لملمس يديه القويتين
هتف بها بدهشة ......بنبرة تخللت أذناها الي قلبها مباشرة لتجعل وجيفها يرتفع في تتاغم محبب
سليم : مليكة!! إنتِ بتعيطي
هزت راسها بلطف يمنة ويسرة دليلاً علي رفضها
مليكة: لا مبعيطش....في حاجة دخلت في عيني
أخرج سليم منديل من جيبه وتابع باسماً بحبور جعل قلبها يخفق بعنف كطبول في عرس إفريقي
سليم: طيب خدي منديل علشان تمسحي بيه دموعك الي نزلت مش علشان إنتِ بتعيطي لا علشان في حاجة دخلت في عينك
إبتسمت مليكة بهدوء وإلتقطت منه المنديل وشرعت في تجفيف دموعها هامسة في خفوت
مليكة: شكراً
شردت قليلاً تفكر فأردف يسألها في حيرة
سليم: إيه سرحتي في إيه
أطرقت مفكرة ثم أردفت بهدوء محركة رأسها بحركة تنم عن تفكيرها البالغ
مليكة: كنت بفكر إني في الأخر لازم أتجوزك يعني علشان مراد بس عندي شرط
رفع رأسه متكبراً وتابع باسماً بأرستقراطية
سليم: معتقدتش إنك في وضع يسمح لك بإنك تحطي أي شروط
هزت مليكة كتفيها دليلاً علي عدم إهتمامها
مليكة: طبعاً براحتك توافق أو ترفض.....وعلي العموم أنا شرطي بسيط جداً كل اللي عاوزاه إنك مترميناش علي هامش حياتك وكأنك مكسوف مننا وكأننا غلطة أو عار .....فلو كنت هوافق علي الجواز لازم نعيش في نفس البيت
هتف بغضب
سليم : إنتِ مش هتلزميني بحاجة إنتِ تعملي اللي بقول عليه وبس
ثم تابع بإحتقار يتبعه سخرية
إنتِ عارفة كويس إني مش عاوز أعيش معاكي في نفس البيت إلا بقي لو إنتِ ناوية تغريني مثلاً
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل صائحة بغضب
مليكة : لا طبعاً دي أخر حاجة ممكن أفكر فيها في حياتي كلها
و أكملت بهدوء
بس يعني إذا كنا ناوين نتجوز علشان نعمل عيلة وبيت مستقر لمراد من الأفضل ليه إنه يشوف إن بابي ومامي بتوعه متفاهمين وعلي الأقل لو مش بيحبوا بعض بيحترموا بعض وبيقدروا بعض....يعني يشوف إنه عايش في بيت طبيعي جداً باباه ومامته عايشين مع بعض......ولا إنت ناوي تبقي ليه بابا نويل تيجي كل 6شهور شايل ومحمل هدايا وميشوفكش تاني غير بعدهم
أردف سليم بحدة
سليم : أكيد مش قصدي كدا.......وبرضوا مش هينفع نعيش سوا لازم تفهمي إن دا مستحيل
إبتسمت داخلياً ولكنها تابعت بثبات تُحسد عليه حقاً لبداية نجاح خطتها
مليكة: أنا أسفة جدا بس كدا جوازنا محققش أي حاجة لمراد
هتف سليم بنفاذ صبر ساخراً
سليم : يالله إنتي بتكلميني وكأني أنا المسئول عن حالتك
صاحت بعصبية .....حزن وضيق
مليكة : مش حازم دا يبقي اخوك مش كان المفروض هو يعمل كل دا لو كان لسة عايش
تصلبت ملامح وجهه في حزن
سليم: أنا عمري ما هربت من مسؤلياتي وأكيد إنتِ عارفة إن حازم لو كان يعرف كان وفرلك كل اللي إنتِ محتاجاه
هتفت مليكة بإستهزاء
مليكة: ولو أنا اللي مكنتش عاوزة مساعدته
زم سليم شفتيه وحرك كتفيه دليلاً علي عدم إهتمامه
سليم: يبقي أحب أقول إنك مش بس عندية لا إنتِ كمان غبية ومهما كان برضوا مستحيل نعيش سوا
كافحت بإستماته ألا تظهر إبتسامة الإنتصار التي صدحت بداخلها علي وجهها وتابعت بثبات
مليكة: كنت عارفة إن دا هيكون ردك وعلشان كدة إحنا للأسف مش هينفع نتجوز وإن كنت عاوز ترفع قضية إرفع قضية بس خليك متأكد إني هفضل أحاربك لأخر نفس.....ومعتقدتش إنك هتحب الشوشرة اللي هتحصل
إعتدل في جلسته وأردف بثقة
سليم : يمكن مش هحبها بس إنتِ عارفة إني هكسبها في الأخر
رفعت حاجبها بثقة وتابعت في إبتزاز لمشاعره التي تعلم وبشدة أنها تكونت تجاه مراد
مليكة: أكيد......بس ياتري بقي إنتَ مستعد إنك تبهدل مراد في المحاكم وسيرة حازم تبقي علي كل لسان
نظر إليها بغضب ونفاذ صبر لإبتزازها
سليم : ماشي يا مليكة تمام جداً إحنا هنعيش سوا في نفس البيت
ذهلت مليكة وكادت تبكي فلقد إنقلب السحر علي الساحر كما يقولون.....فشلت خطتها فشل ذريع فهي لم تتوقع
قبوله .....فقد ظنت أنه سيرضخ في نهاية الأمر الي ترك مراد.....ويقبل فقط بأن يراعيه وأنهما لن يتزوجا......والأن أصبحت أمورها أكثر سوءاً عن ذي قبل......فهي لن تتزوج من تكرهه فحسب بل سيعيشان في نفس المنزل......إرتجف جسدها الهزيل لتلك الفكرة وأخذت توبخ نفسها
"يالله ماذا فعلت انا بحماقتي كم أنا غبية"
حاولت الخروج من هذا المأزق بشتي الطرق
فأردفت بنبرات متوترة متقطعة تحاول جاهدة رسم ثباتها
مليكة: إنت معاك حق يا سليم إحنا مينفعش نعيش في بيت واحد
لم تعلم لما رأت ذلك البريق في عيناه......نعم إنها تعرفه جيداً بريق التحدي.......أو حتي بعض التشفي.......متابعاً في حزم
سليم: لا إنتِ فعلاً معاكي حق إحنا لازم نعمل كدة علشان مراد
شعرت بهبوط يبعث السقم في معدتها وراحت تتسائل
الي ماذا تراها إنقادت
نهض سليم ناظراً في ساعته متابعاً في آلية شديدة
سليم: أنا عندي إجتماع مهم وهعدي عليكوا بعد بكرة الصبح إن شاء الله تكونوا جهزتوا هنطلع علي الماذون وبعدين البيت ويومين كدة ونسافر الصعيد علشان تتعرفي علي أهلي ويتعرفوا عليكي ويشوفوا مراد
هتفت بهستيرية سَبْبَّها الذعر
مليكة: يومين... يومين إيه.......طيب وهنقولهم إيه ومراد
أمسك سليم بذراعيها في قوة وحنان في أن واحد وتابع في ثبات ناظراً لعيناها بقوة
سليم: ششششش إهدي يا مليكة وخدي نفس
أنا ميهمنيش حد أصلاً أنا بس رايح علشان يتعرفوا علي مراد ويعترفوا بيها......أما بقي هنقولهم إيه
فهنقولهم إننا إتقابلنا في مؤتمر وإتعرفنا علي بعض وحبينا بعض وإتجوزنا من حوالي خمس سنين بس إنتي كنتي بتدرسي برة ومستنيكي تخلصي ......وسيبي الباقي عليا
أومأت براسها وهي لاتزال تشعر بالضياع الذي تلاشي قسماً كبيراً منه في الحقيقة بعد كلماته المطمئنة


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close