رواية حمل ثقيل شهاب ورنيم الفصل الثاني 2 بقلم ديانا ماريا
الجزء الثانى
شهقت والدة شهاب بفزع: مالك يا رنيم؟
أفاقت من صدمتها ونظرت إلى الكوب المحط*م: ولا حاجة يا طنط أنا بس مخدتش بالى، هو.... هو أبيه
شهاب سافر أمتي وليه؟
المرتجفة التى تجمع الزجاج المكسو*ر: هو من زمان
نفسه يسافر يكمل تعليمه برة وكان بيجهز ورقه
من فترة طويلة لحد ما الموافقة جت، حجز وسافر
بسرعة علشان يلحق الدراسة هناك لأنها بدأت.
نظرت لها و تظاهرت بالبرود: اه ربنا يوفقه.
ثم صر*خت من الألم حين جرحتها قطعة زجاجة
لم تنتبه لها .
أسرعت لها زوجة والدها بقلق: اتعورتي ولا إيه؟
مش كنتِ تأخدي بالك بس يا بنتى.
نظرت إلى يدها المجرو*حة بنظرة ضياع : ده جرح
بسيط يا طنط متقلقيش .
رفعت وجهها لها : أنا هروح أرتاح فى أوضتي بعد
إذنك.
زوجة والدها بتعجب وهى تترك يدها: أتفضلي يا بنتى .
دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب واستندت عليه بثقل.
ظلت صامتة تحدق فى السقف بدون شعور وبعدها
ببطء انحدرت دمعة من عينها يتبعها الكثير حتى
جلست وهى تضم نفسها وتبكى بصمت.
بعد مرور ثمانى سنوات....
كانت تجلس على مقعد تنتظر صديقتها وأثناء ذلك
كانت تفكر رغما عنها به وبالسنين التى مرت دون كلمة
منه أبدا، منذ سفره كان يتصل بأمه فقط يطمئن عليها
ولم يسألها عنها أبدا ومع الوقت تعلمت ألا تشعر
بخيبة الأمل لذلك بل تلتفت لنفسها وحياتها فقط.
وضعت يد على كتفها ف التفتت بإبتسامة لصديقتها
رُفيدة التى جلست بجانبها وهى تتنهد براحة.
رفيدة براحة: أخيرا خلصت الورق أنا تعبت أوى
ومحدش بيريحك لا بيلففوكي لحد ما تخلصي.
رنيم بإبتسامة: المهم أنك خلصتي ورقك علشان
التعيين، يلا نروح نأكل بقا.
ذهبا لتناول الطعام فى إحدى الكافيهات.
رُفيدة: صحيح كنتِ سرحانة فى إيه قبل ما أجيلك؟
رنيم بجمود: ولا حاجة .
رُفيدة بإستغراب: ولا حاجة ازاي، ده كان باين عليكِ
أنك سرحانة فى حاجة مهمة .
تابعت بتساؤل: ولا كنتِ بتفكري فيه؟
رنيم بإنزعاج: رُفيدة اقفلي السيرة دى.
رُفيدة : هقفلها لما أنتِ تقفليها يا رنيم .
لم تعرف بماذا ترد عليها ف أكملت رُفيدة: رنيم أنسي
بقا بجد بقاله تمن سنين مسافر .
رنيم بصوت مخنوق: مانا نسيت وعشت حياتى بس عمرى
ما نسيت اللى قاله عليا أد إيه كنت حِمل تقيل عليه
وأنا فاكراه أخويا وبيحبني بس طلعت غلطانة
لوسمحتِ يا رُفيدة كفاية كلام فى الموضوع ده.
عادت إلى البيت لتجد حقائب عديدة فى الصالة،
استغربت وكانت على وشك أن تنادى زوجة أبيها
عندما خرج من المطبخ آخر شخص توقعت رؤيته.
توقفت أنفاسها وهى تراه أمامها بعد كل تلك السنوات
كبر ونضج كثيرا وقد نمت له لحية خفيفة زادته وسامة.
شهاب بإبتسامة: رنيم ، إزيك عاملة ايه؟
نظرت له ببرود: الحمد لله بخير،حمدا لله على السلامة
يا أستاذ شهاب.
شهاب بتعجب: أستاذ؟ رنيم أنا أبيه شهاب زمان
و دلوقتى شهاب بس، إيه أستاذ وليه الرسمية دى؟
رفعت حاجبها: أظن أنك اللى اقترحتها من زمان.
دار بأنظاره فى أرجاء الغرفة: رنيم ده كان حصل زمان
وأحنا صغيرين، دلوقتى مفيش داعي للرسميات دى.
رنيم بجمود: على العموم حمدا لله على سلامتك من
السفر أبقي قول لطنط أنى رجعت وهنام لحد وقت
الغدا لأنى تعبانة.
شهاب بقلق: تعبانة مالك؟
نظرت له بنظرة غريبة ولم ترد و دلفت إلى غرفتها.
استندت على الباب وهى تأخذ نفسا عميقا ثم بدأت
ترتجف دون أن تشعر .
لماذا عاد ؟ لماذا الآن؟ لم يكن عليها التصرف معه هكذا
و تظهر له أنها مجروحة من معاملته السابقة بل كان
يجب أن تتصرف ببرود وعملية تامة ولا تظهر له شيئا
من مشاعرها.
قررت أنها ستتعامل معه ببرود تامة على أي حال
لن يتقابلا كثيرا .
خرجت من غرفتها بعدها وجلست دون أن تنظر إليه
وتناولوا الطعام بصمت حين رن جرس الباب، ف
ذهبت لتفتح.
رنيم لوالدها وخلفها شاب: بابا عصام جه .
نهض والدها: اتفضل يا بنى اتغدي معانا.
نظر شهاب للشاب شرزا، ثم نظر لوالدته باستفهام.
والد رنيم : تعالى أعرفك على شهاب إبن مراتى .
ثم نظر لشهاب: شهاب أعرفك ده عصام خطيب رنيم .