رواية حمل ثقيل شهاب ورنيم الفصل الثالث 3 بقلم ديانا ماريا
الجزء الثالث.
ظل لفترة ينقل بصره بصدمة بين رنيم والشاب
وقال بصدمة: خطيبها؟ إزاي وامتى؟
جلست رنيم إلى الطاولة وجلس خطيبها بجانب شهاب
و والدة شهاب بجانب رنيم .
كانت تنظر إلى طبقها وتأكل بصمت حين رفعت رأسها
فجأة لتصدم أنظارها بنظرات شهاب ، ارتبكت
من نظراته كانت مليئة بالغضب والعتاب وربما الندم!
لم تهتم وانشغلت بطعامها والأحاديث الهادئة الدائرة بين
والدها وعصام،بعد الغداء دلفت إلى المطبخ لتغسل
الأطباق بعد إقناع زوجة والدها أنها من ستتولى هذه
المهمة .
بعد برهة شعرت أنها لم تعد لوحدها لكنها لم تلتفت.
شهاب بحدة: أتخطبتِ ليه؟
رنيم بتعجب دون أن تنظر إليه: يعنى إيه أتخطبتِ ليه؟
إيه السؤال ده؟ هو الإنسان بيتخطب ولا بيتجوز ليه
يعنى؟
شهاب بعصبية: مهو ده اللى بقوله أنتِ أتخطبتِ له
ليه؟ أنتِ مش بتحبيه!
رنيم ببرود: وأنت إيه اللى عرفك أنه أنا مش بحبه؟
شحب وجهه بشدة: يعنى انت بتحبيه يا رنيم؟
تركت ما بيدها والتفتت له: أظن ده مش حاجة تخصك
يا شهاب، ركز فى اللى ليك وبس.
شهاب بإستغراب: رنيم ليه بتتعاملي معايا كدة ؟
ليه بتخرجيني من حياتك ؟ أنا نفسى نرجع زى زمان.
تنهدت بحزن: أنت اللى خرجت نفسك من حياتى يا
شهاب متجيش دلوقتى وتبقى عايز ترجع مش
بمزاجك على فكرة و اديك قولتها زمان يعنى ماضى
وأحنا كنا صغيرين ، دلوقتى كبرنا وكل حاجة اتغيرت و أظن مش أنا اللى هفهمك دينك يا بشمهندس وأنت عارف أنه لازم يكون فى حدود بيننا .
نظر لها بغضب وحسرة ثم خرج ، أما هى تمالكت نفسها
من ألا تبكى، رغم كل ما فعله يصعب عليها
أن تعامله هكذا.
خرجت إلى الصالة وجلست جانب زوجة والدها
وهى تتجاهله.
عصام لوالد رنيم : ايه رأيك يا عمى نحدد ميعاد
الفرح ؟
والد رنيم بإستغراب: بالسرعة دى يا بنى ؟
طب طولوا الخطوبة شوية .
عصام بجدية: فى رأيي مفيش داعى للانتظار
أنا ورنيم نعرف بعض من وقت ما اشتغلنا وأنا جاهز
لو رنيم جاهزة مفيش داعى أنه إحنا نستني.
والد رنيم وهو ينظر لها: والله يا بنى الرأي رأي رنيم
لو هى مستعدة وموافقة، معنديش مانع.
ارتبكت بشدة وهى ترى الكل ينظر لها منتظر إجابتها
نظرت لشهاب لتجده يناظرها بتحدى و إنتظار.
حسمت أمرها: أنا موافقة يا بابا .
نهض شهاب: أنا هخرج دلوقتى بعد إذنكم.
والدته: رايح فين؟ أقعد معانا شوية.
شهاب بلطف: هروح أشوف أصحابى يا ماما
متخافيش مش هتأخر، السلام عليكم.
و ذهب بينما تحاملت رنيم على نفسها حتى يذهب
عصام وحين ذهب بعد قليل ، دلفت إلى غرفتها
بسرعة وهى تلقى نفسها على السرير وتبكى.
اتصلت بصديقتها رُوفيدة: رُوفيدة أنتِ فين؟
رُوفيدة بهلع: مالك يا رنيم بتعيطي ليه؟
رنيم ببكاء: بالله عليكِ تعالى عندى دلوقتى.
بعد قليل أتت رُوفيدة إليها وقصت لها ما حدث.
عقدت حاجبيها: و أنتِ دلوقتى زعلانة علشان ايه؟
رنيم بغيظ: أنتِ بتهزري يا رُوفيدة ؟
رُوفيدة بجدية: مش بهزر والله، دلوقتى هو كان
حاول يرجع علاقتكم زى ما كانت وأنتِ وقفتيه عند
حده مش ده اللى كنتِ عاوزاه؟
، وكمان فرحك اتحدد المفروض تكونِ مبسوطة حتى .
استلقت وهى تقول بتشتت: مش عارفة حاسة
أنى زعلانة أوى على كل اللى وصلنا ليه، مكنتش . أتمني
نتعامل مع بعض أبدا ونبقى أغراب بالشكل ده، و فرحى اللى اتحدد ده مش عارفة حاسة أنى اتسرعت.
رُوفيدة بتوبيخ: وإذا أنتِ حاسة نفسك مش
مستعدة ليه وافقتي؟ رنيم دى حياتك ليه بتعملي
كدة؟ المفروض كنتِ فكرتِ كويس جدا ده مصير
حياتك و مش سباق .
تأففت بإنزعاج: خلاص بقا يا رُوفيدة أنا مش جايباكِ
علشان تهز*قيني كدة، أنا كنت عايزة أفضفض لك.
رُوفيدة بحنان: يا حبيبتى وأنا مقولتش حاجة بس
بجد حرام عليكِ نفسك كدة ، دلوقتى لازم تفكري
فى حياتك اللى جاية مع عصام وبس.
رنيم بتعب: حاضر.
احتضنتها رُوفيدة وتمسكت بها رنيم بشدة، كما أن
وجود صديقتها يساعدها ويخفف عنها الكثير.
اليوم التالى جلست معهم شهاب على الإفطار وكان
مزاجه الحسن واضح للجميع .
والدة رنيم بمزاح: ايه يا شهاب ، كسبت جائزة ولا إيه؟
نظر له شهاب بتعجب: ليه يا أونكل بتقول كدة؟
والد رنيم : أصل الصراحة شكل مزاجك رايق أوى.
ربتت والدته على ظهره: ربنا يفرحه دايما يارب.
نظر لها بحنان ثم عاد إلى والد رنيم: لا بس أنا مبسوط
أوى علشان رنيم اتخطبت و هتتجوز.
نظرت له رنيم بذهول أهذا الذى غضب بشدة أمس بسبب خطبتها بينما قال والدها: اشمعنا يعنى؟
شهاب وهو ينظر لرنيم بنظرة غريبة: أصل رنيم
زى أختى بالضبط وأنا مبسوط علشانها .
والد رنيم باستحسان: ربنا يخليك ليها وتبقى سندها.
أنهى إفطاره: يارب ، يلا أنا هخرج، عايزين حاجة.
رد الكل ماعدا رنيم : سلامتك .
غادر تحت نظرات رنيم المُغتاظة وهى تتحكم فى
غضبها بينما فى نفس الوقت أثار استياءها موقفه
السعيد، ولكن لماذا استغربت نفسها أليس من
المفترض أن تكون سعيدة لذلك؟!
مرت الأيام بين تجهيزاتها لزفافها وتعامل شهاب
الذى يغيظها ويثير حفيظتها، سعادته ومشاركته فى ترتيبات زفافها.
لا تريده هكذا ولكن لم تستطع الإعتراض حتى جاء
يوم العرس.
كانت واقفة أمام المرآة فى غرفتها بعد أن انتهت
من ارتداء الفستان و وضعت تبرج خفيف .
أصرت على ألا تذهب لمركز تجميل وأن تحضر إمرأة
لتزينها فى المنزل .
تمنت لو أن أمها معها فى هذا اليوم المهم فى حياتها
وحاولت صرف شهاب من ذهنها .
كانت زوجة والدها معها و رُوفيدة وهما يحتفلون
بها .
مر الوقت لحضور العريس ولم يأت بعد ف اتصلت به
ولكن لم يجيب.
دخل والدها إلى غرفتها وهى منحنى الرأس وراءه شهاب وجلس بتعب وهم على الكرسى.
رنيم بحيرة: مالك يا بابا فى إيه؟
والدها بقهر: هنعمل ايه دلوقتى فى المصيبة دى؟
رنيم بقلق : مصيبة إيه؟