اخر الروايات

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل التاسع عشر 19

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل التاسع عشر 19



تمتمت مليكة بهدوء محاولة في أن تجعله يطمئن
مليكة : إن شاء الله خير
أخذتها مليكة بين أحضانها وجلست في هدوء ظاهري بينما القلق يكاد يفتك بها فهي تخاف جدا ًمن هذه المرحلة.........مرحلة الولادة
نعم تخاف كثيراً بعدما فقدت صغيرتها تلك التي لم تستطع حتي رؤية طفلها.......وافتها المنية بالداخل نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية
تجمعت الدموع في عينيها بعدما نفضت من عقلها كل تلك المشاهد والأفكار السوداء.....لازالت تتذكر جيداً كيف ماتت شقيقتها فجاءة.......لازالت تتذكر كيف أخبروها الأطباء أن صغيرتها قد وافتها المنية بكل هدوء وكأنه شئ عادي.........تذكرت أنها ماتت حتي قبل أن تودعها
مسحت دمعة هاربة هبطت من محيطها وضمت ندي الي أحضانها جالسة تدعوا الله في صمت
جلس محمد علي كرسي الي جوارها وهمس بهدوء
محمد: الله يرحمها إدعيلها يا مليكة وإدعِ لعائشة ربنا يطلعها بالسلامة
إبتسمت مليكة بآلم وتابعت بصدق
الله يرحمها
بعد وقت قصير سمعا صوت صراخ الطفل
فهبت واقفة بعدما تهللت أساريرها
خرجت الممرضة من غرفة عائشة تحمل الرضيع بين يديها
هتفت ندي في سعادة وحماس
ندي: النونو
توجه الجميع لرؤية الطفل الذي حملته مليكة بين يديها
مليكة: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
إقترب محمد من صغيره وصديقنا يكاد ينفجر غضباً وغيرة لرؤيته لهذا الرجل يقترب من مليكة بهذا القدر وزين له الشيطان الكثير والكثير من التخيلات أ كانت معه هو الأخر........ أ هو من ضمن رجالها الكثر
إعتصر قبضة يداه حتي إبيضت مفاصله
سألت مليكة في حماس
مليكة : هتسموه إيه
أردف محمد باسماً
محمد: أنا وعائشة كنا متفقين لو ولد هنسميه عبد الرحمن
أردفت هي باسمة بحبور
مليكة : حلو أوي
ناولته طفله فحمله منها محمد وبدأ في تلاوة الآذان في أذن الصغير والتكبير فيهما
بعد وقت قصير إستفاقت عائشة فذهبوا إليها جميعاً
ربتت مليكة علي يدها بحنو
مليكة : حمد لله علي السلامة يا شوشو
إبتسمت بوهن وتابعت بخفوت
عائشة: الله يسلمك..... فين عبد الرحمن عاوزه أشوفه
دلف محمد حاملا طفله......طابعاً قبله حانية علي جبهة زوجته فرحاً بسلامتها وسلامة طفلها
محمد: حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي
همهمت هي بوهن
عائشة :الله يسلمك يا حبيبي
ثم ناولها طفلها
طرق سليم الباب في خفوت ودلف غاضاً بصره متمتماً بصوته الأجش في هدوء
سليم: حمد الله علي سلامتك يا مدام عائشة
عائشة بأسف : الله يسلمك يا أستاذ سليم معلش بقي تعبنا حضرتك
أردف هو باسماً بأدب
سليم : لا أبداً مفيش حاجة وحمد لله علي السلامة مرة تانية
جلس بالخارج برفقة ندي يجلس علي جمراً مستعراً يأكل قلبه وعقله حتي استحاله رماداً
وبعد وقت قصير خرجا محمد ومليكة من الغرفة يمزحان بهدوء.......وكأنها كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.......فهب سليم واقفاً متمتما ببعض الكلمات يعتذر فيها من محمد ويستأذنه بالرحيل ثم سحب مليكة من يدها عنوة وتوجها ناحية السيارة
كانت تتألم بشدة من قبضته الممسكة بيدها وطلبت منه كثيراً أن يترك يدها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كان مغيباً تماماً عنها ......لم يكن يسمعها حتي .......وما إن وصلا حتي دفعها للداخل بعنوة
فلتت منها صرخة ألم إثر إرتطام رأسها بالزجاج
أما هو فركب جوارها وعيناه تكاد تنفجر حنقاً منها
وغضباً لفعلتها.......أما قبضته فإبيضت إثر ضغطه عليها بشده وإنطلق مسرعاً
أغمضت عيناها بذعر وهي تتمسك بالمقعد تحاول نفض كل تلك الذكريات المؤلمة التي تجمعت بذاكرتها
فتمتمت بتوسل باكية
مليكة : سليم لو سمحت هدي السرعة .....سليم .....
لم يعتد بها حتي أنه زاد من سرعته
أمسكت بمقعدها بقوة اكبر وإزادت توسلاتها بشدة وهي تحاول منع عقلها من تذكيرها بتلك الليلة المشئومة
فهمست باكية وهي تحاول بأخر رمق لديها محاربة تلك الذكريات
مليكة: سليم هدي السرعة ........يا سليم أنا بخاف
صرخت بجزع حينما كادت السيارة أن تنقلب بهما
ولكن فجاءة إرتخت فبضتها الممسكة بالمقعد
وعادت تلك الطفلة ذات ال 15عاماً.....تلك الطفلة التي لم تحصل علي سعادتها منذ الثامنة
شاهدت والدتها تجلس علي كرسي القيادة تمسك المقود بأيدي مرتجفة تنهمر دموعها في صمت
تذكرت جيداً تلك الطفلة وهي تحاول تهدئة والدتها المنهارة.......تحاول تقويتها
مليكة : مامي إحنا جمبك وحتي لو بابي حب ياخدنا إحنا مش هنوافق
تابعت تاليا ببراءة
تاليا : مامي أنا أه مشوفتش بابي أصلاً بس مبحبهوش هو وحش لأنه سابنا
إحضنت ايسل الباكية مليكة الجالسة بجوارها وضمت يد تاليا مقبلة إياها وأردفت باكية
أيسل : متخافوش يا حبايبي مامتكوا قوية أوي ومش
خايفة ......بس بابي مش وحش يا تاليا الظروف هي اللي وحشة
نفخت تاليا أوداجها في غضب طفولي وتمتمت ببراءة بعدما شبكت يداها أمام صدرها
تاليا: أنا بكره الظروف
زمت شفتيها بعدما أطرقت مفكرة
تاليا : مامي هو إحنا مينفعش نكلم طنط الظروف ونخليها تسيب بابي أنا نفسي أشوفه أوي وأشوف عاصم كمان
إبتسما مليكة وأيسل بألم علي سذاجة تاليا
وتابعت أيسل باسمة وسط دموعها
أيسل: للأسف لا يا تيتي
همست مليكة بخوف لوالدتها التي كانت تقود السيارة في سرعة
مليكة: مامي لو سمحتي هدي السرعة شوية أنا مبحبهاش
ربتت ايسل الباسمة علي يد طفلتها وهي تخفض من سرعتها قليلاً
أيسل: أنا أسفة يا حبيبتي
وفجاءة صدمتهم إحدي شاحنات النقل الكبيرة بقوة حلقت علي إثرها سيارتهما في الهواء ثم دارت عدة مرات في الهواء ومن ثم إرتطمت أرضاً بقوة
وضعت مليكة يدها علي أذنها وأخذت تصرخ بهلع باكية
مليكة : مامي حاسبي..... لا......... لا متسيبينيش
حدق بها سليم الجالس جوارها بدهشة وفزع
وكيف لا يفزع وهو لا يعرف لما تصرخ بكل تلك القوة
كانت تصرخ وكأن كل حياتها تعتمد علي تلك الصيحات.......فأوقف السيارة واضعاً يده علي كتفها يهزها برفق
سليم بقلق : مليكة في إيه
شعر بجسدها ينتفض رعباً تحت يده وهي لا تزال تصرخ وهي تهز رأسها بقوة
مليكة: ماميييييييي
وفجاءة فقدت وعيها وبدون أي مقدمات
شعر وقتها بالهلع فأدار سيارته وإتجه ناحية أقرب مشفي مسرعاً
جلس بجوارها لبضع ساعات بعدما أخبروه الأطباء بأنها تعاني من إنهيار عصبي ما......لا يعلم حتي ماذا فعل ليحدث كل هذا........ ولما أخذت تدعوا والدتها بهذا الشكل........ يجب أن يعرف الحقيقة..... نعم عاجلاً غير آجلاً يجب عليه معرفة الحقيقة



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close