رواية ندم بعد زمن عادل وزينة كاملة بقلم نادية ستارز
طلق مراتك يا عادل
إيه اللي أنتِ بتقوليه دا يا أمي؟!
لتقول أمه بقسوة: أرمي عليها يمين الطلاق يا أما أنت لا ابني ولا أعرفك
ليلقي نظرة على الفتاة التي بجانبه وتكاد تموت من شدة البكاء
يبعد نظرهُ سريعًا وينظر إلى أمه ويقول: أنتِ طالق يا زينة
أمه بشماتة: بالتلاتة
ليأخذ نفس بقوة ويزفرهُ ويقول: أنتِ طالق بالتلاتة
تنظر أمه إليها بسعادة وتقول: هتمشي بهدومك بس غوري لميها ومش عايزين نشوف وشك تاني
لتنظر إلى ابنها وتقول: يلا يا ابني ننزل من البومة دي، زمان منار بنت خالتك على وصول مش عايزين نقابلها وأحنا متنكدين؛ بسبب عياطها، ست بومة معرفش أتجوزتها ليه من البداية.
______________________________
ماما يا ماما
لتفيق زينة من شرودها على صوت هذا الطفل المدلل لتقول بابتسامة: نعم يا حبيب ماما
_ بابا هييجي أمتى بقى يا ماما كُل يوم تقولي بُكرة بُكرة ومش بييجي
لتحتضنه برفق وتقول: قريب أوي يا حبيبي قريب
يأتي لها إتصال لتجلب هاتفها وترد: ألو، تمام يا فندم، هكون عند حضرتك كمان نص ساعة.
تنظر إلى ابنها: أنا هضطر أروح الشغل في حاجة ضروري، مش هتأخر عنك، أقعد مع تيتا وجدو وبلاش تضايقهم.
_ حاضر يا ماما
تبدل ثيابها وتخرج من المنزل بعد أن ودعت ابنها وعائلتها.
لنتعرف على بطلة هذهِ القصة ( بطلتنا تسمى زينة، تبلغ من العُمر الثلاثين عامًا، من القاهرة والآن هي مقيمة في مدينة الإسكندرية، تخرجت من كُلية الحقوق جامعة الإسكندرية، مُطلقة ولديها ابن يبلغ من العام التاسع، واسمهُ يزن، تعمل في مكتب محاماة.)
تدلف زينة إلى المكتب
زينة: حضرتك طلبتني
المدير ويدعي زين: أقعدي يا زينة عايزك في موضوع
تجلس زينة أمامه: خير حضرتك في حاجة
زين: في واحدة رافعة قضية على جوزها وطلباكِ بالأسم
زينة باستغراب: أشمعنا أنا
زين: حقيقي معرفش، هي مستنياكِ في مكتبك، مش عايزة تمشي غير لما تقابلك
زينة: طيب عند أذنك هروح أشوفها
تخرج زينة من المكتب، وتدلف إلى مكتبها
زينة: ممكن أعرف قضية حضرتك إيه
تلف الفتاة بالكرسي ويظهر وجهها
زينة بصدمة واستغراب: منار!
منار: أنا مش جيالك علشان أشتمت فيكِ، أنا جاية أقولك إن حقك أتاخد
زينة: مش فاهمة قصدك، ممكن توضيح؟
منار: الموضوع هيطول شرحه مينفعش هنا
زينة: تعالي نمشي نروح أي مكان
تخرج زينة ومنار من المكان بأكملهِ
زينة تسترجع ما حدث قبل إحدى عشر سنة
Flash back
والدة زينة وتدعي خديجة: متقدملك عريس جاهز من كلهُ، وعنده شقته، ومتثبت في وظيفته، ومرتبه ما شاء الله اللهم لا حسد يفتح بيتين مش بيت واحد
تنظر إلى والدتها بغضب: أيوة أعمله إيه، هو علشان عنده شقة ووظيفة يبقى عريس ميترفضش
خديجة: أيوة طبعًا، دا عنده شقة
زينة: الباب في أيدك يا ماما، معلش عايزة أذاكر
خديجة: بكرة الساعة سبعة هييجي هو ووالدته
زينة: لما ييجي بكرة
في اليوم التالي، تدلف أمها إليها في الساعة السادسة والنصف مساءً
خديجة بزعيق: أنتِ ملبستيش ليه لحد دلوقتي
زينة باستغراب واضح على ملامحها: هو أنتِ يا ماما كُنتِ بتتكلمي بجد؟!
خديجة: أومال هكون بهزر العريس على وصول يلا ألبسي
زينة: بابا موافق على الكلام دا
خديجة: أبوكِ هو اللي جايبه
تخرج خديجة وتترك زينة في حيرتها حتى دقت الساعة السابعة وجاء العريس ويدعى عادل
لتلبس زينة ما جاء في يدها سريعًا، وتخرج.
بعد وقت ما السلامات بين العائلتين
والد عادل: طبعًا أنتم عارفين أحنا جايين ليه، فنقرا الفاتحة بقى؟
زينة: فاتحة! بس أنا لسة مفكرتش
خديجة: وأحنا هنلاقي عريس أحسن منه نقرا الفاتحة طبعًا
تنظر إليهم زينة وكأنها لا تعي لشيء
تم تحديد موعد الخطوبة وكانت زينة ليست مرتاحة لهذهِ العلاقة بتًا
زينة تجلس مع عائلتها: أنا مش مرتاحة في العلاقة دي
خديجة: أنتِ وش فقر، هو في عريس زيه دلوقتي وفي الآخر مش عاجبك
زينة: يا ماما أنا اللي هتجوز، وأنا مش مرتاحة، مش عيزاه، وسواءً الخطوبة سنة عشرة مش حباه
خديجة: بكرة ترتاحي
زينة: أنا عايزة أخلص تعليمي الأول وبعدها أفكر في الموضوع دا
خديجة: كملي في بيت جوزك أو مش مهم تكملي الموضوع يرجع ليه
زينة:يرجع ليه! هي دي حياته ولا حياتي؟
خديجة: قومي يا زينة جبتلنا صداع، قومي أعملي حاجة مفيدة
أثناء فترة الخطوبة كانت زينة تتجنب التحدث معاه، كانت تستغرب من دخول والدته في حياتهم، لكنها كانت لا تعير أهتمام
كانت تتدخل في أبسط الأشياء، وكانت دايمًا تفعل المشاكل بينهم، حاولت زينة العديد من المرات التخلص من هذه العلاقةولكن عائلتها كانوا يمنعوها.
زينة بعصبية: أنتم إزاي تحددوا معاد الفرح من غير ما ترجعولي
خديجة: كدا كدا كنتِ هتتجوزيه، مفرقتش لما قدمنا المعاد شهر
يلا ننزل نكمل بقيت شراء حاجتك مبقاش في وقت
تم الزواج وكانت زينة تعيسة لا تريد هذا الزواج، كانت حماتها تدخل كثيرًا في حياتهم من قبل زفافهم؛ وهذا ما زاد من تعاسة زينة، أصبحت تدخلت أكثر في حياتهم، حتى فرضت على زوجها إجبار زينة بعدم إكمال تعليمها، كانت تتحكم في حياتهم حتى أصبحت تتحكم في أكلهم، كانت تأخذ كُل شهر مرتب عادل وتعطي لهم على حسب ما تريد، كان لديها نسخة من مفتاح المنزل وكانت تدخل عليهم غرفتهم وهم نائمون؛ مما زاد من كره زينة لهم، كانت تجبرها على تنضيف منزلها يوميًا بالرغم من أن لديها بنتين يسكنون معها، ولكنها كانت تحب أن تذل زينب، وكان عادل لا يقول أي شيء
زينة بزعيق: أنا اتخنقت بقى أنا متجوزاك أنت مش متجوزة مامتك دي مبقتش عيشة، أنا عايزة أحس إني متجوزة راجل مش واحد أمه بتتحكم فيه
عادل: أعرفي أنتِ بتقولي أيه كويس
زينة: أنا بقول اللي كان لازم أقوله من زمان
لتدخل والدة عادل وتدعي سوسن: بتعلي صوتك ليه كدا يا بت أنتِ
زينة لعادل: أتفضل رد
سوسن: أكيد أنتِ الغلطانة، أنا ابني مبيغلطش، أنزلي تحت أغسلي المواعين، وبعدها أمسحي البيت كُله، معرفش تنضيف أيه اللي بتقولي نضفته، دا البيت كله تراب.
ترمي زينة نظرة غضب على عادل وتنزل
قامت زينة بتغيير كالون المنزل حتى لا تدلف سوسن مرة أخرى.
بعد فترة
زينة: عادل لو سمحت بيع الشقة دي وهات لينا شقة تانية في مكان تاني أنا مش عايزة أسكن هنا
عادل: مقدرش أسيب أمي.
لتخرج سوسن من المطبخ وتقول بزعيق: عايزة تاخدي ابني وتطفشي دا موتك
زينة بصدمة: أنتِ دخلتِ إزاي أنا لسة مغيرة كالون الباب
سوسن: ابني حبيبي فتحلي وأداني نسخة من المفتاح
زينة بقرف: أشبعي بيه
سوسن بتفكير: البنت دي طلعت خطر عليا دي عايزة تاخد ابني مني، وأنا اللي كنت مفكارها قطة مغمضة أتاريها كلب سعران، لازم أتخلص منها في أسرع وقت، مش هسيب ابني يضيع مني
في اليوم التالي
سوسن بزعيق لزينة: فين الخاتم الدهب بتاعي يا حرامية
زينة: خاتم أيه
سوسن: الخاتم اللي كان على السفرة الصبح وأنتِ سرقتيه، مين غيرك بيدخل الشقة فأكيد أنتِ اللي سرقتيه
زينة: شوفي بنتك الكبيرة أو ممكن تكون دي لعبة منك علشان تحصل مشكلة بيني وبين عادل
سوسن: كمان قليلة الأدب دا أنا أجبلك جوزك يربيكِ
زينة بسخرية: جوزي
يأتي عادل على الصوت
سوسن: أفتحي شنطتك يا حرامية
زينة بثقة: الشنطة أهي فتشيها وفتشيني لو عايزة مش هتلاقي فيها حاجة
لتأخذ سوسن الشنطة وتفتحها تجد الخاتم
تنصدم زينب وعادل
سوسن بزعل مصطنع: شوفت يا عادل مراتك سرقتني إزاي هتقدر إزاي تآمن ليها على عيالك ونفسك لازم تطلقها دي حرامية
عادل: بس يا ماما
سوسن: مفيش بس دي حرامية، طلق مراتك يا عادل
إيه اللي أنتِ بتقوليه دا يا أمي؟!
لتقول أمه بقسوة: أرمي عليها يمين الطلاق يا أما أنت لا ابني ولا أعرفك
ليلقي نظرة على الفتاة التي بجانبه وتكاد تموت من شدة البكاء
يبعد نظرهُ سريعًا وينظر إلى أمه ويقول: أنتِ طالق يا زينة
أمه بشماتة: بالتلاتة
ليأخذ نفس بقوة ويزفرهُ ويقول: أنتِ طالق بالتلاتة
تنظر أمه إليها بسعادة وتقول: هتمشي بهدومك بس، غوري لميها ومش عايزين نشوف وشك تاني
لتنظر إلى ابنها وتقول: يلا يا ابني ننزل من البومة دي، زمان منار بنت خالتك على وصول مش عايزين نقابلها وأحنا متنكدين؛ بسبب عياطها، ست بومة معرفش أتجوزتها ليه من البداية.
لتتذكر عندما طلبت من زينة أن تجلب لها كوب من الماء، في هذا الوقت فتحت شنطتها ووضعت الخاتم بها، لتبتسم بخبث على ما فعلته
تخرج زينة من المنزل ببكاء حاد وتذهب إلى منزل عائلتها
يفتح لها والدها ويقول بخضة: مالك يا بنتي بتعيطي ليه كدا حصل أيه
تدلف زينة وتسرد إليهم كُل ما حدث
خديجة: يعني أنتِ مسرقتيش الخاتم بجد؟
زينة بعدم تصديق من كلام والدتها: معقول يا ماما تفكري في بنتك أنها تعمل حاجة زي كدا
خديجة: المهم دلولقتي أنك مينفعش تطلقي أنتِ مكملتش شهرين، عايزة الناس تاكل وشي
زينة: أنا داخلة أوضتي
والدها ينظر إلى خديجة بغضب ويغادر هو الآخر
بعد شهر
سوسن أجبرت عادل على تطليق زينة رسمي، وبعثت لهم ورقة طلاقها بعد أن أجبرتها عن التنازل على كُل شيء؛ حتى يتركها عادل، وتزوج عادل منار ابنة خالتهُ تحت رغبة سوسن.
بدأت زينة يظهر عليها التعب الشديد؛ حتى قررت أن تكشف
لتذهب إلى الطبيبة، لتخبرها إنها حامل، كانت زينة في حيرة شديدة هل تخبرهُ أم لا؟
أخبرت عائلتها ولكن خديجة كانت لا تريده، وحدثت الطبيبة في الإجهاض ولكن زينة كانت تريد الأحتفاظ بهِ.
زينة: أنا أسفة يا ماما بس أنا هربي الطفل أو الطفلة دي لوحدي مش محتاجة مساعدة من حد، هكمل تعليمي وهصرف عليا وعلى ابني لوحدي
والدها: يعني أنا مقصر معاكِ في حاجة يا زينة وأبنك هنشيله في عينيا
زينة بابتسامة: مش مقصر يا بابا، بس أنا اللي عايزة اعتمد على نفسي، أنا هنقل لجامعة إسكندرية مش هقدر أفضل في القاهرة.
والدها: يبقى كُلنا هننقل إسكندرية
تبتسم زينة على حب والدها لها
تبدأ زينب في ترتيب أمورها والنقل للإسكندرية
حاولت زينب إخبار عادل بحملها ولكنها عندما إتصلت عليه ردت والدته ولم تعطي لها فرصة؛ لأنها ظنت أنها تريد أن تحدث مشاكل بينه وبين زوجته.
لم تحاول زينب الإتصال بهِ مرةً أخرى
ولدت زينة طفلها وكانت تهتم بهِ وبدراستها وعملها وفي غضون سنة كانت تعافت من آثر هذا الطلاق وأصبحت الآن من أهم المحاميين في مصر
Back
تفيق زينة من هذه الذكريات على صوت منار
منار: أقفي هنا
زينة بتساؤل: هنقعد هنا
منار: أه أنزلي
زينة بعدم ارتياح: تمام
تنزل زينة ومنار ويدلفوا إلى أحد الكافيهات بالمدينة وعندما دلفوا وجدوا سوسن أمامهم
زينة بصدمة: طنط سوسن.
يتبع