اخر الروايات

رواية ابنتي اختارت لي زوجا الفصل السابع 7 بقلم سلمي سمير

رواية ابنتي اختارت لي زوجا الفصل السابع 7 بقلم سلمي سمير



من امام غرفة الانعاش
خرج حسام بعد ان انهي زيارته مع رودينا، وقال لوالدتها باحترام جم:
شكرا يا مدام انك سمحتي ليا بوقت زيارتك اقضيه مع رودينا، واتمني انك تسمحيلي ازورها تاني

لم ترد عليه وظلت تنظر إليه بشرود، استغرب حسام نظراتها اليه وشعر بالضيق لعدم ردها عليه أو احترمها لمشاعره النبيلة نحو ابنتها
وظن انها مازالت تحمل عليها حديثه الي ابنته في شئ يخصها، رغم اعتذاره، لكن من الواضح انها لم تتقبله، تنهد بقوة وقال بضيق:
انا اسف تاني يا مدام لسوء الفهم، وشكرا لحضرتك انا مضطر استأذن ، وللتاني مره باكد لحضرتك لو محتاجه مني اي مساعدة علشان بنتك تفوق من الغيبوبة، وترجع لصحتها انا تحت امرك، عن اذنك

انتبهت سوزان اليه وقالت باسف:
اسف لحضرتك انت كنت بتقول ايه، معلش فكري شارد ومكنتش مركزه

ابتسم برحابة صدر متقبل اعتذراها وكرر طلبه:
بقولك متشكر بانك سامحتي لي بزيارة بنتك، وياريت لو في اي خدمه اقدر اقدمها أن تحت امرك
وكمان لو امكن ازورها تاني

هزت راسها بالموافقة والترحيب بزيارته:
والله ياريت انا اللي كنت هطلب من حضرتك تواظب علي زيارتها، الدكتور قال انها بتسجيب ليك
واسفه اني اخرتك عن اولادك وزوجتك، مستر حسام
واحب اقدم لك نفسي، مدام سوزان موظفه ببنك

مد حسام يده اليها مصافحا بحذر، وسحب يده بسرعه احترام لها وقال:
اتشرفت بيكي يا مدام سوزان ،اكيد ده شئ يسعدني ازورها باستمرار واني اكون سبب لشفاءها زي ما كنت سبب في تعبها، بدون قصد
اقسم بالله انه بدون قصد، لكن لاني عشت اليتم والحرمان بحاول اعوض ولادى، اللي اتحرمت منه
وللاسف مخدتش بالي أن في اطفال محرومين وايتام، الاب والام أو احد أبوابهم وبنتك واحدة منهم
فأثر بيها حناني مع اولادى واهتمامي بيهم، علشان كده انا حاسس اني سبب في اللي حصلها، ومستعد اتحمل ذنبي لحد ما تقوم بالسلامه

شكرت لها مشاعره النبيلة نحو طفلتها الوحيدة، واكدت علي أن زيارته له في الوقت الحالي تكفي، الي حين استرداد ابنتها وعيها،

وافق حسام مرحبًا بذلك وغادر المستشفي بعدها،
ظلت سوزان تنظر إليه بحيرة وتلوم نفسها عن شرود خيالها فيها الذي صوره بمظهر الاستغلالي الذي استغل احتياج ابنتها الي حنان الاب وفرض نفسه عليها وعلي حياتها كزوج له،
لامت نفسها كثيرًا، بالذات انه طول محادثتهم معاها لم ينظر اليها، بل كان يتجنب النظر لها منعًا للاحراج

زفرت بشده وعنفت نفسها بضيق:
وبعدين معاكي يا سوزان، هتفضلي لأمتي كده كل حد يمد ايده ليكي بالخير تعبريه عدوك وعايز يستغلك، رغم أن نيته خير
وكمان ايه الحل في بنتي اللي اختارت استاذها اب ليها من غير ما تعمل اعتبار لمشاعري الخالصه والوفية لزوجي الراحل

اخذت نفس عميق وجلست بتهالك ودعت ربها أن يفرج همها وينير دربها لما فيه الخير لها ولا بنتها وقالت بحيرة وخوف من القادم:
اه يارب انت عالم بحالي وحال بنتي يسر لي امري
واشفيها وباركلي فيها، من غير ما يتفرض عليا زوج وزواج مش عايزاه، يارب

نهضت فجاة من مقعدها حين دنا منها الطبيب:
مدام سوزان انت هنا ليه اتفضلي ادخلي لبنتك، الحمد لله مؤاشرتها اتحسنت جدا
بس ياريت تبعدى عن موضوع الجواز أو الاستاذ بتاعها لانه اصبح الامل في رجوعها من الغيبوبة،

اؤمات برأسها مصدقا علي حديثها فقد أصبح مستر حسام يحتل جزء كبير في حياتهم دون سابق معرفه
والغريب أنه صارت تخاف منه ومن استحواذها علي مشاعر ابنتها المنجدبة اليه، التي تخشي أن ترضخ لها في نهاية المطاف وهذا ما لا تريده
********************
في بيت حسام
دلف من الباب وهو يحمل اليهم الكثير والكثير من الهدايا والحلويات والشيكولاتة المفضلة لابنته الصغيرة علا، اخذ ينادى بصوت حنون:
أمر تربوي، اولاد بابا الحلوين يجمعو هنا فورًا،

خرج الأربعة ومن خلفهم ليلي جرت الفتاتان علي أبيهم عانقهاه بفرح وكذلك الولدان، أخذهم حسام بحضنه وجلس بيهم علي الأريكة يداعبهم بمرح ويمزاحهم وهو يشاكسونه الي ان قالت ليلي:
كفاية يا اولاد بابا لسه جاي وتعبان، يلا تعالو نشوف بابا جايب ليكم ايه

نهض حسام مسرعًا وأخرج من جيبه علبه مخمليه وفتحها أمام أعين زوجته وقال:
قبل الاولاد لازم نسعد قلب الماما، احلي هدية لارق انسانه واحن ام، واوفي زوجه في الوجود

اثرت فيها تلك الكلمات الرقيقة وامسكت يده وقبلها بتودد، فأخذ يدها والبسها السوار،
تهلل أبناءهم بالفرحه وكل واحد منه طلب هديته،
جلس حسام وسطهم وأخرج لكل واحد من أبناءه ما يحب ويفضل،
واعطي ليلي علبة الجاتوة وقال:
يلا يا جميل كل واحد قطعه مع كوب عصير، ولا تحبو تخلوها بعد العشاء

وافق الأبناء وطلب من أبيهم أن لعب معهم كالعادة
اخرج أولاده ألعابهم وبدا حسام يراضيهم علي قدر ما يستطيع دون مواربة لأحدهم علي الاخر،

جلست ليلي بجواره وسألته بلهفه واهتمام:
حسام طمني علي البنت، وقولي عملت ايه مع والدتها
ها وافقت علي.....

وضع حسام يده علي فمها قاطعًا استرسالها وقال:
ليلي ده وقتك ووقت الاولاد، كفاية الكام يوم اللي فاتو، خوفي عليها سرقني منكم ومن الاولاد
ممكن تنسي رودينا خالص دلوقتي، ولما نبقي لوحدنا
هقولك اللي حصل بالتفصيل،

وافقته ليلي مرحبا وسعيدة بعودة زوجها الي عادته من اهتمامه بها وبأولادهم

تركها حسام واكمل مرحه ولهوه مع الاولاد، فجأة دمعت عيناها دون أن تدري، لاحظت سما دموعها
دنت منها وكفكفت دموعها سائلة:
ماما مالك انت زعلانه علشان احنا فرحانين اوي لان بابا بيلعب معانا

هزت ليلي راسها نافيا ظن ابنتها وقالت:
لا يا قلب ماما مش زعلانه لانكم فرحانين بلعب بابا معاكم، لاني فرحانه بحب بابا ليكم وسعيدة باني اختارت زوج وأب حنين زيه يكون شريك لحياتي

غمرتها طفلتها بحضن قوى واخذت يدها واجلستها معهم وقالت بمرح:
انت احلي ماما لانك اتجوزتني احن واخلي بابا بالدنيا ربنا ما يحرمنا منكم

استمرت جلست حسام مع الاولاد وقت طويل عن العادة كانه يعوضهم عن هجره لهم وأعماله في حقوقهم الفترة الماضية

بعد العشاء اتت لهم ليلي بالجاتوة والعصير، وجلست تذاكر معه للاولاد الي ان اتي وقت نومهم
ساعد حسام الاولاد في استعدادهم للنوم، وقامت ليلي بمساعدة البنات، الي ان خلد الي النوم

دلفت ليلي الي غرفتها وغيرت ثيابها وخرجت تبحث عن حسام فراته بالمرحاض يحلق ذقنه،
فسألته باهتمام :
تحب اعملك فنجان قهوة علي ما تخلص حلق ذقنك

أما له حسام بالموافقة قائلًا بامتنان:
ياريت يا ليلي عايزه مظبوط واسبقيني علي البلكونه هخلص واحصلك،

وافقت ليلي وذهبت الي المطبخ وعملت القهوة ودلفت الي شرفة غرفة النوم وجلست بانتظاره كم طلب منها،
لم يغيب عنها طويلا، فقد شعرت به يقبل راسها
قبل ان يجلس بجوارها وقال:
الجميل طبعا عايز يطمن عملت ايه مع رودينا ووالدتها، صح

هزت راسها موافقه، فاخذ حسام نفس طويل وقال:
معملتش حاجه، زورت البنت وحاولت اشجعها ترجع
حتي لو وصلت لجواز امها
وقتها والدتها حضرت ورفضت كلامي شكلًا وموضوعًا، بمعني اصح اتصدمت

ارجع راسه للخلف وتحدث بهدوء:
فعلا والدتها ست راقية جدا، وشكلها قوية وميسطرة علي حياته وعمليه كمان، لكن نقطة ضعفها هي بنتها
لانها تقريبا بعد ما طردتني
رجعت واتوسلت ليا محرمش البنت من زيارتي،
وده اللي اتفقنا عليه اني تساعدها لحد ما بنتها تموت
لكن جواز أو ارتباط مظنش هتقبل بيه

اخذت ليلي نفس عميق وتنهدت براحه:
ده نفس اللي حسيته من الواضح أنها وافيه لزوجها،
بس افرض البنت فاقت وكل املها في انك تكون ابوها لتتنكس تاني هتعمل ايه،
اظن وقتها والدتها هتصطر توافق علي الجواز لكن انت هتوافق يا حسام

ضمها من كتفها الي صدره ونظر الي الامام بحيرة:
مش عارف يا ليلي، بس البنت صعبانه عليا، وانت عارفه فاكرة الجواز مش في دماغي ولا بفكر فيها
الحمد لله انت والاولاد مالين عليا حياتي

فجأة قبل يدها ونظر إليها بامتنان كبيرا ومحبة اكبر وقال: بارتياح نابع من إيمانه بوفاءه وإخلاصه:
ليلي انت ونعمه الزوجة، حتي لم فكرتي بالبنت فكرتي بأولادنا وحياتنا لانك عارفاني كويس، لو حصل للبنت حاجه هتاثر علي حياتها بالسلب
فموضوع الزواج سواء تم او متمش فأنت متأكدة راحتي مع مين وولائي لمين
واظن انت موافقتيش من الاساس غير لانك عارفه
اني زوج ليكي انت وبس وعمري ما هكون لغيرك

ابتسمت ليلي بثقه وملست علي شعره بثقه وقالت:
ارجع تاني واقولهالك يا حسام، لو هتتجوزها علشان البنت انا موافقه، وعندي استعداد اعرض الأمر علي والدتها علي شرط جوازكم يكون اسمي فقط

ربت علي كتفها وضمها اليه:
مفيش داعي والدتها لو وافقت انا واثق هيكون ده شرطها الأساسي اللي هيخليها تقبل
اظن كده الموضوع اتقفل، ويلا ننام الوقت اتاخر ولا ناسيا عندى مدرسة الصبح

نهضت قراها تخرج بره الغرفة فسألها:
راحه فين يا ليلي،

ردت عليه :
هطمن علي الاولاد واغطيهم انت عارفهم،

قبل يدها ودفعها نحو الفراش وقال:
ملكيش دعوة بالاولاد هطمن عليهم بنفسي واغطيهم
جهازي نفسك انت بس للنوم

وافقته بمنحه ابتسامه فخرج حسام كي يطمئن علي الاولاد، فخلعت ليلي عنها روبها الذي ترتديه فوق ثيابه نومها وتمدد علي الفراش،
أما حسام فدلف الي غرفت الولدان ودثرهم بغطاءهم
وبعد ذلك دخل الي غرفة البنات ودثرهم ونظر اليهم
وتنهد بقوة وقال:
سامحوني لو قصرت معاكم الفترة اللي فاتت، بس انا مش هقدر اتخلي عن رودينا لانها اصبحت بنتي زيكم، وقريبا هتكون اختكم وهكون ان زوج لامها؟!
الجميلة سوزان.....
**********
يتبع..



الثامن م نهنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close