اخر الروايات

رواية انتقام حورية الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

رواية انتقام حورية الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني




الفصل الرابع من نوفيلا:إنتقام حورية
بقلم/رولا هاني
نظرت له بصدمة تستنكر ما يقوله و حاولت إقناع نفسها بإن ما مر ببالها ما هو إلا فكرة حمقاء مرت ببالها لذا همست بنبرة متحشرجة و هي تحاول إخفاء كفيها المرتجفين خلف ظهرها:
-ب..بمعني إية حضرتك!؟
قهقه بسخرية شديدة حتي أدمعت عيناه ثم صاح بتهكمٍ و هو يغمز لها بعينيه اليمني:
-بقي مش عارفة يعني إية عايزك!
فهمت مبتغاه فتوردت وجنتاها تلقائيًا ثم إندفعت نحوه بخطواتها الراكضة لتأخذ منه مفتاح الغرفة و لكنه باغتها بسحبها نحوه لتقع جالسة علي ساقيه و هي تنظر له بنفورٍ لتحاول عدة مرات الإبتعاد عنه و لكن كيف و هي واقعة بين براثنه المرعبة ، كيف و هي واقعة بيد من لا يرحم!
تلاحقت أنفاسها المتهدجة لتهمس برجاء و هي تضرب صدره بقبضتها الصغيرة:
-لوسمحت سيبني أقوم مينفعش كدة
إبتسم بمكرٍ ثم قال بنبرة عابثة و هو يقترب منها:
-لية إية المشكلة يعني!؟
إزدادت مقاومتها الضارية ليتهاوي كفها الصغير علي وجنته و لم تجد أية حلول سوي تلك الطريقة لتبتعد سريعًا عنه ، رأت شيطان غاضب ينظر لها بسوداوتين قاتمتين برز بهما الشعيرات الدموية من فرط الإنفعال ، بوجه محتقن به الدماء ، و شعرت بقبضتيه اللتان تكورتا بحركة عصبية فإزدردت ريقها بذعرٍ و هي ترتجف خشية من تهوره لفعل أي شئ!
نظرت للمفتاح الذي رماه بوجهها بدهشة و بالرغم من ذلك إلا إنها تنهدت براحة لتلتقطه بتلهفٍ و لم تنتبه لصراخه ب:
-إطلعي برة حالًا و إلا مش هقدر أتحكم في ردة فعلي.
ركضت سريعًا تجاه الباب فحاولت فتح الباب و لكن لم تستطع السيطرة علي رجفة يدها القوية فوقع المفتاح من بين يديها فتواري عن أنظارها لذا إنحنت لتبحث عنه و قد تهدجت أنفاسها من فرط الإرتباك ففشلت في إيجاد المفتاح و فجأة شعرت به خلفها ، شعرت بأنفاسه الذي تلفح خلف عنقها فتكورت قبضتيها بإرتعادٍ و هي تحاول الهدوء بصعوبة شديدة و فجأة شعرت بأنفاسه تقترب أكثر و أكثر حتي باتت رأسه بجانب أذنها ليهمس ب:
-مش الواضح إن قدرك من هيخرجك من هنا سليمة.
تلاحقت أنفاسه أكثر و أكثر و بتلك اللحظة إستطاعت رؤية المفتاح فجثت علي ركبتيها لتلتقطه و الدموع تلتمع بعينيها ، ثم فتحت الباب سريعًا لتنطلق راكضة ناحية مكتب والدها هاربة من ذلك الحقير الذي لم يتواني بنظراته المقززة حول جسدها!
____________________________________________
مر ذلك اليوم بسلامٍ حتي مر أربعة أيام ليخبرها والدها بإن هناك حفل خاص بالشركة سيقام بمنزل "ليث" فرفضت سريعًا الذهاب و لكن إضطرت للموافقة عندما وجدت كم هائل من الأسئلة من والدتها "عزيزة" حول السبب ، إرتدت وقتها فستان أحمر طويل ذو أكمام طويلة و قد كان هادئ و بسيط و وضعت قليل من مستحضرات التجميل حتي لا تثير شك والدتها و ظلت تدعو بداخلها ألا تراه و لكن كيف و هو صاحب الحفل!
____________________________________________
دلفت لداخل حديقة المنزل التي كان بها الحفل و كل موظفين الشركة بصحبة والدها و والدتها و شقيقها "جهاد" ، قلبت نظرها بالمكان خائفة أن تلتقي بسوداوتيه المرعبة و فجأة تنهدت بإرتياح عندما تأكدت من عدم وجوده ، إرتسم علي ثغرها إبتسامة بسيطة عندما وجدت صديقتها "رغد" إبنه صديق والدها بالعمل تركض نحوها و علي وجهها نفس إبتسامتها فصاحت ب:
-"حورية" وحشاني
إحتضنها "حورية" و هي تحاول تهدئة نفسها من خلال صديقتها التي تبث لها الامان بنبرتها الرقيقة قائلة:
-إنتِ وحشاني أكتر يا قلبي.
ضحكت "رغد" بحماسٍ ثم هتفت بمرحٍ و هي تسحبها للداخل:
-تعالي أرقصي معايا تعالي.
ذهبت معها و حاولت نسيان كل ما حدث لتتراقص بخفة مع صديقتها و قد كانت تظن إنه لا يراها ، حمقاء لا تدري بدهاء "ليث" أي شئ فقد كان يتابعها من خلال شرفة غرفته الخاصة ، يتابعها و هو يستشيط غضبًا فلم يوجد من يتحداه من قبل ، و لكن هناك شئ يطفئ نيران غضبه و لكن لم يستطع تحديده!..ربما هي!..معن النظر بها و هي تتمايل لترقص علي تلك الموسيقي ، معن النظر بها و هي تبتسم بتلك الطريقة الساحرة ، معن النظر بشفتيها المكتنزتين تري كيف سيكون مذاقهما ، معن النظر برماديتيها الحادتين و هي يريد الإقتراب ليمعن النظر بهما أكثر و أكثر ، معن النظر حتي أصابه الشرود الشديد ، حتي نسي كل شى ، كان هدفه من خلال الحفل هو رؤيتها و بالفعل نجح ، و بالرغم من حالة الإعجاب التي تسيطر عليه تجاهها إلا إنه كان لديه إصرار شديد للإنتقام من تلك التي تحدته بلا تردد و بلا خوف!
____________________________________________
إنتهي ذلك اليوم بسلامٍ و قد ظنت إن ما مرت به ما هو سوي موقف سخيف و بالتأكيد لن تلتقي بذلك الفج مجددًا و لكن تلك ما كانت سوي بعض من الأفكار التي طمأنت بها نفسها حتي ذلك اليوم!
____________________________________________
ذهبت للسوق لتحضر لوالدتها بعض من الخضراوات التي تحتاجها و قد كانت بفستان أبيض بسيط و لكنه كان من أفضل الفساتين لديها خاصة بلونه الهادئ المريح للأعصاب و عندما كانت عائدة لاحظت تلك السيارة السوداء التي تسير خلفها ببطئ فحاولت الهدوء و السير بخطي خفيفة حتي لا تتوتر و لكن فجأة توقفت تلك السيارة أمامها مما جعلها تترك الحقائب البلاستيكية بذعرٍ لتتراجع بخطواتها للخلف راكضة و لكن كان ذلك الرجل الضخم أسرع منها فقد كمم فمها سريعًا ليسحبها لداخل تلك السيارة عنوة وسط صرخاتها المكتومة.
_____________________________________________
ألقاها ذلك الرجل أسفل قدم رب عمله ثم صاح بجدية شديدة و هو يعقد ساعديه أمام صدره:
-أي أوامر تانية يا باشا؟
نظر لها مستلذًا لحالتها التي تثير الشفقة ثم قال و هو يضحك بإنتصارٍ:
-لا أمشي إنتَ.
ذهب حارسه الشخصي و بقت هي أسفل قدميه تنظر له بعدم إستيعاب و لكن سريعًا ما فهمت من خلال نظراته المقززة نحو جسدها فزحفت للخلف و هي تحاول النهوض و لكنه كان الأسرع عندما جثي علي ركبتيه ليسحبها من قدمها اليمني فصرخت هي بإهتياجٍ و هي تحاول الزحف بقوة للخلف لتبتعد عنه و تلقائيًا قلبت نظرها بالمكان لتجد نفسها بتلك الغرفة الغريبة فلاحقها شعور الخطر الذي أكد لها إنها لن تخرج من هنا إلا عندما ينتهي ذلك الأسد من فريسته و لكنها لم تتوقف عن المقاومة لذا نهضت جالسة و هي تحاول سحب الفستان للإسفل لتستر ساقيها المكشوفتين فبصقت علي وجهه و هي تغرز اظافرها بوجهه فإغتاظ هو من فعلتها المهينة له لذا صفعها عدة صفعات جعلت ذلك الدوار العنيف يداهمها فخارت قواها و أصبحت مقاومتها ضعيفة و لكن هناك مقاومة ، هناك محاولة.
جذبها من خصلاتها البنية ليحملها راميًا إياها ناحية الفراش ، فإتسعت حدقتيها و هي تراه يركض نحوها كالثور الهائج فصرخت بأعلي صوتها مستنجدة بإي أحد و لكن بات صراخها بلا جدوي فلم تجد سوي التوسل و تحطيم كبريائها لتخرج من ذلك المكان فهتفت ب:
-أبوس إيدك يا باشا سيبني أمشي ، أبوس إيدك.
رأت إبتسامته الساخرة و هي ترتسم علي ثغره و إعتراها الذعر عندما وجدته يخلع قميصه فإرتجفت بعنفٍ و هي تهب واقفة لتركض ناحية الباب الذي حاولت فتحه عدة مرات و لكنه كات موصد بالمفتاح فصرخت بألمٍ و هي تطرق علي الباب بقوة:
-إفتحوا الباب ، يا اللي برة ، إلحقوني.
شهقت بصدمة عندما شعرت به خلفها يقترب ليقبل عنقها فحاولت دفعه بعيدًا و لكنها باتت محاصرة بين ذراعيه فبكت بشدة هي تدير رأسها يمينًا و يسارًا لتتجنب قبلاته المقززة و لكن باتت محاولاتها بلا جدوي فاشلة ، فتلاحقت أنفاسها و هي تشعر و كأنها علي وشك فقدان وعيها و لكن لا ، يجب عليها المقاومة لأخر نفس تلفظه.
قبل كل إنش بعنقها و تحمل أظافرها الحادة التي غُرزت بعنقه عدة مرات ، ثم نظر لشفتيها الي تمني تذوقهما طوال تلك الفترة.
مازالت تحاول مقاومته و لم تهتم لتوقفه عن تقبيلها فقد ظنت للحظة إنه أشفق عليها و لكنه باغتها بإلتهامه لشفتيها بنهمٍ فأصبحت صرخاتها المفزعة مكتومة لا تعرف طريق سوي لجوفه ، هبطت دموعها الحارة لتلامس وجنته و لكنه لم يهتم بل عمق قبلته ليتسبب في جراح عديدة بداخلها لن تندمل مهما مر الوقت.
ضعفت و ضعفت مقاومتها فأصبحت شبه موجودة فقد خارت قواها خاصة عندما دفعها بجسده للخلف لتصطدم رأسها بالحائط فلم ينتظر أكثر من ذلك و حملها ليتجه بها ناحية الفراش لتصبح بعدها كحطام الأنثي!
(عودة للوقت الحالي)
وضعت سبابتها علي وجنتها لتلاحظ دموعها التي إنهمرت تلقائيًا عندما تذكرت ما فعله جلادها معها ، جلادها الذي نالت من بطشه ما يكفي لتدميرها لبقية حياتها فإزدادت دموعها هبوطًا لتبتلع تلك الغصة المريرة و قد صار جوفها كالعلقم مما تعانيه ، مما تحاول إخفائه بكل الطرق ، كفكفت دموعها سريعًا قبل أن يراها أحد و تفشل خططها ، نظرت أمامها لتجد الشمس التي أشرقت بأمل جديد فإبتسمت بمرارة و هي تتأمل حالتها بالمستقبل عندما تحقق إنتقامها.
_____________________________________________
بعد ما يقارب الثلاثة ساعات إستيقظ هو فلم يجدها بجانبه فشعر بالتعجب ، نهض من علي الفراش ليبحث عنها بسوداوتيه فوجدها نائمة علي ذلك الكرسي الخشبي بالشرفة بوضعية غير مريحة لذا إتجه ناحيتها ليري دموعها المتعلقة بأهدابها الكثيفة فداهمه شعور الحيرة مجددًا ، لم يهتم فقط حملها من علي ذلك الكرسي ثم وضعها علي الفراش ليدثرها بالغطاء قبل أن يتجه للأسفل ليأمر الخدمات بتجهيز حقائب السفر ليستعد للسفر خارج مصر لإتمام عدة صفقات ، و لا يستيطع تركها بمفردها يريدها أمامه أمام عينيه ، لا يستطيع الإبتعاد عنها ، ولا يستطيع تركها حتي يتأكد من شكوكه حول خططها الشيطانية!
____________________________________________
فتحت جفنيها بصعوبة بسبب ضوء الشمس القوي فوجدت "ورد" بجانبها و علي وجهها تلك الإبتسامة البشوشة فهمست بتحشرجٍ و هي تحاول النهوض لتجلس:
-إية يا "ورد" عايزة إية!؟
ساعدتها "ورد" لتجلس ثم هتفت بنبرة رقيقة و هي تبتسم ببساطة:
-"ليث" باشا قالي اصحيكي عشان تجهزي لأنه عامل حفلة صغيرة كدة يعلن فيها جوازكوا قبل ما تسافروا مع بعض.
جحظت عيناها عندما أدركت إن قراره المفاجئ ذلك سيشكل خطرًا شديدًا علي خططها العديدة لذا صرخت بإستنكارٍ و هي تهز رأسها بإستهجان:
-إية ، بتقولي إية!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close