رواية الضرائر الثلاثه الفصل الثالث 3 بقلم سالي
بينما كانت البيداء وافنان تتحدثان إذ سمعتا الطاغي ينادي بأعلى صوته (اين انت يابلهاء..؟ اااي. اين ذهبت. .؟!).
حينها خافت افنان كثيرا ولكن البيداء طمنتها وطلبت منها ان تعود للغرفة في الحال. وان سألها اين كانت تخبره انها ذهبت لتسقي عطشها من قلة الماء الموجودة في فناء المنزل.
فعادت افنان الى الغرفة وعندما اخبرته بما اوصتها ضرتها. حمل جرة الطين الموجودة بقرب فراشه ورماها ارضا لتكسر وتتشقف إلى اجزاء صغيرة تتطاير منها المياء فتكسوا الارضية وتبلل اقدام افنان وجزء من تنورتها وهو يصرخ بوجهها (لنرى هذه الجرة أليس بها ماء ام بداخلها عقارب؟).
تأسفت افنان لزوجها تحت رعشة الخوف معربة انها لم تنتبه لوجودها.
فأمرها ان تأتي له بغيرها وتعود في الحال لانه يريدها في امر هام.
خرجت أفنان من الغرفة بخطا مسرعة تبحث في ارجاء المنزل عن القلل. فوجدتها اخيرا مرصوصة امام حائط المطبخ .اخذت اصغرها ثم عادت ركضا كما طلب منها.
شرب الطاغي بنهم وعند انتهائه مسح فمه و شاربيه الكثيفة .. فأشار لأفنان بأصبعه دون ان يتكلم ان تجلس بجانبه .وعندما فعلت ساد صمته قليلا ثم اردف يسأل افنان إن كانت تعلم لما تزوجها رغم ان زوجته الاولى مازالت عروس؟
فأجابته ولكن بتحريك رأسها يمينا ويسارا عندها سألها مجددا إن لم تخبرها والدتها بشروطه قبل زواجه منها !!!! فأعادت افنان الكرة بتحريك رأسها إشارة عن النفي.
حينها صفن الطاغي لثواني ثم اخبرها انه إختارها لأن والدتها انجبت ثلاث صبية وتوفي إثنان منهما مقابل فتاة واحدة. وهذا امر يستبشر به . وبما انها والدتها فقد تكون إبنتها ورثت منها نفس رحمها. لذلك تزوجها لكي تلد له صبي واثنان بل اكثر في اقرب وقت وهذا يعتبر امر منه. .وأتم حديثه بل تهديده لها إن لم تنفذ طلبه .سيأخذ اخويها أبيل وسهيل بعيدا في خدمة العسس وحراسة العدو بدل ان يعيدهما إلى والدتها.
في تلك الاثناء صعقت افنان مما يقوله ذاك الرجل الذي امامها. فهي لم ترى شرا كهذا من قبل يتحدث بهذه الحدية معها. فهي اصغر ان تستوعب كل ماقيل لها. ولكن رغم ذلك ادركت ان زواجها من هذا الرجل لم يكن سوى صفقة بينه وبين والدتها. كي ترجع فلذتي كبدها إلى احضانها.
لم تتفوه افنان ببنت شفة امام زوجها الطاغي. فكل ما مافعلته هو انها تنظر بتمعن نحو الفستان الجديد المرتدية إياه والذي إشتراه لها الطاغي كهدية في يوم زواجهما . وبدون ان تدرك ماتفعله خرجت عن شعورها .وامسكت جانبي الفستان تضغط على قماشه بقبضة يديها بقوة حتى انغرست اظافرها به ليتمزق وتمنت في تلك اللحظة لو تعيد إرتداء ثوبها البالي القديم طول حياتها .ولكن بشرط ان لاترى ذاك الشخص الذي يقابلها. والذي لايزال يكمل تهديداته دون توقف رغم ان اذنيها لم تعودا تتقبل سماع صوته وكأنها هي في عالم وهو بعالم اخر بعيد كل البعد عنها لتفهم مايقوله .
كانت افنان بريئة حتى السذاجة. ففي اليوم الموالي عندما إلتقت بضرتها البيداء سألتها كيف لها ان تحمل بصبي؟ او من اين تأتي به؟ حتى لايؤذي الطاغي اخويها. .. فحزنت البيداء عليها .ولا تدري اتحزن على نفسها ام على الفتاة البريئة التي امامها. فكيف لصغيرة لم تنضج بعد. تحمل بصغير اخر لكي تقوم بتربيته؟!
فما كان جواب لكل أسئلتها ان تطمنها كعادتها. واخبرتها ان لاتفعل شيئا. فعندما يكتب لها ان تحمل. فلن يقف في طريقها شيء . وكل ماعليها فقط ان تمتثل لطلبات زوجها حتى يحدث الحمل في اقرب وقت. وبهذا لاتضطر ان ترى غضبه إلا انها تشك في نفسها ان لايفعل ذلك.
وبالفعل لم تمر إلا فترة قصيرة حتى حملت افنان. وكم كانت سعادة الطاغي بها كثيرا. كان يعاملها كالاميرة يدللها كإبنته قبل ان تكون زوجته. يحمل لها الهدايا كالسكاكر والالبسة وبعض الالعاب حتى تحتفظ بها لإبنه الموعود وكل هذا والبيداء كانت هي من تخدمها وتخدم زوجها تطيعه دون تدمر حتى فقط تسلم من شره . وكم كانت افنان ممتنة للبيداء في تلك الفترة الحساسة من حياتها. فهي تشعر انها اختها التي لم تلدها والدتها. حنونة عليها وعطوفة .خاصة عندما ينتابها الهلع لما يطلبها زوجها في مضجعه. فهي رغم حملها لم تعتاد على طلبات زوجها الغريبة عنها.. ومن كانت تهدئها هي ضرتها البيداء وتطمنها ان الموضوع هين وستعتاد على الامر لاحقا. فكل الازواج يمرون بهذه المرحلة.