رواية انتقام حورية الفصل الثاني 2 بقلم رولا هاني
الفصل الثاني من نوفيلا:إنتقام حورية
بقلم/رولا هاني
قلبت نظرها بالمكان لتحفظ كل زاوية بغرفته الكريهة ، كل شئ قاتم و يميل للسواد مثله ، كل شئ بالغرفة يشبهه ، إستدارت لتكمل تمعنها في فحص الغرفة بنظراتها السريعة فوجدت تلك المرآة أمامها لتنظر لحالها بدقة ، عروس غاضبة بوجه متجهم مكفهر و كإنها علي وشك قتل شخص ما!..و ما ذلك الفستان الأحمق الذي أصبح لا يناسبها!؟
-مش شايفة إن اللي بتعمليه دة ملهوش لازمة!
هزت رأسها عدة مرات و كأن ذلك الرجل سيصل بها الي طريق الجنون لذا صرخت بوجهه بغلٍ واضحٍ:
-إنتَ أكيد مجنون.
تهاوي كفه علي وجنتها فصرخت بألمٍ خاصة عندما قبض علي خصلاتها بعنفٍ هاتفًا بتحذيرٍ:
-أول و أخر تحذير ليكي ، إياكي تفكري تعلي صوتك عليا.
ثم تابع بنبرة عالية و هو يهزها بقوة:
-فاهمة؟
أبت الإستسلام فلم تومئ له بل صرخت مجددًا بنبرة أعلي من نبرتها السابقة و هي تحاول دفعه بعيدًا عنها:
-لا هعلي صوتي أكتر و أكتر و إبقي وريني هتقدر تعمل اية.
جذبها ناحيته من خصلاتها لتلفح أنفاسه الحارة وجهها ، ثم صاح بإحتقان:
-إنتِ لسة متعلمتيش ، لسة بردو بتفكري تتحديني!
إقتربت أكثر منه لتغرز أظافرها برقبته و بالرغم من شعوره بالألم إلا إنه إخفي ذلك بمهاره و لكن ظهرت علامات إستشاطته غضبه علي وجهه بصورة ملحوظة عند هتافها ب:
-بس أنا مش هدفي إني أتحداك ، أنا هدفي إني أقتلك خليك فاكر دة كويس.
ترك خصلاتها ليقبض علي أصابعها ليبعدها عنه ضاغطًا عليها بقوة و لم تظهر أي علامات ألم علي وجهها فنظر لها بتعجبٍ حقيقي فشدد قبضته علي أصابعها و لكن لم يتغير شئ هو فقط رأي تشنج حركات فكها بسبب شعور الألم الذي تخفيه!
و كأنه يدرك كيفية إيلامها حيث إنه شدد قبضته أكثر علي كفيها ليشل حركتها تمامًا ثم إلتقط شفتيها في قبلة عنيفة جعلتها تشمئز من حالها فظلت تتلوي بقوة بين يديه فلم تستطع الإبتعاد عنه لذا و بكل قوتها ركلته بمعدته ليدفعها بعيدًا عنه متأوهًا بقوة صارخًا بسبابٍ لاذعٍ:
-آآآآآة يا بنت ال***
إبتسمت بإنتصارٍ عندما رأت علامات الألم الواضحة علي وجهه ، فإزدادت غرورًا بنفسها و كأنها ظفرت بأول معركة معه ، و لكن شعرت بالإرتعاد عندما وجدته يحاول النهوض فخافت أن تنال من بطشه مجددًا لذا ركضت تجاه المرحاض ، ثم أغلقت الباب خلفها.
دقيقة ، إثنان ، الوقت يمر و هي بالداخل ولا يوجد شئ غريب يحدث لذا ظنت إنه تركها و لم يهتم لما حدث ، لذا تنفست الصعداء و هي تضع كفها الصغير علي موضع قلبها الذي تسارعت نبضاته بتلك الصورة المرعبة و لكن إرتجفت بإرتعابٍ عندما وجدت تلك الطرقات العنيفة علي الباب بالإضافة الي صوت صراخه المفزع ب:
-إفتحي يا **** ، مش هسيبك ، هقتلك عارفة يعني إية هقتلك.
قهقهت بسخرية صائحة بنبرة عالية لتصل له:
-هنشوف مين اللي هيقتل التاني يا "ليث" يا "رفاعي"
إزدادت طرقاته القوية علي الباب خاصة عند إتمام جملتها فشعرت ببعض من التوجس و التوترٍ فظلت تنظر حولها و لكن لم تجد أي شئ لتحمي به نفسها و خلال ثوان كان الباب مكسور بسببه ، ثم وجدته يدلف و ملامح وجهه الشيطانية لا تبث لقلبها سوي الرعب ، و ما أصابها بالهلع عينيه التي أصبحت قاتمة بالإضافة الي ظهور تلك الشعيرات الدموية بها ، و وجهه الذي إحتقن بالدماء ، كان أمامها شيطان حقيقي يخيفها و يحطم شجاعتها الواهنة بكل سهولة لذا ظلت تتراجع للخلف و قد دبت القشعريرة بجسدها بتلك الصورة الواضحة فإرتسم علي ثغره إبتسامة جانبية ساخرة و هو يقترب منها بخطواته المتئدة التي كانت تحرق روحها المسكينة بلا رحمة.
ظلت تتراجع و تتراجع و لكن بصعوبة بسبب فستانها الكبير الذي كان يعيقها عن الحركة بحرية حتي إصطدمت ساقها اليمني بالمغطس فتراجعت للخلف تلقائيًا ساقطة بداخله فتأوهت بصوتٍ عالٍ بسبب الالام ظهرها الشديدة!
حاولت النهوض من علي المغطس سريعًا و لكنه كان الأسرع في إستغلال ذلك الموقف حيث إنطلق هو راكضًا ناحيتها ليفتح الصنبور فسقطت المياة الباردة علي رأسها لتشهق بقوة و هي تحاول دفعه صارخة بسبابٍ لاذعٍ لم يتحمله هو فصفعها بكل عنف لتصطدم رأسها بالحائط فمالت برأسها للجانب الأيسر بعدما فقدت الوعي!
____________________________________________
نجح في التحكم في أعصابه حتي لا يخنقها بيديه ، دثرها بالغطاء بعدما أخرجها من المغطس فإقترب من اذنها هامسًا بنبرته الذي تشبه فحيح الأفعي:
-إرتاحي لإن اللي جاي محتاج مجهود كبير.
ثم تركها و غادر الغرفة لتفتح هي جفنيها ببطئ فظهر علي ثغرها إبتسامة شيطانية لتستفحل شرًا ضده من خلال تلك الطريقة ، تعلقت أنظارها علي باب الغرفة لتهمس بنبرة منخفضة تعبر عن مدي إشتعال قلبها بنيران الإنتقام الحارقة:
-و لسة هخليك تعيش أسود أيام حياتك.
____________________________________________
صباح يوم جديد.
ظلت منتظرة طوال الليل لتدق الساعة السابعة صباحًا فقررت الخروج من الغرفة و علي وجهها علامات الإستياء التي حاولت إخفائها بتعابير القوة و لكن لم تستطع!
مازال قلبها ينفطر عما حدث لها ، مازال هناك ألسنة من النيران مشتعلة بصدرها ، مازال هناك شئ يمنعها عن العيش بطبيعية!..إشتعلت رماديتاها بحنقٍ عندما رأت صورته المعلقة بمنتصف الحائط فلم تتحمل رؤية صورته بذلك الهدوء لذا إلتقطت اول شئ رأته امامها و قد كان تلك الزهرية الصغيرة فألقتها علي صورته و هي تصرخ بإهتياج ، ثم سقطت أرضًا و هي تجذب خصلاتها للخلف بإنهيارٍ ثم أخذت تصيح بهستيرية:
-انا بكرهك ، بكرهك يا "ليث".
وجدت تلك المرأة تدلف للغرفة و علي وجهها علامات الذعر و الفزع لذا إنطلقت نحوها قائلة بتساؤل بعدما إنحنت بجذعها نحوها:
-إنتِ كويسة يا "حورية" هانم ، "ليث" باشا موصيني عليكي قبل ما يروح الشركة.
رمقتها "حورية" بنظرات مبهمة ثم تمتمت بنبرة غير مسموعة و قد تعلقت أنظارها علي وجه تلك المرأة:
-راح شركته!
نظرت لها الخادمة "ورد" بتعجبٍ ثم قالت بفضولٍ:
-بتقولي حاجة يا هانم.
هزت "حورية" رأسها نافية ثم أمرتها بعنجهية و هي تلوي شفتيها بتهكمٍ:
- إخرجي من الأوضة عشان مولعش فيكي و فيا.
إزدردت "ورد" ريقها بحرجٍ ثم تراجعت بعدة خطوات للخلف قائلة بأسفٍ:
-سامحيني يا هانم مكنتش أقصد
زفرت "حورية" بضيقٍ و هي تلوم نفسها عما فعلته لذا هتفت بنبرة خافتة و هي تحك مقدمة رأسها:
-ولا أنا كنت أقصد.
ثم تابعت و قد عادت تلك الأفكار الشيطانية لرأسها:
-إسمعي يا "ورد" اللي هقولك عليه و نفذيه.
اومأت لها "ورد" ثم جلست بجانبها علي الأرضية الباردة لتهز رأسها مستفهمة فقلبت "حورية" نظرها بالمكان للتتأكد من كونهما بمفردهما و بالفعل تأكدت لتبدأ في شرح ما تريده من الخادمة "ورد"!
____________________________________________
توقف عن العمل عندما شعر بإن رأسه علي وشك الإنفجار من فرط التفكير!
تري ما الذي تفعله!؟..أهل إستيقظت!؟..لما يفكر بتلك الحمقاء من الأساس!؟
و لكن فضوله تجاهل كل شئ و دفعه للإمساك بهاتفه ليراها من خلال كاميرات المراقبة.
هناك حرك غريبة بالمكان لم يفهم ما الذي يحدث لما تسير بالقصر بلا خوف و بلا ذعر هكذا!؟..و ما الذي تفعله الخادمات!؟..أصابته بالحيرة الشديدة تارة يراها ضعيفة و تارة يراها قوية!..لأول مرة يشعر بالخوف أمام إمرأة ، لن ينكر ذلك هو بالفعل خائف و لا يتوقع أي من ردود أفعالها العجيبة ، تنهد بقلة حيلة و هو يكمل متابعة ما يحدث و لكن لم يفهم أي شئ!
لم ينتظر أكثر من ذلك ، لذا أغلق الهاتف و خرج من الشركة ليستعد للعودة للقصر ليعرف ما الذي تفعله تلك ال "حورية"!؟
____________________________________________
-زمانها دلوقت عايشة أحسن عيشة و سايبانا ولا علي بالها.
قالتها "عزيزة" و هي تلوي شفتيها بتهكمٍ للجانبين فرد عليها "توفيق" بسخرية مريرة:
-إحمدي ربنا إنه سابني أكمل شغل عنده في الشركة و إلا كان زمانا بنشحت.
رفعت "عزيزة" حاجبيها بمكرٍ ثم همست بخبثٍ و هي تمسك بالسكين لتبدأ في تقطيع الفاكهة:
-طب ما إحنا ممكن نستفاد من الجوازة دي يا خويا.
نظر لها "توفيق" بإستهزاء ثم صاح بإستخفاف:
-إزاي بقي إن شاء الله!؟
أجابته بكل سذاجة و هي تلوح بالسكين بالهواء:
-نخلي بنتك تطلب منه فلوس إية المشكلة يعني!؟
نظر لها بإزدراء ثم صاح بتأفف و هو يلتقط كوب الشاي الساخن ليرتشف منه عدة رشفات:
-حلو متفكريش تاني بقي ، هنعمل كدة إزاي و بنتك مبطيقوش و غير كدة إنتِ نسيتي إنه هو قال إننا لازم ننساها و منشوفهاش تاني!
ثم أكمل بحدة و هي يضع كوب الشاي علي الطاولة مجددًا:
-ولا إنتِ شكلك عايزانا نخش حرب إحنا مش قدها ، دة "ليث الرفاعي" عارفة يعني إية "ليث الرفاعي"!
صمتت و لم تجد ما تقوله فزفرت بضيقٍ و هي تحاول إيجاد حل لتحقق مبتاغاها لتنال الكثير و الكثير من الأموال!
____________________________________________
جابت بنظرها المكان حتي وقعت عيناها علي "ورد" فسألتها بصرامة و ملامحها الجامدة لا تناسب ملامح وجهها التي أصبحت أجمل بمستحضرات التجميل تلك:
-جهزتوا كل حاجة!؟
اومأت لها "ورد" و هي تنظر لها بخوفٍ فقد رأت إمرأة قاسية لم تراها من قبل ، كانت تتحدث معها بصرامة تصيب المرء بالفزع بالرغم من الالام التي تشعر بها بكل لحظة تمر عليها و لكن مازالت القوة تحتل تعابير وجه تلك المسكينة!
أمرتها "حورية" بجدية لتنصرف و لبت طلبها ، ثم تقدمت بخطواتٍ بطيئة ناحية المرآة لتنظر لحالها بتمعن ، فستانها الأحمر القصير حد الركبة الذي وجدته ضمن ملابس نسائية كثيرة بغرفته ، و قد كان ذلك أجملهم!..نظرت لجسدها بثقة ليرتسم علي ثغرها إبتسامة جانبية منتصرة ، رمقت ملامح وجهها التي امتلئت بمستحضرات التجميل فجعلتها أفضل و أجمل ، تنفست بعمقٍ لتستعد لإي شئ ، هي تعلم بقدومه خاصة عندما وجدت كاميرات المراقبة التي فشل هو في إخفائها ، إتجهت للسفرة لتري الطعام الشهي الموضوع عليها ، ثم جلست علي إحدي الكراسي الخشبية لتنتظره ، هي تعلم و تزكن جيدًا إنه سيأتي ، إبتسمت بدهاء عندما توقعت ردة فعله عندما يراها بتلك الهيئة و لكن قُطع حبل أفكارها عندما وجدته يدلف لداخل البيت و علي وجهه علامات الحيرة الواضحة فإبتسمت هي بخبثٍ هامسة ب: