رواية زوجة الدبلوماسي المصابه بالتوحد كامله
_إزاي واحده زي دي متخلفه عقلياً و ملبوسه تكون احسن مننا عند الدكاترة لا و تجيب اعلى مننا كمان، اصلاً المفروض الي زيها تكون في مستشفى الأمراض العقليه،
سمعت البنتين و هم بيتكلموا عليها بصوت كان واصل ليها، اد ايه كلامهم جارح عليها، صحيح بتسمع كل يوم من دا كتير بس كمان هي مش جماد عشان تمنع الاحساس البشع الي بتحسه لما تسمع الكلام دا عنها،
حتى مافيش مراعيه لحالتها كلامهم كان خالي من الرحمه، قاوست شفاهها بحزن و عينيه الي بدأت تتجمع فيها الدموع، بدأت تفرك بصابعها في الكتاب و هي بتبص للسما عشان تتحكم في دموعها و ما تنزلش قبل ما ابوها يجي ياخدها من الجامعه زي كل يوم و يشوفها زعلانه،
و دا الي بيحصل كل يوم ترجع من الجامعه و هي زعلانه و مقهورة و مش بتبين لحد،
شويه و هي واقفه على باب الكليه جه ابوها و شافها من بعيد عرف ان حد قال كلام تاني زعلاها،
قرب منها بهدوء و رفع اصبع السبابه ليها عشان تمسكه زي الطفله الصغيرة و قال بحنان و هو مدايق و زعلان علشانها: يلا يا حبيبه بابا،
بصت له و هي بترمش عده مرات تحرك شفاهها تبتسم قليلاً ثم امسكت بإصبعه و هي تمشي بجواره مخفضه رأسها و هي بتضغط كل شويه على إصبعه، و هو حافظها عارفها لما بتعمل كدا بتكون عايزه تخبي و ما تتكلمش و تحمله الهم،
فأخدها و جاب ليهم ايس كريم من الي بتحبه و هم ماشين فضل يتكلم معاه كلام حلو و قال: تعرفي إن انا بحبك،
بصت له و ابتسمت و هي بتقول: و انا كمان بحبك،........ اجابها بلطف: بس مش اكتر مني، انتي لو تشوفي فرحتي لما عرفت ان امك حامل و في بنت كمان كان الدنيا دي مش سيعاني من الفرحه، احساس ان هيكون عندي اميرة صغيرة كدا احساس ما ينوصف ابداً من جماله، و اوعي تفكري ابداً اني زعلت في يوم لما عرفت إن عندك توحد بالعكس،
وقفها و هو بيص في عينيها لانها بتصدق اكتر لما يكون الي بيتكلم معاه بيبص في عينيها فهي بتعرف انه صادق،
فقال: فكره بس ان مافيش حد يقدر يلمسك او يقرب منك دي حاجه مريحاني اوي و تخليني مطمن عليكي و انتي بعيده عني،.. قرب منها لحد ما بقى في طولها تقريباً و قال بصوت واطي: اصل بيني و بينك انا بغير عليكي عشان مافيش اي شاب كدا و لا كدا ياخدك مني، بس ما تقوليش لأمك لتطردني من البيت،
هو قال الكلام دا و هي فضلت تضحك من كل قلبها، و هي بتقول: لا ما تخافش سرك في بير،
مشيوا تاني و رجعت تاني لسكوتها فقالت بعد دقائق بحزن: بس هم كلامهم وحش اوي و جارح،
بص لها بألم و هو بيقول في نفسه: و هو دا الي مزعلني عليكي، انك مش عارفه تعيشي زيك زي باقي الناس،
فقال محاوله منه انه يخفف عنها: غيرانين منك،..... بصت له بعيون واسعه و هي بتقول: غيرانين مني؟!،
اجابها: ايوا طبعاً غيرانين منك لأنك احسن منهم في كل حاجه، مثلاً يا ستي عندك قلب اطهر منه مافيش في الدنيا، عمرك ما أذيتي حد و لا حملتي فيه كره لأي حد حتى لو الشخص دا كان اذاكي، و كمان شاطره في دراستك بتفوق و كل الناس الي تعرفك بتحبك لصفائك إنتي و جوهرك الي مالوش مثيل، و الجوهره مش اي حد كدا يقدر انه يلمسها و يقرب منها عشان الجوهرة ايه؟!...
جاوبته بعفويه: غاليه، فقال و هو بيلمس انفها بخفه: شاطورة و انتي اغلا جوهرة عندي،
إبتسمت على كلام ابوها و حنيته و انه فعلاً قدر يرجع ثقتها بنفسها من تاني، و كملوا مشي للبيت و هي فرحانه،
دخلت البيت و قالت بعفويه: السلام عليكم يا ماما انا جعانه، ردت عليها امها من المطبخ: و عليكم السلام يا حبيبه ماما على ما تصلي يكون الاكل جهز،
فدخلت تأدي فرضها و ابوها دخل المطبخ لامها، اول لما دخل بصت له بتساؤل على حاله بنتها،
فقرب منها يحاوط كتفها بزراعيه بحنان يقبل جبينها و قال بصوت واطي: ما تخافيش هي كويسه،
غمضت امها سحر عينيها بإطمأنا و هي بتقول: الحمد لله،...... فقال و هو يضم زراعيه و يسند بجسده على رخام المطبخ: انا مش قادر اشوفها كدا كل يوم و اسكت، خايف دا يكون بيأثر عليها من جوا و ابقى كدا بخسرها، حتى مش قادر اروح اتكلم مع العميد ينبه على الطلاب ان ما حدش يكلمها بطريقه وحشه، و اخاف لو عرفت تخاصمني و تبطل تكلمني،
انهى كلامه بحزن و عيونه الي امتلئت بالدموع و تساقطت رُغماً عنه،
قربت منه سحر بخوف و زعل و هي بتحط ايدها على زراعه و بتهون عليه : لا ارجوك بلاش الخطوه دي انت عارف كويس هي حساسه اد ايه، احنا بس كل الي علينا نعمله انها اول لما تيجي نحاول بأي طريقه ننسيها الي بيحصل معاها في الجامعه و نخلي البيت مهيئ لراحتها هي و اختها احنا مالناش غيرهم، و نسيب الباقي على ربنا،
انهت كلامها و هي بتمسح دموعه بأناملها ، تُكمِل: و بعدين لما انت تضعف انا مين هيقويني،؟!.
تنهد بقله حيله ثم قال و هو يقبل رأسها :معاكي حق،.... و حقك عليا، هروح اصلي على ما تخلصي،
شويه و دخلت سميرة: ماما انا عايزه ميت جنيه، بصت ليها امها و هي بتقول في غرابه: ميت جنيه؟!. هو انا مش اديتك امبارح لحقتي تخلصيها، و بتصرفيها في ايه،
ردت عليها بضجر: يوه ياماما هو كل ما اطلب منك حاجه تندميني عليها كإني بعمل حاجه غلط، و لو سهام الي طلبت بتديها من غير حتى ما تعرفي عايزاها ليه، عشان تعرفي بس انكم بتفضلوها عليا و تحبوها اكتر مني، ياريتني كنت اتخلقت زيها على الاقل كنت حبتوني،
رمت كلامها القاسي بصوتها العالي الي سمعته سهام و هي بتخرج من غرفتها،و هي ماسكه باب غرفتها بدأت تنقره بصابعها جامد و هي تقوس شفاهها في حزن،
فخرجت من البيت و هي زعلانه من غير ما تعمل صوت و حد يحس بيها، تروح للمكان الي متعوده عليه لما بتكون عايزه تعيط،
و هو البحر،
.........................
في شركه عماد الي قريبه من البحر، كان اعد في مكتبه و هو بيكلم مسؤل من دوله اجنبيه لتفاوض حول مشروع مشترك بين الدولتين، لدرجه ان المسؤل دا كان متعصب و اخد مجهود كبير منه لإقناعه بفكره الوزارة لإتمام المشروع،
بعد ساعات من الاجتماع كلم الوزارة يُطلعهم على نتائج الاجتماع الي طلع منه بنجاح كالمعتاد،
و بعد ما خلص تنهد بتعب و هو بيرجع بظهره لورا على الكرسي و بيفرك ما بين حاجبه بتعب و هو مغمض عينه،
شويه و دخلت عليه السكرتيرة بتاعته تقول: اجتماعات اليوم خلصت يا فندم تأُمر بحاجه تانيه؟،
كلمها و هو على نفس الحاله بتعب و ببرود: لا تقدري تروحي،
ما سمعش صوتها و هي بتخرج، لقاها قربت وقفت وراه و حطت إيديها على راسه في هدوء تبدأ تدلكها،
اول لما حس بإيدها جز على أسنانه بغضب و هو بيبعد إيدها بعصبيه و قال بصوته المخيف و هو مغمض عينه: لو اتكررت تاني إعتبري نفسك مرفوده و مش من شركتي و بس من كل الشركات و هخليكي بدون عمل طول عمرك،
اتكلمت تبرر موقفها: انا بس كنت..... قاطعها بصوته العالي؛ برا،
بصت له بضجر و هي بتخرج و اول لما قفلت الباب قالت في نفسها: يعني هتفضل كدا لحد امتى؟!، بسيطه انا وراك لحد ما أخليك زي الخاتم في صباعي،
فرك رقبته بإيده من التعب و قام من على الكرسي يمسك جاكيت البدله يرميه على كتفه بإهمال و هو ماسكه بأصابعه، و خرج من الشركه بقميصه الي اول ثلاث ازرار مفتوحين و خصلات شعره الطويله و المتمرده على عينه بأهمال من كتر التعب، ركب عربيته و راح يقعد قدام البحر زي ماهو متعود لما بيحس انه محتاج لحد،
اول لما وصل ركن العربيه و راح يقعد على المقعد الي هناك، أعد و حط إيده جمبه على المقعد و هو بيبص للبحر في شرود،
شويه تليفونه رن و كان صاحبه "خالد" الي بيقوله: عندك إجتماع الشهر الي جاي في باريس مع سكرتير رئيس الوزراء لان سفير فرنسا توفى على ما يعينوا واحد غيرة،
كان هيجاوبه و هو بيبص للناحيه التانيه لقى حد بيفرك بصبعه جامد في ظهر إيده التانيه،
بص جمبه و كانت هي "سهام" الي اول لما قربت من البحر بدأت الدموع تتجمع في عنيها بغزارة لدرجه انها ما انتبهت على"عماد"ولا انتبهت على ايده الي عماله تفرك فيها بصابعها،
هي بس اول لما وصلت جريت تقعد على المقعد و بدأت تعيط جامد و هي مغمضه عينيها جامد لدرجه ان شهقاتها كانت رقيقه بشكل تخلي القلوب تتق"طع
عشانها،
هو اول لما شافها كدا و بالحاله دي قفل تليفونه خالص و حطه جمبه و بص لها،..... و هو بيبصلها ماهانش عليه دموعها بالشكل دا، و كانت دموعها بتنزل على على الأرض،
فمد إيده يحطها تحت وشها من بعيد مكان ما الدموع بتنزل عشان تنزل على كف ايده هو،
انكمشت معالم وجهه كل ما بتزيد من فرك صابعها في دهر ايده لدرجه انها سببت له خدوش و إحمرار واضح، و هو رغم دا ما شالش ايده فضل حاططها لحد ما تخرج كل الي جواها،
هي فضلت تعيط بحرقه لحد ما وشها كله احمر و هو بيبص لمعالم وشها بيدقق تفاصيل وشها و ملامحها الي عجبته جدا من رسمه عيونها و رموشها و خدودها الممتلئه نسبياً و شفايفها الصغيرة و انفها الي حجمه المتوسط مناسب لوجهها تماماً و اخيراً شامتها الي بارزه على اعلى شفاهها و قال في نفسه: سبحان من خلق فأبدع في خلقك،
فقالت بكل حزن و ألم: حتى هي،...... حتى هي مش بتحبني زيهم، طب.... طب انا عملت لهم ايه،...... انا.. انا مش ذنبي لما انخلقت كدا مش ذنبي لما يكون عندي توحد،
بص لإيده الي بتنزل عليها دموعها بغزارة لحد ما ابتلت كأنه غسل ايده بدموعها، و بص لإيده التانيه،
فقال بصوته الرجولي و العميق في هدوء: ذنبك انك اطهر انسانه قابلوها في حياتهم و مش عارفين يبقوا زيك،
فتحت عينيها بهدوء على ايده الي حمى بيها دموعها من انها تنزل و تمتزج بالأرض لانه شاف انها مش مجرد دموع،
شويه و هي بتبص على طول دراعه لحد ما وقعت عينيها في عينه و بعدت بسرعه لأخر المقعد في خوف و هي بتقول: ما تلمسنيش،
هو عشان يطمنها رفع ايده لفوق و قال: والله مالمستك و لا هعمل كدا ما تخافيش، دا حتى انتي الي لامستيني، حتى شوفي،
مد ايده الي كانت بتفرك فيها و باين عليها الخدش جامد بصت بخوف و دهشه و قالت و هي بتحط ايديها على فمها: اه يا خبر،
... ا.... انا أسفه، اتكلمت بخجل في نهايه كلامها من الي عملته و هي تخفض رأسها،
ليبستم و يقول: عادي ولا يهمك المهم تكوني خرجتي كل الي جواكي مش مهم الطريقه،
كانت مكسوفه اوي من موقفها دا و عشان تتهرب و تمشي، مدت له المنديل الأزرق بتاعها الي دايماً بتمسكه لحد ما امتزجت ريحتها الجميله فيه،
و قالت: ا... اربط ايدك بيه عشان تخف، و انا اسسفه مره تانيه،
حطت على ايده المنديل من غير ما تلمسه و قامت تمشي قبل ما يتكلم تاني،
و هو بص لها لحد ما وقفت في نص الطريق و رجعت تاني له و هي بتضغط على قبضه يدها من التوتر،
وقفت وقالت و هي بترمش عده مرات و هي بتبص في اي حته تانيه عشان تعرف تتكلم: مم.. ممكن اشوفك تاني بكره في... في نفس المكان عشان اشوف الجرح الي انا... عملته في ايدك و اطمن انه بيخف!،
هو ابتسم و قال بفرح و عفويه: طبعاً طبعاً ليه لأ، من جواه فرح انه هيشوفها تاني،
و هي ماشيه بطريقتها الطفوليه الي شاف انها حلوة و مميزه فقرب المنديل من انفه و هو بيبص لها و بيشم ريحه المنديل غمض عينه و قال في همس: حلوة اووي،