رواية حي بتراث ميت كامله بقلم مريم
في مساء يوم ملبد بالغيوم وبالتحديد في قريه صغيرة تابعه لمدينه الاسكندريه
هنا علي أعتاب منزل كبير بدت الفخامه عليه ..في قصر
( علي الناجي )كبير عائله الناجي رجل علي مشارف الستين من عمرة عرف بشخصيته الحكيمه في التعامل مع الأمور وجديته في أمور اخري تستحق هو الابن الاكبر ل ناجي ولديه اخ يصغر عنه ببعض سنين لكن الأمور بينهم وأصله حد الانقطاع منذ وفاه أباهم ،
داخل مكتبه انهي الناجي صلاته وصار نحو مكتبه يجري اتصالاً بأبنه الاكبر(حسام)الذي يبلغ من العمر 28سنه يمتلك جسم رياضي وذات بشرة قمحيه وشعر مكسو باللون الاسود وعيون بنيه تسحر من ينظر لها مثل والدته عرف بلين قلبه وحكمته يحب والده ويخاف عليه ولا يعصي له أمراً
قام علي الناجي بالاتصال به فأتى الرد سريعاً:
_أيوة ي حسام مش كفايه كده يبني وترجع بيتك
_م انا في بيتي برضوا ي بابا..بس محتاج اكون وحدي
تأفف الناجي فرد عليه بغضب:-
_لوحدك ازاي انت بقالك اسبوع بعيد ممكن تعرفني ليه
*سرح حسام فيما حدث مع والدته سعاد والتي تبلغ من العمر 50 عاماً لكنها تمتلك نشاط وحيوية لا تناسب عمرها...كانت داخل غرفه حسام تجمع بعض متعلقاته للخلاص منها وعندما رآها حسام انزعج قائلاً
-انتي بتعملي اي ي ماما؟!
ردت عليه والحزن يكسوا وجهها
-بحاول اخليك تفوق من اللي انت عايش فيه
-انتي كده بتدمريني
-انا بساعدك
-محدش طلب مساعدتك ..حزنت سعاد من رده فعله ف اردفت:-
-حرام عليك نفسك ي ابني فوق بقي
اتي رد حسام بالصمت وقام ب
إجماع بعض متعلقاته ورحل تاركاً خلفه سعاد تدعو له أن يصلح الله حاله
_حسام انت معايا؟
فاق حسام من شروده علي صوت والده ورد عليه
_خلاص ي بابا انا راجع بكره
-مفيش بكرة انت ترجع دلوقت ساعه وتكون عندي
_حاضر ي بابا وانهي الاتصال مع والده
##......##......##.....##....##
علي الناحيه الاخري في مدينه الاسكندريه علي وجه التحديد قصر "عامر الناجي "الاخ الاصغر ل "علي الناجي" فهو يوصف بجبروته وطباعه الحاده يمتلك احد الشركات الكبري في مدينه الاسكندريه وله نفوذ لا حصر لها
ولا أحد يعلم بأي طريقه جمع ثروته الضخمه .
داخل مكتبه كانت ابنته رغد التي تبلغ من العمر 22سنه تدرس ف كليه
الفنون الجميله فهي تعشقها رغد وعند ذكر اسمها يذكر معاها صفاتها الحميده علي عكس والدها تمتلك عيون زيتونيه وبشرة بيضاء وشعر بني وقامه متوسطه وجسم يميل الي النحافه نسبياً كانت تتحدث مع والدها وتشكوا له من تصرفات شقيقها
-ي بابا أرجوك خليه ملهوش دعوة بيا
-رد عليها شقيقها مصطفي الأصغر منها بعامين الابن المدلل لدي والده تربي علي الترفيه والبزغ وجميع متطلباته مجابه ولا يجرؤ أحد علي معارضته .
_انا أخوكي ولازم كلمتي تتنفذ
انزعجت رغد وردت قائله-
_يعني اي؟!
رد عليها ببرود وهو يجلس ويضع ساق علي الاخري
_يعني هتسيبي اوضتك من دلوقت وتشوفي اوضه في الدور الارضي انا عايز اخد حريتي في الدور كله
تأففت من كلامه ونطقت؛-
_عاجبك كده يا بابا؟
رد الاب وهو يجمع اوراق عمله من أحد ادراج مكتبه
_اللي يقوله اخوكي يمشي
لمعت الدموع في عين رغد فهي تعلم أن والدها دايما يفضل شقيقها وكل ما يطلبه يجب أن ينفذ
ابتسم لها أخاها من زاويه فمه كي يثير غضبها أما هي فذهبت الي غرفتها تبكي وتبث شكواها الي ربها وتدعوه تعالي أن يرق قلب والدها عليها ..اخدت صورة تجمعها مع والدتها التي توفت منذ ما يقارب ال خمس أعوام الي أحضانها فقد كانت والدتها تحبها كثيراً وكانت ملجأها الوحيد من بطش أباها
#**#**#**#**#**#**#*#
في قصر الناجي كان يجلس الناجي داخل مكتبه يراجع بعض حسابات عمله دلفت إليه سعاد تضع له كوب من الشاي وعلي وجهها العبس
_مالك ي سعاد
_مفيش ي حج سلامتك
_طب اقعدي
تنهده سعاد بحزن وجلست أمام مكتب زوجها مردفة :.
_صعبان عليا حسام ومحدش فينا عارف يساعده
أردف الناجي بحزن:-
_سيبيه علي راحته لحد م يطلع هو نفسه من اللي هو فيه
_قلبي وجعني عليه ي حج
_ومين سمعك انا قلبي بيتقطع عليه وانا شايفه كده
اتي رد سعاد :_
_ربنا يصلح حاله
_يارب ي سعاد
من ثم طرقت ابنته الباب فسمح لها بالدخول فدخلت قائلة بمشاكسه :
_قفلين علي نفسكم ليه بقي اكيد بتخططوا لحاجه
ضحك الناجي وزوجته علي ابنتهم التي تبلغ من العمر الثامنه عشر عاماً جميله...تمتلك عيون بنيه وبشرة قمحيه وشعر اسود تسلب عيون من ينظر لها ل قمة جمالها...مشاكسه ولديها كتله من المرح
رد عليها الناجي ضاحكاً:-
_مش هتكبرى شويه ي شهد
جلست علي احدي ارجل والدها قائله:-
_لا طبعاً هفضل صغيرة عشان تفضل تحبني
_علي اساس انك لو كبرتي مش هحبك
_ممكن
_لا طبعاً أنا مبحبش حد قدك ولا فرحت ب خلفت اخواتك قد م فرحت بيكي
احتضنته بحب قائلا:-
_ي حبيبي ي بابا .....ثم نظرت بخبث تجاه والدتها قائلتاً:-
_يعني افهم من كده انك بتحبني اكتر من ماما
ضحك والدها .._لا بحبكم انتم الاتنين
ثم أكمل - ويلا بقي اطلعي مع ماما عشان ورايا شغل
ردت سعاد قائله:-
_يلا ي مغلباني
ثم اتجهوا إلي الخارج معاً وعند خروجهم
اتي احمد من الخارج الذي يبلغ من العمر 26عاماً يشبه والده في ملامحه فلديه عيون سوداء وبشرة بيضاء اللون وجسم رياضي ..لكنه لا يشبه في صفاته فهو في كليه التجارة فقد أصبح مأخراً يرسب في كليته وبدت علي شخصيته اللهو والاستهتار مما يجعله دائما في خلاف مع والده
رأته والدته فخافت أن يراه والده لذا ذهبت إليه قائله :-
_كنت فين ي أحمد
_كنت مع اصحابي ي ماما
_تاني ابوك لو عرف انك كنت برة البيت لحد دلوقت هيقلب الدنيا
_اااحمد
اتي صوته حازما من ورائهم فنتفضوا جميعاً
_تعالي ورايا....ثم دخل الي مكتبه
فأتي رد والدته :-
_احمد عشان خطري بلاش خناق مع ابوك تاني
_طيب
ذهب إلي والده واغلق باب المكتب قائلاً:-
_خير ي بابا كنت عايزني؟!
_خير وانت اللي يشوفك يشوف خير
_ليه ده كله ي حج
_عشان حالك مايل حرام عليك انا مش هعشلك العمر كده والم وراك
_ليه ي بابا اي اللي حصل مني
_مش بيحصل من وراك غير المصائب راجعلى نص الليل والله اعلم كنت فين وبتقول حصل اي
_ي بابا هو الخروج ممنوع كنت مع اصحابي بشم نفسي
_بتشم نفسك ولا حاجه تاني..خبط علي المكتب مكملاً:-
_بعد م كانت البلد كلها بتحلف بأخلاقك وجدعنتك ياعالم دلوقت بيقولوا اي
صمت ابنه لكي لا يدخل في جدال مع والده هو يعلم نهايته
_ اخر سنه ليك تحاول تنجح فيها وتمسك الشغل مع اخوك بدل ملكش قعاد في البيت ده
هنا تحدث احمد منزعجاً :_
_بس.....
_مفيش بس اللي عندي قولته اتفضل وأشار له ناحيه الباب فتركه احمد وذهب الي غرفته متأففاً
وعند خروجه رآه حسام فقال له:_
_مال وشك قالب كده ليه
_ابوك ي عم كل شويه يتخانق فيا
_معلش ي احمد مانت اللي بتعصبه برضوا
رد عليه منزعجاً :-
_انا
_اه انت ي عم ريحه وأنجح وبطل استهتار شويه
رد عليه بحزن كسي علي ملامحه:-
_حتي انت ...المهم كنت فين بقالك كام يوم مختفي
_مفيش كنت مشغول ... اهم حاجه متزعلش نفسك انا هدخل اسلم على الحج واطلع اقعد معاك اشوف حكايتك
_ماشي
تركه حسام وذهب لوالده ف دق باب المكتب وسمح له والده بالدخول
_ازي حضرتك ي بابا ثم مال مقبلاً كفه
_كويس ي حسام اقعد
جلس حسام ثم بدأ كل منهم يراجعوا بعض الأعمال،
تحدث الناجي قائلاً:-
_كفايه كده الوقت اخر روح نام
_تمام ي بابا
وعند خروج حسام من المكتب جائه نداء والده قائلا:-
_متنمش بره البيت تاني ي حسام
لمعت الدموع في عين حسام لكنه تمالك نفسه حتي لا يراها والده واردف:-
_حاضر ي بابا
ذهب إلي غرفته واطلع العنان لدموعه وبما تحمله من حنين وألم ثم جلس علي الارض مستنداً الي الحائط والدموع علي تفارق عيناه ممسكا بصورة أحدهم قائلا:-
_محدش فاهم حاجه ولا حاسس باللي جوايا انتي كنتي النور اللي في حياتي سبتني ليه ده انتي وعدتني نكمل سوا مشيتي وسبتني في الدنيا لوحدي