اخر الروايات

رواية اسميته محمد كاملة ( جميع الفصول ) بقلم عائشة عبدالحميد

رواية اسميته محمد كاملة ( جميع الفصول ) بقلم عائشة عبدالحميد




فينك يبنتي؟
- هركب القطر اهو.
- جاية القاهرة بقطر؟ يشيخة منك لله.
يعني فيها إيه لما الواحد يكسر القاعدة شوية؟ قصدي يغيّر إسلوب حياته، شكلها، كلامه، معملاته، أصحابه، والله نفسي أغيّر صحابي بس مش عارفة أي وفاء الكلب إلي ماسك فيهم ده.
- وصلتي؟
- لسه هركب القطر.
- يبنتي مش لسه سألاكِ من خمس دقايق؟
- طب بذمتك قطر ايه إلي هوصل بسببه في خمس دقايق؟
- طب انجزي الكل هنا بيسأل عنك.
- قوليلهم جاية يستي وياريت متتصليش تاني.
أوقات بتمر على الإنسان فترة بيحس فيها بشغف رهيب، مش عارف يطلع الطاقة إلي جواه دي فين، بيبقى بيحس إنه هيبوس أي حد يقابله، دي مبتجيش لوحدها، بتيجي بسبب صاحب ابتسملنا، الحياة وقعت في كفنا حبيب خلّ الأيام المُرة هيّنة علينا، الدنيا إبتسمت واتحققت أمنية اتزرعت جوانا ونبتت بفرحة، الإنسان بيبقى فرحان لسبب وبيبقى حزين لأسباب.
قلعت الهند فري لما بنت قاعدت جمبي، كان باين عليها الحزن، فتحت فونها وفتحت شات معين، دقايق ودموعها نزلت، مش من عوايدي أبص في فون حد قاعد جمبي بس الفضول خدني وقرأت كلامها "أنا حولت كتير وجيت على نفسي كتير علشانك، اتحديت الكل ونفسي علشان أبقى معاك رغم كده سبت ايدي، أنا مش عارفة إزاي وامتى اتحددت دي تبقى نهايتنا لكنك والله وحشتني، أنا مليش غيرك ومكنش ليا غيرك من البداية، الأيام من غيرك ثابتة مبتتحركش" رفعت راسي بسرعة لما لقيتها ميلت على كتفي، معرفش ليه ساعتها قلب دق وحسيت بدموع هتنزل مني عليها، قلوب الناس لعبة للدرجادي؟ طلما هتمشوا بتدخلوا حياتنا اصلًا ليه؟ طلما هتكسرو الوعود بتوعدوا ليه؟
- لو شوفتيه قوليله إني كنت بحبه جدًا ومازلت، وإن خطوة منه كانت هتقضي على مسافة فراق بينا وكلمة منه كانت هتراضيني.
طلع صوتي هادي - هو مين؟
قلبي وقع لما لقيتها وقعت قدامي، إلي في القطر اتلموا عليها ووقفت مكاني متجمدة، حسيت ان الدم جمد في عروقي ومش سامعة غير صوتها.
- الانسة ماتت، حد يطلب حد من أهلها، تعرفيها يا أبلة؟
هزيت راسي بسرعة وأنا بدور على فونها، فتحته كان على الشات إلي بتقرأه فرنيت عليه اكتر من 10 مرات، بصتلها وهي نايمة على الكرسي، الناس خايفة تقرب منها، انتبهت للي فتح الخط فحطيت الفون على ودني وقبل ما اتكلم قال - عاوزة ايه تاني يا فاطمة سبيني في حالي بقى مبتزهقيش؟
- فاطمة ماتت.
مكنش في اصعب من شعوره دلوقتي وهو قاعد قدامها وماسك ايديها وبعيط زي الطفل إنها ترجعله، ترجعله؟ بعد إيه؟
خدها ومشي وبعدها عرفت إنه جوزها من البنت إلي كانت معاه، مش المفروض هو سكنها؟ أمانها؟ كان مصدر وجع بالنسبالها ليه؟ حسيت بخنقة لما اتخيلت إنها ياريت عايشة وتشوف إنه بيحبها بس هو غبي، يتجبر قلبها وترجع تتضحك من تاني، ملامحها كانت بريئة اكيد جميلة وهي بتتضحك.
نزلت من القطر كانت السما مغيمة وهتمطر، مشيت خطوات لحد ما وقفت لما الدنيا مطرت، وقفت قدام بيّاع جرايد وفيروز بتقول "قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس وتشتي الدني ويحملوا شمسية وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني" حسيت بشعور غريب لما بصيت حواليا لقيت معظم إلي ماشيين راجل وست ومسكين ايد بعض، بصيت جمبي ملقتش حد وفيروز بتقول "نطرت مواعيد الأرض وما حدا نطرني" مشيت والمطر بينزل عليا، مشترتش شمسية، هشاركها مع مين؟ هو ممكن يكون شعور تافه بس بجد هشاركها مع مين؟ شعور الوحدة إلي حسيت بيه فجأة حسسني بفشل إني معرفتش أخلي حد معايا، حد يشاركني.
- يابنتي انتِ فين يابنتي؟
- أنا قدام العمارة.
- طب ما تتطلعي انزلك السّبت يعني علشان تتطلعي؟
- بطلي خفة وانزلي خديني.
قفلت الفون ولقيت حد بيطبطب على كتفي - اتأخرتي كدالية؟
اتنهدت - حصلت معايا حاجة كده أخرتني.
ابتسمت - لقيتي نصك ولا إيه؟
رقية نزلت وبصت لحنان، اتكلموا سوا وبعدها طلعنا، كل خطوة كنت بطلع فيها كنت بحس بشعور غريب لحد ما وصلت قدام البيت، رقية خبطت ومروة فتحت الباب ودخلنا، سلمت على الكل وقعدت، كانوا بيتكلموا على معاد فرح أحمد إلي خلوه كمان شهر ومين لسه مجاش ولسه محضروش إيه ده لسه شهر بحاله أي الناس دي؟
همست لرقية - قومي وريني اوضتي فين.
قومنا ودخلت اوضة في الدور التاني، بيت خالتي واسع أوي ودورين مفتوحين على بعض، فجمعوا بنات وشباب العيلة كعادة كل فرح علشان البيت يبقى في هيصة وفرحة قبل الفرح.
وقفت قدام الشباك وكانت لسه بتمطر، شكل البنت لسه في بالي وريحة البرفيوم بتاعها في هدومي، بحس برعشة في جسمي كل ما افتكر انها ماتت على كتفي، اتنفضت لما رقية حطت ايدها على كتفي، بصتلي باستغراب فقعدت على الكرسي وقعدت جمبي - في إيه مالك؟
حكتلها إلي حصل وأنا قلبي بينتفض، إزاي الواحد يفقد حبيبه في لحظة كده؟ صالحوا بعض يا جماعة الموت ملوش ميعاد والدنيا بتفوت، مش مهم مين الغلطان المهم الطرف الي بيحب منخسروش، أحيانًا بنعتذر علشان يدوم الود مش لأننا غلطانين.
هو ممكن يكون إختيار الشريك الغلط من الأول هو أساس التعب؟ ليه نحب او نصاحب حد مش شبهنا؟ ليه ندور في نفس الدايرة ونيجي على نفسنا علشان علاقة على حافة الفراق، حاولنا؟ وتعبنا كتير نكوّن صاحب واحد وفشلنا، العيب فين وفي مين؟ سؤال ملوش جواب وبيوجعني.
- بقالي ربع ساعة بتكلم وإنتِ بصه لمحمد لحد ما هو نفسه استغرب.
- محمد مين؟
كانت هترد لولا حنان إلي ندهت عليا، قومت وقفنا في المطبخ نعمل فشار، وقهوة للي طالب، وعصير وشاي، شميت ريحة القهوة وأنا بسمع صوت ضحكاتهم بره، لمة الأهل نعمة، والبيوت نعمة، والصحاب نعمة، حياتنا كلها نعَم لكننا يارب ضُعاف وأغبية.
- هتعمليلك قهوة ولا هتشربي عصير زينا؟
- لأ هعمل قهوة.
شالت طبقين فشار وقالت وهي بتخرج بره وقالت - أعملي ليكِ ولمحمد ومروة.
بصيت للقهوة ومستنيه تفور، سمعت فيروز وهي بتقول "صارلي شي مية سنه مشلوحة بها الدكان، ضجرت مني الحيطان ومستحية تقول، وأنا عيني ع الحلى والحلى ع الطرقات، غنيله غنيات وهو بحاله مشغول" دندنت معاها ومكنتش واخدة بالي من إلي واقف ورايا مربع ايده على صدره وبصصلي، القهوة فارت وصبيت في مچ ليا بحب شكله، ومچ مروة.
- نطرت مواعيد الأرض وما حدا نطرني.
- بتحبي فيروز؟
شهقت وأنا بلفله - أيوه.
قرب خطوتين - وأنا بحبها، لمين القهوة؟
- ليا ولمروة.
- وأنا؟
- كنت هعملك دلوقتي.
- لأ خلاص تقدري تروحي دلوقتي وأنا هعملها لنفسي.
- لأ هعملها أنا.
ابتسم - طيب روحي ودي القهوة لمروة وأي حد تاني وتعالي نعمل ليا وليكِ.
هزيت راسي وخدت المجين وخرجت بره، إديت واحد لخالي وواحد لمروة ورجعتله، كانت فيروز لسه بتقول "صارلي شي مية سنة عم ألّف عناوين، مش معروفه لمين ووديلون أخبار" قلبي دق لما قالي تعالي، شوفته وهو بيعمل القهوة، عيونه لون القهوة، مناخيره حلوة أوي، مناخيره؟ بصيت لصوابعه وفيروز بتقول "بكره لابد السما لتشتيلي ع الباب شمسيات وأحباب بياخدوني بشي نهار
واللي ذكر كل الناس بالآخر ذكرني" ابتسم فبتسمت تلقائي، الإبتسامة مُعدية زيها زي الحب والحزن، القهوة فارت وصبها وفيروز بتقول "قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس، وتشتي الدني ويحملوا شمسية، وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني، ما حدا نطرني"
- بتحبي الشتا؟
- أيوه.
- وأنا كمان، اتفضلي قهوتك.
خدتها منه وابتسمت - شكرًا.
مشي ومشيت وراه لحد ما وقف في البلكونة ووقفت جمبه، كانت في حاجة بتشدني له بدون وعي مني، حاجة بتوقعني، حاجة تشبه لسعة البرد في ليلة شتا، حسيتها وأنا بشرب أول رشفة من القهوة إلي عملها بإيده، كان ليها طعم تاني، مني لله ع الورنيش إلي كنت بعمله لمروة ده.
- أعرفك من وإحنا صغيرين بس إنتِ متعرفنيش بسبب إني مكنتش بختلط بحد من وأنا صغير، لسه فاكر شكلك وإنتِ صغيرة بالفستان البني المنقط أبيض وعمله ضفرتين، كانوا حلوين أوي.
- الضفرتين؟
- عيونك.
قلبي دق وابتسمت وأنا بشرب القهوة أو بمعني أصح بداري كسوفي فيها.
- داريتيهم بالنضارة ليه؟
قلعت النضارة وحطتها على السور وبصتله فضحك ضحكة خفيفة وهو بيبص قدامه، معرفش ليه ضحكت لما هو ضحك بس شعور حلو كان بيحوم حواليا، شعور لطيف ومش فاهمة إيه هو بس هو لطيف يشبه ريحة الأرض بعد المطر.
- إحنا قولنا لمحمد يروح يجيب الطلبات فحد يروح معاه.
أسماء اتكلمت - أنا ورقية وحنان وفرح عندنا كلية.
مصطفى اتكلم - وأنا ومحمود وياسين وحمدي هنروح نشتري لبس لسه.
كلهم بصولي لأن مفضلش غيري ومتكلمتش فمصطفى قال - يبقى عائشة إلي تروح مع محمد.
هزيت راسي فمحمد قالي - قومي البسي، هستناكِ بره.
كان شعور لطيف وهو بيبص لإيدي كل ما نقف في مواصلة ويكون في عربيات بتعدي، ومعرفش سبب الخطفة إلي بتجيلي لما يتكلم واسمع صوته.
- إحنا كده يعتبر حجزنا كل الطلبات مفضلش غير حد يستلمها لما تجهز.
الدنيا مطرت فقال - مكنتش في الحسبان دي، أجيب شمسية؟
هزيت راسي بأه وبطلت تفكير لما فتحها وحطها فوق راسنا، كان قريب وافتكرت نفس واقفتي قدام بياع الجرايد وافتكرته لما بصلي وابتسم، وافتكرت فيروز والمطر والناس ووقفتي لوحدي تحت المطرة من غير حد معايا، مكنش عندي سبب أرفض فيه يجيب شمسية لأن لقيت حد يشاركني فيها فأرفض ليه؟
- تعالى ناكل ايس كريم.
بصلي بستغراب - ايس كريم في الجو ده؟
- دي حاجة جميلة، مستغرب بس لأنك مجربتهاش، جربها ومش هتخسر حاجة.
- فعلًا مش هخسر حاجة بس هنتعب.
- بيتهيألك.
إحساس لطيف لما يبقى في حد معاك، الوحدة مش لطيفة ومش مريحة زي ما بيقولوا، الدنيا بتبقى جميلة لما يعيشوها اتنين، لما يتشاركوا كل حاجة، الاكل، المشاوير، اللبس، الخروجات، حتى العياط، الدنيا مبتبقاش لطيفة لما تعيشها لوحدك.
- تعرفي؟ كان حلمي من وأنا صغير نفس إلي بيحصل دلوقتي، يعني أمشي مع إلي بحبها تحت الشمسية في المطرة، أو تحت المطرة نفسها وتسألني بتحب المطر؟ أقولها بحبك إنتِ فتتضحك وقلبي يضحك بعدها وتغنيلي وقابلتك إنتَ.
ابتسمت - أحلامك بسيطة.
- زي ضحكتك.
- هو أنا إزاي مشوفتكش الفترة دي كلها؟
- كنت مسافر بره.
- ليه؟
- بدرس.
- حلوة الدراسة بره؟ كان نفسي أجرب الإحساس ده.
- غُربة، عبارة عن غُربة وتعب، حياة السكن مش حلوة زي ما بنسمع عنها إلا لو هتشاركيها مع حد قريب منك أوي، حتى لو كده فنتوا الاتنين مش هترتاحوا في مكان غريب، بيتك أمان عن أي بيت تاني، وبلدك بيتك التاني مهما كانت مسافة كليتك بعيدة نسبيًا بس الأهم إنك هترجعي تنامي في بيتك مرتاحة.
- تعبت؟
- أوي يا عائشة والله.
ابتسمت، مش على الكلام لأ على عائشة القمر إلي طلعه من القمر ده.
- طوّلتم في الخروجة ليه كده؟
- أنا حسه إني غيرت رأيي في موضوع الخطوبة بعد الكلية ده.
- طولتي في الخروجة وجيتي مغيرة رأيك؟ أومال لو كنتم بره لبليل كنتِ هتيجي على إيدك عيّل منه؟
- عيّلين.
هي مش فاهمة ازاي تتطمن لما تشوف ملامح شخص لأول مرة، مش حب لأ أمان وراحة غريبة حسيت بيهم واحنا ماشيين سوا، لما اتكلم بصدق وراحة كأنه يعرفني من زمان، وليه لأ؟ محنا ساعات بنقابل في طريقنا ناس منعرفهومش بس بنحس بحب ناحيتهم غريب، رغم إنه متخالقش بنّا مواقف ولا كلمة حتى، القلب بيحب كل إلي يشبهُ.
كنّا قاعدين في القاعدة زهقانين، كانوا بيضحكوا على مواقف حصلت في العيلة قبل كده، وكان محمد قاعد جمب مصطفى إلي كل شوية يبص لرقية ويضحك، كلنا عارفين إنه بيحبها ماعدا هو وهي، الحب صحيح فضّاح.
- بقولك إيه متيجي نخرج.
- هنروح فين يا عائشة؟
- أي نيلة أنا زهقت
همست لفرح - قولي لمروة إننا خرجين بره لو هتيجي معانا.
هزت راسها وقومت أنا ورقية خرجنا بره، بعيدًا عن ارتباكِ من بصات محمد ليا إلي هتكفيني على وشي دي لكنه إحساس جميل، مكنتش حبه أقوم بس الحب فضّاح وكنت خايفة يفضحني أنا كمان.
كلنا كنّا قاعدين بنسمع مروة وهي بتغني كيفك إنتَ لفيروز، معرفش ليه الأغنية دي بتأثر فيا اوي، يعني هي مفكرة إنه مسافر وهو طلع متجوز وعنده ولاد، ورغم ده كله بتقوله بكل رجاء "بيطلع عبالي إرجع أنا وياك، إنت حلالي إرجع أنا وياك، انا وأنت" كلهم بلا استثناء مصطفى أبو حجر.
مخدتش بالي إنه قاعد قدامي وإن مروة ورقية وفرح دخلوا البيت، كنت بدندن في الاغنية وجيت عند اخر حته وسكت، قلبي كان بيدق من عيونه ونظرتها ليا.
- كملي.
- إنتَ الأساسي وبحبك بالأساس، بحبك إنتَ ملّا إنتَ.
قومت ودخلت البيت، ربنا ياخد فيروز على مصطفى أبو حجر على رقية الحيوانة إلي دخلت وسبتني دي.
- قررتي فستان بيبي بلو خلاص؟
- أه.
- ولون الخمار؟
- بيبي بلو.
- والجزمة؟
- ب..
- لو قولتي بيبي بلو هديكِ على سداغك.
- بيضة والله.
ضحكِت - دنتِ الي بيضة.
ضحكت - الاه!
ويارب يا كريم لا تفرق بيني وبين رقية، بيني وبين صحابي وارزقهم الخير ديمًا ديمًا يارب.
- هروح أعمل قهوة اعمل لحد فيكم؟
محدش رد فخرجت من الأوضة للمطبخ، فيروز بتهمس جمبي "يا حبيبي الهوا مشاوير وقصص الهوا متل العصافير" والقهوة وعيونه وضحكته وملامحه وايده قدامي، الحب لما بييجي بينسي الواحد قواعد كانت مبنيّه في عقله، بيفتح باب قلبه ويقعد متربع فيه، بيتحكم في كل شيء جواه، فجأة كل حاجه في عيونه تتغير، الحياة بتبدأ تتضحك بالتدريج، وتتضحك على نفسك وتقول ده أنا؟ أنا إلي حبيت؟
- بتحبي القهوة بليل؟
المرادي متخضتش، ابتسمت وأنا بصب فنجان ليا وله، كنت جاية أعمل لوحدي لقيت إلي يشاركني، مشاركهوش ليه؟
- بس أنا مقولتش إني عاوز قهوة.
- أومال جاي المطبخ ليه؟
- سمعت صوتك فجيت.
- بس أنا متكلمتش.
- صوت أفكارك يستي، عديها.
هو يشبه حضن بعد سنين غُربة، نوم بعد سنين تعب، هي يشبه حاجات كتير حلوة، من حلاوتها متتوصفش، هو جميل وحبيت كونه جميل وميشبهش حد في جماله.
- قررت تلبس إيه في الفرح بكره؟
- مش عارف.
- مشترتش معاهم طقم جديد ليه؟
- مش عارف.
- نروح بكره الصبح نجبلك طقم قمر.
- شبهك، قمر شبهك.
الصبح النهاردة مختلف، أنا امتى وقعت كده؟ وامتى حبيت؟ ضحكت وأنا واقفة قدام المراية وببص لحالي وبقارن نفسي من كام شهر ودلوقتي، النصيب لما بيدق بتتكسر كل القوانين وبنخضع ليها، بنخضعلها بحب.
- حلو القميص ده.
- حباه؟
- أوي.
- يبقى حلو.
الدنيا بتبقى جميلة لما يعيشوها اتنين، وانا عشتها معاك، حسيت بحلاوتها وإنها بتتضحك عادي معاك، لما دلوقتي مشينا تحت المطر وأنت بتتكلم ومسكت ايدي بعد ما سكت مدة طويلة، مسحبتش ايدي، كنت حسه بدفى، دفى محستهوش قبل كده فانا أضعف من إني اسحب ايدي للبرد.
سألتك - بتحب المطر؟
بصتلي وإنت بتبتسم - بحبك إنتِ.
فغنيتلك - وقابلتك أنت لقيتك بتغيّر كل حياتي
تبصلي وتتضحك فأكمل وأنا بمسك ايديك الاتنين - معرفش إزاي حبيتك معرفش إزاي يا حياتي.

"ولعلنا ذات يومٍ نلتقي، لعل هذا اليومَ قريب"


الثاني من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close