اخر الروايات

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل التاسع 9 بقلم رقية سعد

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل التاسع 9 بقلم رقية سعد




 لقد تعبت يا ابنتي فلنسترح قليلا
قالت رشا بمرح وهي تحمل عدة اكياس بيدها فاليوم قررت شراء بعض المستلزمات الخاصة وفكرت بالخروج دون الاستعانه بالسائق وقد وافق حكمت على مضض بعد ان اقنعته بصعوبة
- لقد أصبحنا قرب شركة حكمت سأقوم بالاطمئنان عليه فصحته اليوم صباحا لم تكن جيدة طلبت منه البقاء في المنزل لكنه رفض
أومأت بتفهم وما أن وصلوا لبوابه الشركة حتى سارعت سميرة
- بالقول اذهبي لزوجك يا ابنتي وأنا سأنتظرك هناك في ذلك المقهى
ثم أشارت الى مقهى يقع قرب الشركة ... أجابتها رشا موافقة
- حسنا سيدة سميرة وأنا لن أتأخر
تركتها و بينما هي تريد ان تدلف الى الداخل لا تعلم كيف خطف صبي صغير حقيبتها وفر هاربا بسرعة جنونية هتفت وهي تحاول اللحاق به
- هي انت عد هنا !!
من أين أتى وكيف لحق به لا تعرف امسك الصبي من الجهة الخلفية من قميصه وهو يقول بحدة
- اعد للسيدة ما سرقت
أجاب الصبي بعينين دامعتين وهو يمد يده ليعطي الحقيبة لرشا التي وصلت وهي تلتقط أنفاسها
- تفضلي سيدتي أنا .. انا ... أسف
قال هاشم وهو لازال يمسك به
- سآخذك للشرطة لكي تحرم السرقة ..
إلا أن الصبي هتف بذعر
- أرجوك سيدي لا أريد الدخول للسجن
أجابه هاشم بقسوة
- لما تسرق إذن ؟! أين والداك يا ولد ! كيف يتركوك هكذا تجوب الشوارع ؟!
كان الصبي يرتجف من الخوف اقتربت رشا وهي تنظر له بشفقه لم تعر هاشم ادنى اهتمام بل كأنه ليس موجودا
أمسكت ذراعه وحثته ليقف أمامها .. قالت له برقه وهي تجثو على ركبتها
- ما اسمك يا صغيري
أجابها بعينين دامعتين وفم مرتجف
- وليد
ابتسمت بحنان و مسدت على شعره قائله بشفقة
- لما سرقت يا وليد ألا تعلم أن السرقة حرام ؟!
كان هاشم يراقب الموقف بصمت يركز على وجه رشا الرقيق المورد .. لم يجبها الصبي بشي فقط كان جسده يرتجف تنهدت بصبر وقالت
- أين والدتك ؟! وهل تعرف انك متغيب عن المدرسة ؟
أجاب بصوت مرتجف
- أمي مريضة و أنا تركت المدرسة لأساعدها واحصل على المال من اجل إخوتي الصغار
انقبض قلبها ألما لحاله لتقول برقه
- ووالدك ؟
أجاب بخفوت وهي يطرق رأسه
- والدي متوفي منذ عدة سنوات
نزلت دموعها بسرعة ورغما عنها احتضنت الصبي وهي تقول بأسى وألم
- يا الهي!!!
اعتدلت بوقفتها ونظرت لهاشم وقد تناست كل شيء فلم تعد تفكر ألا بهذا الصبي اليتيم الذي رق قلبها
- أنا أسامحه من فضلك اتركه وشأنه
أجابها بهدوء و داخله تولد إعجاب شديد تجاه تصرفها الذي يدل على طيبتها وتواضعها
- أنا سأتصرف سيدة رشا
قالت بشك
- ماذا ستفعل معه ؟!
أجاب بلطف
- سأخصص لهم مبلغا شهريا وسأحرص على ارجاعه الى المدرسة بنفسي
أومأت والتفت للصبي قائله له بطيبة
- لا تفعلها مجددا السرقة شي بشع وسيحاسبك الله على ذلك عدني انك لن تعاود فعلها ؟
هتف الصبي بفرحة
- أعدك سيدتي
قالت برقة
- أين منزلكم لأتي لزيارتكم باستمرار .. اخبرها الصبي عن عنوان منزلهم بسرعة وعفوية لتقول له مودعه
- انا سأذهب الآن اعتني بنفسك وبوالدتك وأشقائك وكن ولدا مطيعا
بقي هاشم يراقب اختفائها بعينان غامضتان وهو يهمس داخله بحيرة .. كيف تستطيع ان تملك كل هذه البراءة والطيبة امن المعقول ان تكون ممثله بارعة لهذه الدرجة ؟!
لم يصدق عينيه عندما رآها أمام بوابه الشركة كانت رائعة تضج حيوية وشباب وهي ترتدي بنطال من الجينز الأزرق مع قميص اصفر اللون يصل لمنتصف فخذها
لا يعلم لما شعر بالغضب عندما رأى احد المارة يرمقها خلسة !!
تبا ليس من المفترض نهائيا أن يفكر بها أنها متزوجة يا الهي هل ما يحدث له طبيعي ؟
هز رأسه يحاول طردها نهائيا من مخيلته .. ثم التفت وهو يبتسم للصبي قائلا له بجديه
- تعال معي وليد هناك الكثير من الأمور يجب أن نتحدث عنها رجل لرجل . الست رجلا يا وليد ؟!
أجاب وليد برجولة مبكرة
- اجل سيدي أنا رجل المنزل بعد أن توفي أبي هكذا تقول أمي دائما
ابتسم بلطف ليقول
- حسنا جدا أيها الرجل الصغير تعال معي لنرى ما علينا فعله
.................................

دلفت إلى غرفة حكمت لتوقظه عندما تأخر على غير العادة فحت الستائر وهي تهتف بمرح
- حكمت لقد تأخرت اليوم هيا الفطور جاهز
التفتت تنظر له لتختفي ابتسامتها وهي تشاهد ملامحه الجامدة تقدمت ببطء وهي تردد اسمه لكنه لم يجبها تسمرت مكانها ذاهلة لا تستوعب ما ترى .. أجبرت قدميها المتسمرة لتسارع و تتصل بالطبيب الذي أعلن فور وصولة عن وفاته
لقد مات حكمت !! مات وأصبحت وحيدة من جديد ... وقفت على ضريح زوجها وهي مرتدية ثياب الحداد و تغطي عيناها بنظارات سوداء تذرف الدموع بصمت تستمع للتعازي كأنها أصوات بعيدة نظرت لجثمانه وهم يولونه إلى مثواه الأخير .. كم هي رخيصة وهينة حياة الإنسان بالأمس كانت تستمع لصوت ضحكاته ومزاحه واليوم ها هو يرحل بغير عوده ويتركها .. بر الأمان تركها .. من كان سندها وحاميها رحل .
انتهت أيام العزاء وهي شاردة داخلها تشعر بالبرودة رغم دفئ الجو .. شيء ما يجعل قلبها منقبض لا تعرف ما هو .. بعد أن ودعت أخر المعزين توجهت بقدمين متثاقلتين تريد الذهاب إلى غرفتها لتأخذ قسطا من الراحة غير ان صوت أمير أوقفها مكانها استدارت ناحيته تنظر له باستغراب
- أنت لم ترحل ؟؟
أجاب بسخرية
- ولما ارحل وهذا بيت عمي .. ثم ليس أنا من يجب عليه الرحيل بل أنت !!
اتسعت عيناها بدهشة حسنا هي ليست مندهشة من طرده بل مندهشة من السرعة التي نفذها بها
أجابت بصوت مهتز
- هذا بيت زوجي لا يحق لك طردي أنت من .....
لم يدعها تكمل اقترب منها ليمسك ذراعها بقوة
- إياك حتى التجرؤ على لفظها أنت من سيرحل ثروة عمي كلها من نصيبنا فهمتي لاشي لك هنا لذا ارحلي بكرامتك قبل أن ارمي ملابسك العفنة في الشارع
هتفت بحرارة
- هذا ظلم سأشتكيك إلى الشرطة
هز كتفيه بلا مبالاة وهو يقول ببرود
- بلغي لن أقف بطريقك لكنك أنت من ستسجنين بتهمة إزعاج السلطات فالأوراق التي معي قانونية مئة في المائة
نظر لها بقسوة كانت ترتجف من شدة البكاء ليقول أخيرا بتعجرف
- اسمعي سأمهلك أسبوعا واحدا لترحلي وهذا كرم كبير مني وان عدت ورائيتك هنا صدقيني سأطردك بنفسي
تركها وغادر هكذا ببساطة بين ليلة وضحاها بعد أن كانت آمنه أصبحت مشردة بعد ان كانت سيدة القصر أصبحت مطرودة منه .. أين ستذهب ؟؟ وماذا ستفعل ؟؟



الحا\ي عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close