اخر الروايات

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل السادس 6 بقلم رقية سعد

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل السادس 6 بقلم رقية سعد




كان الجناح الذي خصصه حكمت لها كبيرا جدا يحتوي على غرفتين للنوم وصالة واسعه .. كل شيء فيها فخم ومعد على اتم وجه .. اخذت حماما منعشا .. وارتدت فستانا مريحا وجلست تتناول العشاء مع حكمت الذي كان يكلمها عن المشروع وعن الجزيرة واجزائها ليقول لها شارحا
- يوجد عدة اماكن متخصصة للترفيه مثل حمامات الساونا والمقاهي وكذلك المطاعم المنتشرة بأجزائها و اكشاك الباعة المتجولين المتخصصين ببيع مختلف البضائع للسواح
كانت تستمع له وهي شاردة تفكر بذلك المدعو هاشم وكيف كان ينظر لها بكره واشمئزاز كأنها كيس قمامة عفن .. لقد شعرت بتغيره بمجرد ان عرفه حكمت عليها .. بالتأكيد فكر بها كما يفكر الجميع بانها مستغلة و طامعة في ثروة حكمت .. حسنا فليظن كما يريد بما يهمها شأنه .. وهل سيكون مختلف عن الباقين في استنتاجاتهم .. كلا بالطبع .. اذن فلتمحيه من ذاكرتها وتستمتع بهذه الجزيرة الخلابة التي سلبت لبها منذ وصولها
.......................................
- كلا كلا لا استطيع باسم
قالتها بذعر وعيناها متسعتان من هول ما يطلب منها .. سمعت صوته الأبح يصلها عبر الأثير يهمس بعتب كاذب
- اذن انت لا تحبيني
قالت بسرعه وسذاجة وهي تتجه لجهة النافذة تراقب منظر الشوارع المظلمة
- كيف تقول مثل هذا الكلام انا لا احبك فقط انا اعشقك حد الجنون
اجاب بثقة وقد ارتسمت على شفته ابتسامة ذئب وجد وجبة دسمه
- اذن اثبتي لي حبك و نفذي ما طلبت
قالت بتلكؤ وخوف بينما قلبها يطرق بشدة
- باسم انها مدرسة داخليه كيف اخرج منها بالله عليك ؟! هذا غير مسموح !
اجابها بلهجة رقيقة ناعمة دغدغة اذنها وداعبت اوتار قلبها العاشق بحبه حتى النخاع
- حسنا حبيبتي ما فهمت منك انك لو وجدت طريقة للخروج ستاتين اليس كذلك ؟
قالت بتلعثم وهي تقضم اضافرها و تزوغ بنظراتها يمينا ويسارا
- أ...جل .... طبعا
أجابها بهدوء وعيناه تلتمع مكرا
- هناك طريقة لكن يجب ان تتشجعي وتفعليها لنلتقي
قالت بتلكؤ وهي تحاول ان تثنيه عما يريد
- حبيبي ما حاجتك لتراني فنحن نتكلم كل يوم بالهاتف ولا داعي للمجازفة
أجاب بفحيح
- إذن أنت لا تحبيني ولا تريدين رؤيتي !!
اجابت بسرعه
- كلا كلا احبك كثيرا قل ماهي الطريقة وانا سأفعلها مهما كانت خطورتها
تنهد براحة وتصاعد داخله إحساس عارم بنشوى النصر فها هو على وشك ان يوقع هذه الغزالة البريئة بحبائله وسيكون ملعونا ان تركها تفلت من يده دون ان يأخذ منها ما يريد
- حسنا حبي اسمعي ما أقوله جيدا لتنفذيه بحذافيره
..........................................
كانا يجلسان في على إحدى الطاولات المنتشرة في بهو الفندق حيث الطبيعة الخلابة واصوات الأمواج تصلهم بوضوح بينما النسائم المنعشة تهب بين حين واخر .. جلس حول الطاولات المجاورة العديد من السواح من مختلف بقاع الأرض يتناولون الإفطار بحماس ونشاط واصوات همهماتهم تملئ المكان ..
كانت الخدمة ممتازة العاملين يعملون بجد ونشاط كخلية نحل يتنقلون بين الطاولات بلا كسل .. راسمين على شفاههم اعذب الابتسامات المرحبة ..ارتدت رشا فستانا ربيعيا ابيض اللون مطعم بزهور زرقاء وصفراء بكمين قصيرين انساب حول جسدها برقة كان بسيطا يلائم هذا الوقت من الصباح اما مساحيق التجميل فقد اكتفت بوضع الكحل الاسود الذي ابرز جمال عينيها الشهلاء .. نظرت لحكمت بابتسامة بسيطة كان منشغل ينظر هاتفه بتركيز اسبلت اهدابها تتابع فطورها بهدوء .. الجزيرة كانت رائعة الجمال خاصة في وقت الغروب حيث يمكنها رؤية الشمس وهي تختفي خلف مياه الخليج من شرفت جناحها كأنها تودعهم بقبلة حنونه اخذة معها كل احزان والآم روحها لتعدها بغد جديد مشرق ربما يتأخر لكنه سياتي يوما ما حتما سياتي ... برودة سرت على طول عمودها الفقري ورعشة استحلت خلايا جسدها عندما سمعت صوته الرجولي الخشن الذي عكر عليها صفو افكارها
- صباح الخير سيد حكمت
كان يقف خلفها تماما استطاعت ان تستنشق عطر الثقيل ليتغلغل الى دواخل احاسيسها باعثا داخلها زوبعة من المشاعر المتناقضة خجل ارتباك بغض وغضب .. اجابه حكمت بإبتسامة عريضة
- صباح النور هاشم
ثم اشار بيده على المقعد المجاور له
- تفضل هاشم شاركنا الفطور
تنفست الصعداء عندما اعتذر بلطف غير ان قلبها هبط بين قدميها وهي تسمعه يضيف بتسلية كأنه يغيظها
- كلا شكرا لقد تناولت فطوري مبكرا غير اني سأجلس معكم قليلا
جلس بكل خيلاء وكسل بحيث اصبح مقابلا لها ابتسم بتهكم وهو يضيف بنبرة لم تعجبها ابدا
- ارجو ان لا تمانعي تطفلي على خلوتكم سيدة رشا
يا له من حقير همستها داخلها بحقد لم تعرفه سابقا .. ابتلعت ريقها وهي ترسم ابتسامه باردة على شفتيها لتجيب برقة
- كلا طبعا اهلا وسهلا بك
قال حكمت بمرح وهو غير منتبه للشحنات العدائية التي حلقت فوق رؤوسهم
- ما هذا الكلام الذي تقوله !! رشا دائما ترحب بالضيوف والأصدقاء وانت اصبحت من اعز اصدقائي
غمغم شاكرا ليكمل حكمت كلامه بكل براءة
- قل لي هاشم هل انت متزوج ؟!
اجاب بلامبالاة
- كلا
رفع حكمت حاجبيه بتعجب
- لكن لماذا ؟! أنت لازلت شابا ولديك كل المؤهلات التي تتيح لك الزواج
اجاب بهدوء وهو يتعمد جرحها بالكلام
- لم اجد فتاة مناسبة كما أن اغلبهن طامعات يبحثن عن صيد ثمين للحصول على حياة مترفه
امتقع وجهها وكان دلوا من الماء البارد صب فوق رأسها .. انه يقصدها يا الهي يا له من فظ معدوم الإحساس لا يتحلى بذرة من الأخلاق .. حزن عميق انتقل ببطئ الى قلبها بينما تشنجت اصابعها التي كانت تمسك كأس العصير بقوة .. ركزت عينيها على الصحن الذي امامها وهي لا تجرؤ على رفعهما .. أجاب حكمت بهدوء كان يبدو انه لم يفهم مغزى كلامه :
- ليست كل الفتيات متشابهات صدقني ان بحث جيدا ستجد من تستطيع ان تستأمنها على مالك ومنزلك واسمك
ثم أضاف بفخر وهو ينظر لرشا التي كانت مطرقة الرأس قليلا
- اكبر مثال على ما اقول هي زوجتي رشا .. فهي نعم الزوجة المتفانية الرقيقة التي لا تبخل بتقديم المساعدة للجميع
اجاب مؤكد بنبرة ساخرة لم يفهمها حكمت غير انها وصلتها بوضوح
- بالتأكيد سيد حكمت أنت محظوظ بزوجة كزوجتك ليديم الله عليكما نعمة السعادة
امن حكمت خلفه بكل براءة .. لم تعد تحتمل عجرفته وكلامه المسموم المبطن .. كل ما يجري كان فوق طاقتها هي لم تشعر بالرخص والدونية مثلما شعرت الان ...وقفت ببطئ وهي ترسم ابتسامة ناعمة ثم نظرت لحكمت قائلة بنعومة
- عن إذنك أنا سأذهب إلى الشاطئ قليلاً لا تمشى
هز حكمت راسه بالموافقة قائلا
- حسنا عزيزتي اذهبي واستمتعي
نظرت له بعينات جامدتان وقالت ببرود
- عن إذنك سيد هاشم وسررت بالتعرف بك
هز رأسه ساخرا .. استدارت تسير على مهل وهي تعلم لا بل متأكدة من انه ينظر اليها ويراقب مغادرتها .. استطاعت ان تشعر بنظراته المسمومة العدائية المصوبة ناحيتها ودون ان تعرف سببا مقنعنا لتلك العدائية .
كان الشاطئ يبعد أمتار قليلة يمكنها الوصول إليها خلال دقائق .. انحنت تخلع خفيها برشاقة وخفة .. ثم سارت ببطئ على طول الشاطئ كانت الرمال الناعمة تدغدغ قدميها العاريتين في حين شعرها الطويل الذي كان مربوطا كذيل حصان تعبث به الرياح المحملة براحة البحر المنعشة استنشقتها بعمق وهي مغمضة العينين ثم اطلقت زفيرا حارا .. علها تخمد النار المندلعة داخلها والتي أضرمها تشدق وسخرية ذلك البغيض هاشم .. تقدمت قليلا نحو المياه اللامعة لتداعب قدميها قليلا سرت بروده المياه الى كامل جسدها جعلتها تبتسم رغما عنها ..
فكرت بحياتها القصيرة التي عاشتها مع حكمت .. صحيح انه لم يبخل عليها باهتمامه الأبوي ولا بسخائه وكرمة الا أنها لم تكن سعيدة فحياتها مع والدها رغم الفقر الذي كانوا يعيشون به و بساطة احوالهم الا انها كانت اكثر سعادة وراحة.. بل كانت بسعادة حقيقية يكفي الإحترام الذي كانت تشاهده بعيون الجميع حتى في الجامعة كذلك كانوا يحترمونها كثيرا رغم فقرها .. لكن ما ان تزوجت حكمت اختفى الأحترام ولم يعد هناك الا نظرات الاشمئزاز و التقزز الذي يرمقونها به .. حتى تحيتهم كانوا يلقوه عليها مجبرين كأنهم يبصقون بوجهها .. تخلى عنها الجميع ظنا منهم انها تزوجته وباعت نفسها من اجل المال ارتفعت زاوية فمها وتدحرجت دمعه يتيمة على وجنتها .. لا يهم .. كل ذلك لا يهم الان لقد مضى وقت طويل على هذا الكلام وقد تعودت فلما عاودتها تلك الذكريات من جديد !! ولما نظرات هاشم آلمتها بقوة دونا عن الكل !! هزت راسها بيأس وعادت لتسير بتمهل وشرود 



السابع من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close