اخر الروايات

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل السابع 7 بقلم رقية سعد

رواية عشق مكبل بالقيود الفصل السابع 7 بقلم رقية سعد





ابتلعت ريقها بخوف بينما تجمعت قطرات العرق على جبينها وراحتيها .. وهي تتسلل خارج المدرسة كاللصة ..نجحت بمباغته الحارس الأمني من على البوابة ثم اتجهت الى السور الخلفي لحديقة المدرسة كما اخبرها باسم .. ابتسمت بحب وهي تتذكره يا الهي كم تحبه هو قال انه يريد ان يتكلم معها بشأن مستقبلهم يتناقش معها ويحدد موعد ليتقدم بطلب يدها .. وقفت عند السور وهي تبحث عن الشق الذي اخبرها عنه الى ان وجدته .. كان الجدار متهدم قليلا بحيث تستطيع ان تصعد وتعبر الى الشارع بسهولة .. أمسكت طرفي الجدار ثم عبرت بحذر كانت ترتدي سروال من الجينز مما سهل لها المهمة .. قفزت الى الجهة الأخرى برشاقة وخفة .. نفضت يديها من التراب وهي تلتفت حولها ..كان الشارع فارغ لا يوجد احد ..إنها الساعة الواحدة ليلا هل هي مجنونه بالتأكيد الأغلبية الان يغطون بنوم عميق .. أخذت نفسا مرتجفا وهي تسير ببطئ تشجع نفسها وتذكرها بحبيبها باسم وكيف سيأتي لخطبتها ويتزوجون وينجبون الاولاد ولدان وبنت واحده هكذا اتفقا وخططا .. أخرجها من أفكارها الحالمة خيال رجل يسير باتجاهها ليقفز قلبها برعب لكنها هدأت ما ان تعرفت عليه .. بابتسامة واسعه ذهبت تجاهه بسرعه وهي تهمس بوله وعيناها تلتمع بشدة
- باسم
اقترب منها وهو يبتسم ابتسامة شديدة الجاذبية استطاعت ان تراها تحت ضوء المصباح الكهربائي للشارع
- عيون باسم وقلبه ..
وقف أمامها يمسك يدها المرتجفة الباردة
- كيف حالك ريام
أجابت بارتباك وقلبها يقفز بقوة
- بخير .. الحمدلله
قال بمكر
- ما بك حبيبتي يديك باردتين لا تقولي انك خائفة مني
نفت بسرعة
- كلا كلا انا فقط اخشى ان يرانا احد ما
أجاب يطمئنها بنعومة
- اطمئني حبي لا يوجد احد لقد تأكدت من الشارع بنفسي مرتين
تنهدت براحة وهي تنظر لوجهه الوسيم وتقاطيعه الرجولية الخشنة رغم فقره الا انه كان دائم الاعتناء بمظهرة وهذا ما جعلها تغرم به في الحال .. حثها على السير بإتجاه الجدار ليتكأ عليه وهو ينظر لها بعينان محبتان
- سآتي قريبا جدا لأخطبك لم يتبقى الكثير لقد جمعت مبلغا كافيا من المال يكفي لشراء شبكة واستجار بيت صغير يكفينا نحن الاثنين
اجابت بلهفة صادقة
- حقا !!! حقا ما تقول
اجاب بليونه
- بالتأكيد حبيبتي ..ماذا كنتي تظنين ؟! انا احبك بصدق وارغب ان تكوني اما لاطفالي
اقترب منها ببطئ .. رمشت بخجل وارتباك وهي تدير وجهها لتبتعد عنه قليلا لكنه سارع بإمساك معصمها قائلا بصوت مغوي
-ماذا حبيبتي لا تخجلي مني أنا بحكم خطيبك الان
اختنقت أنفاسها وخفق قلبها بشدة وهي تحاول ابعاد يده عنها قائلة بلهاث
- ابتعد باسم لا يجوز ما تفعله أنت لم تتقدم لي رسميا
قال بنعومة
- لا تخافي أنا لا انوي شرا فقط قبلة صغيرة حبيبتي انا متعطش اليك
ثم اقترب من فمها يريد تقبيلها بالقوة
أبعدت وجهها عنه وهي تقول بصوت هامس مرتعب
- ابتعد باسم لا يجوز ما تفعل .. ابتعد والا سأصرخ
قال بفحيح :
- اصرخي لكي يروا آي فتاة منحطة تخرج بعد منتصف الليل لتلتقي بحبيبها .. وستكون الفضيحة بصباح الغد منتشرة في المدرسة ليس هذا فقط بل ستصل الى مسامع رشا وزوجها الوقور أيضا ولنرى عندها ما سيكون قولهما
أضاف بإبتسامة باردة
- لا تجبريني على استخدام القوة هي مجرد قبلة صغيرة هيا حبي لا تكوني بخيلة !
صدرها بدأ يعلو ويهبط وهي تنظر لوجهه الوسيم الذي انقلب لوجه أخر بشع لم تعرف .. كيف .. كيف لم ترى هذا الوجه هل هذا هو باسم حبيبها كانت تهز رأسها بقوة وهي تقول
- لن تتجرأ ... أنت لن تتجرأ
أجاب بثقة
-جربيني فقط
هوا على شفتيها ليقبلها بالقوة وهي تأن بخفوت وتحاول ان تبعد ذراعيه المطبقة على خصرها كالقيد الحديدي بينما تجاهد لإبعاد وجهها عن مرمى وجهه بإستماتة وقلبها يخفق بجنون وداخلها صدى يتردد ماذا فعلت بنفسي ... ماذا فعلت بنفسي
.................................
اوقف سيارته الجيب القديمة امام بوابة المدرسة ثم اطفأ المحرك ونزل بتمهل ليلقي السلام على الحارس الامن المسن
- السلام عليكم ..كيف حالك يا عم درويش
اجاب الرجل المسن بطيبة
- عليكم السلام ورحمة الله و بركاته انا بخير يا ولدي كيف حالك انت
اجاب بابتسامة صغيرة
- الحمد لله
اضاف وهو يشير الى السيارة
- لقد احضرت صناديق المشروبات الغازية وبعض الأشياء الأخرى أرجو أن تسمح لي بنقلها للداخل
أجاب الرجل موافقا
- حسنا انتظر دقائق لأفتح لك البوابة ..
استدار الرجل ليذهب الي البوابة الكبيرة ليفتحها له .. نظر فراس لساعة معصمه انها الواحدة والنصف .. لولا دراسته المسائية في كليه الادارة والاقتصاد و اضطراره للتأخر الى المساء لما حضر اليوم وبهذا الوقت لكن عليه ان ينقل جميع الاغراض والحاجيات المتعلقة بكافتيريا المدرسة حيث امن له صديقة هذا العمل ليتلائم مع دراسته المسائية .. لقد اعتاد على الاعتماد على نفسه لكسب قوته منذ الصغر اذ توفي والداه وتركا برقبته تربية شقيقته الصغيرة مريم لا تزال بسنتها الأولى في كلية الآداب ..طيبة وحنونة تحاول ان تساعده بشتى الوسائل حتى انها رفضت ان تكمل دراستها بسبب تكاليف الجامعة الا انه رفض بشدة ..
اخرجة من شروده صوت انين خافت يأتي من الشارع الخلفي للمدرسة قطب جبينه وهو ينظر بريبة سار ببطئ الى ان وصل للجهة الأخرى ليتفاجأ برؤية فتاة تبدو ضئيلة الحجم تحاول تخليص نفسها من رجل يحاول تقبيلها ..تصاعدت الدماء الى راسة وهبت الغيرة العربية واشتعل اللهيب الأسود بعينية الابنوسية ليسارع بالصراخ وهو يتجه نحوه بخطوات واسعة
- هي أنت اتركها في الحال
التفتا هما الاثنان ناحيته تركها باسم غير ان يده كانت مطبقة على ذراعها بقوة قائلا بوقاحة
- ما دخلك أنت .. رجل وخطيبته لما تتدخل .. اذهب من هنا هيا
تقدم فراس حتى استطاع أن يرى ريام بوضوح شابه صغيرة ربما بعمر 17 ما الذي تفعله في الشارع بهذا الوقت كان يبدو على وجهها معالم الخوف والرعب
قال موجها كلامه لها بهدوء
- أتحتاجين للمساعدة آنستي
أجابت بسرعه وبصوت متضرع
- أرجوك سيدي أنا لست خطيبته هو كاذب ومدعي
تمتم فراس بغضب وهو يندفع بقوة ليكيل له الضربات
- أيها الحقير معدوم الشرف والضمير
تركها باسم مرغما ليتفادى ضربات فراس القوية فقد كان فراس مفتول العضلات قوي البنية .. استغلت ريام اشتباكهما وانطلقت تعود أدراجها من حيث جاءت ..كان باسم يجاهد لتخليص نفسه من يدي فراس الى ان استطاع ذلك بصعوبة ليفر هاربا وهو يقول من بعيد سأعود قريبا لانتقم منك عندها لن يخلصك مني حتى الموت انتظر وسترى تقدم منه فراس محذرا لينطلق باسم كأنه فريسة يهرب من اسد جائع
تمتم فراس بغل
-تبا لك من وغد معدوم الشرف
استدار ليكلم الفتاة لكنها اختفت كان الأرض انشقت وابتلعتها هز رأسه بيأس وهو يقول
- جيل اخر زمن اللهم استر على بناتنا وفتياتنا
................................ز
عادت لغرفتها بأعجوبة وجسدها ينتفض كورقة في مهب الريح .. اندست في الفراش وهي مرعوبة من هول ما حدث لولا ذلك الشاب كيف كان حالها الآن
أغمضت عينيها بشدة تريد أن تطرد شبح باسم عن عينيها .. دموعها بدأت بالهطول بصمت كاتمة شهقاتها في الوسادة لا تريدهم ان يشاهدوا خزيها وندمها
من رأته قبل قليل ليس باسم الطيب بل شخص اخر ذئب متستر برداء الحمل الوديع .. كيف لم ترى دناءته ؟ كيف كانت تدافع عنه وكيف صدقت كذبه ؟؟
ماذا كان سيحصل لها لو لم يأتي ذلك الشاب لإنقاذها ابتلعت ريقها وهي تهمس انها العناية الالهية ودعوات شقيقتها المسكينة التي تثق بها وتصدقها بينما هي خانت تلك الثقة !!
ترى من هو ذلك الشاب الذي أنقذها ؟! ومن أين أتى ؟ ترى ماذا سيفكر بها الان ؟!! 



الثامن من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close