رواية عشق مكبل بالقيود الفصل الخامس 5 بقلم رقية سعد
راقبه هاشم بابتسامة بسيطة .. يا له من وفي يفكر بزوجته المسنه وهو هنا هذا هو الحب الحقيقي وليس مثل والده .. انقبض قلبه وهو يتذكر الضربات التي كان يوجهها لوالدته المسكينة وكيف طلقها وطردها الى بيت اخوتها ثم تزوج من فتاة صغيرة ... في سنه ليحول ثروته كلها باسمها .. ليتركهم مشردين لولا مدخرات والدته لعاشوا عالة على أخواله .. تنهد واتجه ليجلس خلف المكتب ليشبك يديه خلف راسه ويعود بذاكرته لذلك اليوم الذي قدمت له والدته مبلغ من المال قائلة له بحب
- أبدا مشروعا صغيرا وان شاء الله سيبارك الله فيه
اجابها بصوت متحشرج
- من اين حصلتي على المال يا امي
أجابت بحنان وهي تجلس جانبه
- كان لي بعض المصوغات الذهبية ومبلغ من المال في المصرف ورثته عن ابي الان جاء وقته يا بني اعمل واجتهد وارفع راسي
بذلك اليوم اقسم ان يحفر الصخر ليكون ما هو عليه الآن و الحمد لله مشروعه الصغير نجح وكبر بدعوات والدته التي رافقته بكل خطوة ..و ها هو الان يمتلك اكبر شركة للسياحة والسفر في المدينة يعيش مع والدته الحنونة وهو يحاول ان يعوضها عن كل المآسي التي تعرضت لها اما والده فقد مات بعد عدة أشهر من زواجه وأصبحت ثروته بأكملها لزوجته الصغيرة .. زفر بضيق وهو يعتدل بجلسته ويفتح جهازه المحمول ليبدآ بتصفح بريده الالكتروني
................................
وقفت تنظر الى البحر الممتد أمامها بمتوجاته البراقة التي انعكس عليه ضوء الشمس فأصبحت كأنها بساط ذهبي فرش على سطحه بينما اصوات النوارس انبئتها بأنهم باتو قريبين من المرفأ .. تذكرت اتصال حكمت بها قبل عدة ايام لتفاجأ بطلبه منها الحضور الى الجزيرة لتغير الجو ولتستمتع قليلا خاصة وانها تحتوي على الكثير من المناظر الجميلة بالإضافة الى العديد من الأماكن الترفيهية .. سعدت كثيرا باقتراحه وتحمست للذهاب .. هي بحياتها لم تشاهد جزيرة ابدا هذه ستكون المرة الأولى .. اقترح عليها السفر بالمروحية غير أنها أصرت على السفر بالباخرة لتتمتع برؤية البحر وتستنشق هوائه المختلط بملوحته .. استغرق الوصول للجزيرة ثلاث ايام لم تشعر بالممل ابدا اذا ان الباخرة كانت ضخمة وكبيرة مليئة بكل ما هو مسلي لكنها قضت معظم الوقت بالقراءة امام منظر البحر الرائق ... ارتسمت على شفتيها ابتسامة ناعمة لتستدير متجهه الى غرفتها تستعد للنزول الى الجزيرة فقد اكد لها حكمت بانه سيبعث سائقا لاستقبالها عند المرفأ
ارتدت تنورة صفراء اللون طويلة وضيقة مظهره قدها الرشيق مع قميص باللون الابيض المطعم بزهور صفراء .. اما شعرها الغجري فقد امتد على جانبي وجهها بتموجات رائعة وبديعة اظهر بياض بشرتها ما ان نزلت للمرفأ حتى جالت بعينيها تنتظر السائق وحقيبتها الى جانبها .. شاهدت رجلا متوسط العمر يسير نحوها قائلا بأدب
- انت السيدة رشا
اجابت بهدوء
- اجل
ابتسم قائلا
- تفضلي معي انا السائق المكلف بإيصالك الى الفندق
انحنت لتحمل الحقيبة غير ان السائق سارع بالقول
- انا احملها سيدتي تفضلي الى السيارة
شكرته بأدب واتجه الى السيارة لتجلس في المقعد الخلفي ..
انطلقت السيارة تقطع المسافات الواسعة بين المرفأ والفندق كانت الاشجار الخضراء تمتد على طول الطريق مشكلة لوحة فنية بديعة .. بينما السواح منتشرين على طول الشاطئ الرملي ..
كان النشاط واضح جدا في الجزيرة وبينما هي شاردة في افكارها توقفت السيارة امام فندق ضخم جدا وعصري البناء نزلت بتمهل واتجهت الى الداخل كانت الصالة الخاصة بجلوس النزلاء واسعة جدا وكبيرة انتقلت نظراتها بارتباك في المكان وهي تتسأل اين حكمت من المفترض انه ينتظرها .. تنهدت بعمق ثم اتجهت الى موظف الاستقبال قالت بصوتها الرقيق
- عفوا انا اريد ان اسأل ...
غير انها لم تكمل كلامها اذا جاء شاب فارع الطول مفتول العضلات ذو ملامح حادة وصارمة يرتدي سروال اسود مع قميص وسترة يماثلانه باللون .. قال بصوت رجولي خشن :
- عصام اريد جميع السجلات القديمة الخاصة بالفندق على مدى الثلاث سنوات المنصرمة ابعثها لمكتبي في الحال
اجاب العامل بأدب :
- حالا سيدي
نظرت له بانزعاج الوقح كيف يقاطعها بهذا الشكل الا يعرف كيف يتصرف بأدب مع السيدات ..
استدار ليذهب غير انه توقف فجأة لينظر لفتاة صغيرة تقف جانبا كانت تنظر له بتقطيبة يبدو ان شيء ما ازعجها .. استنشق رائحة عطرها الذي انتشر في المكان كان ناعما جدا وانثويا يشبه نوع من انواع الفاكهة ربما الفراولة
جالت نظرته الكسولة عليها من اخمص قدميها الى منابت شعرها اللامع .. عاد ليحدق بوجهها الناعم المنزعج .. كانت جميلة لا بل رائعة الجمال وصله صوت حكمت يهتف بحبور :
- رشا عزيزتي لقد وصلتي أخيرا حمد لله على سلامتك
اجابت بابتسامه ناعمة تماما مثل نعومتها
- سلمك الله لقد وصلت قبل قليلا
وقف حكمت جانبها ليقبلها على جبينها بهدوء ثم التفت لهاشم الذي وقف مكتفا ذراعيه ينظر لهم بوجوم وعينان باردتان .. قال له ببراءة
- هاشم اقدم لك زوجتي رشا
ثم التفت لرشا مكملا تعارفه
- وهذا هاشم عزيزتي شريكي في المشروع
زوجته ؟؟؟؟؟؟؟
تلك الصبية التي تبدو على أعتاب العشرين زوجته ؟؟؟
كان يجلس على الفراش يضع حاسوبه على فخذيه يقوم بمراجعه وانهاء ببعض الأمور العالقة .. عندما تذكرها لقد اعتقد انها ابنته حفيدته او حتى قريبته لكن زوجته لم يخطر ببالة ابدا !!!
بالتأكيد هي تماما كزوجته أبية مجرد عاهرة باحثه عن الثروة توقع الكبار في السن بحبائلها .. ثم تبدأ بممارسة اغوائها لتستحوذ على اكبر قدر من المال منهم تلك الحقيرة كان سيخدع برقتها وبراءة نظراتها .. لوهله احس بالشفقة على حكمت لكن لا يستحق كل ما يجري له .. هو رجل مدرك وعاقل يعرف ما يفعله ترى هل له زوجة واولاد تركهم لأجلها ؟؟؟
تبا لها ولكل فتاة على شاكلتها .. شعر بالقرف و الاشمئزاز ... كيف يمكن ان تبيع جسدها وترميه بأحضان رجل كحكمت تبا لها وللمال الذي يجعل نفوس البشر لاهثه و طامعة بهذا الشكل اغلق حاسوبه بحده ووضعه على الطاولة المجاورة لسريرة .. ثم استلقى و اغمض عينيه وهو يحاول ان يطرد خيال تلك الصغيرة المستهترة عن فكره