رواية عشق مكبل بالقيود الفصل الثاني 2 بقلم رقية سعد
الفصل الثاني
عادت من رحله أفكارها على صوت السيدة شهلاء التي جلست جانبها وهي تهمس بحرج
- رشا عزيزتي أنقذيني انا بورطة
رفعت رشا حاجبيها الرقيقان وهي تدنو منها لتبادلها الهمس
- ماذا هناك سيدة شهلاء ؟
أجابت بارتباك مضحك
- لا اعرف ماذا اقول لك ... لقد تمزق الفستان من الجانب
ضحكت بارتباك لتردف بخجل
- يبدو ان وزني قد زاد في الآونة الأخيرة
ابتسمت رشا بلطف و برقتها المعتادة طمئنت المرأة الثلاثينية قائله بهمس
- تعالي معي إلى الداخل وانا سأخيطه لكي
أجابت شهلاء بامتنان
- شكرا لك عزيزتي لكن أرجوك سيري إلى الجانب الممزق من الفستان لكي لا يلاحظه احد
ضحكت بخفوت و أومأت قائله
- بالتأكيد سيدة شهلاء
دلفا الى داخل القصر ثم اتجها الى غرفة جانبية كانت تبدو حميمية تحتوي على ادوات التطريز وخيوط عديدة ملونه بالإضافة الى العديد من الأقمشة التي طرزت عليها مختلف الرسومات الدقيقة الرائعة ... قالت رشا
- دقائق وسيكون كل شيء على ما يرام
اومأت شهلاء وهي تنظر بإعجاب الى التطريزات المتنوعة ثم قالت بفضول
- هل أنت من قمت بتطريز كل هذه الأقمشة
اجابت رشا وهي تحاول إدخال الخيط داخل الإبرة
- اجل سيدتي فانا مولعه بالتطريز والخياطة خاصة واني املك الكثير من وقت الفراغ بعد ان تخرجت من الجامعة
ابتسمت شهلاء ثم تساءلت :
- ما هو التخصص الذي درستيه ؟
أجابت وهي تتقدم ناحيتها :
- درست علم الجغرافيا
- اوه
فقط هذا ما صدر من السيدة شهلاء أوقفتها رشا أمام مرآة طويلة ثم انحنت قليلا لتقوم بخياطته الفستان على مهل قالت شهلاء وهي تراقب يدي رشا الماهرتان رافعه ذراعها الى الاعلى قليلا :
- كيف تعلمتي التطريز والخياطة ؟
اجابت بنبرة حزينة ويديها تخيطان بمهارة :
- كنت أتذكر امي رحمها الله وهي تطرز لنا شراشف المنزل وأغطية السرير وقد كنت أراقبها بانبهار ثم بدأت أخذ الدروس الخاصة لتعلمها وهكذا تعلمت بسرعة
أومأت شهلاء بصمت فكرت قليلا ثم تساءلت :
- رشا عزيزتي هل من الممكن ان أسالك سؤلا لكن لا تعتبريه تدخلا مني أنا اعتبرك أختي الصغيرة رغم معرفتنا القصيرة ببعض
خمنت رشا نوع السؤال لا بل كانت متأكدة منه لكنها أجابت بنعومة
- بالتأكيد سيدة شهلاء اسألي ما شئت .
قالت شهلاء بخفوت :
- لماذا تزوجت رجلا بعمر والدك لا بل يكاد يكون بعمر جدك أنت فتاة جميلة جدا ومثقفة لما لم تبحثي عن عمل وتتزوجي بشاب يماثلك بالعمر ؟
لاحظت صمت رشا وهي مستمر بالخياطة لتردف باعتذار
- أنا أسفه عزيزتي لكني بالفعل أراك شقيقتي الصغرى .
تنهدت وهي تقطع الخيط بالمقص وتهب واقفة اتجهت إلى الطاولة لترجع ادوات الخياطة لمكانها ثم استدارت بابتسامة واسعة وهي تقول :
- لا تعتذري سيدتي انا اعرف ان اغلب أصدقاء وأقارب حكمت يروني طامعة و باحثة عن الثروة لكن في الحقيقة سيدتي
اسبلت اهدابها تكمل بخفوت :
- الحقيقة هي إنني كنت وحيدة مع أخت صغيرة على أعتاب المراهقة تحتاج لرعاية ومتابعه ..تحتاج لاهتمام أب وقد كان حكمت أكثر من ذلك صدقيني كان الأب والأخ والزوج والسند بدونه لا أتصور كيف لتكون حالتي .
غمغمت شهلاء بتأثر :
- معك حق عزيزتي لكن هل لي بسؤال أخر ؟
لم تنزعج رشا من أسالتها الفضولية بل قالت برقه :
- بالتأكيد سيدتي
قالت شهلاء وهي تدعي الغضب :
- ان قلتي سيدتي سأخاصمك وأغادر الحفل حالاً
أجابت رشا بابتسامة واسعة أظهرت أسنانها اللؤلؤية الصغيرة :
- حسنا شهلاء كما ترغبين
أردفت شهلاء بحرج
- رشا لما لم ترزقا بأطفال الى الأن ؟!
احمر وجنتاها بشدة بينما تعالت دقات قلبها وهي تبعد وجهها الى الجهة الأخرى قائله بهمس خجول
- لم يأذن الله بذلك وكل شيء بنصيب
لم ترد شهلاء ان تسبب لها الحرج اكثر من ذلك لذلك قالت لها مغيرة مجرى الحديث
- ما شاء الله أنت ماهرة جدا لقد خطتي الجزء الممزق بإتقان .
أجابت رشا بأبتسامة صغيرة :
- على الرحب والسعة
لتكمل بمرح
- والآن هيا بنا للحفلة بالتأكيد سيلاحظون اختفائنا
وهكذا تخلصت رشا من أسئلتها الفضولية وانقضت الليلة على خير دون ان تستمع او حاولت صم أذنيها عن المهمهمات والنظرات التي كن يرمقنها بها النسوة بوقاحة ودون خجل .
.............................
دلفت الى غرفتها بعد ان انتهت من الأشراف على الخدم وإعطائهم التوجيهات اللازمة لتنظيف الحديقة وأعادت كل شيء لمكانه
جلست على فراشها بتعب انحنت لتخلع حذائها ذو الكعب العالي المزعج وما كادت ان تعتدل حتى دلفت شقيقتها ريام بابتهاج نظرت لها رشا وهي تدعي الصرامة :
- ما هذا أيتها الشابة لقد قاربت الساعة على الثانية عشر لما لم تنامي لحد الآن غدا يجب ان تسافري إلى مدرستك الداخلية مبكرا ؟
أجابت بمرح وقد تراقصت لمعه الشقاوة في عينيها البنيتين الشبيهتين بعيني والدها
- لم استطع النوم ثم أريد ان أتحدث معك قليلا .
أجابت رشا بتعب :
- انا تعبة جدا ريام منذ الصباح وأنا أقف على قدم وساق من اجل هذه الحفلة وبالنهاية لم يأتي شريك حكمت وتعلل بتعب والدته المفاجئ
مطت ريام شفتيها باستياء ثم سارعت بالجلوس الى جانب شقيقتها
- فقط كلمتان واذهب .
اعتدلت بجلستها واستدارت ناحيتها قائلة باستسلام
- هات ما عندك
ابتسمت ببراءة وهي تقول
- أختي حبيبتي
قاطعتها رشا بنفاذ صبر
- ادخلي صلب الموضوع دون مقدمات
أجابت بسرعة قبل ان تخونها شجاعتها
- الأسبوع المقبل هناك رحلة الى مدينة الملاهي المائية وارغب بالذهاب
نظرت لها رشا وهي تضيق عينيها قائلة
- أنت تعرفين الجواب مسبقا
أجابت ريام وهي تقلب شفتيها بطفوليه
- أرجوك أختي الحنونة
هزت رأسها بإصرار
- كلا لا تحاولي لن اتراجع
اجابت معترضة
- لكن لما اريد سببا مقنعا
قالت رشا بصوت حزين متألم
- انت كل ما تبقى لي من عائلتي فهل كثير علي ان أخاف عليكِ واحرص على الإعتناء بك
ابتسمت رشا بحزن وهي تكمل :
- اعلم اني قد أخنقك برعايتي الشديدة الصارمة لكن حبيبتي إن كنت انا امثل لك الأخت الكبرى فاعلمي انك تمثلين لي عائلة بحالها لذا أرجوك لا تنزعجي مني .
نظرت ريام لوجه شقيقتها المتألم لتسارع باحتضانها وهي تقول بصوت مختنق
- حسنا رشا لا تحزني لن اذهب اعتذر لأني كنت دائما مصدر قلقك وازعاجك
هتفت رشا وهي تبعدها قليلا لتنظر لوجهها :
- لا تقولي مثل هذا الكلام صغيرتي أنت أختي وابنتي وكل ما املك في الدنيا
تمتمت ريام بخفوت
- لا حرمني الله منك أختي
ثم هبت واقفة وهي تقول بمرح :
- حسنا سأخلد الى النوم غدا ينتظرني سفر طويل .. تصبحين على خير
أجابت بحنان
- تصبحين على سعادة صغيرتي