رواية عروس الصعيد كاملة بقلم نورهان اشرف

رواية عروس الصعيد كاملة بقلم نورهان اشرف

الدم ما يغسلوش غير الدم واحنا اذا كان مات عندنا راجل في بداله الف احنا مش نسوان ولا عويل عشان نسيب طأرنا لبيت الرحايمه

كانت تلك الكلمات تخرج من فم كبير الحوامديه بكل غضب وجبروت فبرغم كبر سنه الى انه يتميز بصحه وقوه جيده نظر له كبير الرحايمه هو ايضا بقوه وجبروت وهو يقول

اذا كان عندك انت الف احنا عندنا 2000 و محدش هيجدر يمس شعره واحده من اي راچل من دار الرحايمه

هنا انتفخت صدور رجال الرحايمه بسبب قوه كبيرهم فبرغم انه لم يكمل عامه ال 35 الى انه يمتلك قوه وفطين الى حد كبير

نظر شيخ البلد الي العمده وجده يرتعش بقوه فهو الان ليس بطار بين عائلتين ضعيفتان بل هو جار بين اكبر عائلات البلد تحدث شيخ البلد بعقلانيه وهدوء وهو يقول: يا حاج محمدي انت والحاج رحيم متاكدين ان كل عيله من الاتنين تقدر تقدم بدل الراجل الف بس احنا محدش فينا هيستفاد لما نشوف عيالنا بتموت جدام عينينا

تحدث الحاج محمدي كبير الحوامديه وهو يقول: يا شيخ البلد لو كان اللي مات من الرحايمه كنت هتقول نفس الكلام

نظر له شيخ البلد بابتسامه وهو يقول :يا حج محمدي شرع ربنا مابيتجزاش وانت عارف ومتاكد ان اللي باجوله مابيرچعش في حتى لو عشان مين ولو كان من الرحايمه حد اتجتل على يديكم كنت هاجولكم نفس الكلام

نظر له محمدي بغضب وهو يقول :ما تجولنا نلبس طرح كمان عاوز يذيع في البلد الحوامديه سابوا طار ابنهم لا احنا مش هنسيب طأرنا ولا وحقنا هناخده بدراعنا ولو كنت فاكر ان بالكلام اللي بتجوله هتقدر تخلينا نسكت تبقى فاهم غلط

نظر له شيخ البلد وهو يقول بهدوء :طب يا حاج انا هامشي معك في الكلام هتاخذ طار بنك وبعدين هتموت لهم واحد وهم يموتوا لكم واحد ونفضل في كده لحد يوم الدين انت تموت وهم يموتوا لغايه اما تقضوا على نسلهم وهم يقضي على ناسلكم يبقى ايه الفائده

نظر له العمده بهدوء وهو ينظر الى شيخ البلد بامتنان ويقول: يا حاج محمد فكر في الموضوع بلاش من اتجاهك انت بس فكر في الموضوع كله وانك هتخسر شباب كثير زي الورد

محمدي بقو:ه وانا ايش ضمني ان هو دوت هيكون اخر واحد في عيله اللي يموت ممكن دوت هيخلي الرحايمه تركب وتدلدل رجليها و بدل ما تجتل واحد تجتل اتنين وتلاته

نظر له شيخ البلد بابتسامه وهو يقول: وانا عندي الحل

محمدي بقوه :ايه هو ان شاء الله

شيخ البلد بهدوء : بنت ابنك تتجوز كبير الرحايمه واحد من احفادك يتجوز اخت كبير الرحيم وكده يكونوا العلتين عيله واحده وكمان الرحايمه هتقدم لكم مليون جنيه ديه

هنا اعتلت الغضب ملامح رجال الحوامديه وهم يقولون :عاوزنا نقبل ديه في دم ولدنا

شيخ البلد بهدوء :مين اللي قال كده بس يا ولدي محدش يقدر يقول كده الفلوس اللي هيدفعها الحاج رحيم هتكون مهر عروستنا وطبعا ده ماهر قليل جدا على بنت الحوامديه ده غير ان كل اللي تعويذه عروستنا هيكون تحت امرها و تحت رجليها كمان

نظر الحاج محمدي الى ابنائه بتفكير وهو يقول: خلاص يا شيخ البلد سبلنا وقت نفكر في الموضوع ده

هز الشيخ البلد راسه وهو يقول: تمام يا حاج محمدي قدامك اسبوع وتفكر وتقولي انت اختارت مين اللي تتجوز كبير الرحايمه

كل هذا يحدث تحت انظار رحيم دون ان يتفوه بكلمه فهو متاكد 300 المئه ان لا يوجد اي عروس لدي كبير الحوامديه

في مجلس الخاص ب كبيره الحوامديه يجلس محمدي امام اولاده بتفكير فهو يفكر من هي التي سوف تتزوج رحيم تحدث ابنه الاكبر بقوه وهو يقول : انت ازاى يا حج توفق على كدا ثم أكمل بغضب وتفكير وبعدين هنجيب عروسه منين نجوزهاله ده احنا محدناش غير البنات الصغيره لكن الكبيره كلهم اتجوزوا ده اكبر واحده عندنا في الصغيرين عندها 10 سنين معجوله نجوزه واحده عندها 10 سنين

محمدي بهدوء :مين قال كده يا بكري احنا عندنا عروسه كبير وسنها مناسب كمان

نظر له بكري باستغراب وهو يقول: مين دي يا حاج

محمدي بهدوء : وبنت اخوك طارق

هنا توسعت اعين محمد ابنه الاوسط وهو يقول بصدمه :طارق اخوي يابا ده انت طردت طارق من البيت من يجي25 سنه لما احب يتجوز الست الاجنبيه هنروح نقول اى دلوقتي بنتك هتتجوز ازاي بس وبعدين احنا ايه عرفنا ان عنده بنت في السن دوت

نظر له محمدى بقوه وهو يقول: ان انا اللي قولته هو اللي هيمشي ولو على رقبه مين وحضروا نفسكم عشان بكره هنروح لاخوكم عشان هنرجع البلد والعروسه معنا قال ذلك وصعد الى غرفته دون ان يتفوه باي كلمه اخرى فهو يعرف كيف يضغط على ابنه لكي ينفذ ما يريده دون تفكير

في ذلك البيت الضخم الذي اقل شيء يقول عليه قصر كان يجلس رحيم امام زوجته في الجناح الخاص به و هي تتحرك في الغرفه بكل غضب وقوه وتقول :عايز تتجوز علي يا رحيم بعد ده كله عايز تتجوز علي بعد كل الحب اللي انت بتقولي عليه عاوز تتجوز على ثم اكملت بسخريه وهي تقلده ده انا باحبك يا نواره مفيش لي غيرك يا نواره انتي الحب كله يا نواره في الاخر هتتجوز علي

كان كل ذلك يحدث ام ام رحيم الذي كان يجلس علي الكرسي بكل هدوء فهو يشعر بسعاده كبيره لسبب لغيرة زوجته عليه قال بهدوء :

للدرجه دي بتغيري علي

نواره بغضب هو ده كل اللي فارق معك مش فارق معك انك عايز تتجوز علي مانا هقول ايه ما انت مش حاسس بالنار اللي جوه قلبي

قام رحيم من على الكرسي و اتجه اليها و على وجه ابتسامه و حوطها بيده وهو يقول: مين قال بس كده بالعكس انا متاكد ان الحج محمدي معندوش عروسه لي وبعدين يا نوره حتى لو انا اتجوزت انتي عارفه و متاكده ان انا بحبك انتي وعمري ما احب حد غيرك خليكي متاكده من الموضوع ده يا نورتى ده انتي كل حاجه في حياتي ده انتي حب طفولتي

نواره بابتسامه :وانا كمان بحبك يا رحيم بس ده مايمنعش ان انا رافضه موضوع الجواز دي ثم اكملت بعشق وغرام اهون عليك يا رحيم تتجوز عليا واحده تانيه تشاركني فيك ده انا روحي تروح مني لو حسيت بالاحساس ده

رحيم بعشق :وانا عمري ما احطك في الموقف ده انتي كل حاجه في حياتي و المفروض تكوني عارفه و متاكده من كده ثم حوط خصرها وهو يشتم وعبير رائحتها بكل حب وهيام وهو يقول: المهم دلوقتي خليكي معايا وماتفكريش في اي حاجه تانيه وخليكي متاكده ان انا عمري ما هبص لواحده غيرك

ظهره ابتسامه على شفايف نواره وهي تقول بهدوء: بجد يا رحيم

رحيم بابتسامه :عندك شك في كده

نواره بحب :معنديش شك فيك

اخذ ينثر رحيم قبلاته على نواره بكل عشق وهيام فهي حب طفولته وعشق شبابه لا يتمنى شيء في الدنيا سوا راحتها ذهب رحيم ونواره الى عالمهم الخاص الذي لا يوجد فيه سوى هم فقط لا يوجد اي مشاكل او اشياء تعكر صفوهم

في صباح اليوم التالي تحديدا في احد المناطق المتوسطه الحال تحديدا في ذلك البيت الذي يخص طارق كانت تدخل تلك السيده الشقراء التي تحمل الجمال الاجنبي بكل غضب الى غرفه ابنتها جنه وهي تصرخ بقوه لا تليق بجمالها ولا باصولها الاجنبيه: انتي يا زفته يا اللي اسمك جنه قومي يا هانم عشان الكورس بتاعك انتي ناسيه ان عندك امتحان ولا ايه

رفعت جنه راسها من على المخده ونظرت الى امها بحزن وهي تقول: مامي سيبيني انام بليز عايزه انام

نظرت لها امها بسخريه وهي تقول :طبعا ما الهانم قاعده طول النهار على الزفت اكيد مش عايزه تروح الامتحان

ثم مسكت ذلك السلاح المصري الاصيل وهو فرده الشبشب وصفعت بها جنه وهي تقول :قومي يا زفته عشان امتحانك ولا انتي مش عايزه تروحي كورس

جنه بهدوء: اه يا امي وبعدين انا مش عايز اروح الامتحان لانى عارفه ان انا مش هاجيب درجه كويسه يبقا سيبيني انام بقى

مسحت جانيت على وجهها بغضب وهي تقول :قدامك خمس دقائق بالضبط وتكوني قمتي جهزتي نفسك عشان الامتحان و الا اقسم بالله ما هيحصلك كويس

قالت ذلك وخرجت من الغرفه وتركت جنى تقوم من على الفراش بملل وغضب بعد غضون 20 دقيقه كانت تقف جنى امام المراه وهي تضبط حجابها خرجت من الغرفه وما كادت ان تصل الى باب الشقه الان ارتفع رنين الجرس

سارت جنه تجاه الباب بملل وهي تقول حاضر يا خلود جايه فتحه الباب ولكن وجدت اخر شيء يمكن لها ان تجده فهي تعلمهم جيده صوارهم موضوعه في غرفه الصالون فوالدها يعتز بهم الى حد كبير

الثاني من هنا

تعديل المقال