رواية كمين الحب كاملة بقلم سارة فتحي وريهام علي
كمين الحب"
[الفصل الاول]
بقلم ساره فتحي & ريهام علي
"اتفضلى انزلى وبلاش كلام كتير يا استاذه لازم التفتش
لأنك ممعكيش ما يثبت شخصيتك "
تلك الجملة اردفها احد ضباط كمائن العريش بنبرة جادة وحازمه،
تحاول أن تكظم غيظها من طريقته وهى مازالت تبحث ثانيةٍ فى حقيبتها عن هويتها أو ما يثبت شخصيتها لكن دون جدوى، تشعر بحنق والغضب من نفسها، كيف أن تنسى هويتها
رفعت عيناها تدريجيًا تهتف بحدة زائفة :
- ايوه مش معنى مش لاقيه اثبات ده معناه إنى اتفتش
هو شكلى مجرمه بعدين انت معاك بطاقة الترشيح بتاعتى اهى
زفر الظابط ساخطًا وهو يضرب على صفيح الحافلة :
- اركنلي على جنب كده .. اتفضلى انزلى يا استاذه
بطاقة الترشيح مش اثبات .. اتفضلى احسن هبتدى اخد الاجراءات الامنية
زمجر السائق قائلًا بنفاذ صبر :
- اتفضلى انزلى يا أنسه مش عايزين مشاكل
ترجلت من الحافلة والخوف ابتدا يزحف إليها،
غمغمت بإرتبارك :
- ممكن بس افهم انا ازاى هتفتش
انا ممكن اتصل ببابا يجى يجيب الاثبات بس
اتفتش دي صعبه
شملها الضابط بنظرة ضيق، عابس الوجه
ثم اجابها بحدة طفيفة :
- تسمحى تسكتى انتى هتدخلى للباشا وهو هيتصرف
****
مرت دقائق اشبه بالدهر وهى بالمكتب فى انتظار قائد الكمين دلف للداخل فأدى العسكري التحيه ثم تحدث باحترام :
- مازن باشا الأنسة مش معاها ما يثبت شخصيتها،
ومفيش معاها غير بطاقة ترشيح وكمان معترضه على التفيش أوامر سيادتك
التفت لهم مازن بشراسه تتناقض مع ملامحه الوسيمه وشعره الأشقر وعيناه السماوتين يهتف بحدة :
- الهانم مش عايزه إيه ؟!
ليه احنا بنحط ليها خيارات، تحب تتأخد على البوكس
وما أن استدار وطالعته لم تستطيع سدره ان تكتم جملتها وقد تناست موقفها امام ذلك الوسيم :
- أوووبااا ..طول عمرها مصر أمان بجيشها ورجالته
ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يسألها بحدة :
- أفننننندم !!!.. وانتى أيه حكايتك انتى كمان ؟!
ارتعدت اوصالها من نبرة صوته التى دبت الرعب داخل ثنايا روحها لحظات توقف عقلها عن العمل
ثم اجابته بصدق :
- أنا نسيت بطاقتى وكل اثبات شخصيه ليا
بس معايا بطاقة ترشيح كليه طب العريش ...
بس انى اتفتش دي حاجه صعبه هو انا باين على وشى انى مجرمه
اجابها بتهكم جلى على ملامحه :
- ده على اساس اللى بيفجروا نفسهم فى وسط الناس بيبان عليهم ....
هات يا بنى بطاقة الترشيح دي، وايه يضمنلي إنك مش سرقاها
ثم نظر للعسكرى قائلًا : مشى الميكروباص لو مفيش حد عليه سوابق ولا حاجه وافتح الطريق
- ايه يمشى الميكروباص دي ..ده احنا هنا فى صحرا
هكمل الطريق جرى،
سألته بدهشه والغضب مسيطر عليها، فاقترب منها
خطوة يهتف بشراسة :
- مش لو روحتى .. متستعجليش لما نشوف حكايتك
استئذن العسكري واولاه ظهره لينفذ الأوامر، بينما
هو اخرج هاتفه يجرى اتصالًا :
- ماجد باشا
- بخير والله بس فى خدمه كده انت لسه فى تأمينات
جامعة العريش،
-اممممم ، طب كنت عايز سجل طالبه عندك اسمها
سدره نور الدين .. معلش ياباشا هنتقل عليك
انهى اتصاله ووقف مكانه بوجه متجمد لا يظهر عليه أى لمحة تأثر وهو يطالعها
فمجال عمله جعل لديه حاسه سادسه لكشف الكذب والمجرمين،
تبدو فتاه عادية نظر لبطاقة الترشيح التى بيده
ثم سألها :
- سدره نور الدين .. طب العريش.. فرقه تانيه
جايه من القاهرة ليه وازاى ؟!
لتشعر بالأحباط يتسلل إليها لتغمغم بحنق :
- كنا ساكنين فى العريش وانتقلنا على القاهرة
بس لما جبت مجموع اقل من جامعة القاهرة كانت لسه بطاقتى على العريش فضحكت على مكتب التنسيق
ابتسم ساخرًا ثم اكمل بخبث :
- طلعتى مجرمه وبتتحايلى على مكتب التنسيق
همت بالرد عليه لكن قاطعها رنين هاتفه ضغط على زر
الأجابه قائلًا وهو ينظر إليها :
- منتحرمش ياباشا لا مفيش .. متقلقش هحتاجك كتير الفترة الجاية .. هشوف البيانات اللى انت بعتها
انهى اتصاله وهو يفتح رسالة ملفها الجامعى يحتوى على صورتها
هز رأسه ثم مد يده لها ببطاقة الترشيح قائلًا بحزم :
- حد غيرى كان زمانك مرميه فى بوكس على ما حد يضمنك، انتى مش نازله فى شارع اللى وراكى عشان تنسى بطاقتك ده انتى داخله العريش يعنى ميت كمين
صرت اسنانها بغيظ وهى تعقد ذراعيها امام صدرها قائلة :
- بوكس ايه بعد الشر عليا، وبالنسبه للعريش هدخلها ازاى دلوقتى وانتوا مشيتوا الميكروباص
رمقها بطرف عيناه ثم اجابها بلؤم :
- امممم، عندى حل هوصلك أنا واكسب فيكي ثواب
عشان الجيش ورجالته الجدعان هاا.. استنى هنا
عضت على شفتها السفلى باستيحاء تلعن تسرعها
واندفاعها بينما هو اولها ظهره متجه للداخل
***
مرت عدة دقائق وكان امامها يرتدى قميصًا باللون الأسود وبنطال باللون الأسود أيضًا طالعته باعجاب نبضات قلبها تقرع كطبول
همست بخفوت :
- لا هو فى ظباط قمر كده.. لأ ده مفيش كده
توسعت عيناه بذهول من جرأتها متسائلًا :
- هو انت على طول كده
- انت قصدك ايه مش فاهمه
استقل السيارة واشار لها بالصعود، فاستقلت السيارة من الخلف، ضرب مازن مقود السيارة بيده قائلًا
بغيظ ونبرة عالية :
- نعمممم، وانتى فاكره انا السواق الهانم اللى جايبه دادى اتفضلى انزلى اركبى قدام
اغمضت عيناها تستغفر ثم نزلت واستقلت المقعد الأمامى بجواره متمتمه ببعض الكلمات :
- هى توصيله بريئة ولا ؟!
- مش فاهم معلش وضحى
زمت سدره شفتيها بسخرية :
- لأ بيقولوا ان الظباط دول بيفهموها وهى طايره،
اقصد بريئة ولا تحرش
اوقف السيارة من صعقة الكلمة متمتمًا ببلاهة :
- أنا تحرش .. هتحرش بيكى انتي ليه ؟!
انزلى هنا فى الصحرا استنى اى عربية توصلك وتعرفى يعنى أيه تحرش، انززززلى
انكمشت على نفسها ثم تحدثت على مضض :
- متبقاش قفوش كده يرضيك واحده زيى بنوته تتمرمط
كمل يا حج الله يسترك مش هفتح بؤى تانى
ثم اكملت بهمس لكنه وصل لأذنيه :
بعدين ايوه عندك حق ده انت اللى يتكتب عليك ضد التحرش
لقد سئم الصدمه والذهول لكل ما تتفوه به تلك الحمقاء ادار المحرك فى صمت يتجه نحو المسكن الخاص بها،
اما هى كانت بداخلها شعور بامتنان له، ليس
فقط امتنان شعور عنيف يجتاح صدرها قلبها يدق بعنفوان
بداية شعلة عشق من اول نظره، اما هو كان يختلس النظر إليها من تحت نظراته السوادء، وصلوا امام البناية
فابتسمت بعذوبة تهمس :
- اسفه عذبتك معايا وشكرًا جدًا ليك
هز رأسه نافيًا ثم اجابها بثقة :
- مفيش تعب ولا حاجه، بس لما تبقى قلقانه من حد متركبيش معاه ابدااا
ترجلت من السيارة مندفعه نحو البنايه حتى اختفت
من تحت انظاره تنهد قائلًا :
- أيه البت المجنونه دي
"الحب يتسلل إلينا دون أن نشعر فجأة "
****
ما خلاص بقى يابنتى انتى كنتى محجوزه فى كمين مش بتفسحى
هوستينى بالظابط بتاعك ده
- تلك الجملة اردفتها يسر صديقة سدرة فى السكن الخاص بهم
اكتفت برد عليها بابتسامة ساخرة ثم زفرت بحنق :
- ده انتي فصيلة بقولك الواد مز كده
لوت يسر فمها باستياء قائلة :
- بعد أذن الروح الحالمة نركز فى الابحاث اللى هتتقدم قبل ما الوزير يجى اخر شهر
- اعوذ بالله انتى يسر انتى دا أنتي العسر بعينه قومى ياستى على المذاكره
***
مر اسبوعين منذ أن اوصلها اصبحت تسيطر على تفكيره
لا يعلم كيف يتخلص من طيفها و ضحكتها
لكن عندما يتذكر وقاحتها ومدحها له تعبس ملامحه
هل من الممكن أن تكون هذه طريقتها فى التعامل مع جميع الشباب
لا يعرف لِمَ مجرد التفكير فقط سرت بعروقه نيران اشعلها بغبائه،
صدح صوت وصل رسالة فألتقط هاتفه يفتحه
***
استيقظت من نومها بعد الظهر لا توجد لديها محاضرات اليوم
توجهت للمطبخ تعد كوبًا ساخنًا من القهوة وشطيرة لتتناولها كوجبة فطار ثم جلست على
الأريكة
ومدت يديها تلتقط جهاز التحكم وبدءت تقلب القنوات بملل ،
فجاءة اوقعت كوب القهوة الساخن من يديها واغرقت الدموع عيناها وقد استفحل الألم قلبها
صرخت بحدة :
- لأ لأ لأ مش معقوله
هرعت إليها يسر تسألها بتوجس :
- مالك ؟!
فى أيه ؟!
- فجرووووا الكمين آآآآآآآآآآه