رواية لو كنت اعرف الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي
و كنت اعرف
الفصل السادس
جمال : عاوز مرانى ياسامية
سامية باستغراب : وهو انا ابقى مراة ابوك ياجمال ، مانا متنيلة قاعدة قدامك اهو
جمال : عاوز اطلق امك يا سامية ، عاوزك انتى بس اللى على ذمتى ، مش عاوزها تبقى فى كل حكاوينا
سامية بفضول : يعنى برضة عاوز ايه
جمال بحزم : احنا لازم نروح شقتى ، انا مابقيتش عاوز افضل هنا
سامية : واسيب ماما
جمال : عاوزك تبقى ست ، من يوم ما اتجوزنا لحد النهاردة ، امك هى اللى بتعمل الاكل ، من يوم ما اتجوزنا لحد النهاردة غسيلنا كله بيتغسل تحت ، لما بحب اسأل على غيار واللا قميص بسأل امك ، الحاجة الوحيدة اللى بتعمليها انك بتنضفى الشقة ، اكتر من كده مابتعمليش ، هتفضلى لحد امتى معتمدة على مامتك
سامية : انا ماقدرش اعمل كل ده ، هو انا ماكنة ، انا بنى ادمة مش شغالة
جمال : ماياما ستات وبتعمل كل ده ، وممكن كمان يكونوا بيشتغلوا وبرضة شايلين بيوتهم ، اشمعنى انتى
سامية بغضب : تقصد طبعا زى الست ايمان مش كده ، ماكل ماتيجى مناسبة تقعد تقارننى بيها
جمال : هو ده بقى مربط الفرس ، انك بتغيرى منها
سامية : اغير من مين ان شاء الله ، تيجى ايه دى فى جمالى واللا شياكتى
جمال : ورغم ذلك بتغيرى منها
سامية بحدة : انت اللى طفس ودايما عينك منها
جمال بصلها بتركيز شديد وقاللها : انتى معتقدة انى لما بشكر فى ايمان ، انى بشكر فيها كأنثى ، عشان كده دايما بتعامليها بندية ، بتغيرى عليا منها ياسامية
سامية بصتله بزعل وسكتت
جمال : طب لو حلفتلك انى عمرى مابصتلها البصة اللى انتى فاكراها دى
سامية : اومال بتبصلها ازاى ياجمال ، دايما كلامك عنها اشعار
جمال : ببصلها انها بنى آدمة ياسامية ، بنى آدمة محترمة ، صاينة غربة جوزها وقايمة بدورها و دوره
سامية بغيرة : و بتشتغل وليها كيان وعلاقات ، وبتروح وبتيجى
جمال : وانتى كنتى طلبتى تشتغلى و انا رفضت
سامية بسخرية : وهشتغل ايه بقى ان شاء الله
جمال : يعنى عدم شغلك ده برغبتك واللا من قلة الشغل
سامية وهى بتهز اكتافها : من دة على دة
جمال بتنهيدة : عموما لو جه قدامى فرصة شغل مناسبة ليكى هبلغك ، وانتى وقتها تحددى ان كنتى عاوزة تشتغلى واللا لا
بس المهم دلوقتى ، عاوزك تدينى معاد نبقى جاهزين فيه اننا نسيب هنا ونروح شقتنا
سامية بمحايلة : ليه نسيب بيتنا بس ياجمال ، وكمان انت لسه بتقول اهوه انى عمرى ماعملت اكل ، هنعيش على ايه بقى وهناكل ازاى يعنى
جمال : هناك برضة بيتنا يا سامية ، وهتتعلمى ياحبيبتى ، مافيهاش حاجة ، وهصبر عليكى اكنك لسه عروسة جديدة وشوية بشوية هتلاقى نفسك اعتمدتى على روحك فى كل حاجة ، وانا مش هسيبك وهبقى معاكى دايما ، وانا متأكد اننا هناك هنبقى مبسوطين اكتر من هنا
سامية بتردد : بس ماما قررت تقعد معانا على ما مشكلتها تتحل مع بابا
جمال : خلاص .. سيبيها هى تقعد هنا براحتها ، واحنا نمشى
سامية : ازاى بس ، مش هتوافق طبعا
جمال بحزم : مايخصنيش ان كانت توافق واللا لا ، اللى يخصنى اننا نروح شقتنا فى ظرف اسبوع
سامية بخضة : ايه .. اسبوع ايه ، لا طبعا الحاجات دى مابتجيش كده ، ده العفش لوحده على مايتلم …..
جمال قاطعها وقاللها : مالكيش دعوة بالعفش ، انتى كل اللى عليكى تلمى هدومنا وبس ، وانا هكلم شركة متخصصة هتيجى تفك العفش وتنقله وتركبه هناك وتفرش كل حاجة بعد التنضيف كمان ، وانتى هتروحى على القعاد يادوب هنرص الهدوم فى الدواليب
سامية بتردد : بس ماما
جمال بزهق : اسمعى ياسامية ، اللى انا بقولهولك ده .. هو الطريقة الوحيدة اننا ننقذ جوازنا ومايحصللناش زى ابوكى واخوكى ، وانتى حرة بقى يابنت الناس ، عقلك فى راسك تعرفى خلاصك
وسابها مع نفسها تاخد وتدى ولبس وخرج ، ووهو نازل قابل محمود راجع من برة
جمال : ايه ياعم محمود ، روحت لسليم
محمود : وياريتنى ماروحت
جمال : لسه منشف دماغه برضه
محمود فتح شقته و دخل ، ووراه جمال ، وبعد ماقعد قال بتعب : شكلها كده خلصت على كده
جمال وهو بيهز راسه بموافقة : غلبت معاه امبارح ومافيش فايدة
محمود بفضول : انت كلمته امبارح
جمال : روحتله بالليل بعد ماعرفت اللى حصل
محمود : وانت عرفت ازاى
جمال بسخرية : حماتى طلعت وحكت لسامية ، ولما حماتى كلمته اتصلت عليه من تليفون سامية
محمود بانتباه : وهى اتصلت عليه قالتله ايه
جمال : هددته انه لو صالحها او ماطلقهاش هتقاطعه ومش هتعرفه تانى
محمود بفهم : ايوة بقى قول كده ، وانا اللى عمال اقول هو ايه اللى قلبه من بالليل للصبح ، اتاريها هى برضة خرابة البيوت
جمال : طب وبعدين هنسيبهم كده
محمود بحزن : والله يابنى مانا عارف اخرة المشوار ده ايه
جمال : طب بعد اذن حضرتك ، انا قررت اخد سامية والولاد وهنروح نقعد فى شقتى فى المقطم
محمود بدهشة : وليه يابنى
جمال : ماتزعلش منى ياعم محمود : بس بصراحة ، لو حماتى فضلت على وضعها ده هتخرب على بنتها زى ماخربت على سليم
محمود : يابنى خلاص ، حماتك مش هيبقى لها وجود فى البيت ده من تانى
جمال بسخرية : ده بس من طيبتك ، حماتى قررت انها تعيش فوق مع سامية
محمود بغضب : مين اللى قال الكلام ده
جمال : هى اتفقت على كده مع بنتها ، وانا بصراحة مش حابب ده ، لانى عارف كويس هى بتعمل ايه وناوية كمان على ايه بعد كده
محمود سكت شوية وقال : يعنى البيت هيفضى عليا من كله ، ده انا قلت انت ومراتك اللى هتاخدوا بحسى
جمال : حقك عليا ياعم محمود ، بس هقوللك زى ماقلت لسامية من شوية ، ان دى الطريقة الوحيدة اللى ممكن ننقذ بيها جوازنا ومايحصللناش اللى حصل لسليم او حضرتك
محمود : وسامية وافقت
جمال : على مضض ، خايفة من حماتى طبعا
محمود بتنهيدة : اللى تشوفه فى مصلحتكم يابنى اعمله ، وربنا يصلح حالكم ويبعد عنكم كل اذى
جمال : يارب ، طب هتروح لمدام ايمان
محمود : روحتلهم مالقيتهومش فى البيت ، وكلمت الحاج مصطفى ، لقيتوا خرجهم يفسحهم ، فهروحله بعد صلاة المغرب كده ان شاء الله
جمال : تحب اجى معاك
محمود : لا يابنى ، كتر خيرك ، سيبنى اروح انا الاول لوحدى ، عشان تبقى بحريتها معايا
……………….
عزيزة راحت عند اخوها الكبير وطبعا قلبت الحقايق كلها ، وطلعت نفسها مغلوبة على امرها وان محمود اتلككلها على حاجات فاضية وطلقها ورماها فى الشارع ، بس بنتها صممت تاخدها عندها
ولما اخوها قاللها.. ابنك اولى بيكى ابتسمت بمكر وقالت له فعلا ، عندك حق
و نزلت من عند اخوها راحت شقة سليم ورنت الجرس ، سليم فتح لقى امه فى وشه وهى فاتحة له حضنها ، سليم دخل فى حضن امه واخدها دخلها وقعدوا مع بعض
عزيزة : شفت ابوك قليل الاصل ، طلقنى بعد عشرة ٤٢ سنة ، اخدنى من بيت ابويا وانا لسه ما افهمش حاجة فى الدنيا ، يا دوب خمستاشر سنة ، يقوم بعد ده كله يطلقنى ويرمينى عشان خاطر المعدلة مراتك وش البومة ، اللى من يوم ماخطت عتبتنا وكل خناقاتنا بسببها
سليم كان بيسمع منها وهو ساكت ، فبصتله وقالتله : انا خلاص مابقاليش مكان اروحله ، فهعيش معاك هنا
فجأة سليم قعد يضحك جامد وعزيزة ماكانتش فاهمة هو بيضحك على ايه فقالت له : ايه .. كلامى مش عاجبك يا ابن بطنى ، اروح اشوفلى لوكاندة واللا دار مسنبن اقعد فيها
سليم دلك وشه بيأس وقاللها : هندور سوا يا ماما ، هندور سوا
عزيزة بحدة : يعنى ايه ، بيتك مش هيساعنى وانا اتطلقت بسببك
سليم باحباط : اتطلقنا بسبب بعض ، بس مش دى القضية ، القضية ان ابويا لما لقانى مصمم اطلق ايمان قرر انه هيكتبلها الشقة باسمها ، فاصبحت انا كمان ماليش مكان اروح فيه
عزيزة بغضب : ايه ابه ايه ، يكتب ايه لمين ، لااااا ، ده ابوك هربت منه على الاخر ، ده لازم يتحجر عليه ، انت من الصبح ترفع عليه قضية حجر
سليم بصدمة : انتى عاوزانى ارفع قضية على ابويا
عزيزة بحدة : كك بو ، وهو لو عامل حساب انه ابوك كان يعمل كده
سليم بحزم : شيلى موضوع الحجر ده تماما من دماغك ، لانى لا يمكن اعمله ، انا هطلق ايمان عشان ماتغضبيش عليا ، فاكيد مش هرفع قضية على ابويا .. انسى
عزيزة بسخرية : وهتقعد فين بقى على كده ياعين امك
سليم : هشوف شقة صغيرة اقعد فيها مؤقتا على ما اشوف هعمل ايه بعد كده
عزيزة : خلاص ، تعالى اقعد معايا عند اختك على ماتدبر حالك
سليم : لا ، مش عاوز احتك ببابا اليومين دول ، سيبينى انا اصرف حالى
عزيزة : وناوى تسيبلها العفش والحاجة اللى فى البيت كمان ، خدهم افرش بيهم الشقة اللى هتاخدها
سليم برفض : الشقة دى بتاعة امنية يا ماما ، ماينفعش تلاقينى اخدت منها حاجة كفاية عليها كده ، وبعدين برضة الحاجات اللى فى الشقة دى بتاعة ايمان وهى اللى جايباها
عزيزة بتريقة : يا حلاوة ، يعنى هتطلق وكمان تاخد الشقة باللى فيها ،لا وكمان خايف على زعل بنتك اوى ، وهى مازعلتش عليك ليه ، كان المفروض تفضل معاك وتقول لامها انا عاوزة افضل مع ابويا
سليم : خلاص يا ماما مش وقته
عزيزة بلهفة : اوعى تكون اديتها فلوس واللا عرفتها طريق حاجة ، لاتطمع فيك وتقول ارجعله على ما اقشقش اللى حيلته
سليم بسخرية : لا ماتخافيش ، مش هتقشقش حاجة
……………..
بعد صلاة المغرب فعلا محمود راح من تانى لايمان عند باباها ، ولما رن الجرس لقى ايمان اللى فتحت له واول ماشافته .. اترمت فى حضنه وضمته ليها بحب صادق وقالت له : اوعى تزعل منى يا عمو … انت عارف غلاوتك انت بالذات عندى شكلها ايه
محمود وهو بياخدها تحت جناحه : اوعى انتى يا بنتى اللى تزعلى منى ، ربنا يعلم انا عملت ايه من امبارح لغاية النهاردة عشان خاطرك
ايمان بفضول : حصل حاجة واللا ايه
محمود بدعابة : انتى ناوية تسرسبينى فى الكلام على الواقف كده ، مش هتقعدينى واللا ايه ، واللا ابوكى حرج عليكى تقعدينى
مصطفى وهو خارج من اوضته : قلتلها ماتقعدكش لحد اما اخدك بالحضن الاول ، انت اصلك وحشتنى بزيادة يا راجل ياطيب
محمود ومصطفى اخدوا بعض بالحضن وسلموا على بعض بترحاب شديد جدا ، وقعدوا بعد مامصطفى نده على فاطمة تعمللهم شاى
فاطمة خرجت رمت السلام ورحبت بمحمود ، وراحت على المطبخ ، وامنية جت جرى من اوضتها اترمت فى حضن محمود وفضلت قاعدة فى حضنه وهو بيبوسها من راسها ، لحد ما رفعت وشها وقالتله : هو بابا خلاص كده يا جدو
محمود : خلاص كده ازاى يعنى
امنية بزعل : خلاص قرر انه يستغنى عننا
ايمان : ايه الكلام اللى بتقوليه ده يا امنية
امنية : انا مابقيتش صغيرة يا ماما ، وفاهمة وحاسة باللى بيحصل ، واللى شفته امبارح عمرى ماهسامح بابا عليه ابدا
ايمان : حبيبتى الموضوع بينى وبين بابا
امنية بحدة : وبابا صمم ان الموضوع يبقى قدامى يا ماما ، يبقى لازم ابقى طرف فيه
وبعدين التفتت لمحمود وقالت له : بابا شاف كل اللى حصل و سكت ياجدو ، بابا ماحاولش يدافع عن ماما بكلمة واحدة ، و كمان فى العربية قاللها كلام وحش اوى قدامى ، كلام كله غلط ، ماحصلش ، كل ده عشان يرضى تيتا عزيزة ، طب هى تيتا عزيزة ليه دايما عاوزة تضايق ماما
محمود كان بيسمع امنية وهو متضايق جدا انهم وصلوا الطفلة دى لكل الغضب الداخلى اللى جواها ده فبعد ما سكتت ، محمود باس راسها تانى وقاللها : ربنا اللى يعلم يابنتى ، انى حاولت على اد مقدرتى انى اخد حق مامتك وهفضل احاول انى احافظ على حقها لحد ما اموت
ايمان بصدق : ربنا يديك الصحة و طولة العمر يارب
محمود بص لامنية وقاللها : معلش ياحبيبة جدو ، ممكن تسيبينى مع ماما وجدو شوية ، انا عارف انك كبرتى ، بس معلش سيبينا شوية
امنية باسته فى خده وقامت وهى بتقول : بس ماتمشيش من غير ما اشوفك
محمود بابتسامة : وانا اقدر برضة
امنية راحت على الاوضة وقفلت عليها ، وكانت فاطمة عملت الشاى وجت قعدت معاهم
محمود شاور لايمان تروح تقعد جنبه ، ولما راحت قعدت جنبه ، طلع من جيبه ظرف اداهولها
ايمان : ايه ده
محمود : ده عقد الشقة بتاعتك
ايمان باستغراب : الشقة بتاعتى
محمود : ايوة يابنتى شقتك ، ما انتى عارفة ان طول السنين دى وهى لسه باسمى ، ويمكن ده كان من تدابير ربنا ، عشان تبقى باسمك انتى مش اسمه
ايمان بلوم : وحضرتك ممكن تتصور ان حاجة زى دى لما تحصل انا ممكن اتغاضى عن اللى حصل وارجع لسليم من تانى
محمود بزعل : اخص عليكى با ايمان ، بقى انا برضة هفكر كده
ايمان باعتذار : انا اسفة ، بس مش فاهمة
محمود : قبل ما اتكلم معاكى وافهمك ، عاوز اسألك سؤال وتردى عليا بصفتى عمك محمود اللى طول عشرتكم كنتى بنته اللى بيحبها اكنها من صلبه ، وانسى مؤقتا انى ابقى ابو سليم
ايمان : سؤال ايه ده
محمود : انتى شايفة ان طلبك الطلاق من سليم ، يبقى فعلا الحاجة اللى انتى عاوزاها ، هو ده اللى انتى محتاجاه ، انا عارف انك قدها وقدود ، لكن الشيلة وانتى على ذمته غير وانتى مطلقة برضة يابنتى ، وانتى اكيد عارفة ده وفاهماه كويس ، هتقدرى يا ايمان
ايمان بتصميم : القرار ده ماهواش وليد يوم وليلة يا عمو ، القرار ده بفكر فيه من فترة ، لكن رجوع سليم نهائى والحاجات اللى حصلت منه من ساعة مارجع خلانى فعلا شايفة ان هو ده الحل النهائى اللى اجلته سنين
محمود : يعنى سليم انتهى تماما بالنسبة لك ، مافيش اى امل فى الصلح
ايمان هزت راسها بالنفى باصرار
محمود بتنهيدة : طيب يابنتى ، انتى ادرى بمصلحتك من اى حد ، انتى اللى عايشة ومعاشرة مش حد تانى ، عقد الشقة اللى معاكى ده لانى عاوز ابوكى يعمللنا عقد بيع وشرا منى ليكى ، دى اقل حاجة اقدر اقدمها لام حفيدتى بعد كل السنين دى
ايمان بصت لمصطفى تشوف رد فعله بتردد فمحمود قاللها : رغم انى عارف ان الحكاية دى يمكن ماتكونيش فكرتى فيها ولا جت على بالك ، لكن ده حق يا بنتى ، ثم انتى كده كده حاضنة ، ومن حقك انه يسيبك فى الشقة
ايمان : بس انا اللى مشيت ، سليم ماخرجنيش منها
محمود بابتسامة : عارف ، زى ما انا عارف كمان الشرط السخيف اللى حطهولك عشان يوافق انه يطلقك ، بس صدقينى .. ده بس كان بيحاول يخليكى ترجعى فى كلامك
مصطفى : انا عملتلها تنازل وهى مضت عليه ، بس ده مش معناه انى هسيب حقها يا حاج محمود ، ماتزعلش منى .. انا مش هسيب حق بنتى ابدا
محمود بحزن : حقك ، وحق بنتك ، وعمرى ما اقدر الومك على اى تصرف تعمله
مصطفى بحزن : رغم انى عاتب عليك ياحاج ، انا بنتى اتهانت فى بيتك بدون وجه حق
محمود : ويعلم ربنا انى ماسكتش ، وعشان تبقوا عارفين ، انا طلقت عزيزة امبارح
ايمان بشهقة : ياخبر ، ليه كده ياعمو ، بقى بعد العشرة دى كلها
محمود : اتأخرت اوى يابنتى ، يمكن لو كنت عملتها من زمان ، ماكانش جبروتها وصل ابدا للى وصلت له ده
فاطمة : لا حول ولا قوة الا بالله ، نصيب
محمود : يعلم ربنا انى كنت بدافع عن بنتك دايما فى حضورها وغيابها
فاطمة : الصراحة ايمان قالتلنا امبارح على كل حاجة ، وقالت انك كنت دايما فى صفها
محمود : المهم ، شوف هتعمل العقد ونوثقه امتى ياحاج ، عشان ايمان ترجع بيتها ، وعشان خاطر امنية كمان ماتحسش ان فى حاجة فى حياتها اتغيرت
مصطفى : طب وسليم .. والطلاق
محمود : انت كنت لسه بتقول انك مش هتسيب حق بنتك ، شوف اللى يناسبك واعمله ، ووقت ماتحتاجنى ابقى حاضر معاك ، ادينى تليفون وهتلاقينى قدامك وايدى فى ايدك فى كل حاجة تعود بالخير عليهم
…………………..
عزيزة رجعت تانى عند سامية ، وقعدت معاها وحكت لها كل اللى حصل والكلام اللى دار بينها وبين سليم ، وسامية مابقيتش مركزة مع كلام امها ، كان كل تركيزها ازاى تفتح معاها موضوع نقلها من الشقة اللى جمال قاللها عليه
بعد ماعزيزة خلصت كلام لاحظت ان سامية مش معاها فقالتلها بحدة : هو انا بكلم روحى ، انتى يابت عماله بكلمك وانتى مابترديش عليا ليه
سامية بانتفاضة : ها ، لا ابدا يا ماما ، انا بس كنت … كنت عاوزة اقوللك على حاجة كده
عزيزة بفضول : فى ايه يابت ، انطقى كده على طول وقولى ايه اللى حصل ومش مخليكى على بعضك كده
سامية بتردد : ما .. ماحصلش حاجة يا ماما ، كل الحكاية ان جمال يعنى عاوزنا نروح نقعد فى شقته
عزيزة بتوعد : سمعينى كده تانى بتقولى ايه … تروحوا تقعدوا فين ياعين امك ، انتى يابت انتى هبلة ، عاوزة تروحى تقعدى بعيد عنى عشان يستفرد بيكى ويسقيكى من الامارة كاسات ، وعملتى وماعملتيش ، و ده حلو و ده مر
سامية : ليه يعنى يا ماما ، هو جمال لسه هعاشره النهاردة
عزيزة بسخرية : ااه ياقلب امك لسه هتعاشريه ، انتى طول السنين اللى فاتت دى كنتى متدارية وانتى وسطينا ، لكن هناك بقى ان شاء الله هتعملى ايه ، ده انتى مابتعرفيش تقلى بيضاية
سامية بتردد : جمال عارف كل الكلام ده ، وهيصبر عليا على ما اتعلم
عزيزة وهى بتمصمص شفايفها : هو فى راجل بيصبر على نشفان بطنه برضة ، واشمعنى يعنى دلوقتى ، بعد ما اخوكى هيطلق بسلامتها
وبعدين قالت بمكر : واللا ناوى ياخدك هناك بقى ويتلككلك عشان يطلقك انتى راخرة زى ما ابوكى عمل معايا ، ويرميكى من غير ماتطولى من حاجتك قشاية واحدة ، ويبقى هو خالى وهى خالية ، ويروح يتجوزها بقى ، ماهى كانت على طول مزغللة عينيه
سامية بشهقة : تفتكرى يا ماما تكون دى فعلا نيته
عزيزة : شوفى انتى بقى ، اهو جوزك وانتى ادرى بيه
سامية بغيظ : بقى كده برضة يا جمال ، طب ابقى ورينى بقى هتمشى من هنا ازاى
عزيزة بايعاذ : وتشوفيلك طريقة تخليه يكتبلك شقة المقطم دى باسمك ، اوعى تسيبيهاله ، الا المحروسة هتتطلق وهتاخد الشقة ، وانتى مقعداه العمر ده كله فى ملكك من غير مايدفع ولا مليم ، يبقى من حقك تاخدى الشقة
فضلت عزيزة تملى دماغ سامية بكلام كتير على جمال وايمان فى نفس الوقت لحد مابقت عاملة زى القنبلة الموقوتة
بعد شوية جمال رجع من برة لقاهم قاعدين وعزيزة على وشها نظرة تحدى ، وعلى وش سامية نظرة غيظ وقهر فقال بهدوء : حمدلله على السلامة ياحماتى ، عاملة ايه
عزيزة بسخرية : هفضل طول عمرى كويسة ياجوز بنتى
جمال بفضول وهو بيبص لسامية : مالك ياحبيبتى ، وشك متغير كده ليه
سامية بصتله بغل و قالتله بغضب : هيبقى مالى يعنى ياسى جمال ، كل الحكاية انى فهمت لعبتك ونيتك السودة اللى ناويهالى
جمال باستغراب : لعبة ايه ونية سودة ايه اللى بتتكلمى عنها دى ، ماتفهمينى بتتكلمى عن ايه
سامية : عن شقتك اللى عاوز تفرشها بعفشى وحاجتى وحاجة عيالى عشان تشفطهم فى كرشك وتروح تتجوز بيهم بعد كده ست القديسة اللى مابتغلطش ابدا ومافيش منها ، اللى مستنيها تتطلق عشان تبقى خالية ، بقى دى اخرتها ياجمال ، بقى بعد عشرتنا دى كلها ، تبيعنى وتبيع عيالك عشان واحدة خطافة رجالة ماتسواش فى سوق الحريم مليم احمر ، طب انا بقى مش هسيب شقتى ولا بيت اهلى ، روح انت بقى يا حبيبى مطرح ما انت عاوز ومطرح ماتحط راسك ابقى حط رجليك ، وتعمل حسابك ان شقة المقطم لازم تنكتب باسمى ياجمال والنهاردة قبل بكرة
جمال بقى واقف مذهول من كل الاتهامات اللى سامية اتهمتهاله ، لكن لما بص لنظرة الشماتة اللى على وش عزيزة فهم كل حاجة فى لحظة واحدة ، فبص لسامية بهدوء شديد رغم الزعل والحرقة اللى ماليين قلبه وقال لها بحزم : رغم انى اقدر اجرك من شعرك واحطك فى المكان اللى انا عاوزه ، لكن مش انا اللى اعمل كده
قدامك بالظبط اسبوع ، سبع ايام مايزيدوش ساعة ياسامية ، لو ما حضرتيش نفسك انك تتنقلى معايا هناك ، انا هنقل لوحدى يا سامية ، بس وقتها ، مش هتكونى على ذمتى ، وابقى خلى قعدتك جنب امك تنفعك ، ولحد الاسبوع مايخلص انا فى بيت امى ، ولو فضلتى على رأيك ابعتيلى رسالة عرفينى فيها عشان ما اتعبش نفسى ولا ارجع هنا تانى ، و دخل اوضة النوم جاب شنطة سفر كبيرة لم فيها حاجته بالكامل ورجع خرج وقفل الباب وراه بكل هدوء
جمال نزل لمحمود وحكاله على كل اللى حصل وقال له : انا حذرتها من مشايانها ورا امها وهى برضة ماسمعتش كلامى ياعمى ، و آدى اللى كنت عامل حسابه حصل ، وماتزعلش منى ياعمى ، انا هنفذ الكلام اللى قلتهولها بالحرف الواحد ، انا ماعنديش ابدا استعداد انى اعيش بقية حياتى فى ضغط الاعصاب والنكد ده
محمود بتنهيدة : حقك يابنى ، بس معلش سيبنى انا احاول معاها محاولة اخيرة ، وبعدها ، اللى فيه الخير يقدمه ربنا
سامية كانت قاعدة بتغلى بعد الكلام اللى عزيزة قالتهولها ، وكمان رد فعل جمال اللى صدمها ، فبقت مذهولة وتايهة ومش عارفة تعمل ايه ، لقت تليفونها بيرن وباباها هو اللى بيتصل ، ردت وهى بتبص لعزيزة بتوجس وقالت : الو .. ايوة يا بابا ، ازيك
محمود بعتاب : هو يعنى انتى لسه فاكرة ان ليكى اب
سامية بتردد : ليه بس بتقول كده
محمود : ما اصلك لو لسه فاكرة كنتى على الاقل سألتى عليا حتى ولو مرة واحدة من ساعة اللى حصل
سامية بامتعاض : يا بابا دول هما يومبن
محمود : البنى آدم بيموت فى لحظة واحدة
سامية بخوف : بعد الشر عليك يا بابا ، ماتقولش كده
محمود : قصره ، انزليلى .. عاوزك فى كلمتين
عزيزة كانت طول المكالمة عمالة تشاورلها انها ماتتكلمش معاه ومتغاظة منها انها ردت عليه ، وبالتالى سامية كانت بترد على ابوها وهى متلخبطة وبتتلجلج فى الكلام فقالتله بتقطيع : هو يعنى لازم دلوقتى
محمود بحزم : قومى من جنب امك وانزليلى حالا ، والا ماتلوميش غير حالك على اللى هيحصل يابنت عزيزة