رواية كأس من الالم الفصل الثاني 2 بقلم وتين القطامين
الفصل الثاني من الجزء الاول
واستيقظت من تخيلاتها على صوت هاتفها الذي يرن وانتبهت الى وجهها المبلل بدموعها على تلك الذكريات كم كانت سعيدة وقتها مسحت وجهها و تنحنحت لترد على الهاتف كانت ندى سكرتيرتها الخاصة
- سيدتي اريد اعلامكِ ان الوفد الاجنبي على وصول هم بالمطار حاليا و بعثت السائق لأحضارهم كما طلبتِ و سوف يتوجهون إلى فندق الشركة كما اخبرتنا تماما و سيكونون هناك في تمام الساعة الواحدة و النصف
- حسنا
-أتامرين بشي اخر؟
-اجل اريد ان تجهزي لي ملفات الصفقة و ايضا اياكِ ان تكون بها اخطاء كالمرة السابقة و ايضا اخبريهم بتجهيز الطائرة سأسافر غداً مساءاً الى اسبانيا لذلك على الصفقة ان تتم اليوم اخبري الفندق بتجهيز عشاء عمل
- حسنا سيدتي
اغلقت الملف ووضعته بدرج مكتبها و اغلقته بالمفتاح ثم قامت بمسح وجهها جيداً و تأكدت بانه لا يوجد اي اثر انها كانت تبكي قبل قليل و خرجت من المكتب و ركبت سيارتها و قادتها بسرعة كبيرة نحو الفندق التابع لشركتها
وصلت الى الفندق و استقبلها مدير الفندق و اخبرها بانه انجز كل ما طلبته من التحضيرات وسألها : هل اتيتِ لاستقبال الوفد ؟ أنزلت نظارتها الشمسية ونظرت به باستهجان فهي نارة يوسف لا تستقبل اياً كان هو ابتلع ريقة بصعوبة و قال : - اعتذر
اكملت سيرها و توجهت نحو غرفة الاجتماعات وطلبت بعض الملفات من المحاسبة و بدأت بتدقيقها بعد مرور خمس عشرة دقيقة طلبت استدعاء مدير الفندق (ذلك المسكين ) دخل بتوتر و قال : طلبتني سيدتي
نارة القت الملف الذي
المدير و قد بدأ يتعرق امسك الملف بيدٍ مرتجفة و بدأ يقرا حتى انتبه للخطأ الموجود بالحسابات : انااا انااا
وقفت نارة من مكانها و نظرت به بحدة : اناااااا ماذا ؟
قال لها : اقسم بأنني دققته ولكن لا اعلم كيف غفلت عن هذا التفصيل
نارة : تعلم بأنني لا احب التقصير بالعمل أليس كذلك ؟
المدير بعد ان فقد اعصابه من شدة التوتر فهو يعلم كم هي جدية بالعمل و لا تقبل بأصغر الاخطاء : انا آسف سيدتي ارجوك سامحيني اعدك بأن لا يتكرر مثل هذا الامر
نارة : 24 ساعة ان لم تعرف اين ذهب هذا المال و ما هو سبب هذا الخطا لا تريني وجهك هنا مجددا لانك عندها ستكون مطروداً
المدير : ارجوكِ لا تفعلِ حسناً سأعرف مصدر الخطأ لكن اريد وقتاً اطول
نارة وقد اعادت ارتدا نظارتها تهمُّ بالرحيل : 24 ساعة .
الم اقل لكم مسكين
*****************************************
"نارة يا ابنتي تعلّمي شيئاً في هذه الحياة ، مهما كان حصولكِ على حقّك صعباً عليك المحاربة لأجلة وستواجهين الكثير ولكن ايّاك والاستسلام لا تقبلي بالخطأ مهما كان السبب ولا تؤمني ابدا بالعبارة التي تقول الغاية تبرر الوسيلة فهي ليست كذلك عندما تكونين على حق دائما ستكونين الاقوى ولكن عندما تخطئين
ستكونين الاضعف ولكي تخرجي من هذا الضعف لا تخشي الاعتراف باخطائك و تذكري انني دائما الى جانبك و انني احبك بشدة اعتذر يا ابنتي تمنيت البقاء معك اكثر و اعلّمك و اسير معك خطوة بخطوة ولكن لا استطيع سأكون ملاصقا لاسمك دائما و بجوار قلبك اعدكِ احبك يا ابنتي سامحيني على ما تركت
لكِ من مسؤولايات ثقيلة وفوضى عارمة ولكنكِ تستطيعين تحملها انا اعلم ذلك"
كانت هذا كلمات والدها الاخيرة لها لم تبكي هذا المرة بل شعرت بنارٍ داخلها نارة اقسمت على عدم اطفائها يوماً
اصطحبت اخويها من المدرسة و ذهبت معهما بنزهة صغيرة ، هذا طبعها دائما عندما تنوي السفر كما كان والدها يفعل عندما كانت صغيرة عادوا الى المنزل قرابة الساعة السادسة و أعدّت نفسها للاجتماع وودعت شقيقاها وتوجهت نحو الفندق دخلت وجلست على طاولة العشاء حيث يجلس الوفد
و جاد ايضا جلست و بدأ النقاش بالصفقة و انهوا العمل قال جاك مغازلا لنارة : سيدة نارة انا لا اصدق ان السيدات العربيات يستطعن ان يكنّ على هذا القدر من الجمال و النجاح بالعمل في الوقت ذاته
نارة ببرود : لا بأس لا تصدق لست مجبرا على اي حال
ضحك جاد ولكنه سرعان ما اخفى ابتسامته تلك و شعر جاك باحراجٍ شديد من ردها البارد هذا وحاول الرد ولكنه لم يجد رداً مناسباً
قال جاد ليخفف من شحنة الاحراج : أنوقع العقد يا سادة ؟
جاك : قبل ان نفعل انها اغنيتي المفضلة آنسة نارة أتسمحين لي بالرقص معك؟
نارة : انا لا احب هذه الاغنية اعتذر منك كما انني افضل توقيع العقد حاليا .
قالت روز : لا مشكلة لنوقع العقد
بعد توقيع العقد استأذنت نارة لدخول الحمام عندما خرجت من الحمام وجدت جاك يقف عند الباب
قالت بنفسها : ان فعلت ما افكر فيه اقسم بانني سأجعلك تندم طيلة حياتك
اقترب جاك : بالمناسبة انا لم أُرفَض ابدا في حياتي بل ونادراً ما اعرض شي على احد فأنا تأتيني العروض جاهزة انا اقبلها أو ارفضها حسب مزاجي
نارة ببرود مميت : لكل شيئٍ بالحياة مرة اولى لا تقلق ستعتاد مع الوقت
جاك اقترب اكثر و حاصرها بالحائط : ومن قال انني ارغب بالاعتياد فانا آخذ ما اريد وقت ما اريد
نارة : ابتعد
جاك : وان لم افعل ، ماذا ستصرخين ؟
ضحكة نارة بسخرية وخلال ثواني كانت قد امسكت يده و لفتها حول ظهرة وشدتها بعنف كادت تكسرها صرخ جاك من الالم وقالت بهمس : انا لا اصرخ يا احمق وانا حذرتك بالابتعاد ولكن انت لم تسمعني وانا في حياتي لا احب ان يخالف احد اوامري -وشدت على يده اكثر بعد ان تثبيته وبدأ يتأوه من الالم- أفهمت ؟
جاك -بألم فهي قد ثبتته ولا يستطيع الحركة- : اجل اجل اتركيني
قامت نارة بدفعه فجاء على وجه وقد اجتمع من بمطعم الفندق على صوت صراخ جاك جاءت روز و خلفها جاد الذي يعلم ما حصل حتى دون ان يرى
روز : جاك ؟ ماذا حصل ؟ أانت بخير ؟
جاك بتلعثم : اجل اجل فقد تعثرت خطواتي ووقعت
روز : ما بها يدك ؟
جاك : لقد سقطت عليها لمستها روز فصرخ جاك من الالم
نارة ببرود : سلامتك سيد جاك واظن ان ذراعك قد انخلعت و تحتاج الى الطبيب ثم تحركت للخروج من المطعم دون ان تنظر وراءها مرة اخر
جاد : بالسلامة سيد جاك اصعد الى غرفتك و سأرسل طبيبا اليك عمتم مساء