رواية وردتي الشائكة الفصل التاسع وعشرون 29 بقلم ميار خالد
الفصل التاسع و العشرون
صمتت مي للحظات و رتبت كلماتها ثم تحدثت مع العميد حتي تقدم تلك الشكوى !
مى : انا كنت جايه اقدم شكوى عن حد من أعضاء التدريس هنا
العميد : اكيد دكتورة ريم .. و ده طبعا بخصوص اللي حصل في الرحلة
مى بثبات : لا مش دكتورة ريم ! انا جايه اقدم شكوى علي دكتور ايمن اللي واقف قدامك ده
ايمن نظر لها بفزع و قال : ايه !
مى : شكوتي ضد دكتور ايمن .. هو مكنش منتبه لينا في الرحلة خالص و دكتور ريم كانت قايمه بواجبها جدا .. لدرجة أنها لما ملقيتنيش خرجت تدور عليا و فعلا لحقتني في آخر لحظة .. في حين أن دكتور ايمن كان شايف و حاضر كل ده و اختار أنه يعملها مشاكل بدل ما يساعدني و ده عشان هو على خلاف شخصي معاها و انا متأكدة أن دكتورة ريم ملهاش ذنب في حاجه
العميد : بس دكتور ريم نفسها قالت إن هي اللي غلطانه في الموضوع ده
مى : هي قالت كده عشان ميحصليش مشاكل .. لكن للأسف انا اللي غلطانه في الموضوع ده هي ملهاش ذنب .. انا اللي اختفيت فجأة و مشيت مع نفسي من غير ما اخد رأيها .. انا كنت صريحة مع حضرتك و اتمني تقدر صراحتي دي .. و بلاش دكتور ريم تتحط في مشاكل مش بتاعتها هي ملهاش ذنب
العميد تنهد ثم قال : انا مقدر صراحتك دي .. بس مش هقدر اعدي الموضوع من غير عقاب حتي لو كان والدك صديقي
مى : انا عارفه .. و انا مستعدة لأي عقاب بس ارجوك بلاش دكتور ريم تتأذي .. و لو حد غلطان فهو دكتور ايمن .. و اخر حاجه عايزة اقولها أنه هو اللي حرضني اجي دلوقتي و اشتكي على دكتور ريم عشان تترفد رسمي
الكاتبة ميار خالد
العميد حدثه بعصبية : ايه التصرفات دي يا ايمن ! هو احنا في حضانة ولا ايه
ايمن صمت و لم يعرف ماذا عليه أن يقول و تملكه الاحراج ليصمت و اكتفى بنظرات توعد لمى التي طالعته بثبات
مى : عن إذن حضرتك يا دكتور .. انا قدمت شكوتي لو تسمحلي امشي
العميد : اتفضلي يا مى
ثم خرجت مى من المكان سريعا و تنهدت براحة كبيرة .. و وبخ العميد ايمن بشدة و كان عقابه هو فصله من تلك الجامعة ! .. كما تدين تدان
_________________________________
تململت ورد في فراشها و نهضت منه لتتفاجئ حين تجد كريم نائم على الأريكة ! اخر مرة رآته كانت ليلة أمس عندما تركته في غرفته و عادت الي غرفتها مرة أخرى .. ايعقل أن يكون قد اتي بعد أن نامت ؟
تحركت من مكانها و اتجهت له و اقتربت منه قليلا ثم جثت على ركبتيها و ظلت تطالعه للحظات حتي تململ هو مكانه فتوترت هي و جاء لتنهض و لكن اختل توازنها لتقع على الارض و تتأوه بألم فاستيقظ كريم و نظر إليها
كريم : في ايه ؟ انتي كويسة .. انتي كنتي مرقباني ولا ايه وقعتي كده ليه
الكاتبة ميار خالد
ورد : ياه على الكسفة اللي انت فيها يا حازم
كريم ابتسم على منظرها هذا و نهض من مكانه ليساعدها فنهضت هي أيضا
ورد : انت جيت هنا ازاي صحيح .. انا اخر مرة شوفتك كانت في الاوضة بتاعتك امبارح
كريم فرك شعره بحركة عفوية و صمت لتقول هي
ورد : انت جيت بعد ما نمت صح
كريم : بصراحه مهانش عليا ابات في اوضة تانية .. اتعودت منمانش غير و انا حاسس انك جمبي حتي لو في نفس الأوضة بس كفاية
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : و لما امشي .. هتعمل ايه
كريم ابتسم : لما بقى .. انا مش عايز افكر في أي حاجه بعدين
ورد ابتسمت و قالت : انا هروح اطمن على ريم .. صحيح انت متعرفش حاجه عن عمر ؟
كريم تنهد بضيق : راح يقعد عند صاحبه .. انا عارف أنه بيحبها من زمان بس مكنتش اتمني ريم تعرف بالطريقة دي
ورد : تعرف من زمان ؟! يعني هو قالك
كريم : مقالش .. انا شوفتها في عينه دي حاجه مينفعش تتخبى يعني
ورد : اخر حد كنت أتوقع أن عمر يحبها هي ريم .. الأمور بتتعقد اكتر
كريم : و ليه اخر وحده .. هي ريم فعلا تتحب .. كفاية أنها اختك !
ورد خجلت قليلا لتقول محاولا تغيير الموضوع : طب و الحل دلوقتي
كريم : اخلص و افوق بس من موضوع مروة ده .. و انا هصالحهم على بعض و نفرح بيهم
ورد : نفرح بيهم ؟؟ قصدك ايه يعني انا لسه معرفش ريم بتحبه اصلا ولا لا
كريم : و لو طلعت بتحبه ؟
ورد : انا اللي هجوزهم بنفسي
كريم ابتسم : ده القدر مصمم يجمعنا بقى
ورد : لا بيتهيألك عادي بتحصل على فكرة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : والله ؟
ورد : اه والله .. انا هروح اطمن على ريم
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك هو ثم تنهد و ذهب ليستحم
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلفت مروة الي غرفة صابر بغموض و اتجهت اليه ببطئ حتي جلست أمامه تحديدا و كان هو نائم و ما أن فتح عيونه حتى وجدها أمامه ليفزع بشدة و ينتفض من مكانه ، ابتسمت باستفزاز و قالت
مروة : صباح الخير .. عامل ايه
ابعد صابر نظره عنها لتحرك يدها و تمسك يده بعنف
مروة : سمعت انك اتحسنت .. وريني التحسن ده
ثم ضغطت على يده أكثر ليحركها رغما عنه و يدفع يدها و انصدمت هي عندما رأت يده تتحرك
مروة : كده تكون اتحسنت و تخبي عليا .. دي اخرتها يعني
انزعج صابر منها و ظل يدفعها عنه بضعف حتي قالت
مروة : خايف مني كده ليه .. اومال لو كنت اذيتك بجد .. ما انت عارف ان حالتك دي مليش اي دخل بيها .. انت اللي وقعت من على السلم يومها .. مش كنت تاخد بالك يا عمي يرضيك كل السنين دي كده في حالتك دي
نظر لها صابر بضيق لتكمل هي : انا بعترف اه انك موقعتش بسببي .. بس اعترف اني كنت ببدلك العلاج بتاعك عشان تفضل كده .. ده كان كفاية اوي عليا
ظهرت نظرة ضعف في عيون صابر فقالت مروة
مروة : ابنك فاكر أنه ذكي و يقدر يقف قدامي .. بس لا .. واضح انك حبيت ورد زيه مش كده باين على تحسنك .. يا خسارة اكيد هتوحشك بعد اللي هعمله فيها !
نظر لها صابر فجأة لتكمل هي باستفزاز
الكاتبة ميار خالد
مروة : متقلقش مش انا اللي هطردها من هنا .. كريم هو اللي هيطردها !
ثم اقتربت منه اكثر لتهمس : لما يشوف خيانتها بعينه ! مع السلامة يا .. عمي
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة لتترك صابر في حالة يرثي لها من القلق على ورد و ظل يدعي ربه بداخله أن لا يحدث لها مكروه !
في غرفة ريم ..
دلفت ورد الي غرفة ريم لتجدها جالسة في شرفتها تنظر إلي السماء بدون تركيز فاتجهت إليها ورد
ورد : عاملة ايه النهاردة
ريم : احسن الحمدلله
ورد : انتي مش كنتي المفروض ترجعي بعد يومين .. رجعتي بدري ليه كده
ريم : حصل مشكلة عشان كده رجعنا بدري .. لو كنت اعرف اني هشوف وشهم تاني مكنتش رجعت
ورد : متقوليش كده .. الحمدلله أنهم مشوا خلاص و مش راجعين تاني
ريم : و هما جم ليه من الأساس .. عرفوا مكاننا منين
تنهدت ورد بضيق : القدر يا ريم .. احنا كان مكتوب لنا نرجع نشوفهم تاني بعد السنين دي .. الأسئلة ملهاش لازمة دلوقتي
ريم : عندك حق .. بس اتمني متجمعش بيهم تاني لأي سبب
ورد ابتسمت : بس المرة دي انا بشكر ربنا أن خالك جه لحد هنا !
ريم بدهشة : نعم ؟!
ورد : لولا أن خالك جه .. عمرنا ما كنا هنعرف أن لينا أملاك و عقارات
ريم نظرت لها بعدم فهم : مش فاهمه يعني ايه ؟
ورد : يعني احنا لينا ورث من امنا .. و مكناش نعرف بيه
ريم بصدمة : ايه ؟! انتي بتهزري معايا !
ورد : لا مش بهزر .. دي حقيقة
ريم : و انتي عرفتي منين الكلام ده
ورد : خالك مكنش جاي عشاننا يا ريم .. كان جاي عشان الامضاء بتاعتي كان عايز يمضيني على تنازل .. و لولا أننا هربنا منه زمان كان زمانه مضاني زي الهبلة على التنازل و انا مش فاهمه حاجه .. يلا ربنا يسامحه لكن انا عمري ما هسامحه
ريم : انا مش قادرة استوعب اللي بتقوليه بجد
ورد : ولا انا كنت قادرة استوعب .. بس دي الحقيقة
تنهدت ريم بضيق : انا تعبت يا ورد .. كل شوية الدنيا ترمينا في اتجاه و بعد ما نتعود عليه و نحبه .. ترمينا في اتجاه تاني .. ليه حياتنا مش طبيعيه زي الناس ليه كلها مشاكل و اختبارات
ورد ضربتها بخفة و قالت : قولي الحمدلله يا هبله .. ده احنا غرقانين في نِعم ربنا .. اه انا معاكي أن في مشاكل كتير بس كل دي اختبارات من عند ربنا .. بيقيس إيماننا بيهم و انتي تيجي زي الهبله تقولي ليه كده يارب
ريم : طبعا الحمدلله مش قصدي يا ورد .. بس انا تعبت من كل اللي بيحصل ده
ورد : حقك و مش هلومك .. بس اللي يريحك و يسعدك أن ربنا معاكي .. ربنا كاتب لينا كل حاجه هتحصل .. شوفي الدنيا الفترة اللي فاتت مشت ازاي و رخامة مجدي عليا و اني اسيب الشغل و اني أقابل كريم عشان في الاخر نتجوز مع اني في الاول كنت فاكراه مش كويس .. بس بعد ما عيشت معاه لقيته اطيب خلق الله
صمتت للحظات ثم أكملت بحب : انتي عارفه أنه هو اللي رجعلي حقي .. هو أول حد عرف أن ليا حق اصلا و وقف جمبي .. هو الوحيد اللي فهمني و حسسني اني بني ادمة بصحيح .. انا مشوفتش ولا هشوف في طيبة قلبه
ريم نظرت لها للحظات ثم تحولت نظراتها الي شخصا ما يقف خلف ورد لتقول
ريم : كريم !
ورد ظنتها تمزح معها فقالت : لا مش هياكل معايا المقالب دي
: انا هنا فعلا على فكرة !
التفتت ورد سريعا لتجد كريم امامها يطالعها بابتسامة جميلة فقالت
ورد : انت جيت امتي !
كريم : ما ساعة ما بدأتي تمدحي فيا
ورد بتوتر : طيب انا هروح اعمل حاجه مهمه وسع كده
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك عليها هو و ريم ثم اتجه إليها
كريم : عاملة ايه دلوقتي ؟
ريم : بخير الحمدلله
كريم : انا اسف جدا على اللي حصلك من عمر
ريم : متتأسفش انت ملكش ذنب
كريم : بس عمر مش وحش .. حاولي تسامحيه
ريم نظرت له بألم و اردفت : عارفه أنه مش وحش .. عمر من احسن الناس اللي قابلتها و معتقدش هقابل حد زيه .. بس مش هقدر
كريم : ليه مش هتقدري
ريم : مش هقدر و خلاص يا كريم .. عارف لو عمر كان آذاني في أي حاجه غير موضوع الضلمة ده كنت هقدر اسامحه لكن ده مش هقدر
كريم : بس خليكي فاكرة أنه عمل كده من قبل يعرف أنه بيحبك فعلا .. يمكن هو السبب اه بس انتي مشوفتيش كان قلقان عليكي ازاي يومها .. انا اول مرة أشوفه بالحالة دي
ريم كانت تسمعه بصمت حتي قال
كريم : ممكن أسألك سؤال بس تجاوبي بصراحه
ريم : اسأل
كريم : انتي حبيتي عمر ولا لا ؟
ريم نظرت له فجأة بتوتر و تردد لتصمت و حولت نظرها بعيدا عنه فابتسم هو و قال
كريم : مش لازم تتكلمي .. عرفت الإجابة .. و عشان كده حاولي تسامحيه يا ريم
قال تلك الجملة ثم تركها و خرج من الغرفة لتتنهد هي بضيق و أعادت نظرها الي السماء مرة أخرى و لكنها لاحظت حركة بين الأشجار في الاسفل لتلفت نظرها و عندما دققت أكثر وجدته أمامها يطالعها بهدوء !
نزلت ريم من غرفتها سريعا و اتجهت الي هذا المكان و لكنها لم تجد أحدا فيه فزفرت بضيق و ظنت أن هذا كان مجرد تخيل منها و التفتت لتمشي و لكنها اصطدمت به لتنظر له بصدمة
ريم : انت !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
كانت ورد في غرفتها ترتبها قليلا حتي دلف كريم الي الغرفة و بيده علبة مغلفة و اتجه إليها
كريم : اتفضلي
ورد بتساؤل : ايه ده ؟
كريم : افتحيه و انتي تعرفي
أخذت ورد منه العلبة و فتحتها لتجد بها هاتف جديد و حديث جدا
ورد : ده موبايل ؟
كريم : انا اسف عشان كسرتلك تليفونك و انا متعصب .. ده موبايل جديد عشان اقدر اكلمك و اطمن عليكي منه .. بنفس خطك القديم و كل حاجه
ورد : مكنش ليه لزوم
كريم : لا كان ليه جدا .. اتفضلي
أخذت ورد منه الهاتف و تفحصته للحظات حتي قالت : بس انا مش هعرف اتعامل عليه .. انا اتعودت على تليفوني ابو زراير
كريم : انا هعلمك عليه
ورد : مش عارفه حاسة اني ماسكة حاجه غريبة في ايدي .. هاتلي من ابو زراير بحبه اكتر
كريم : ده احسن صدقيني و فيه حاجات كتير اوي زيادة عن التاني .. و شوية شوية هتتعودي عليه
ورد : ماشي خليني معاك لحد الاخر
كريم : انا لازم اروح الشركة دلوقتي هخلص كام حاجه
ورد : ماشي
ثم خرج كريم من الغرفة و اتجه الي شركته و امسكت ورد الهاتف بتعجب و بدأت في استكشافه حتى صدع رنينا ! في البداية لم تعرف كيف تفتح الخط حتي نجحت في ذلك
ورد : الو
: آنسة ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة مين معايا
: انتي اخت الدكتورة ريم محمد ؟
ورد : مظبوط
: طيب ممكن حضرتك تيجي للعنوان اللي هبعتهولك في ماسدج دلوقتي ضروري جدا موضوع بخصوص اختك
ورد سري القلق في أوصالها لتقول : ليه خير
: لما توصلي هتعرفي كل حاجه
ثم انهي المكالمه معها سريعا لتقف هي مكانها بقلق
ورد : لازم اروح اشوف في ايه
و في تلك اللحظة جاءها العنوان في رسالة فذهبت لتغير ملابسها و تذهب الي هذا العنوان و بعد لحظات خرجت من البيت تحت انظار مروة الذي فرحت بشدة لأن خطتها سوف تنجح ثم اتصلت بأمير
مروة : ورد طلعت من البيت اهي و جايالك .. نفذ الخطوة التانية عقبال ما اوصل !
امير ابتسم بشر : من غير ما تقولي .. متتأخريش عشان تحضري المسرحية من الاول
ثم أنهى معها المكالمه و اتصل بكريم من رقم غريب
كريم : الو
امير : مش عيب عليك لما تبقى راجل محترم كده و متعرفش مراتك رايحه فين و جاية منين
كريم : نعم ؟! مين معايا
امير : مش مهم مين معاك .. بس لو لسه فيك شوية رجوله تيجي تشوف مراتك ورد و هي معايا !
كريم بعصبية : انت اتجننت ايه اللي انت بتقوله ده !
امير : لو مش مصدقني تعالى على العنوان اللي هيوصلك في رسالة دلوقتي .. و ساعتها تشوف بعينك انا صح ولا لا
ثم أنهى المكالمه سريعا ليهب كريم من مكانه بعصبية شديدة و بدون تفكير خرج من الشركة و اتجه الي العنوان الذي أرسله إليه هذا الشخص .. و هو امير !