اخر الروايات

رواية وردتي الشائكة الفصل الثامن وعشرون 28 بقلم ميار خالد

رواية وردتي الشائكة الفصل الثامن وعشرون 28 بقلم ميار خالد

الفصل الثامن و العشرون
نظر كريم أمامه بصدمة و هو يسمع تلك الكلمات !
: الو .. مبترديش ليه وحشني صوتك
قال كريم بحدة : مين معايا !
: ايه ده .. هو مش ده تليفون ورد ؟
كريم : أيوة تليفونها .. مين حضرتك ؟
: مش لازم انت تعرفني كفاية هي عرفاني .. و عرفاني اوي ابقى اسألها عليا ! و معلش ابقى قولها تتصل بيا تاني
ثم انهي المكالمه سريعا لينظر كريم أمامه بشك و في تلك اللحظة عادت ورد الي غرفتها مرة أخرى بعد أن خرجت من غرفة مروة و اطمأنت على ريم لتجد كريم واقف في منتصف الغرفة بشرود و ملامح وجهه لا تفسر فاتجهت له
ورد : في ايه ؟ واقف كده ليه
و لاحظت في تلك اللحظة هاتفها الذي في يده لتأخذه منه
ورد : ماسك موبايلي ليه .. حد اتصل ولا ايه ؟
كريم نظر لها للحظات و ظل صامتا حتي قالت ورد
ورد : انت مش بترد عليا ليه ؟
كريم : هو انتي مش مخبيه عني حاجه ؟
ورد : لا هخبي عليك ايه يعني
كريم : ورد .. سبق و قولتلك اني بكره الكدب ! لو عرفت بأي طريقة انك بتكدبي عليا صدقيني هتزعلي مني اوي .. و هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه !
ورد : انت بتكلمني كده ليه .. انا فعلا مبكدبش عليك و مش مخبيه حاجه
كريم انفعل قليلا ليقول : اومال مين اللي اتصل على موبايلك ده .. و اول ما رديت سكت لأنه كان عايز حضرتك انتي
ورد بعدم فهم : ايه اللي انت بتقوله ده انا مش فاهمه حاجه
كريم تملكته العصبية ليلقي هاتفها على الارض فتحطم الي اجزاء و فزعت هي بشدة
ورد بصدمة : ايه اللي انت عملته ده !
كريم : يفرق معاكي اوي ولا ايه
ورد : اه يفرق معايا .. لكن مش هيفرق معاك انت !
ظل كريم يطالعها بعصبية ثم خرج من الغرفة سريعا ليصفع الباب خلفه و فزعت ورد و اتجه هو الي غرفة أبيه و حاول أن يهدأ قليلا .. ظلت ورد واقفة بعدم فهم و في تلك اللحظة تذكرت امير و مكالماته لها و اتسعت عيونها عندما فهمت أنه من الممكن أن يكون قد اتصل و كريم من رد عليه و قد فهم كل الامور بطريقة خاطئة !!
في غرفة عمر ..
لملم عمر أغراضه و تركها عند باب الغرفة ثم اتجه الي غرفة ريم ليلقي عليها نظرة قبل أن يرحل فوجدها نائمة .. دخل الي غرفتها بهدوء و اقترب من سريرها و التقط أحد الكراسي و جلس امامها ، ظل ينظر لها بحزن و ندم و قد ظهرت دموع خفيفة في عينيه
عمر : ريم .. ممكن متكونيش سمعاني دلوقتي بس لازم اقولك الكلام ده ..
ثم صمت للحظات و اكمل بصوت مهتز و مكتوم : فاكرة لما قولتيلي اني استاهل كل حاجه حلوة .. انتي كل الحلو اللي كان ممكن يغير حياتي بس انا مستاهلش .. في الأول كنت غبي و ما زلت .. كان كل تفكيري في رد القلم ليكي .. مكنتش أعرف إني أنا اللي هتوجع مش انتي .. كنت بسأل نفسي العيب في ايه و ليه بسقط كل السنين دي و ليه لحد دلوقتي متخرجتش حتي لو كنت حزين على اروى .. مكنتش اعرف ان كل ده حصل عشان اقابلك و قلبي اللي كان رافض كل الناس يتفتحلك من اول مرة شوفتك فيها .. في لحظة فوقت من راحة حبك على ألم فراقك .. قصة حبي انتهت من قبل ما تبدأ .. لُقانا كان غريب و مش مظبوط تحسيه قصه في رواية بس صدقيني انا من يوم ما حبيتك و انا عمري ما فكرت اسببلك اي أذي و كنت بندم على اللي عملته فيكي .. عارف انك مش ممكن تسامحيني بس ارجوكي حاولي تفتكريلي اي حاجه حلوة
مسح دمعة قد خانته لتسقط من عينيه سريعا و اخرج العقد من جيبه و الذي كان من المفترض أن يهديه إليها لحظة اعترافه بحبه لها .. نظر له للحظات ثم اقترب منها قليلا و البسه لها ليزين عنقها و قبلها في جبينها و قال بهمس
عمر : بحبك ..
ثم ابتعد عنها و خرج من الغرفة سريعا و أغلق الباب خلفه و ما أن خرج حتى سقطت دمعة حارة من جانب عين ريم و تحركت يدها لتتحسس السلسال في عنقها ..
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلف كريم الي غرفة والده بعصبية على غير عادته و اتجه اليه ليجلس أمامه بصمت ، نظر له والده بتفحص و حرك يده ليمسك يد ابنه نظر له كريم بدهشة و قد نسى للحظة أن أبيه قد استطاع أن يحرك يده فابتسم ، ظل ينظر له والده بتفحص و كأنه يريد أن يخبره أن يتكلم و يقول ما في قلبه فتنهد كريم و قال
كريم : ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيها بس غصب عني .. من شوية حد اتصل على الموبايل بتاعها .. راجل .. و كان بيتكلم بطريقة مستفزة و بعشم اوي .. للحظة توهت مش عارف ايه الصح من الغلط .. مش عارف انا اختارت غلط من الاول ولا لا .. بس قلبي بيكدب احساسي ده و مصمم يثق في ورد مهما حصل .. انا تعبت
سحب والده يده من بين يد كريم بعصبية خفيفة لينظر له كريم بتعجب
كريم : انت اضايقت عشان شكيت في ورد ؟
حرك صابر رأسه بالإيجاب ليقول كريم : و ده سبب الحرب اللي في مخي .. قلبي بيثق فيها و عقلي بيشك فيها و لو هي فعلا مظلومه مين الشخص ده و ليه بيعمل كده و عايز منها ايه
تنهد كريم بضيق ثم نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليجد مروة أمامه تطالعه بتفحص .. نظر لها كريم بعدم اهتمام ثم اتجه الي غرفة أخرى ليبقى بها .. نظرت له مروة بدهشة و فرحه نوعا ما ثم عادت سريعا الي غرفتها و التقطت هاتفها لتتصل بأمير و ما أن رد عليها قالت
مروة : أمير .. انت عملت ايه ؟!
أمير ضحك باستفزاز : يبقى الحريقة اشتغلت
مروة : كريم ساب اوضتها و راح يقعد في اوضه تانيه .. شكلهم متخانقين حتي ملامح وشه متعصبه .. انت عملت ايه
امير : الشك .. ما انا قولتلك و انتي مكنتيش واثقة فيا .. ادي اللي كنت عايزُه بدأ ينجح اهو
مروة : مش فاهمه انت خليته يشك فيها ازاي
امير : اتصلت على الموبايل بتاعتها تاني و المره دي هو اللي رد عليا و ساعتها قولت كلمتين كده يخلوا اي حد يتعصب .. و قفلت بس كده
مروة : مكنتش متخيله أنه ممكن يشك فيها بعد الثقة دي كلها
امير : مهما كان بيثق فيها مش هيقدر ميشكش بعد كلامي ده .. كريم في الاخر راجل يعني غصب عنه هيشك فيها
مروة ضحكت بحقد ثم قالت : يبقى دلوقتي معاد الخطوة اللي بعدها
امير : بالظبط كده .. لازم بكرة تتم كل حاجه و كريم متعصب كده !
مروة : بس انا هقولها ايه عشان ابعتهالك ؟
امير : سيبي الموضوع ده عليا .. انا هعرف اسحبها كويس .. اهم حاجه تبعتي كريم في الوقت المناسب
مروة : متقلقش
ثم أنهت المكالمه معه و ابتسمت بانتصار !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دخل كريم الي الغرفة بضيق و جلس على السرير و بعد لحظات دخل احدهم الي الغرفة و كانت ورد الذي جاءت لتطمئن عليه و بيدها علاجه ، اتجهت إليه بجمود و مدت يدها بالدواء
ورد : علاجك
كريم نظر لها للحظات ثم تنهد بضيق و قال
كريم : مش وقته دلوقتي
ورد : هو ايه ده اللي مش وقته .. ده علاج انت عايز تتعب تاني ولا ايه
كريم : عادي بقى مبقتش فارقة
ورد قالت سريعا : بس فارقة معايا انا .. خد علاجك يا كريم بيه الله يخليك
كريم : ورد معلش ممكن تسبيني لوحدي دلوقتي
ورد : لا مش هسيبك لوحدك .. لاني لو سيبتك في حاجات كتير هتتغير
كريم : بمعني ؟
ورد : يعني انا عارفه انك شكيت فيا و مش مضايقة ده حقك ! بس انت ظالمني للمرة التانية
كريم نظر لها بتساؤل لتكمل هي : فاكر الراجل اللي شوفناه في المول ؟
كريم : ماله ؟
ورد : الراجل ده من فترة اتصل بيا و كان بيزاولني و بجد انا مش عارفه هو جاب رقم تليفوني منين .. انا متأكدة أنه اتصل تاني و انت اللي رديت عليه و الله اعلم قالك ايه يخليك بالشكل ده
كريم : مش عايز افتكر قال ايه عشان متعصبش تاني
ورد : و حقك .. حقك انك تتعصب لأنه متصل قاصد يعمل مشكلة بيني و بينك
كريم : ليه كل ده !! ليه يعمل كده هيستفاد ايه
ورد : صدقني لو اعرف هقولك كل حاجه بس انا نفسي معرفش .. كل اللي يهمني اني ابوظ محاولات البني ادم ده و خلاص
كريم : انا قامت حرب جوايا .. عقلي بيشك فيكي لكن قلبي بيثق فيكي و انا مش عارف اوصل لحل !
ورد ابتسمت و قالت : طب ممكن تخليني اقنع عقلك أنه يثق فيا
صمت كريم لتكمل ورد : انا هسألك كام سؤال و عايزاك تجاوبني بصراحه
كريم : اسألي
ورد : من يوم ما جيت هنا انت شوفت مني اي تصرف مش تمام ولا اي حاجه مش كويسة عملتها ؟
كريم : لا
ورد : عمرك شوفت اني بخبي موبايلي عنك مثلا ولا بخبي اي حاجه عنك أو كذبت عليك في حاجه .. ممكن اكون خبيت عليك موضوع والدك و أنه بيتحسن بس ده كان عشان سبب مهم
كريم : سبب ايه ؟
ورد : هعرفك كل حاجه .. بس جاوبني الاول
كريم تنهد و قال : لا يا ورد مكذبتيش
ورد : طيب يعني لو انا فعلا مش كويسة اكيد كنت هغلط في حاجه ولا اقع قدامك في أي حاجه صح
كريم : أيوة .. انا عارف كل الكلام ده بس غصب عني
الكاتبة ميار خالد
ورد : انا عارفه .. فاكر لما خليتك توعدني أن مهما حصل تفضل تثق فيا و متصدقش اي حاجه الا لما تسمع مني
كريم : أيوة
ورد : انا كان قصدي على موقف زي ده
كريم تنهد و قد اقتنع من كلامها ليقول : انا اسف يا ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيكي بس غصب عني
ورد : انا عارفه يا بيه و عذراك .. بس ارجوك خليك واثق فيا
كريم : ماشي يا ورد .. و اتمني انتي تكوني قد الثقة دي و متخذلنيش !
ورد : اوعدك
و نهضت لتمشي و ما أن فتحت الباب حتي قال
كريم : استني .. انتي برضو مقولتليش ليه خبيتي عني موضوع تحسن ابويا
ورد رجعت إليه مرة أخرى و قالت : مجاتش الفرصة اني اقولك قبل كده بس هعرفك دلوقتي .. مروة !
كريم : مالها مروة ؟
ورد : من فترة انا شوفتها و هي بتغير العلاج بتاع عم صابر و استغربت اوي و يوم ما تعبت سألت الدكتور على العلاج اللي غيرته و قالي أنه خطر جدا و مش كويس لصحة المريض .. و ساعتها فهمت أن حالة عم صابر اللي مش بتتقدم دي بسبب العلاج ده و وقفته خالص و بعد فترة زي ما شوفت اهو اتحسن جدا !
كريم : انتي متأكدة من كلامك ده !! يعني مروة هي السبب
ورد : أيوة .. عشان كده مرضيتش اقول إنه بيتحسن عشان متعملش فيه حاجه ترجعه لنقطة الصفر
كريم : انتي ازاي متقوليليش حاجه زي دي من زمان !!
ورد : كان غصب عني .. بس اديني قولتلك دلوقتي اهو .. بالله عليك ما حد يعرف الموضوع ده
كريم : انتي بتهزري معايا ! دي أذت والدي ده انا هوديها في داهيه !!
ورد : مش دلوقتي .. عقابها الحقيقي هو بعدها عنك و ده اللي احنا بنعمله دلوقتي
كريم : بس انا مش هقدر استحمل وجودها معاه في نفس البيت .. مش متخيل أنها وصلت بيها لكده
ورد : اهدى بس ارجوك و خلينا نفكر صح
كريم : ماشي يا ورد
و لم يعرف الاثنان أن هناك من يسمعهم و كان هذا الشخص مروة التي كانت تقف عند باب الغرفة !
مروة : صابر اتحسن !!
ثم انسحبت سريعا و رجعت الي غرفتها !
عند عمر ..
وصل عمر الي بيت ايهاب و الذي سوف يقيم عنده تلك الفتره حتي تتحسن الأمور ، دلف الي بيته و الذي يقيم فيه ايهاب بمفرده بسبب سفر أهله
ايهاب : مش عايز اضغط عليك .. بس ممكن تفهمني اللي انت فيه .. انت صاحبي و اكيد لازم اقلق عليك
زفر عمر بضيق شديد و قال : خسرتها ..
ايهاب : اللي عايز أفهمه .. مادام كان عندك مشاعر اتجاهها حتي لو بسيطة .. ليه طلبت مني اعمل كده ؟!
عمر : عشان كنت غبي .. عمري ما هسامح نفسي .. المرة دي انا اللي خونت و جرحت
ايهاب : مش مهم تسامح نفسك .. المهم هي تسامحك
عمى : معتقدش انها ممكن تسامحني
ايهاب صمت قليلا ثم قال : اروى قالتلي انها شافتك و انت رفضت تكلمها
عمر انتبه قليلا له و قال : ليه هو انت بتكلمها اساسا ؟!
ايهاب : هي اللي بتكلمني و عايزة تقرب ليك بأي طريقة .. و طبعا هي عارفه اني أقرب صاحب ليك فبتحاول تفتح في كلام معايا عنك
عمر : طيب ياريت توصلها اني مش عايز اسمع عنها حاجه تاني .. ياريت تختفي من تاني
ثم نهض من مكانه و صعد الي الغرفة الذي سوف يقيم فيها و جلس على سريره بتعب و ما أن اغمض عينيه حتي ظهرت ريم أمامه و نظرتها له مازالت عالقة برأسه ليتنهد بضيق
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظت مي و ارتدت ملابسها و استعدت للذهاب الي الجامعة كما قال لها ايمن و عزمت أمرها أن تحقق ما في رأسها .. استقلت سيارتها و ذهبت و عندما وصلت وجدت ايمن في انتظارها عند باب الجامعة و ما أن رآها حتي ذهب إليها
ايمن : صباح الخير
مى : صباح النور يا دكتور
ايمن : قررتي ايه ؟
مى تنهد و قالت : هروح مكتب العميد دلوقتي و اشتكي زي ما فهمتني
ايمن ابتسم بانتصار : جدعة .. انا حاسس انك متوترة شوية ممكن اجي معاكي
مى : ياريت
ابتسم لها بخبث ثم اتجه معها الي غرفة العميد و دلفت هي الي الداخل و هو معها و اتجهت الي ذلك الشخص الذي يجلس على مكتبه بوقار
مى : دكتور
العميد : ازيك يا مى اخبارك ايه و اخبار والدك ايه
مى : الحمدلله بخير
صمتت مي للحظات و رتبت كلماتها ثم تحدثت مع العميد حتي تقدم تلك الشكوى و معها ايمن !
يا ترا مروة هتعمل حاجه في صابر ولا لا ؟


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close