رواية وللقلب اقدار كاملة بقلم رانيا الخولي
للقلب اقدار
الفصل الاولفى تلك القريه الصغيره بصعيد مصر
وأثناء ذلك السكون الذى يعم المكان والقمر المكتمل دائرته يضئ البلده بضياء خافت يسحر المكان
تقف فتاه فى شرفة غرفتها تستمتع بذلك المنظر الذى يسلب الانظار لرؤيته
ولكن خطف نظرها أكثر ذلك الطيف الذى يقترب من البعيد وظل يقترب ويقترب حتى دنى من منزلهم
وعندما اقترب أكثر وتأكدت من هويته ،خفق قلبها بشده لرؤيته وأسرعت إلى الداخل بخوف شديد تبحث عن حجابها لترتديه كى تسرع إليه تمنعه من الدخول
فمن المأكد أنه لايعلم بوجود والدها وحسين إبن عمها بالمنزل وإذا رأه أحدهم يتسلل إلى المنزل كما يفعل كل ليله سيطلق عليه النار دون أن يرف له جفن وخاصةً وجود إبن عمها الذى تبغضه ، ذلك الكريه الذى يفرض نفسه عليها يحاول الضغط على والدها بكل الطرق كى يوافق على الزواج منها
خرجت من غرفتها تدعوا ربها ألا يراها أحدهم وهى خارجه إليه ، فتسللت بهدوء مقتربه من الغرفه التى يجلسون بها ، تصنت إليهم، وعندما تأكدت من انشغالهم بالحديث أسرعت بالخروج من الباب الجانبى الذى يطل على حديقة المنزل حتى لا يراها أحدهم وأثناء خروجها اندهشت عندما رأته يقترب من الباب الرئيسى للمنزل، أسرعت خطاها حتى وصلت إليه جاذبيه إياه من ذراعه قبل أن يدلف داخل المنزل وجذبته خلفها حتى وصلت به خلف تلك الشجره العتيقه ونظرت إليه بغيظ
ليلى الهوارى تبلغ من العمر أثنين وعشرون عاماً تدرس فى كلية الاداب فى عامها الاخير )
ضغطت على أسنانها بغيظ وقالت : ممكن أفهم انت رايح فين ؟ وإيه اللى جابك دلوقت ؟ وبعدين أنا مش منعتك تجي هنا تانى ؟
سحب ذراعه من يدها ونظر بعينيها وعلامات الخبث ظاهره عليه وقال : أيه يابت فى أيه ؟ براحه عليا شويه
وبعدين بذمتك كده ،فى واحده تسحب خطيبها وراها بالشكل ده
ازداد غيظها من إصراره على التقدم لخطبتها بتلك السرعه ،وقالت بشراسه : خطيبها ؟ وانت خلاص اتقدمت ووقفوا عليك وبقيت خطيبتك؟!
( آدم التهامى يبلغ من العمر السابعه وعشرون عاماً خريج كلية الزراعه يعمل مع والده فى المزرعه الخاصه بهم يعشق ليلى منذ الصغر)
ظل ينظر إليها يشبع عيناه منها ومن ملامحها التى يعشقها فهى حبه الاول والاخير منذ طفولتهم وهو لها عاشقاً ولم يستطيع الاعتراف بذلك إلا فى يوم ذهب للجامعه لكى يقابل صديقاً له يدعى سليم
فلاش باك
فوجودها بالصدفه هناك واقفه وحدها تنتظر إحدى زميلاتها فشعر بأن هذه فرصته التى لن تعوض مغامراً بإقترابه منها فقرر أن يذهب إليها كى يعترف لها بعشقه الا متناهى فهذه فرصته ولن يضيعها
فأسرع الخطى إليها وكلما أقترب منها كلما زادت نبضات قلبه وولعه بها حتى دنا منها وقد أشتدت خفقاته وأخرج صوته بحب جارف قائلا: آنسه ليلى ؟
التفتت ليلى لهذا الصوت ، تكاد لاتصدق أذناها والذى تمنت كثيراً أن تسمعه ينطق بإسمها ، فرفعت نظرها إليه تتأكد من وجوده وعندما تأكدت منه اتسعت عيناها ذهولاً وقد ألجم الخوف لسانها عن النطق ولاحظ آدم ذلك فعاد يقول : أنسه ليلى أزيك
رمشت ليلى بعينها مرات متتاليه لا تصدق أن من أمامها الان حبيبها آدم الذى يخفق قلبها وتلمع نظرة عينيها عند ذكر أسمه وردت عليه بإرتباك ظاهر : استاذ آدم ...... أ ..انت بتعمل أيه هنا ؟
حاول آدم التماسك أمامها وألا ينجرف وراء عواطفه ويعترف لها بتلك السرعه فتغضب عليه وتتركه وتذهب ، سيحاول قدر المستطاع أن يلملم شتات أمره وألا يتسرع ، وقال وعيونه تكاد تنطق بعشقها : أنا هنا بشوف واحد صاحبى ، ولما شوفتك بالصدفه ، قولت أسألك لتكونى محتاجه حاجه
لم تخفى عليها نظراته العاشقه لها والتى تريد البوح بشئ فشعرت بالخجل منه وقالت له وهى تهم بالذهاب: لا شكراً مش محتاجه حاجه بعد أذنك
لكنه أوقفها بلهفه يريد أن يبثها شوقه وعشقه لها فلن ينتظر أكثر من ذلك ويحدث ما يحدث ، فقال برجاء صادق : ارجوكِ متمشيش أنا مش مصدق إنى واقف قدامك دلوقت فأرجوكِ أسمعينى
رمشت بعينيها مرات متتاليه من شدة إخراجها منه وقالت بحده تحاول أظهار التماسك بها : مينفعش اللى انت بتقوله ده ، ومش محتاجه أعرفك ايه اللى ممكن يحصل لو والدى وأخويا عرفوا ، فأرجوك انت سيبنى أمشى ، بعد أذنك
أدارت ظهرها له كى تنصرف لكنه أوقفها برجاء صادق قائلاً : أرجوكى ياليلى متمشيش أنا عشت عمرى كله بستنى لحظه زى دى وأعترفلك باللى جوايا ، أرجوكى إسمعينى
لم تستطيع ليلى الالتفات له بعد هذا الكلام وظلت على وضعها لا تعرف ماذا تفعل ، هل تبقى وتسمع له ، أم تنصرف من أمامه خوفاً من أن يراها أحدهم معه ، فتقدم منها ووقف أمامها وقال وهو يرى الخوف بعينيها : أرجوكى هما كلمتين بس اللى هقولهم وأمشى على طول
أغمض آدم عينيه لا يصدق نفسه وأنها أخيراً أمامه ويعترف لها فتح عينيه وهو يقول : ليلى أنا بحبك
اتسعت عينيها ذهولاً من كلامه ومن جرئته
كيف يقف أمامها بتلك الجرئه ويقول مثل هذا الكلام ، ماذا لو علم والدها بذلك أو حسين ابن عمها ، فقد يقتلونه بدمٍ بارد فقالت بعدم أستيعاب بلهجتها الصعيدى التى خرجت من جوفها دون أرادتها : انت اتجنيت إياك ، أيه الكلام اللى بتجوله ده ، انت خابر لو الحج عامر عرف هيعمل فيك أيه ؟
ظهر الاصرار أكثر عليه وقال: أيوه خابر اللى ممكن يحصل ، وعشان هيك حابب إنك تعرفى مشاعرى وتسمعينى
لمحت ليلى إحدى زميلاتها قادمه ناحيتهم فشعرت بالخوف وقالت له برجاء : أرجوك أمشى دلوجت ، لأن زمايلى جايين وهيشفوك معاى أمشى الله يرضى عليك
ازداد إصراره أكثر وقال : خلاص هشوفك بكره زى دلوجت
أومأت برأسها كى يذهب من أمامها قبل أن يلمحه أحد
وبالفعل ذهب آدم والسعاده تكاد تطيح به فقد أعترف أخيراً بعشقه لها ورأى أيضاً إعجابها الذى تحاول اخفاؤه
اقتربت منها زميلتها تسألها عن وقوفها مع ذلك الشاب فأخبرتها أنه يسأل عن شئ ما
وفى اليوم الثانى ذهب للجامعه حتى يراها ويحكى لها عن مشاعره لكنه لم يجدها بحث عنها فى كل مكان لكن لم يجد لها آثر فعلم أنها لم تأتى اليوم كى لا يراها ويتحدث معها ، وما زاده موقفها هذا إلا إصرارا وتعلقاً بها وعندما عاد للبلد أنتظر الظلام بفروغ الصبر وتسلل إلى منزلهم متسلقا السور الذى يلتف حول حديقة منزلهم
الجاً الحديقه الخلفيه للمنزل وسار حتى وصل تحت شرفتها التى وقفَ تحتها مراراً وتكراراً من قبل لعلها يلمح طيفها
ووقف ينادى عليها بصوت خافت وعندما لم يسمع منها رداً أخذ حصاه صغيره ورماها على باب شرفتها ، وما هى الا ثوانى قليله وانفتح الباب ووجدها تطل عليه بحجابها الذى وضعته بإهمال على رأسها والهواء يتلاعب به
ظهرت الصدمه عليها عندما وجدته واقفاً أسفل شرفتها مرتدياً عبائته السوداء التى لاقت به كثيراً فقالت بخوف : انت بتعمل أيه عنديك أنت اتجنيت أياك ، أمشى دلوجت لحد يوعيلك
ابتسم لها بحب وقال بمرح : وازاى أحبك ومتجننش بس
شعرت بالخجل من جرئته وظلت تتلفت حولها خوفاً قالت بنفاذ صبر : شكلك عايز تودينى فى داهيه ، انت عارف لو حد وعيلك ممكن يعملوا فيك ولا فيا أيه
ازدادت ابتسامته اتساعاً وقال : أيوه عارف بس لما مجتيش انهارده جولت لازمن أجيلك أطمن عليكى لتكونى تعبانه ولاحاچه ، وأهو أكمل كلامى معاكى
نهرته ليلى قائله برجاء: أمشى دلوجت أرجوك ،وأوعدك إنى هقابلك بكره هجابلك وأسمعك بس أمشى دلوجت الله يخليك
أومأ لها برأسه وقال : خلاص بكره الساعه اتنين بعد مستخلصى محضراتك ادام الجامعه
وعند ذهابه التفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد حتى أبتعد عن منزلهم وعادت داخل غرفتها مرتميه على الفراش تكاد لاتصدق ما يحدث ، فقد أصبحَ حبها الخفى له متبادل بينهم وأسرعت الى خزانة الملابس تبحث عن ما سترتديه غداً
فوقع نظرها على ذلك الفستان الزهرى الفضفاض الذى لا يليق الا بها وحجاب مماثل له
وفى اليوم التالى ظل آدم منتظرها أمام الجامعه متلهفا لرؤيتها لا يصدق بأنه أخيراً سوف يقابلها ويطلب يدها للزواج ، أغمض عينيه قليلاً منتشياً من تلك الكلمه التى حلمى بها كثيراً ،وما إن فتح عينيه حتى لمحها تقترب منه تتلفت حولها بخوف شديد
فشعر بالضيق من نفسه لإجبارها على مقابلته ،والضغط عليها بتلك الطريقه ، لكنه لم يفعل ذلك إلا لكى يبثها عشقه وولعه بها فأسرع إليها لا يصدق أنها أمامه وأنها جائت اليه لتسمعه فقال بلهفه : إزيك ياليلى
كنت خايف لمتجيش زى أمبارح
ظلت ليلى تتلفت حولها تتأكد من عدم وجود أحد يعرفها بالمكان ثم سمعته يقول :
أنا أسف ياليلى إنى حاطيتك فى الوضع ده بس لازم أتكلم معاكى
تلاشى خوفها عندما نظرت الى عينيه ووجدت فيهما كل هذا العشق الذى يحمله لها ، وكم أرضى ذلك غرورها كأنثى
وأنها بعينيه أجمل النساء ، لكنها قالت بقلق شديد: صدجنى أنا خايفه عليك أنت خابر اللى هيحصل لو حد وعيلنا
طمئنها بإبتسامته الصافيه كصفاء قلبه وقال: متخفيش هما كلمتين وهمشى طوالى
تقدم خطوه وعادت بها هى خطوه للوراء وعاد يقول:
ليلى أنا بحبك من زمان من وأحنا لسه صغار ، وكل مأحاول أقرب منك وأحكيلك بلاجى ولد عمك واجف (واقف) جصادى عشان أكده أول ما وعيتلك واجفه لوحدك اتچرئت وكلمتك
نظر داخل عينيها ليرى وقع كلامه عليها وعاد يقول : ليلى أنا بدى إياكى فى حلال ربنا ،وحابب أعرف ردك
ظهر الخجل والارتباك على وجهها، وأتسعت عيناها ذهولاً من ذلك العشق الذى يتحدث به ، وازدادت ابتسامته عندما رأى إحمرار وجنتيها وتلك الصدمه التى ترتسم على محياها وردت بحياء شديد : أنا... أنا معنديش مانع ، بس المهم رأى أبويا
ازدادت خفقات قلبه واتسعت ابتسامته أكثر وقال بسعاده : خلاص مدام انتى موافجه ، أنا هاچى عشيا أنا وأبويا نطلب يدك ، أيه رأيك
نفت ليلى برأسها وقالت بأسف : لا مش دلوجيت استنى لما أخلص امتحانات الاول وبعدها تاجى
تلاشت ابتسامته وظهر القلق على محياه وقال بقلق ينهش قلبه :بس لسه فاضل شهرين على الامتحان ، وبعدين خايف لحد يخدك منى وخصوصا أن حسين ولد عمك بيقول فى البلد أنك خطيبته
ظهر الضيق على محياها من سماع أسمه ونفت هذا الكلام قائله : ما تصدجه دا واحد كداب ولو أخر راجل فى الدنيا مستحيل أوافج عليه ، حتى أبويا ما راح يوافج متخافش
ثم عاد الخوف يزحف لقلبها وعادت تقول : أنا لازم أمشى دلوجت
وهمت بالذهاب لكنه أوقفها بلهفه قائلا : بس بدى أشوفك مره تانيه
برقت ليلى عينيها وظهر الطبع الصعيدى عليها وقالت بحده :ليه ، فكرنى من البنات أياهم اللى بيجابلو شبان من ورا أهليهم إياك ولا عشان وافجت إنى أجابلك افتكرتنى ساهل أكده أجبلك عادى بس الغلط عليا أنى إنى وافجتك وجيت
ومتنساش أنى بنت عامر الهوارى ، وسع من جدامى خلينى أمشى
أوقفتها ضحكته الصاخبه عن السير من امامه ناظره إليه بشراسه لا تليق إلا بها فأوقف ضحكته بصعوبه عندما رأى الغضب على وجهها وقال : إنتى عارفه أنا حفيت وراكى جد أيه عشان أتكلم معاكى ؟ بجالى يجى سبع سنين عملت كل حاجه ممكن تتخيليها عشان أوصلك بس ولا مره عرفت وتاجى فى الاخر تجولى أكده
عيب عليكى ولو أنا شايفك من البنات أياهم زى مبتجولى ما راح أجف أمعاكى ولا أحددك
واصل مش دى أخلاجى صدجينى ، أنا دمى صعيدى بردك ، وبعدين أنا بس بدى أطلع بوشك كل يوم قبل ماأنام ، وده عقابك عشان هتخلينى استنى الفتره دى كلها
وراح أجيلك الساعه ١١ أقف تحت البلكونه أشوفك وأمشى طوالى
وغادر تاركاً إياها قبل أن تصيح به
تكاد لا تصدق أذناها ، فأنتبهت لوقفتها وأسرعت بالذهاب فى سعاده لم تشعر بها من قبل فلا تنكر عشقها الخفى له منذ أن رأت شجاعته فى مواقف كثيره ، فهو صديق مقرب من مراد أبن عمها وزوج أختها سمر وكثيرا ما يمدح فى رجولته و أخلاقه
دلفت ليلى الى المنزل فى سعاده غامره لاتصدق أنه يريد التقدم لخطبتها ، واثناء ولوجها إصتدمت بأختها سمر التى إندهشت للسعاده الباديه عليها وقالت سمر : أيه فى أيه مالك مبسوطه أكده أبسطينى معاكى
ضحكت ليلى وارتمت فى حضن أختها وقالت وهى تدور بها بسعاده غامره :مبسوطه كتير جوى
أنتبهت ليلى لأختها وأوقفت نفسها عن الدوران ناظره لجوفها الممتلئ وقالت بأسف : أنا أسفه نسيت إنك حامل
أمسكت سمر برأسها وقالت بغل : منك لله مفيش فايده فيكى
ضحكت ليلى على أختها وقالت وهى تجلسها على الاريكه: تعالى أجعدى ارتاحى أنتِ جايتى أمتى ؟
جلست سمر وقالت بغيظ : جيت من ساعه ، بس أيه اللى أخرك أكده
ظهر الارتباك عليها وقالت : ماأنتِ خابره الطريق واعر جوى وبعدين المحاضرات كتير انهارده ، المهم كيفك وكيف اللى ببطنك
أمسكت سمر يدها وقالت بحب : الحمد لله المهم أنتى كيفك وكيف دراستك وحشتينى جوى
أومأت ليلى برأسها وقالت : الحمد لله كله ماشى تمام
التفتت ليلى حولها وقالت : أمال فين مراد مجاش أمعاكى ولا أيه ؟
ردت سمر قائله: لا راح مع أبوكى وسالم يطلوا على الارض الجديده اللى أشتراها مراد ، يلا غيرى هدومك وتعالى نساعد ساميه فى الغدا جبل ما ياچوا ونتغدا كلنا مع بعض
(عامر الهوارى كبير عائلته ووالد ليلى ، يبلغ من العمر الخامسه وخمسون عاماً ، حاد الطباع ولا يتهاون فى الخطأ حتى على أولاده )
(مراد حامد الهوارى زوج سمر أخت ليلى وأبن عمهم يبلغ من العمر ثلاثون عاماً يمتاز بحكمته وطيبة قلبه )
(سالم عامر الهوارى أخو ليلى يبلغ من العمر السابع وعشرون يبحب عائلته كثيراً وأكثرهم ليلى )
أجتمع كل من عامر وليلى وسالم أخوها وسمر وزوجها مراد على الطاوله يتناقشون أثناء تناولهم للغداء عن الارض الجديده التى ابتاعها مراد بجوار المزرعه الخاصه بوالد آدم فقال عامر لسمر: عامله أيه ياسمر فى حملك جربتى ولا لسه
ردت سمر على والدها قائله بسعاده: الحمد لله قربت على التامن
قال والدها بحب ابوى خالص: ربنا يجومك بالسلامه نويتوا تسموه أيه؟
رد مراد برزانته المعتاده :لسه بدرى ياعمى المهم أنها تجوم بالسلامه
نظر عامر الى أبن أخيه الذى تركه هو وامه فى حادث أدى الى وفاتهم تاركين مراد بعمر الخامسه وتكفل عمه بتربيته وعامله كأحد أبناءه وازدادت سعادته أكثر عندما طلب منه يد أبنته سمر التى تسبق ليلى بعامين ، وزوجها له بعد أن انهتوا من دراستهم ، فاق من شروده عندما سمعوا صوت حسين أبن أخيه حافظ دالفا المنزل بدون استأذان: سلامو عليكم
شعرت ليلى بالحنق منه فقامت قبل أن يجلس معهم على الطاوله وقالت لوالدها :بعد أذنكم أنا شبعت هخالى ساميه تعمل الشاى
علم حسين أنها قامت حتى لا تجلس معه فقال وهو يمد يده ليتناول معهم الطعام :على فين يابنت عمى خلينا ناكل لجمه مع بعض
نظرت ليلى له ببغض وقالت بشمئزاز :أصل نفسى اتسدت
وغادرت من أمامه
ولم يخفى على والدها معاملتها السيئه ولا كرهها الشديد له لكنه أبن أخيه ولن يستطيع منعه من دخول منزل عمه
كما أنه مازال يحملها ذنب وفات والدتها، فقد ماتت اثناء الولاده وأوصته عليها كثيرا قبل وفاتها ، لكنه لم يستطيع الوفاء بها فعندما يراها يتذكر عشقه الذى خطفها الموت منه فهى نسخه أخرى منها بخصلاتها وسوادها الداكن حتى ملامحها