اخر الروايات

رواية شذي الورد الحزين الفصل السادس 6 بقلم ايمي الرفاعي

رواية شذي الورد الحزين الفصل السادس 6 بقلم ايمي الرفاعي

فصل السادس شذى الورد الحزين

مهما طال الظلم وبغى سيأتى يوم ينتهى وينقشع كغيامه سوداء فوق أرض خضراء
.....................
فى الليل
دلفت إلى غرفه الصغيره بعد أن أنهت جلستها اليوميه لتدثرها فى فراشها كي تريح جسدها المنهك بعد المجهود الشاق الذى تواجهه .وبعد أن تناولوا العشاء الموصى به من قبل مراد تمددت بجانبها لشعورها بالنعاس لتغط في النوم سريعا........بعد أن اطمأن لسريان مفعول المنوم داخل جسدهم دلف إليهم حاملا اياها ليضعها ببطئ على الاريكه ويقف بطوله الفارع ونظراته الشيطانيه متأملا جسدها برغبة مقتربا منها.حل أزرار ثوبها لتعبث يديه فى بها سامحا لنفسه بتدنيس جسدها بغير حق....بعد كثير من الوقت ممدا بجوارها عارى الصدر ليمرر يده على خصلات شعرها بأعجاب هامسا بجانب اذنها.....عارفه يا وردتى من أول يوم شوفتك فيه وإنت شغلتى بالى عنيك إلى سحرت قلبى وطيرت النوم من عينى .مااقدرتش أمسك نفسى إنك تكون بين إيديا هو اه إنتي زى ماانتي سليمه بس مش هيطول كتير .عايز أعمل كده برضاك وإنت بوعيك أنا عارف إن قلبك مشغول ..ولا يهمنى أنا لما بعوذ حاجه لازم أخدها.وانت خلاص بقيتى ملكى

صدح رنين هاتفه ليمد يده ملتقطا اياه من طى ملابسه الملقاه على الأرض ليجيب قائلا.....ايوه يامنير

على الطرف الآخر.....حضرتك فين يادكتور
بتأفأف ممسكا خصلات شعرها بين يديه.....عايز ايه

منير......حضرتك ناسى إن فى عمليه انهارده كمان ربع ساعة

مراد....أوك جهز كل حاجه وأنا نازل

أنهى معه الاتصال ناظرا إليها بشغف.....معلش ياجميل مضطر أنزل ..هتوحشينى.ليطبع قبله بين خصلات شعرها مستنشقا رائحتها مرتديا ملابسه بعد أن رتب ماحوله منطلقا الى وجهته...........................

داخل غرفه مجهزه بجميع الاجهزه الطبيه متواريه عن الأنظار أسفل المشفى .لها باب خلفى ومصعد خاص بها .يقف وحوله طبيب وممرضه ممن فقدوا ضميرهم الإنسانى والطبى ملتفين حول فتاه ممده على الفراش .اقترب منها وبيده مشرط لينظر لمن حوله بعينيه كي يبدأوا عملهم .أثناء عملهم انتبهت الممرضه لانخفاض نسبه الاكسجين لتلتفت اليه بتوتر......يادكتور نسبه الاكسجين بتقل البنت هتروح مننا
لم يعر لها انتباه ليكمل عمله قائلا....مايبقاش قلبك خفيف كده يا زينب .على العموم انا قربت أخلص
ليصدح صوت طفل صغير عاليا بعد أن ربت علي أسفل ظهره قائلا....خديه حطيه فى الحضانه.خلى بالك منه ده تقله دهب
اومأت برأسها ملتقطه الصغير من يده ليقترح الطبيب الآخر قائلا....ايه رأيك يادكتور بالمره واحنا فاتحين ناخد الكليه بتاعتها بصراحه فى حد طالبها ضرورى
صمت قليلا ليومأ برأسه....تمام كمل شغلك ولما تخلص قفل كويس وظبط المكان
لينزع مأزره الطبى متجها إلى الخارج بعد أن أنهى عمله الغير آدمى................

داخل مكتبه يريح رأسه إلى الوراء مغمض العينين ليصدح هاتفه برنين عال التقطه دون أن يفتح عيناه قائلا....الو
بنبره أنثويه بها دلال....ميرو أخبارك ايه
فرك جبهته من الارهاق....تمام .ازيك يا سوسو نزلتى مصر ولا لسه
سوسو......لا.لسه ماإنت عارف نزولى معتمد عليك ياقلبى إيه الأخبار
مراد....تمام .خلاص كل حاجه جهزت ومستنيه طلتك البهيه.المهم جهزتى هديتى
سوسو......طبعا ياقلبى هو أنا أقدر أتأخر عليك.على بليل هيوصلك رساله بمليون جنيه وفوقيهم بوسه
ضحك بخشونه......خلي ليكي البوسه أنا عايزك إنتى وحشتينى
ضحكت بدلال....تؤتؤ.ماينفعش دلوقتى ياميرو إنت ناسى إن واحده لسه والده بيبى وتعبانه ومش هقدر أخرج ولا أروح مكان
تابع ببرود....مايتقالش ليا الكلام ده.أول ماتنزلى تعدى عليا تاخدى طلبك وأنا أستمتع بهديتى بقولك وحشتينى ولا أنا ماوحشتكيش

صمتت قليلا متردده لتجيبه.....أوك ياقلبى أنا هحجز على بليل وهجيلك علطول سلام
مراد.....سلام
ليلقى الهاتف بجانبه متجها الى الاريكه ليريح جسده قليلا
...............فى اليوم التالي صباحا....استيقظت ورد باكرا لتدلف إلى دوره المياه.كي تستعد للذهاب إلى عملها قبل أن تبدأ بسبوسه فى جلستها اليوميه ..نزعت ملابسها كي تنعم بحمام دافئ لتتفاجأ بكدمات على أنحاء جسدها وذراعها مررت أناملها بتعجب قائله....إيه إلى على جسمى ده..غريبه.جسمى أزرق كده ليه
ظلت صامته قليلا لتسرع فى حمامها والقلق يساورها ولجت إلى الخارج لتتفاجأ به أمامها متأملا كل أنش بها وعلى وجه ابتسامه خبيثه.....صباح الخير
غطت شعرها سريعا لتغتصب ابتسامه مرتبكه....صباح النور
شعر بارتباكها قائلا....أنا اسف خبطت على الباب ماحدش رد فقلقت عليكي
اتجهت إلى الاريكه متفاديه النظر إليه لتمر بجانبه قائله....حصل خير صحيت بدرى علشان نازله
أثناء مرورها بجانبه استنشق عبيرها ليلتفت إليها متسائلا.....نازله رايحه فين
ورد....رايحه أشوف شغلى مش هفضل قاعده طول الوقت كده حبه الفلوس الى كنت محوشاهم خلصوا
اقترب منها بخطوات واثقه....وإيه يعنى إلى إنت عايزاه اديهولك
قطبت جبينها استنكارا......ازاى يعنى وبمناسبه إيه أنا ماأقبلش أخد صدقه ولا إحسان من حد
هز رأسه رفضا......أوعى تقولى كده إنت غاليه اعتبريها مساعده لغايه لما يبقى معاكي ابقى رديها ولا ايه رأيك تشتغلى معايا فى المستشفى بمرتب كويس
رفعت حاجبها تعجبا....اشتغل هنا.أشتغل ايه
وضع يده فى جيب بنطاله......إلى إنت عايزاه المهم تكون معايا .قصدى معانا فى المستشفى وتترحمى من البيع فى الشارع .فكرى براحتك وأنا منتظر ردك
اومأت برأسها.....ماشى يادكتور هفكر...معلش كنت اسأل حضرتك على حاجه .أنا صحيت الصبح لقيت كدمات على جسمى ومش عارفه سببها ايه خايفه لكون تعبانه ولا حاجه
جز على اسنانه ضيقا من نفسه قائلا بابتسامه مرتبكه.....و لا تعبانه ولا حاجه تلاقى عندك نقص في فيتامين في جسمك أنا هكتبلك على شويه فيتامينات وكريم هيضيعوها خالص ...عن إذنك ورايا شغل
هرب مسرعا من نظراتها ناعتا نفسه بالغباء متمتما بضيق .....غبى كان لازم أقسى عليها كده......ليضغط على شفتاه السفلى مبتسما....أعمل إيه البنت تتاكل أكل.بس برده لازم أخد بالى المره الجايه
ليسرع بخطاه متجها إلى مكتبه وهو يدندن باستمتاع لتذكره الليله الماضيه....بعد أن خرجت من المشفى توجهت إلى مشتل عم فتحى لتحمل نصيبها من الورد متجه إلى الطريق لتبدأ عملها اليومى .....فى منتصف النهار أثناء التفاتها تفاجأت بمتولى يغمرها بنظرات غاضبه. قائلا.....نرجس فين يا ورد
بلعت ريقها توترا.....هتكون فين يعنى اكيد فى شغلها
ضغط علي ذراعها بغضب.....بت ماتستعبطيش إنتي عارفه هى فين وأكيد حكت ليكي كل حاجه فبالذوق قولي لها ترجع من نفسها بدل ماإجيبها وساعتها هتزعلوا منى
نفضت يده بغضب.....قلت لك ماعرفش وأعلى ما فى خيلك أركبه سلام يا معلم
حك ذقنه بغضب.....ماشى يا ورد بس بلغيها ان حسابها كده تقل
أسرعت بخطاها والخوف يأكل قلبها لتتجه الى حسن وتخبره بما حدث...يجلس بين سيارتان متوارى عن الأنظار بيده كتاب يتفحصه بشغف غافى عن من حوله ليتفاجئ بظل يحجب عنه الرؤيه رفع رأسه لتنشرح تعابيره.....وردتى

ابتسمت بحب من لقب الملكيه الدائم لها قائله بتعجب......بتعمل ايه يا حسن هى مش المذاكره خلصت
..ضحك بعد أن مد يده ليجلسها بجانبه قائلا...اه خلصت
نظرت إليه بتعجب....امال انت بتقرا ايه
قلب الكتاب متأملا العنوان.....ده روايه لنجيب محفوظ(بين القصرين)بسلى نفسى وقت فراغى
تنهدت بحزن....يابختك كان نفسى أكمل تعليمى وأبقى حاجه مهمه بس النصيب
وضع الكتاب جانبا وبنبره صادقه.....أوعدك ياوردتى إني أعوضك وأحققلك كل الى نفسك فيه.أول ما أطمن على كليتى هوجه بعد كده كل اهتمامى ليك ومش هسكت إلا لما تتعلمى وتوصلى للى إنتي عايزاه
ابتسمت بحزن.....أنا خايفه يا حسن تنسانى وقلبك يتعلق بواحده من مقامك لما تروح الكليه أكيد هتقابل ياما
رفع ذقنها لتنظر اليه بحب....هو فى حد بينسى نفسه وروحه .إنتي أنا ياوردتى .لو قدامى ورود الدنيا فى البستان قلبى وعينى مش هيختاروا الا ورد الجورى إلى ملأ قلبى حب وغرام
تنهدت بهيام.....ياه يا حسن كلامك حلو قوى زى الروايات ياريت حكايتنا تبقى زيهم ونهايتها تكون حلوه
غمز لها ضاحكا.....وهتبقى أحلى منهم المهم نبقى مع بعض وماتسبيش أيدى
التقطت يده لتضغط عليها بحب....عمرى ماأقدر أسيب إيدك
نظر إليها باهتمام...قوليلى ايه الى مضايقك
رفعت حاجبها تعجبا.....وإنت إيه إلى عرفك إن مضايقه
أشار إلى صدره.....قلبى ..قلبى بيحس بيكي من غير ماتتكلمى
ابتسمت بحزن....عندك حق فى حاجه مخوفانى..متولى قابلنى انهارده وسألنى عن نرجس وهددنى لو مارجعتش هيجيبها بطريقته
قطب جبينه ضيقا....و لا يهمك منه .ولا يقدر يعمل حاجه هو بس من غيظه بيقول أى كلام

زفرت بضيق....ربنا يستر .كنت عايزه اخد رايك فى حاجه الدكتور مراد طلب منى أشتغل معاه فى المستشفى بدل وقفتى فى الشارع ايه رأيك
تخضب وجه بالضيق عند سماع اسمه قائلا بعصبيه.....لا
ورد.....لا ليه
انتفض واقفا بضيق.....لا وخلاص الراجل ده مستفز ومش مريح عينيه كلها خبث
ربتت على يده بهدوء.....أنا كمان مابستريحش ليه بس ده فرصه كويسه أشتغل فى مكان محترم بعيد عن الشارع وغلاسه الناس بس خلاص لو إنت مش موافق مافيش مشكله المهم عندى راحتك
جز على اسنانه ضيقا من عصبيته وأنانيته قائلا.....اسف أني اتعصبت عليكي وغصب عنى إلى إنت فيه لو بأيدى أخبيكي عن عيون الناس .لو إنتي حابه .روحى بس خلى بالك من نفسك
ابتسمت بحب....ربنا مايحرمنى منك ومش عايزاك تقسى على نفسك ربنا هيفرجها من عنده ماتشيلش هم .أسيبك تكمل شغلك وأنا هروح لبسبوسه
حسن.....ماشى ياجميل سلميلى عليها..سلام
........................
مر اسبوع هادئ كالهدوء الذى يسبق العاصفه ..........حول إحدى المقابر تقف أم محمود متلحفه بالسواد بجانبها نرجس ومجموعه من النسوه البكاء والحزن يرهق قلوبهم من فقدان عزيزتهم.لتربت أم محمود بمهنيه وملامح بارده لاعتيادها على هذه المواقف ولكنها حاولت صبغ نبرتها بالحزن.....ربنا يرحمها يابنتى .شدى حيلك .كلنا لها..لا دايم إلا وجه الله
زادت شهقات السيدات عند استمرار أم محمود فى حديثها أثناء مواساتها لهم لمحت ولدها يسرع إليها لاهثا وبخوف....ياما الحقى

جذبت يده بعيدا لتتوارى به عند إحدى الجدران وورائها نرجس قائله....فى ايه ياولا مالك بتجرى زى الملسوع كده .حصل إيه

دنا بجذعه ملتقطا أنفاسه المتعبه قائلا بخوف....فى ناس شكلها وحش جاين ناحيه البيت وسمعتهم بيسألوا على نرجس

لطمت بخوف.....يالهوى شكلهم عرفوا مكانى أنا لازم أمشى من هنا
بلعت أم محمود ريقها خوفا متسائله.....هتروحى فين يابنتى

التفتت يمينا ويسارا برعب....اى حته المهم مايوصلوش ليه
نظرت إليها بحزن وقلة حيله لتومأ برأسها....امشى يابنتى ربنا يوقفلك ولاد الحلال
سقطت دموعها خوفا وحزنا.....أمانه يا أم محمود تسلميلى على ورد وحسن وبلغيهم أول مااستقر هكلمهم وقولى لهم إني بحبهم قوى..سلام
لتسرع فى خطاها اتجاه الظلام مسرعه خائفه قلقه تدعو ربها أن ينجيها ....ظلت فى طريقها طوال الليل تتلفت ورائها خائفه بأن يتوصلوا إليها لترتفع شهقاتها متمتمه....يارب أروح لمين أنا ماليش غيرك
لتلمع فكره فى رأسها جعلتها تغير وجهتها مسرعه داعيه ربها بأن يتقبلها ويسمح لها بالاختباء عنده خاصه بعد رفضها طلبه وهروبها منه .....
.على أعتاب منزل ضخم تقف بقدم هلاميه تترجى الحارس قائله.....عايزه أقابل البيه
نظر إليها من أعلاها لاسفلها ساخرا.....تقبلى البيه مره واحده أمشى يابت من هنا .ايه البلاوى إلى بتتحدف علينا ده
زفرت ضيقا لعدم استطاعتها الدخول لتلمح سياره قادمه باتجاهها جعلتها تصرخ وهى تلوح بيديها كي يراها......يا ابراهيم بيه .ابراهيم بيه.أنا نرجس
لمحها بلهفه ليشير بالسائق التوقف فورا .انزل زجاج سيارته مرددا اسمها بلهفه واشتياق.....نرجس
عند اطمئنانها لسماع صوته ترنحت في الوقوف لامحه لهفته وصدى صوته يتردد في ذهنها لتسقط مغشيه عليها..........بعد كثير من الوقت على فراش وثير بأريحيه لنعومه ماتستلقى عليه فتحت عينيها ببطئ لتتقابل عيناها بعينيه المشتاقه.حاولت أن تعتدل وهى تتألم ليساعدها على النهوض واضعا وساده صغيره وراء ظهرها قائلا.....مستريحه كده
اومأت برأسها خجلا.....اه شكرا ..أنا اسفه على الدربكه الى عملتهالك
ربت علي يدها بهدوء جالسا على مقعد صغير أمامها......و لا دربكه ولا حاجه المهم أطمن عليكي
اقتحم عثمان خادمه العجوز إلى الغرفه حاملا بيده صحن من الشوربه الدافئة ليضعها على منضدة صغيره بجانبها قائلا بوجه بشوش......اتفضلى يا بنتى بالهنا والشفا
هزت رأسها.......شكرا يا راجل يا طيب
انتظر خروج خادمه لينظر إليها.....أنا هسيبك تستريحى ولو احتاجتى حاجه أنا فى الاوضه إلى جنبك
هزت رأسها وعينيها تتابع خروجه لتطلق لدموعها بالانهيار الحبيسه داخل مقلتيها مع صرخه حزن لم تتعدى شفتيها قائله....اه.يارب
............ٌ.....
صرخت أم محمود بفزع عند رؤيه ماآلت اليه غرفتها التى تؤيها هى وعائلتها لتصرخ بفزع أكثر عند رؤيه رجال ضخام الجثه ملتفين حول أولادها ليصيح أحدهم.....نرجس فين ياوليه
اتجهت الى أحدى أولادها الصغار لتضمه بخوف......نرجس مين.احنا مانعرفش حد بالاسم ده
قطب جبينه ضيقا.....هتقرى وتقولى هى فين ولا اموتلك حد من العيال
صرخت بخوف ضامه أولادها ....والله ما نعرف حاجه لو أعرف هخبى ليه
جز على اسنانه بغضب ليلقى بقدمه مايعترضه متوعدا......بلغيها أن المعلم متولى زى ماعرف مكانها المره الاولانيه هيعرف يجيبها تانى ...سلام
تنفست الصعداء عند خروجه ملتفته الى أولادها.....أبوكم فين
تبرع أحدهم.....قال عنده ناقله و هيجى الصبح
زفرت بارتياح.....طيب خليكم هنا .أنا رايحه مشوار وجايه علطول
أحكمت وشاحهها المتساقط بفعل هرولتها وفزعها على صغارها متجه إلي حسن لتخبره بما حدث
.............
..داخل غرفه صغيره أسفل إحدى العمائر يجلس مستمتعا بكوب من الشاى وكتابه الثمين انتفض أثرا على صوت طرقات عاليه على باب غرفته ليفتحه بتعجل متفاجئ بمن تقف أمامه متسائلا بخوف.....ام محمود فى إيه ايه إلى جابك دلوقت
التقطت انفاسها المرهقه من بعد المكان....نرجس يا حسن
شحب وجه بخوف.....مالها إيه إلى حصل
أم محمود......ناس اتهجموا علينا وقعدوا يسألوا عليها بس الحمد لله قدرنا نهربها

حسن.....طيب راحت فين
هزت كتفيها بقله حيله...معرفش يا بنى هى أول ماسمعت أن فى ناس بتسأل عليها هربت وقالت أول ماتستقر فى مكان هتتصل بيكم تطمنكم.أنا قلت يابنى ألحق أبلغك ده أمانه وبت غلبانه أن شاء الله توصلولها
زفر بضيق.....تشكرى ياأم محمود حد حصله حاجه
ربتت على كتفه بحزن....لا يابنى ربنا يعترك فيها وينتقم من ولاد الحرام.. فوتك بعافيه
سند يده على الجدار شاردا مودعها.....الله يعافيك
ارتدى حذاءه ليغلق باب غرفته متجها إلى ورد لك يخبرها ماحدث
داخل حديقه المشفى يقف تحت شجره عاليه منتظرها بعد أن هاتفها هرولت اليه بقلق....حسن فى إيه إيه إلى جابك دلوقتي
التقط يدها متجها إلى إحدى الارائك ليجلسوا عليها قائلا.بحزن....نرجس
شحب وجهها بخوف قائله....مالها أوعى تقول إنهم عرفوا مكانها
أخذ نفسا عميقا قائلا.....هما عرفوا مكانها بس هى هربت
تنفست الصعداء قائله.....الحمد لله.طيب راحت فين
تهدلت ملامحه بحزن .....معرفش .قالت لام محمود لما تستقر في مكان هتبقى تكلمنا
ارتعشت شفتاها لتتساقط دموعها حزنا....ياعينى عليك يا نرجس يا ترى إنت فين وبتعملى ايه
لم يستطع تحمل دموعها ليجذبها الى احضانه قائلا....ادعيلها أن ربنا يحميها ويبعد عنها ولاد الحرام
تمسكت بملابسه لشعورها بالأمان المفقود في حياتها داعيه....يارب احميها ده غلبانه وطيبه يارب رجعهالى..............
فى الأعلى يقف وراء نافذته متأملا مايدور فى حديقه المشفى بأعين متقده غضبا من هذا الشاب المتسلل الى قلب لعبته الصغيره متوعدا بالتخلص منه فى أقرب وقت حتى يستطيع الاستيلاء عليها بدون منافس
................
فى صباح اليوم التالى
استيقظت بعد ليله عصيبه مرت بها من كوابيس جعلتها تنتفض من نومها أكثر من مره ...تأملت ما حولها بإعجاب لتتنهد بقلق من مواجهه صاحب البيت بعد رفضها طلبه...هبطت الدرج تبحث عن أهل المنزل ملتفته يمينا ويسارا ليلمحها الخادم العجوز متجها إليها.....صباح الخير يا بنتى
بادلته التحيه بابتسامه مشرقه.....صباح النور هو ابراهيم بيه فين
أشار لها بيده.....بره فى الجنينه مستنيك تفطروا سوا
اومات برأسها متجه اليه لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تقابله لتتبدل ملامحها الى الخجل قائله....صباح الخير
أشرق وجهه بابتسامه عذبه....صباح النور .اتفضلى اقعدى علشان نفطر سوا
جلست أمامه على استحياء ليناولها قطعه من الخبز مشيرا إليها بالبدء فى الطعام.....عند انتهائهم وأثناء تناوله قهوته الصباحيه فركت يدها توترا وخجلا قائله.....أنا اسفه على الدربكه إلى عملتها لك انبارح بس غصب عنى ماكنش قدامى غيرك ألجأ له بعد الى حصل لى

ترك فنجانه متأملها بحب......وأنا مبسوط إن أكون ملجأك بالرغم إنك اختفيت فجأه ومعرفتش أوصل ليك وده زعلنى حتى لو إنت رفضت طلبى ماكنتيش تحرمينى من إن أشوفك .بس خلاص أول ماشوفتك واطمنت عليك نسيت كل حاجه....قول ليه ايه الى حصل وخلاك مذعوره وخايفه بالشكل ده

اخذت نفسا عميقا لتذفره بألم وحزن لتقص عليه حياتها البائسه ومامرت به من ظلم وقهر على يد هذه السيده الشمطاء التى تدعى بزوجه أبيها
.تغيرت ملامح وجهه للغضب قائلا.....وازاى والدك سمح ليها انها تأذيكي بالشكل ده
مسحت سريعا بعض الدموع الهاربه ....هيعمل ايه يا عنى كان غلبان وقليل الحيله .وبعد ما مات مابقاش ليه حد فرعنتها ذادت أكثر كل الى قدرت أعمله إن أسيب ليها البيت وأعيش مع واحده صاحبتى وكنت عايشه وراضيه بحياتى بس لما صممت أنها ترمينى لراجل كبير متجوز علشان شويه فلوس ماأقدرتش أستحمل وهربت
لمعت في عينيه نظره حزن عند حديثها برفضها الزواج من هذا العجوز ليبتسم بسخريه على حاله هامسا لنفسه...يعنى أملك انها توافق بيك انتهى بعد الى قالته
ليفيق من شروده بعد أن لاحظت سكونه قائله...انا بس بستسمحك أفضل هنا يومين وبعد كده أشوف مكان تانى يكونوا زهقوا من التدوير عليه
قطب جبينه ضيقا.....لا طبعا استحاله أسيبك ترمى نفسك فى النار انتي هتقعدى هنا لغايه لما تقررى هتعملى ايه فى حياتك
قضمت على شفتها السفلى خجلا....بس أنا خايفه أضايق أهل بيتك
أرجع رأسه الى الوراء....قلتلك قبل كده أنا ماليش حد ولوحدى.وكنت أتمنى حد عزيز عليه يشاركنى حياتى.بس خلاص ربنا ماأرادش
احمر وجهها خجلا لادراكها معنى حديثه قائله.....بس أنا مش هقدر أقعد هنا عاله عليك لازم أشتغل
هز رأسه رفضا....لا ..طبعا انت هتقعدى هنا معززه مكرمه مش عايز أسمع منك الكلام ده تانى
حاولت الاعتراض ليرفع يده منهيا الحوار بصرامه....خلاص يانرجس .أنا نازل الشغل وفوق فى أوضتك هتلاقى هدوم جديده ليكي أتمنى تيجى على مقاسك وتعجبك.عن اذنك

نظرت إلى ابتعاده متأفأفه.....هو ماله نرفوز كده وعصبى بس برده عسل كان فين دماغى يوم مارفضته يالا الى ربنا عايزه هيكون أنا أقوم أتفرج على البيت وبالمره أكلم ورد أطمنها عليه
ولجت الى الداخل متأمله ماحولها بانبهار لتطلق صفيرا من فمها اعجابا.....ياحلاوه ياولاه ولا قصر الخديوى توفيق ...لتتنحنح بحرج عند رؤيه الخادم قائله.....ازيك يا راجل يا طيب اسم الكريم ايه
اجابها بهدوء....عثمان
بادلته الابتسامه....عاشت الاسامي ومحسوبتك نرجس مالقيش معاك تليفون أطمن أخواتي عليه
أخرج من جيبه هاتف صغير ليناولها اياه قائلا....اتفضلى
التقطتها منه شاكره....تسلم يا راجل يا طيب انت خط ولا كارت
رفع حاجبه لعدم فهم مغزى حديثها لتتابع توضيحا.....علشان اتكلم براحتى ولا أقصر فى الكلام
ابتسم....لا اتكلمى براحتك ولو احتاجتى حاجه أنا فى المطبخ
ربتت على صدرها بامتنان....تشكر ياعم عثمان

انطلقت الى غرفتها وهى ترقص وتدندن هامسه....معانا ريال..معانا ريال..لتلقى بجسدها على الفراش رافعه الهاتف أمام عينيها مدونه رقم صديقتها ضاغطه زر الاتصال مرت ثوانى قليله حتى أتاها صوتها قائله بفرحه....ورد
على الطرف الآخر بلهفه.....نرجس انتي فين طمنينى عليك أنا هموت من القلق
اعتدلت فى جلستها لتستند بظهرها على مسند صغير ضاحكه....براحه يابنتى ادينى فرصه اتكلم .أنا كويسه الحمد لله والمكان إلى أنا فيه حاجه آخر أبهه

بإلحاح وريبه....أيوه يعنى فين

ضغطت على شفتاها قلقا من رده فعلها.....بصراحه ومن غير ما تتعصبى ولازم تعرفى ماكنش قدامى إلا كده علشان أنقذ نفسى ....أنا عند ابراهيم بيه
رفعت حاجبها استفهاما....ابراهيم بيه مين .أوعى يكون إلى فى بالى

اومأت برأسها كأنها تراها.....ايوه..ماكنش قدامى الا هو وبصراحه الراجل طلع ذوق ومحترم واستضافنى فى بيته من غير أى مشكله
قضمت أظافرها ضيقا.....بس يانرجس الوضع ده ماينفعش ماتنسيش انه كان عايز يتجوزك وكمان عاذب ولوحده
تنهدت بضيق.....عارفه بس قولى ليه اعمل إيه أفضل عندك وأسيب مرات أبويا تبهدلنى ولا أتبهدل فى الشوارع لو عندك حل قولى وريحينى
زفرت ضيقا.....لا ماعنديش طيب وبعدين.

نرجس.....ولا قبلين هفضل هنا لغايه لما ربنا يحلها ..سلميلى على حسن وطمنيه عليه وأنا كل شويه هكلمك
ورد.....ماشى ياحييبتى خلى بالك من نفسك .مع السلامة
أنهت معها الاتصال لتشهق فزعا عند التفاتها وارتطامها فى صدر مراد متأملا اياها بخبث...آسف إني خضيتك
حاولت الابتعاد ليمنعها قابضا على ذراعها قائلا.بفحيح.....فكرتى فى طلبى
ارتبكت تحت يده رافعه عيناها الخضراوتين إلى عينيه المليئة بالخبث لتبلع ريقها توترا....لسه
همس بجانب اذنها....لسه ليه.أنا محتاجك معايا فى الشغل.أوعدك مش هتندمى

تجمدت من نظراته وهمساته لتنتفض فزعا عند سماع صوت حسن مناديا لها بعد رؤيته لهذا المشهد.....ورد
دفعت يده لتهرول أمامه متجه الى حسن القابض على فكيه بغضب عند رؤيتها قائلا....قدامى
هرولت وراءه ليتابعهم مراد واضعا يده فى جيب مأزره الطبى وعلى وجه بسمه خبيثه هامسا.....وغلاوتك ماهتعدى من تحت إيدى ياوردتى
...........عند ركن بعيد تحت شجره عاليه يقبض على كفها غاضبا....إيه إلى أنا شوفته ده

حاولت سحب يدها من الألم...شوفت إيه يا حسن .ده كان بيسألنى إذا كنت وافقت اشتغل معاه ولا لا
زاد من ضغطته....وإلى عايز يسأل عن حاجه يقرب ويمسك بالطريقه ده و لا إنت عاجبك الموضوع
سحبت يدها بعنف مدلكه إياها لترتعش شفتاها غضبا....بتقولى أنا الكلام ده .تانى مره بتشك فيا وتسمعنى كلام صعب ماكنش العشم يا حسن .المفروض إنت اكتر واحد عارف أخلاقى
ارتبكت ملامحه لينظر إليها بأسف محاولا الاعتذار لترفع يدها.....امشى يا حسن
ضغط على أسنانه ندما....ورد .اسمعينى

لوت شفتيها تهكما.....سمعت بما فيه الكفاية .امشى لو سمحت علشان مانخسرش بعض أكتر من كده
زفر بضيق وغضب من تهوره لتتابع.....نرجس كلمتنى وبتقول انها كويسه عن اذنك
تابع ابتعادها بغضب من حاله ومن هذا الطبيب الذى لا يتوانى عن هدم جسور الوفاق بينه و بين حبيبته..جذب خصلات شعره بعنف للخلف ليعاود أدراجه إلى حيث كان
.
.

فى المساء.....ارتدت نرجس من الملابس الجديده التى أحضرها لها إبراهيم واقفه أمام مرآتها تتفحص ماترتديه بإعجاب.....والله برنسيسه يابت يانرجس ..قمر ..لتلقى لنفسها قبله فى الهواء وهى تدور حول نفسها.أفاقت على صوت باب غرفتها لتتجه اليه مسرعه .شقت ابتسامتها محياها عند رؤيه الطارق الذى رفع حاجبه اعجابا....ماكنتش متخيل إن الفستان حلو قوى كده

قضمت شفتيها خجلا ممسكه بفستانها بين يديها توترا قائله....شكرا على كل اللبس الجميل ده ماكنش له لزوم تتعب وتكلف نفسك

ذاد من تأمل قسمات وجهها بإعجاب.....أنا لو أطول أجيب ليكي الدنيا كلها مش هتأخر.انت ماتعرفيش غلاوتك عندى قد ايه
زادت حمره خديها لتقلب عينيها يمينا ويسارا تنحنح ليرحمها من ارتباكها....عم عثمان بيقول إنك قاعده طول النهار فى أوضتك مانزلتيش خالص
فركت يدها توترا من نظراته....اتكسفت أنزل وقلت أستناك لما ترجع
ابتسم ابتسامه جانبيه.....ماشى .بس بعد كده عايزك تنزلى وتاخدى على المكان .أنا هدخل أغير هدومى وننزل نتغدى سوا
اومأت برأسها لتبادله الابتسامه ليتركها ويتجه إلى غرفته.انتظرت ابتعاده لتتحسس حمره خديها.....يا نهار أبيض انا وشى سخن كده ليه ..هو أنا كل ما هيقول ليه كلمتين هقلب طماطمايه...لا اجمدى يانرجس احنا قاعدين حبه حلوين مع بعض ..ربنا يستر ويعديها على خير

هبطت الدرج وهى تتمختر بفستانها الوردى لتدلف الى المطبخ ملقيه السلام.....سلامو عليكم ياعم عثمان
لف رأسه إليها مقلبا الطعام....وعليكم السلام يا بنتى
اقتربت منه مبديه مساعدتها......تحب أساعدك في حاجه
ابتسم ابتسامه هادئه.....لا شكرا يا بنتى انا خلصت بس لو حابه ودى الطباق

أشارت لعينيها...من عنيه انت تؤمر
حملت بعض الاطباق متجه إلى غرفه الطعام لتصتدم بشخص ما عند عودتها قائله بحرج.....اسفه
تأملها من رأسها لأخمص قدميها اعجابا....أنا إلى آسف ياجميل
اغتصبت ابتسامه مصطنعه.....حصل خير.عن اذنك
أسرعت بخطاها نحو المطبخ تجنبا من نظراته الخبيثه...بالخارج وقف يحك ذقنه متسائلا عن هويه هذه الفتاه ليفيق من شروده على صوت عمه قائلا....حازم..خير الى جايبك دلوقت
رفع يده ترحيبا به وابتسامه خبيثه تزين محياه.....عمى وعم الناس.وحشتنى .و لا ماينفعش أزورك
ضحك بسخريه.....لا ازاى ينفع.بس مش عوايدك أنك تسأل الا لما تكون فى مصيبه

حك أسفل رأسه حرجا.....ولا مصيبه ولا حاجه...وقعت عيناه الى غرفه الطعام مشيرا بيده....انا شايف الغدا جاهز وأنا واقع من الجوع يالا ناكل الاول
لوى شفتيه ضيقا.....اتفضل
بالداخل..............جلست مع عثمان تتناول غدائها بتساؤل......هو مين الى مع ابراهيم بيه بره
قطب جبينه ضيقا ليزفر بغضب....ده حازم ابن أخو ابراهيم بيه انسان تافه مضيع كل فلوسه على الشرب والبنات كل مايجى يعكر مزاج البيه ..ربنا يهديه
..............على مائده الطعام
يجلس كل منها يتناول طعامه الضيق والغيظ يزين ملامح ابراهيم من هذا الكائن المتطفل الذى حرمه من فرصه التجمع مع من شغلت قلبه.....غمز له مازحا....بس ايه الحكايه ياعمى
رفع حاجبه متسائلا.....حكايه ايه
أشار برأسه تجاه المطبخ.....حكايه المزه إلى فى المطبخ .إنت غيرت رأيك ونويت تتشاقى
ألقى ملعقته محدثه صوتا عاليا....إنت اتجننت .أنت فاكرنى زيك
أشار إليه بأن يهدأ.....خلاص ماتزعلش أنا كنت بهزر معاك أصل بصراحه مستغرب .انت كنت رافض تدخل ستات فى البيت فلما شفتها استغربت
جفف فمه من بقايا الشوربه التى كان يتناولها مزيحا مقعده ليستقيم فى وقفته قائلا بصرامه....ماتتدخلش فى الى مالكش فيه واتفضل قدامى على المكتب لما نشوف حضرتك عايز ايه
اعتدل في وقفته لينفض مابيده متجها وراءه قلقا من رده فعله لما سيقوله له

داخل غرفه المكتب......
ولج الاثنان ليجلس ابراهيم على مقعده وراء مكتبه وأمامه حازم....نقر ابراهيم على سطح مكتبه بأنامله قائلا.....اتفضل عايز كام
حك جبينه بابتسامه سخيفه.....بحبك يا عمى وانت فاهمنى هو المبلغ مش كبير قوى عايز بس ١٠٠ الف
قطب جبينه غضبا ليصيح.....ايه..ليه انت لو بتاكل الفلوس مش هتلحق تخلصها انا مش لسه واخد الاسبوع الى فات ٥٠ ألف راحوا فين
ضحك باستهزاء.....طاروا زى غيرهم ..ربنا يخليك يا عمى هو أنا ليه مين غيرك
نهره بغضب من انحلاله الذى لاينتهى قائلا....حازم ..ماتضحكش عليه بالكلمتين دول ..بتعمل إيه بالفلوس ده كلها

قبض علي يده غيظا من أسئلته الدائمه له قائلا من بين أسنانه...بصراحه خسرتهم وأنا بلعب بس اوعدك مش هتتكرر تانى
مسح وجه بغضب ليخرج دفتر شيكاته محررا له المبلغ قائلا بضيق.....ده اخر مره هديك مبلغ ذى ده
التقطه منه مسرعا ليقبل اياه على وجنته....ربنا مايحرمنى منك يا احلى عمى....سلام علشان ماعطلكش
ولج مسرعا وهو يدندن ليلمح نرجس تراقبه من بعيد غمز لها مبتسما مشيرا لها بالسلام...انتظرت ابتعاده لتحمل صنيه القهوه متجه بها الى غرفه المكتب طرقت عده طرقات حتى سمح لها بالدخول .وضعت مابيدها قائله....اتفضل القهوه عم عثمان قال إنك بتحب تشربها بعد الغدا
رفع رأسه بابتسامه شكر....شكرا يانرجس .واسف إننا مااتغدناش مع بعض

بادلته الابتسامه....حصل خير .تتعوض ..المهم أشوفك مبسوط
هز رأسه سخريه.....هبقى مبسوط ازاى وورايا واحد زى حازم
نظرت إليه باهتمام......ليه خير هو مزعل حضرتك فى حاجه
رشف من فنجانه بضع قطرات .....قولى مش مزعلنى فى إيه..بقولك ما تيجى نطلع نقعد فى الجنينه حاسس إن مخنوق
نرجس.....ماشى .اسبقنى وأنا هجيب حاجه وجايه
دلفت مسرعه الى المطبخ لتحمل بيدها كوبا من العصير وبعض قطع الكيك لتتجه بهما اليه...
.أمام حوض السباحه تحت شجره عاليه
ترفرف أغصانها محدثه ظل يريح من يجلس أسفلها وضعت مابيدها على طاوله صغيره يحيط بها بعض من المقاعد الخشبيه قائله....اتفضل دوق عمايل ايدى
مد يده مبتسما.....أكيد هتطلع حلوه زى صاحبتها
ابتسمت خجلا لاطراءه.....شكرا .المهم ايه الى مزعلك
نفض يده من بقايا الطعام ليرجع رأسه الى الوراء ناظرا إلى الأعلى ليتنهد بضيق....الى مزعلنى حاجات كتير أولهم الوحده ..أنا طول عمرى عايش لوحدى كل همى الشغل نسيت نفسى لغايه لما اتفاجأت أن مااتجوزتش ولا عملت عيله فحبيت أعوض نفسى بتربيه ابن أخويا وأخلى بالى منه بس حتى ده فشلت فيه وطلع ولد انانى وانتهازى عايز يخلص منى انهارده قبل بكره علشان يورثنى

قطبت جبينها ضيقا....بعد الشر عنك إن شاء الله الى يكرهوك وبعدين مش ذنبك انه وحش انت عملت الى عليك
هز كتفيه حيره....ممكن دلعى الزياده ليه هو الى عمله كده بس أنا كنت عايز أعوضه عن أهله الى ماتوا...من وقت ماأتعرف على شله الصايعين صحابه وهو بقى غريب عنى وبالرغم من كده ماأقدرش استحمل عليه الهوا
اقتربت بمقعدها منه مربته على يده بحنان....ادعيله إن ربنا يهديه
ابراهيم....يارب .ومايحرمنى من وجودك جنبى إنت ماتعرفيش أنا بستريح فى الكلام معاك قد ايه
احمرت وجنتها خجلا لتسحب يدها الموضوعه فوق يده حامله الاكواب....عن اذنك هدخل الصنيه المطبخ
التقط يدها بحب ليسمح لها بالعوده الى مقعدها....سيبى كل حاجه مكانها عثمان هيجى ياخدهم .ماتحرمنيش من وجودك حواليه

سحبت يدها توترا مرفرفه اهدابها خجلا من نظراته الثاقبه إليها
..
.........مر أسبوع بدون أحداث جديده ورد مازالت غاضبه من حسن رافضه مقابلته بسبوسه تحسنت حالتها..
..أما ابراهيم تعود على وجود نرجس فى حياته من مزاحها وابتسامتها التى لا تفارق وجهها بالرغم ما مرت به
...........داخل غرفه الصغيره داخل المشفى.....

تقف موليه ظهرها للباب ترتب حقيبتهم للعوده إلى المنزل بعد انتهاء علاج بسبوسه...دلف حسن وبيده علبه صغيره متجها إلى الصغيره التى قفزت فرحا عند رؤيته ضاحكه....حسن شوفت أنا بقيت بمشى إزاى
التقطها بين أحضانه بعد أن وضع مابيده على منضدة صغيره بجانب الفراش مقبلا اياها بسعاده.....ألف مبروك ياعيون حسن كده أقدر أخدك ونتفسح براحتنا
صاحت بفرح.....هييي وابله ورد هتيجى معانا
نظر لها بطرف عينيه......ياريت ...ليشير إليها بأن تقترب هامسا....عايز منك خدمه أبله ورد زعلانه منى وعايز أصالحها تفتكرى اعمل ايه
وضعت أصبعها فى فمها لتفكر .....هات لها هديه
اومأ برأسه....فكره برده بس أجيب لها ايه .لو جبت ورد يبقى بظلمه لأنها أحلى منه ....ليغمز لها ضاحكا....ولا اجيب لها بسبوسه .....لينقض عليها يدغدغها لترتفع ضحكاتهم عاليا كل هذا تحت سمع ورد معطيه لهم ظهرها والابتسامه تشق وجهها .....اقترب منها رافعا هديته أمام عينيها......ممكن .وردتى تقبل هديتى المتواضعه
أشاحت وجهها بعيدا مانعه ابتسامتها فى الظهور قائله بجديه....شكرا مش عايزه حاجه
لوى شفتيه حزنت قائلا للصغيره....قولى لها يابسبوسه تحن عليه
رفعت يدها بتوسل ليشاركها حسن.....علشان خاطرى يا أبله ورد سامحيه حسن طيب وجايب ليك حاجه حلوه وكمان هيفسحنا
هزت رأسها رفضا....لا يابسبوسه هو مزعلنى جامد
ببسمه ماكره.....معلش انت قلبك كبير خدى منه الهديه وبعد كده خاصميه
رفع حاجبه ضاحكا بتذمر...كده يالئيمه كل همك الهديه
اقتربت منه هامسه....بقول كده بس علشان تصالحك
غمز لها ضاحكا....ياأروبه ماشى أنا موافق أتحايلى عليها تانى
زمت شفتيها حزنا مصطنعا.....علشان خاطرى يرضيك أفضل زعلانه
كتمت ضحكتها ملتقطه منه العلبه....لا مايرضنيش تعالى نشوف جايب ايه
ابتسمت كل منهما لرؤيه كل هذه الحلوى لتضحك الصغيره ....الله ايه الشوكلاتات الحلوه ده
ابتسم بحنان....علشان تعرفوا غلاوتكم عندى
التقطت ورد إحداهما متذوقه اياها بضيق مصطنع....إيه المناسبه .ولا إحنا فى عيد ولا فرح
اقترب منها هامسا ....المناسبه إن ماأقدرش على زعل ورده قلبى إلى حرمانى اسبوع من ابتسامتها وبسببها الاسبوع عدى عليه كأنه سنه..ثانيا بمناسبه إن نجحت وبقيت مهندس رسمى
ألقت مابيدها ناسيه حزنها منه لتصرخ بفرح ضاغطه على كتفيه بسعاده .....بجد يا حسن جبت النتيجه .ونجحت
اومأ برأسه.....بجد ياعيون حسن ..أنا عندى الفرحه الى فى عيونك دلوقت أحسن من مليون نتيجه
رفعت رأسها للسماء والدموع تتلألأ فى عينيها....الحمد لله انت ماتعرفش سعادتى قد ايه ألف مبروك
كوب وجهها بين يديه....مبروك ده تتقال ليك حبك وإيمانك بيه هما الى أدونى دفعه ان أنجح
ورد.....إنت تستاهل كل خير
دلف مراد بدون أن يطرق الباب ليرفع حسن حاجبه تعجبا من اقتحامه الغرفه بهذه الطريقة....ابتسم ابتسامته المصطنعه....ايه ده إنتم ماشين خلاص
بلعت ريقها توترا مبتعده قليلا عن حسن....اه يادكتور خلصنا
اقترب مراد من الصغيره مربتا على رأسها....هتوحشينا يابسبوسه وهتوحشنا ضحكتك...فكرتى فى عرضى يا ورد
قضمت شفتيها توترا ليجيب حسن بدلا منها...متشكرين يا دكتور بس ورد مش محتاجه شغل
رفع حاجبه تعجبا....وانت تقرب ليها إيه علشان ترد عنها
جذبها بجواره ممسكا يدها بتملك .....أقرب لها بأنها خطيبتى
ابتسم ابتسامه صفراء....بجد طيب مش كنت قولتى يا ورد علشان نبارك على العموم مبروك يا....اسمك ايه
ضغط علي اسنانه بضيق.....باشمهندس حسن
هز رأسه سخريه.....مبروك يا باشمهندس حسن ..عن اذنكم
ولج الى الخارج والغيظ يملأ قلبه متوعدا لهذا الابله من وجه نظره

.......بالداخل .الصمت يعم المكان .لتقطعه ورد توترا....يالا يابسبوسه جهزتى
أومأت برأسها ليلتقط حسن حقيبتهم سابقا إياهم الى الخارج
فى الطريق أثناء سيرهم اعترضهم متولى ساخرا....ماشاء الله الحبايب كلهم هنا
جذبهم حسن وراءه بضيق....خير يامتولى عايز ايه
ابتسم بسخريه.....عايز كل خير..فين نرجس
هز كتفيه.....مانعرفش ولو عارفين مش هنقولك وأبعد عن طريقنا أحسن ليك

أرجع رأسه للوراء ضاحكا....وان مابعدتش
نظر إليه بأعين غاضبه.....يبقى إنت الجانى على نفسك
جذبه من ياقه قميصه بغضب......إتكلم على قدك ياشاطر وأعرف إنت بتكلم مين
نفض يده بضيق....أنا عارف أنا بكلم مين ..أنا بكلم واحد حرامى وبلطجى وعايش على عرق الناس
جز على اسنانه بغضب ليعاجله بلكمه بصياح....وأنا هوريك البلطجى ده هيعمل فيك إيه
صرخت ورد وبسبوسه ليعتدل حسن فى وقفته مبادلا ضربته بلكمه أطاحت متولى الى الوراء حاولت ورد التدخل صائحه بخوف...خلاص يا حسن .علشان خاطرى .وأنت يامتولى مش عايزين مشاكل امشى الله لايسيئك إحنا مانعرفش هى فين

بصق اتجاهه مشيرا بيده ناحيه رقبته....مش هعديلك إلى عملته وبلغوا نرجس هجيبها حتى لو استخبت فى بطن الحوت.سلام
أحاطت وجهها بيدها لتشهق بالبكاء من الخوف ضم رأسها الى صدره مربتا علي ظهرها بكلمات هادئه.....خلاص يا ورد ماحصلش حاجه لكل ده
رفعت رأسها لتكفكف دموعها....أنا خايفه عليك .ده شرانى ولو حطك فى دماغه هتبقى مشكله لو حصلك حاجه هموت
جفف دموعها مبتسما....ماتخافيش ياوردتى ده منظر على الفاضى وبعدين إنت مستقليه بحبيبك أزعل منك كده ماتقلقيش ولا يقدر يعمل حاجه .يالا علشان أروحكم وبليل نتقابل
اومأت برأسها ممسكه بيد الصغيره ليتجهوا إلى منزلهم
..أثناء صعودهم استقبلتهم ام سيد بالزغاريد جاذبه الصغيره الى أحضانها....مبروك يابوسه مبروك يا حبيبتى
دلفت وراءهم بملامح حزينه انتبهت إليها أم سيد رافعه حاجبها تعجبا....مالك يا ورد فى حاجه..طمنينى
سقطت دموعها مرتجفه خوفا جعلت أم سيد تشهق مقتربه منها بفزع....فى إيه يابت نرجس حصلها حاجه
هزت رأسها لتعيد عليها السؤال بقلق.....آمال ايه ماتوجعيش قلبى
قصت لها ماحدث لتتغير ملامحها ضيقا وتزفر بغضب.....لا حول ولا قوة إلا بالله منك لله يا متولى كاسر فرحتنا دايما...لتربت على يدها لطمئنتها....استهدى بالله وزى ماقالك حسن هو منظر على الفاضى.من غيظه إنكم هربتوها هيموت ويعرف مكانها.وتلاقى المعلمه مبهدلاه..سيبك منه ولا هيقدر يعمل حاجه قومى اغسلى وشك علشان أحط الاكل عملالكم حله محشى تستاهل بقكم
ابتسمت بارتياح مقبله كف يدها....ربنا ما يحرمنا منك
ربتت على يدها بحنان....ولا منكم ياحبيبتى
...........فى المساء

داخل مكتبه ممسكا بهاتفه ليصرخ بغضب....أنت ازاى تعمل حاجه زى كده من دماغك ازاى تستورد معدات منتهيه الصلاحيه علشان شويه فلوس.أنت اتجننت.عارف بعملتك ده عرضت الشركه لخساره لوله تدخلى ودفعى للشرط الجزائى كان زمانى فى مشكله كبيره.من بكره مش عايز أشوفك فى الشركه كفايه الفلوس الى بتاخدها إلى زيك مايعرفش يعنى إيه شغل
ألقى بهاتفه بعيدا قرب يده من ازرار قميصه ليحلها لشعوره بالاختناق صائحا بنبره واهنه....نرجس..عثمان
ولجت اليه بسرعه.عند سماع مناداته لتنتفض فزعا عند رؤيته بهذا المنظر نادت الخادم العجوز لك يساعدها.....عم عثمان الحقنى
اقتربت منه وهى تصيح بخوف وقلق.....ابراهيم بيه مالك رد عليه
بلل شفتيه بطرف لسانه محاولا إخراج صوته بصعوبه....الحقينى يا نرجس
اقتربت منه بأيدى مرتبكه لتحاول مساعدته بصوت متحشرج من البكاء.....ياعم عثمان كلم الدكتور بسرعه

بقلم ايمى الرفاعى.......

......
...........بعد قليل
التف الجميع حول فراشه مراقبين الطبيب فى عمله بانتباه.بعد أن اتم فحصه دون بعض الادويه ملتفتا إليهم....أنا كتبت ليه بعض الادويه واديته حقنه مهدئه لأن ضغطه كان عالى وأتمنى تبعدوه عن أى توتر مش عايزين يحصل ليه مضاعفات لا سمح الله
اومأ كل منهما ليلتقط عثمان روشته الدواء قائلا....أنا هبعت حد يجيب الادويه وأنت خليك جنبه يانرجس.اتفضل معايا يادكتور

ولج الطبيب الى الخارج بعد أن جمع أدواته تاركين نرجس جالسه على مقعد بجانب فراشه ممسكه يده والدموع تتلألأ فى عينيها هامسه بخوف.....كنت هموت من القلق عليك أوعى تسيبنى إنت كمان أنا ماصدقت لقيتك..عمرى ما حسيت بالأمان الا معاك
دنت برأسها ناحيه كفه طابعه قبله حزينه...أوعى تسيبنى وتحسسنى باليتم تانى.أنا من غيرك أضيع..معرفش إمتى حبيتك بس وقت ماشوفتك بتروح منى حسيت بأنى وحيده..عيله تايهه وسط الصحرا بتترعش من البرد والخوف...من غير ما تحس بقيت أمانى وسندى وغلاوتى عندك ماتبعد
رفعت رأسها سريعا عند شعورها بيده تربت على رأسها بضعف......أنا الى بترجاك ماتسبنيش لوحدى ياأغلى نرجس فى قلبى
ابتسمت بفرحه ضامه يده الى صدرها....أوعدك عمرى ماهسيبك
رفع ذراعيه لترتمى على صدره منتفضه من البكاء ربت علي ظهرها بحنان.....أهدى .انا كويس مابحبش أشوفك بتبكى دموعك غاليه عندى
رفعت رأسها لتتأمل عيناه متمتمه بكلمه طال انتظارها....بحبك
أغمض عينيه بنشوه عند سماع هذه الكلمه التى تلين القلوب ضاما رأسها الى صدره بهيام ......وأنا بعشقك من أول مره عنيه وقعت عليك.حسستينى أن إنسان ومن حقه يحب ويعيش
رفع ذقنها لتنظر اليه....نرجس..أنا بمد إيدى ليك تانى وبعرض عرضى الى سبق ورفضتيه.تحب تشارك الراجل العجوز حياته وتنورى دنيته الضلمه
ابتسمت بخجل بعد أن تخضبت وجهها بالحمره بدلال....موافقه أشارك أحن وأطيب قلب قابلته...وحياتى هى الى هتنور بوجودك معايا
أغمض عينيه والابتسامه تزين محياه غارقا فى النوم بارتياح بعد أن أثلجت قلبه بكلماتها لتبتعد سامحه له بالنوم وعينيها تتأمل قسمات وجهه الساحره بالرغم من مرور الزمن عليه...لتأخذ نفسا عميقا بارتياح قبل أن تلج إلى الخارج مغلقه الأنوار ك تتركه يستريح

.......

...إيه رأيكم فى موقف نرجس من موافقتها للجواز من راجل سنه كبير ..ومراد ناوى على ايه لورد
..
..يتبع.... 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close