رواية شذي الورد الحزين الفصل الرابع 4 بقلم ايمي الرفاعي
لفصل الرابع شذى الورد الحزين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النارلا تحزن أذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إليك.....فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياه والابتسامه
داخل إحدى العيادات الباهظه يجلس شاب وسيم فى منتصف الثلاثين من العمر يتابع بعض الاوراق أمامه بالرغم الارهاق الظاهر عليه من كثرة العمل لم تمنع وسامته ولا قوه شخصيته فى الظهور يعدل من نظارته الخاصه بالقراءة بين حين وآخر دلف إليه مساعده الشخصى قائلا بجديه....دكتور مراد العمليات جهزت
اومأ برأسه دون أن ينظر اليه قائلا بضيق.....منير شغلك مش عاجبنى اليومين دول
شحب وجه ليزدرد ريقه قلقا من نبره صوته الحازمة....ليه بس يادكتور
ترك مابيده ناظرا إليه بغضب......وكمان مش عارف ليه أهى ده لوحدها مصيبه تانيه
تساقطت بضع من قطرات العرق على جبينه قائلا.....أوعدك يادكتور أن كل حاجه هتجهز زى ماحضرتك عايز بس أصبر شويه علشان أجهز حاجه حلوه
أرجع رأسه الى الوراء زافرا بضيق.....تمام يامنير خليك ورا الكداب هصبر لما نشوف أخرتها
تهلل وجه قائلا بفرحه....أخرتها خير إن شاء الله
إلتقط مأزره ليساعده منير فى ارتداءه متجها إلى إحدى عملياته قائلا....عايزك تأجل باقى عمليات انهارده لأن مش فاضى آخر النهار
اومأ برأسه طواعيه......حاضر يا دكتور
............................
مع نسمات الليل تجلس داخل شرفتها تستمع لإحدى روائع أم كلثوم تتناول قهوتها المسائيه هائمه في ذكريات الماضى لتفيق من شرودها على صوت خشن قائلا بمرح .....يا سيدى يا سيدى على المزاج العالى طول عمرى أقول عليك هانم
ابتسمت بمشاكسه.....وأنا طول عمرى أقول عليك بكاش وأونطجى وبتعرف تضحك عليا وتنسينى زعلى منك
ألتقط يدها طابعا قبله عليها.....ما أقدرش على زعل رقيه هانم أنا أضرب نفسى بالنار ولا تزعلى منى
ربتت على يده بحنان.....بعد الشر عليك وحشتنى يامراد بقالك مده مابتسألش عليا
جلس أمامها متأملا شرفتها المزينه بالزهور النادره....غصب عنى لسه راجع من المؤتمر وعملت كام عمليه وماصدقت لقيت وقت فاضى جيت علطول
أومأت برأسها....ربنا يعينك ..أنا عارفه انك مشغول .بس بتوحشنى
ابتسم بحنان....وأنت كمان بتوحشينى ...لمح بعينيه مجموعه من الزهور قائلا.بإعجاب...مين الى عامل ليكي التحفه الفنيه الى هناك دي
أدارت برأسها تجاه ما يشير اليه قائله....عندك حق الورد شكله جميل ..مش هتصدق بنوته ما كملتش ١٩ سنه هى الى عملتها فنانه بجد
هز رأسه اعجابا....اكيد لازم تكون فنانه واكيد لازم تكون بتحبك علشان تعمل شغل بالجمال ده
ابتسمت بتأكيد....وأنا كمان بحبها لأنها جميله فى كل حاجه.....المهم كويس إنك جيت كنت لسه هكلمك
دلفت خادمتها لتضع امامهم صينية بها كوب من القهوه وبعض من قطع الكيك..... انتظر انتهائها ليشير برأسه ان تتابع حديثها قائلا....خير
قدمت له كوب القهوه قائله....كنت عايزه منك خدمه فى بنت ظروفها الماديه على قد حالها وعملت حادثه صعبه وكنت عايزاك تعمل لها العمليه وأنا هتكفل بكل مصاريفها علشان ترجع تمشى تانى على رجليها
ارتشف بضع قطرات من فنجانه.....إنت تؤمرى ومن غير حاجه المستشفى عندى كل فتره بتعمل عمليات بالمجان خلى أهلها يعدوا عليا بكره ومعاهم كل أوراقها ماتقلقيش
ابتسمت بارتياح....ربنا مايحرمنى منك ياحبيبى.بكره الصبح هبلغهم يعدوا عليك فى المستشفى
أشار لعينيه مبتسما.....من عنيه انتِ تؤمرى
فركت يدها توترا وهى تمد له صحن الحلوى ليباغتها تعجبا.....حضرتك عايزه تقولى حاجه
أغمضت عينيها حزنا لتأخذ نفسا عميقا قائله....أخبار مصطفى ايه
زفر بضيق تاركا مابيده ليشعر بالحزن تجاهها.....كويس وعايش حياته ..إنسيه زى ماهو نسيكِ
أشاحت بوجهها بعيدا كي لا يرى دموعها.....حد بينسى ولاده يابنى إنتم روحنا حد يقدر يعيش من غير روحه
ربت على يدها لمواساتها.....هيجى يوم وهيندم ويعرف قيمتك
بحزن جلى...خايفه اليوم ده يجى أكون مش موجوده ووقتها هيندم أشد الندم
هز كتفيه بلا مبالاه...هو حر انتِ عملتي الى عليكِ خليه يتحمل نتيجه عقوقه وإهماله ليكِ
تنهدت بحزن....ربنا يهديه
ابتسم.....ايوه كده ادعيله بالهدايه و هيجى اليوم الى يرجعلك راكع فيه ماتيأسيش.....أستاذن أنا علشان أسيبك تستريحى
رقيه......هو انا لحقت اشبع منك خليك شويه
استقام فى وقفته ملتقطا هاتفه.....اوعدك هجيلك تانى بس أنا طول النهار عمليات وهموت وأنام
رقيه.....خلاص ياحبيبى وانا مش هتقل عليك بس توعدنى أشوفك قريب والمره الجايه تيجى على الغدا
اومأ برأسه ضاحكا....أوعدك طول ما فى غدا هتلاقينى علطول
ضحكت لمزاحه....ماأنت لو ربنا يهديك وتتجوز هتلاقى الى تعملك أحلى غدا
ضحك لحديثها الدائم عن الزواج....إيدى على إيدك وانا أتجوز علطول شوفيلى بنت حلال وانا مش هقول لأ
رفعت حاجبها تذمرا....أشوفلك تانى بعد ٢٠ واحده عرضتهم عليك لا يامراد انت متعب كل واحده تطلع فيها القطط ولا واحده عاجباك
هز كتفيه.....أعمل إيه أنا مش عايز أى واحده أنا عايز واحده زيك كده ياجميل
هزت رأسها ضاحكه....اه يابكاش إنت حر أنا تعبت معاك
التقط باقى متعلقاته قائلا....أنا مش عايزك تتعبى نفسك فى الوقت المناسب هتلاقينى إتجوزت
ضمت شفتيها ضيقا....موت يا حمار
ضحك مقبلا أعلى رأسها....ولا هيموت ولا حاجه تصبحى على خير يا جميل
ربتت على يده بحنان....وإنت من اهل الخير
أثناء حديثهم دلفت ورد حامله بيدها زهريه ممتلئة بالزهور الرائعه لتتنحنح خجلا قائله....السلام عليكم ازيكم ياست رقيه
ابتسمت فرحا قائله....وعليكم السلام بنت حلال تعالى يا ورد...ثم أشارت لمراد المتابع لورد متأملها بنظرات لم تفهمها قائله....ده يا سيدى القمر الى زرعت ليا البلكونه بالورد الجميل ده
هز رأسه اعجابا قائلا بغزل....لازم الجمال ده يطلع منه حاجه بالحلاوه دي
إحمر وجهها خجلا من غزله لتمد يدها إليها.....اتفضلى وأنا عند عم فتحى لقيت نوع جديد من الورد قلت لازم تكونى أول واحده تاخد منه
التقطته منها مقربه إياه من أنفها مستنشقه رائحته بإعجاب.....اسمه ايه يا ورد
ورد....اسمها زهره القرنفل على العموم هبقى أجيلك تانى أزرعهولك لما اكون فاضيه
وضعته جانبا....لا استنى فرصه إنك هنا
أشارت لمراد المتابع لحديثهم وعيناه لاتحيد عن ورد قائله....ده دكتور مراد الى هيعمل عمليه بسبوسه
تهللت أساريرها ناظره إليه بفرحه....بجد كتر خيرك يا دكتور ربنا يجعله فى ميزان حسناتك أنا مش عارفه أشكر حضرتك ازاى
ابتسم ليخرج من جيبه بطاقته قائلا....مافيش شكر ولا حاجه ده الكارت بتاعى فى كل أرقامى وبكره إن شاء الله هستناكِ فى المستشفى ومعاكى كل أوراقها
إلتقطت بطاقته بين أناملها بفرحه....من النجمه هكون عند حضرتك
مد يده ليسلم عليها ضاغطا على يدها....هستناكي
لم تنتبه لنبرة حديثه ولا ضغطة يده الغير بريئه من فرحتها قائله.....إن شاء الله يادكتور
لوح لرقيه ذاهبا....سلام ياروقه لو احتاجتى حاجه اتصلى
أشارت إليه بحب....مع السلامه يا حبيبى
انتظرت خروجه لتشير لورد بالجلوس بجانبها لمتابعه باقى حديثهم
........................
تحت السماء الملبده بالغيوم يجلس في شرفته متأملا الفضاء وعلى وجهه مسحه من الحزن ليفيق من شروده على ضغطه من يد خادمه العجوز على كتفه....ايه الى مقعدك كده يابنى الجو برد عليك
ترك سيجارته التى شارفت على الانتهاء متنهدا بحزن......زهقان يا عثمان من الوحده
جلس قبالته عاقدا حاجبيه ضيقا من كم هذه السجائر ليربت على يده بحنان....اتجوز يابنى كفايه وحده هات لك حته عيل يسندك
ابتسم بتهكم....ومين الى هتقبل تتجوز واحد فى سنى
رفع حاجبه استهجانا من حديثه.....سنك...سنك ايه يابنى إنت لسه بصحتك سيبك من الكلام الخايب ده ألف واحده تتمناك انت مابتشوفش كل الستات الى بتجرى وراك
أغمض عينيه هامسا لنفسه.....وهى واحده بس إلى أتمنتها بس اختفت منى
ربت على يده ......إرمى حمولك على ربنا وإنوى وربنا هيرزقك ببنت الحلال...أسيبك علشان أنام وإنت كمان أدخل علشان الجو برد عليك تصبح علي خير
أرجع رأسه الى الوراء وعينيه تجوب السماء....وانت من اهل الخير
.......................
ركضت على الدرج بسرعه عاليه لتدق باب جارتها وهى تلهث من سرعتها لتفتح لها صديقتها بتعجب من حالتها.....مالك يابت شغاله ضرب على الباب كده ليه فزعتينى
ازاحتها لتدلف بسعاده وهى تنادى الصغيره.....بسبوسه يابسبوستى
دلفت ورائها رافعه حاجبها....فى ايه يابت بتنادى على بسبوسه ليه
رفعت يدها عاليا متمايله بحركات راقصه....بسبوسه هتعمل العمليه وهترجع تمشى تانى...بسبوسه هتعمل العمليه
أطلقت نرجس زغروطه عاليه لتتمايل هى الأخرى مصفقه بيدها خرجت على أثر أصواتهم جارتهم أم سيد حامله الصغيره وهى تزرف الدموع فرحا...يامنتا كريم يارب..يارب كملها على خير
إلتفتت ورد للصغيره لتضمها إلى صدرها دائرة بها بفرحه.....خلاص يابسبوسه هترجعى تتنططى تانى وماحدش هيقدر يمنعك
ضحكت الصغيره بصوت عال بفرحه لتباغتهم نرجس بتساؤل...ايه الى حصل فهمينا الدكتور رجع
جلست على اريكه صغيره ومازالت بسبوسه فى احضانها ممسده على شعرها بحنان.....اه رجع وقابلته عند مدام رقيه وقالي اعدى عليه بكره واجيب أوراقها
رفعت أم سيد يديها عاليا.....ألف حمد وشكر ليك يا يارب
نرجس....عرفتى حسن
هزت رأسها نفيا..لا أنا قلت أجى أبشركم وبعد كده أنزله
حملت بسبوسه من على قدميها قائله.....خلاص انزلى دلوقت قبل ماالوقت يتأخر عرفيه علشان يجهز لبكره
ابتسمت مقبله رأس الصغيره متجه إلى الخارج......ماشى سلام
هبطت مسرعه الى الاسفل والسعاده تملأ قلبها تهادت بخطواتها رقصا حتى وصلت إلى مكان عمله مناديه بنبرات سعيده ...يا حسن ياخول الجنينه.انت فين يا حسن
خرج على صوتها ضاحكا....ياسيدى ياسيدى على الروقان ايه المزاج العالى ده
قطعت المسافه بينهم بسعاده.....خلاص يا حسن بسبوسه هتعمل العمليه وهترجع تمشى تانى
جفف يديه من الماء المتساقط منه متسائلا...ازاى الدكتور رجع
اومأت برأسها فرحه....ايوه لسه جايه من عند مدام رقيه وقابلته ومستنينا بكره ..جهز ورقها علشان نروحله
أشار لعينيه مبتسما.....من عنيه ..وبالمناسبة الحلوه ده تعالى أعزمك على كوبايه بليله سخنه فى الجو الساقعه ده
رفرفت بأهدابها خجلا....خليها وقت تانى علشان ماأتاخرش
ألقى منشفته على الأرض جاذبا يدها.....مش هأخرك وهوصلك كمان
شعرت بقشعريره بين يديه لتحاول جذب يدها لكنه لم يدعها تهرب من بين أنامله لشعوره بالراحه والانبساط ليضغط علي يدها مسرعا الى إحدى عربات المشروبات الساخنه......
عند إحدى
المقاعد الخشبية المطله على النيل جلس كل منهما وبيده كوب من البليله الساخنه تنهد ناظرا إليها وعلى وجه ابتسامه التى تذوب قلبها هياما به قائلا..... أنا اكتر حاجه مفرحانى الفرحه الى جوه عنيكي بتخلينى حاسس إن مالك الدنيا لو بأيدى يا ورد أخليكي أسعد إنسانه فى الدنيا .إنت ماتعرفيش غلاوتك عندى قد إيه .نفسى أجبلك نجمه من السما تنور ليكي طريقك دايما
توقفت عما تتناوله متأمله قسمات وجه السمراء......ومين قال أنك مش النجمه بتاعتى أنا كل الى عايزاه أنك تفضل حواليا و معايا دايما..إنت سندى وأمانى فى الدنيا بعد أهلى ماأقدرش أتخيل حياتى من غيرك
ترك مابيده ليجذب يدها صائحا بصوت عال.....بحبك..ياأحلى ورده فى البستان
أحمر وجهها خجلا لتكتم ضحكاتها.....يا مجنون فضحتنا
ترك يدها قافزا على المقعد الخشبى صائحا مره تانيه......بحبك ...بحبك يا أغلى ورده فى حياتى
جذبت يده ليجلس بجانبها.....أقعد يا مجنون
جلس بجانبها متأملا خصلات شعرها الاسود الهاربه أسفل وشاحها ممررا انامله على أحداهما بهيام.....مجنون بيكِ ..أوعدك ياورده قلبى أخليك أسعد واحده فى الدنيا..أوعدك اول ماأدخل الكليه الى بتمناها وأقف على أرض صلبه مش هسيبك تغيبى عن عينى لحظه وهخليك ملكه تنور بيتى بس إنت إدعيلى
ضغطت على يده بحب....ربنا ينولك الى فى بالك واشوفك أحسن واحد فى الدنيا
بادلها ضغطتها قائلا......طول ماإنت جنبى بقلبك ودعواتك هكون أحسن واحد وهوصل للى أنا عايزه علشان خاطرك
أسبلت جفنيها خجلا لتنتفض قائله.....أنا اتاخرت نرجس هتموتنى
ربت على يدها لطمئنتها ملتقطا من يدها الأكواب الفارغه قائلا.....ولا يهمك يالا علشان اوصلك
تراقصت نبضات قلبها فرحا وهى بجانبه حتى وصلوا إلى منزلها المتهالك المكون من ٥ طوابق ليربت على يدها بحب.....تصبحى على خير ياوردتى
ابتسمت....وأنت من أهل الخير أوعى تتأخر بكره
حسن....من النجمه هكون عندكم يالا اطلعى علشان أبقى مطمن عليكي
صعدت الدرج بعد أن ودعته وقلبها يتراقص لتنتفض فزعا بخوف متمته....بسم الله الرحمن الرحيم
وقف بطالته المرعبه وعلى وجه ابتسامه شيطانيه قائلا بسخريه....ايه شوفتى عفريت
فركت يدها توترا لتصبغ نبرتها بالقوه قائله....وأسوء من العفريت عايز ايه يامتولى
حك ذقنه باستنكار......عفريت مقبوله منك ياست البنات..أنا كل الى عايزه أنول الرضا
أشاحت بوجهها صاعده لوجهتها غير مباليه بحديثه.....فى المشمش يامتولى أنسانى أحسن ليك وشيلنى من دماغك
جذبها من ذراعها قبل أن تغيب عن ناظره....وإن ماشلتكيش
نفضت يده بغضب...يبقى ماتزعلش من الى هعمله
ضحك بسخريه ضحكه ترددت صداها فى أرجاء المكان باستهزاء.....وأنا مستنى على شوق من الى هتعمليه ياست البنات بس ساعتها ماتزعليش من الى هعمله يا أحلى ورده فى البستان
رنت صدى ضحكته في اذنها بعد أختفائه ليرتجف جسدها خوفا فحديثه لايبشر بالخير أفاقت من شرودها على صوت نرجس تناديها....يا ورد ايه الى موقفك فى الضلمه يالا الوقت اتأخر عايزين ننام
تحركت بطريقه آلية الى غرفتها قلقه ومتوجسه داعيه ربها بالوقوف بجانبها
.............................
مع نسمات الصباح فى اليوم التالى
أجتمع الثلاث أصدقاء وبحوزتهم جميع الاوراق الخاصه بالصغيره ليتجهوا سويا الى مشفى الدكتور مراد ..استقبلهم بترحاب مبالغ به خاصه عند رؤيته لورد ليرفع حسن حاجبه بتعجب....اتجه الى غرفته متفحصا الاوراق وبجانبه ورد يشرح لها ما سيتم اتباعه وبجانبهم كل من نرجس وحسن الذى جز على اسنانه ضيقا....شوفتى قلة زوق الراجل ولا أكننا موجودين.انا مش مستريحله
أشاحت نرجس بيدها مسرعه بخطواتها....ده وقته يا حسن خلينا نركز فى الى بيقوله
داخل مكتبه جلس على مقعده الوثير يقلب بيده بعض الاوراق موجها حديثه لورد متجاهلا باقى الموجودين.....ماتقلقيش يا ورد الموضوع مش صعب زى ماإنت متخيله
أشرق وجهها .....بجد يادكتور يعنى بسبوسه هترجع تمشى تانى
ضحك ممازحا....هى اسمها بسبوسه..ياسلام على الأسماء الى تفتح النفس على الشغل...اه ياستى الاستاذه بسبوسه هترجع تمشى تانى.المهم من بكره تكون عندى علشان نبتدى نجهزها ده غير طبعا بعد العمليه هتحتاج جلسات علاج طبيعي علشان تقدر ترجع لطبيعتها بسرعه
اومأت برأسها....حاضر يادكتور الى حضرتك تؤمر بيه هنفذه
أغلق مابيده قائلا...تمام هستناكم بكره ان شاء الله
ابتسم ناظرا الى جانبه قائلا....وشكرا ياستى على البوكيه الحلو ده
ابتسمت بخجل....ده أقل حاجه أقدر أقدمها لحضرتك جميلك هيفضل فوق راسنا العمر كله
هز رأسه رفضا....جميل ايه يا ورد ماتقوليش كده ده واجبنا وشغلنا المهم أشوفك مبسوطه
زفر حسن بصوت عالي جعل جميع من فى الغرفه ينتبه إليه ليجز على أسنانه ضيقا جاذبا ورد ونرجس من يدهم قائلا....طيب يادكتور نستأذن حضرتك علشان مانعطلكش ومتشكرين جدا ليك
اومأ برأسه مبتسما بسخريه....لا شكر على واجب مع السلامه
خرج حسن مسرعا ووراءه كل من نرجس وورد متعثرين بخطواتهم لتمتم نرجس بغضب..مابراحه ياعم السريع هتكفى على وشى أهدى
وقف فجأه مرتطما بهم لتقف كل منهما تتأوى وتحك جبهتها بضيق.....فى ايه ياعم القطر مابراحه فرمتنا مالك زعلان ليه
جز على اسنانه بغضب رافع حاجبه استنكارا.....وهزعل من ايه ..لا..أبدا مافيش حاجه كل الحكايه إن الأستاذ من ساعه مادخلنا وهو قاعد يتغزل فى الهانم الى عاجبها الكلام ومطنشنا أكننا مش موجودين
رفعت حاجبها استغرابا....يتغزل فيا...ايه الى بتقوله ده الراجل كان بيعاملنا بكل ذوق وبعدين إيه الى شوفته منى خلاك تقول كده
أحمر وجه حرجا ليتلجلج فى الحديث .....مش قصدى بس الراجل ده من ساعه ماشوفته وأنا مش مستريحله
نرجس.....هو إحنا هناسبه ياسى حسن الراجل يشكر أنه هيعمل العمليه من غير ولا مليم
تجهم وجه ورد موجه حديثها لنرجس.....أنا ماشيه يانرجس هتيجى معايا
هزت رأسها لتلقيه بنظره عتاب متمته بغيظ....غبى عك الدنيا
لتسرع فى خطاها وراء صديقتها ...مسح وجه بضيق من نفسه ليسب حاله ....إيه الى هببته ده أنا حمار زعلتها من غير سبب..بس هو راجل مستفز قاعد يكلمها ولا أكننا موجودين ...أيوه بس هى ذنبها ايه أنا لازم أصالحها ماأقدرش على زعلها
............فى الطريق....جذبت نرجس يد صديقتها لتهدئه خطواتها قليلا ضاحكه بسخريه.....ماتهدى يا حاجه إنت كمان انا صحتى على قدى
نفخت ضيقا لتربع ذراعيها أمام صدرها....عايزه ايه يا نرجس
رفعت حاجبها استغرابا.....عايزه ايه انت هتطلعيهم عليا ماتهدى وبعدين أنا مارضتش أتكلم قدام حسن وأطلعه غلطان بس بصراحه عنده حق الدكتور ده شكله ملزق وعنيه زايغه وأنا مش مستريحاله
تسارعت أنفاسها بغضب.....وأنا مالى احنا عايزين منه خدمه ولما تخلص خالتى وخالتك واتفرقوا الخالات وبعدين هيسيب كل الى حواليه وهيركز معايا أنا
غمزت لها ضاحكه ......ومايركزش ليه ده انتِ قمر ده كفايه الغمازتين والعيون الخضرا الى مدوبين قلب سى حسن و قلبى معاه..اه ياقلبى
حاولت كتم ضحكتها لتضربها على جبهتها....والله إنتِ فايقه ورايقه يالا ياختى علشان نشوف شغلنا انتِ صحيح مش ناويه ترجعى الشغل تانى ولا عجبتك القاعده
أشاحت بوجهها....لا هرجع بس بفكر أشتغل فى محل بدل وقفه الشارع
جذبت ذراعها متسائله....نرجس إنتِ لسه بتهربى من الراجل اياه
هزت كتفيها بحيره....مش هروب بس الراجل صعبان عليا لو شوفتى عنيه وهى بتترجانى أوافق على طلبه كان صعب عليك
هزت رأسها تهكما....مايصعبش عليك غالى بكره يلاقى الى من طينته ويستريح معاها وينساكى..يالا علشان ألحق أروح لعم فتحى قبل اليوم ما يخلص
..........
......................داخل مخزن كبير يفترش مجموعه من الأطفال باختلاف أعمارهم من السادسه الى الثامنه عشر على أرض رطبه يرتجفون من البرد مقابلا لهم تجلس المعلمه حسنيه على اريكه ضخمه لكي تتسع لجسدها الممتلئ وبيدها أرجيلتها تنفث دخانها غير مباليه برجفتهم من بروده الجو ولا ملابسهم الباليه لتشير لمتولى بصوت أجش....متولى قسم ليا العيال ده علشان نشوف مين الى هينفع الدكتور مستعجل عليهم
أشار لعينيه غامزا لها.....من عنيه
بعصا غليظه وجهها الى أجساد الأطفال المتكومه برعب ليشير الى مجموعه من الأكبر سنا قائلا.....تعالى يالا انت وهو على قسم الكبد والكلى وانت يابت انت وهى تعالولى العريس مستنيكم اما انت ياحليوه يابعيون دبلى على قسم العيون والباقى يجهز علشان اعرفه شغله مجموعه هتبيع مناديل مجموعه تانيه هتبيع عسليه..ماشى ياحلوين
اومأ كل منهم بقلة حيله ليوجه نظره الى معلمته.....كده تمام كله عرف دوره
نفضت ملابسها لتعتدل فى وقفتها .....تمام يامتولى ابتدى وردهم للدكتور علشان مايزعلش مننا
لتحك ذقنها بتساؤل....اخبار البت نرجس ايه بقالى فتره ماشوفتهاش
متولى.....أهى متلقحه فى بيتها كانت تعبانه شويه ماتقلقيش أنا عينى عليها ومتابعها
ضحكت بسخريه.....متابعها ولا متابع ورد..على العموم البت حلوه وفى واحد متريش كلمنى عليها ظبط الامور علشان مستعجل
ابتسم بخبث......من عنيه انت تؤمرى ده يوم المنى لما نزفها لعريسها
ارتفعت ضحكاتها الساخره لتلج الى خارج المخزن بعد أن ألقت نظره على الموجودين
المعلمه ناويه على ايه لنرجس....وورد هتفضل زعلانه من حسن ولا هيصالحها
يتبع............