أخر الاخبار

رواية شذي الورد الحزين الفصل الخامس 5 بقلم ايمي الرفاعي

رواية شذي الورد الحزين الفصل الخامس 5 بقلم ايمي الرفاعي

فصل الخامس شذى الورد الحزين

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....................

تمر بنا الايام وقلوبنا مليئه بالحب وفجأه تأتى رياح عاتيه تلقينا على وجوهنا تدعسنا بقوتها غير سامحه لنا بالوقوف مره ثانيه ولكن بإرادتنا وقلوبنا الطيبه سنتجاوزها ونمر فى رحالنا......................❤❤❤😘😘
........فى الصباح الباكر..أمام غرفه العمليات يقف الجميع فى الإنتظار بفارغ الصبر على نجاح العمليه..بعد مرور ساعتين ولج إليهم بعد أن نزع رداءه الطبى بابتسامه مشرقه قائلا....الحمد لله العمليه نجحت
هلل الجميع لتحتضن ورد صديقتها بدموع فرحه لتطلق أم سيد الزغاريد معلنه عن سعادتها..اقترب مراد من ورد مبتسما ....مبروك يا ورد
مسحت دموعها مبتسمه.....الله يبارك فيك يادكتور ويجازيك خير ...أنا مش عارفه أشكر حضرتك ولا أرد جميلك إزاى
ربت على يدها....كفايه إني أشوف بسمتك الحلوه والورد الى بتهادينى بيه بقالك فتره ده عندى بالدنيا
جذبت يدها خجلا لتلقى بنظرها للمحيطين بها مرتجفه قلقا من السهام الحارقه الموجهه إليها من حسن تعلثمت قائله.....ده أقل واجب أعمله لحضرتك كتر خيرك المهم إيه الى هيحصل بعد كده
إعتدل في وقفته واضعا يده فى جيب بنطاله.....إحنا هننتظر يومين تكون فاقت وجسمها رجع لحالته الطبيعيه بعدها نبتدى نعمل جلسات العلاج الطبيعي
اومأت برأسها.....ماشى يا دكتور أنا ونرجس هنكون معاها مش هنسيبها لحظه
نظر إليها بخبث.....بصراحه يا ورد سياسه المستشفى هنا بتسمح بمرافق واحد بس فلو إنت عايزه تقعدى صاحبتك لازم تمشى
تبادلت النظرات بينها وبين صديقتها لتربت على كتفها .....مافيش مشكله خليكِ معاها وأنا هبقى أعدى عليكِ كل يوم
مراد.....تمام .وأنا هبلغهم يجهزوا الاوضه عن إذنكم
انتبه الجميع للصغيره المحموله على السرير المعدنى يدفعها أحد الممرضين متجها بها الى غرفتها....لتلتف كل من ورد ونرجس حول فراشها ممسده على رأسها بارتياح....ألف شكر وحمد ليك يارب أنا مش مصدقه إنها عملتها ونجحت
أراحت أم سيد جسدها على أريكه صغيره بجانب نافذه الغرفه قائله بارتياح....ربك كريم ياحبيبتى عارف إننا غلابه وبيوقف لينا ولاد الحلال زى الدكتور
ذم حسن شفتيه هامسا.....ابن حلال قوى
ابتسمت نرجس بخبث لمشاكسته....اه بصراحه ابن حلال قوى كفايه أنه مقعدنا فى أوضه شرحه وبرحه
جز على اسنانه بغضب.....ما خلاص هنقضى طول اليوم بنشكر فيه عادى يعنى ماعملش حاجه خارقه تستاهل كل التبجيل ده
قطبت أم سيد حاجبيها بتعجب......ازاى يابنى ده لو شكرناه من إنهارده للسنه الجايه مش هيوفى حقه
غمزت نرجس لجارتها ضاحكه.....خلاص يا خالتى ماتضايقيش حسن أصله مابيحبش نشكر فى حد غيره
أصر على أسنانه غيظا لتقاطعهم ورد قائله....ممكن تبطلوا مناقره..بسبوسه نايمه وتعبانه مش عايزين نعمل لها إزعاج
صمت الاثنان تحت نظراتهم المشاكسه لبعضهم البعض..........................وفى نهايه اليوم بعد أن اطمئنوا عليها ولج الجميع الى منازلهم على لقاء فى اليوم التالى....سند حسن على باب الغرفه قائلا.بهدوء....من النجمه هكون عندكم لو احتاجتى حاجه رنى عليا علطول
ألهت حالها بترتيب المكان دون النظر إليه قائله بجديه....ماتتعبش نفسك نرجس هتبقى تعدى عليا
أقترب منها ليجذب يدها لتضطر أن ترفع رأسها وتتقابل العيون ليحمحم بأسف.....إنت لسه زعلانه منى
خجلت من نظراته المشتاقه لتسحب يدها قائله بعتاب.....ليه..هو إنت عملت حاجه تزعل
صمت قليلا متشربا ملامحها قائلا بأسف....أنا أسف إني زعلتك بس إنت عارفه أنا بحبك قد إيه وبغير عليكِ ومابقدرش أستحمل حد يبصلك
بصوت مبحوح من كم المشاعر المحيطه بهم....وأنا ذنبى ايه .انت شوفت تصرف منى يخليك تشك فيا
أدارها له بتأكيد....أنا واثق فيكِ بس مش واثق فى اللى حواليكِ على العموم خلاص ننسى إلى حصل .
وابقى طمنينى عليكِ بالليل...ليغمز لها ضاحكا.....أنا شاحن ب٥٠ جنيه بحالهم علشان خاطر عيونك علشان أكلمك براحتى إن شالله ماحد حوش
انتفض كل منهما على صوت مزعج قاطعا وصال الحب بينهم..قائلا بسماجه.........مش كفايه كده ياعم النحنوح خالتى أم سيد تعبت وعايزه تروح
مسح وجه بغضب متمتما بضيق....منك لله ياشيخه قطاعه أرزاق
رفعت حاجبها استنكارا....أنا سمعاك شكلك بتدعى عليا هو أنا جيت فى وقت غلط
جز على اسنانه بغضب صائحا بصوت مكتوم......إنتِ كلك على بعضك غلط يامفتريه
ضحكت ورد على مزاحهم ليغمز لها مشاكسه.....هستنى تليفونك بليل ياجميل سلام قبل ماأقتلهالك
ابتسمت خجلا مودعه إياهم لتغلق وراءهم الباب متجه إلى أريكه بجانب فراش الصغيره لتستلقى عليها كي تريح جسدها بعد إنهاك يوم طويل
..........
فى الطريق تستند أم سيد على ذراع نرجس وبجانبهم حسن قائله.....واد يا حسن عامل ايه فى مذاكرتك
ضحك مازحا....بغض النظر عن واد الى بتقولهالى بس الحمد لله هانت كلها شهر والنتيجة تظهر وساعتها إن شاء الله تباركوا ليا وتقولوا يابشمهندس حسن
رفعت يدها للسماء عاليا....ربنا ينولك الى فى بالك وساعتها هنقولك يابشمهندس حسن من غير واد ولا تزعل بالرغم إنك هتفضل فى نظرى حسن الصغير الى ياما شلته على إيدى
كتمت نرجس ضحكتها بمشاكسه....وماتنسيش لما كان بيعملها على نفسه
ضربها عى مؤخره رأسها بغيظ....ماتلمى نفسك يا رخمه يامعفنه
شوحت بيدها صائحه....انا معفنه يامهندس على ماتفرج
قرصها فى كتفها غيظا....أنا على ماتفرج ياساقطه اعداديه
ضحكت أم سيد على مشاكستهم التى لاتنتهى لتدبدب فى الأرض كالأطفال....شايفه يا خالتى بيقول عليا ايه..لا يابابا أنا لو كنت قلت ياعلام وحطيته فى دماغى كان زمانى حاجه كبيره بس أنا الى خلقى ضيق وبزهق بسرعه
ضحك مازحا....صح خلقك ضيق ولا مخك هو الى تخين ياأم مخ تخين
جزت على أسنانها غيظا لتوقفهم أم سيد بحزم عند وصولهم على أعتاب المنزل.....خلاص ياولاد عيب كده انتم إخوات يلا يا حسن شوف وراك ايه وانت يانرجس طلعينى علشان تشوفى الشغل الى كنت قولتى عليه
نظر إليها باهتمام.....شغل ايه
التفتت إليه.....كنت كلمت عم فتحى يشوف ليا محل أشتغل فيه بدل وقفتى فى الشارع
هز رأسه موافقه....كويس كده أحسن وياريت ورد تعمل زيك
اومات برأسها.....نطمن بس على بسبوسه وأشوف لها معايا
حسن.....ماشى..أسيبكم علشان ماأتاخرش على الجراج عايزين حاجه منى
أم سيد....لا ياحبيبى تسلم ربنا يسلم طريقك
ساعدتها على صعود الدرج وبعد أن اطمأنت عليها هبطت متجه الى عملها الجديد فى إحدى المحلات الصغيره للملابس النسائيه اثناء سيرها في الطريق الجانبى الضيق المؤدى إلى الشارع الرئيسى أستوقفها صوت خشن جعلها تنتفض فزعا متمتمه فى سرها....بسم الله الرحمن الرحيم.لتلتفت له ساخطه....حد يخض حد كده.نعم عايز ايه يامتولى
رفع حاجبه استنكارا....متولى حاف كده وماله ازيك يا جميل وحشانى
عقدت ساعديها أمام صدرها بضيق....ما تشوفش وحش.خير ايه سبب الطله البهيه دي
وضع إحدى يديه فى جيب بنطاله قائلا....أبدا المعلمه وحشتيها وبقالها فتره بتسأل عليكِ ابقى عدى عليها
زفرت انفاسها ضيقا.....عايزانى فى إيه مش فلوسها بتوصلها يبقى خلاص عايزه تشوفنى ليه
ألقاها بنظره ساخره قبل أن يبتعد قائلا....لما تروحيلها هتعرفى سلام ياقطه
ضغطت على قبضتها غضبا ملقيه بصقه من فمها وراءه قائله.....ربنا ياخدك إنت ومعلمتك وأرتاح منكم
أخذت نفسا عميقا لتزفره بسخط لتكمل طريقها متمنيه يوم ما التخلص من هؤلاء المحيطين بها كالعلقه متطفلين على حياتها ليزيدوها بؤسا أضعافا مضاعفه......وصلت إلى محل عملها ملقيه السلام على سيده تلتحف بالسواد من عبائه ووشاح بنفس اللون تزفر بالضيق عند رؤيه نرجس قائله.....من أولها تأخير يانرجس
ابتسمت ابتسامه صفراء متجه الى أحد الأرفف لترتيبه.....سماح المره ده ياأم نسمه ماأنا قايلالك إن بسبوسه بتعمل عمليه أول مااطمنت عليها جيت لك علطول
أغلقت دفتر الحسابات القابع أمامها لتعتدل فى وقفتها....ماشى يا نرجس هعديهالك المره دي أنا همشى دلوقت ولما تخلصى اقفلى وراك كويس مش هوصيك
أشارت إلى عينيها.....من عنيه ماتقلقيش مع السلامه طريقك أخضر
انتظرت خروجها لتلقى بجسدها المنهك على أقرب مقعد منتظره دلوف الزبائن لشراء أى من البضائع...................
بعد مرور ساعتين من العمل أغلقت الأنوار استعدادا لإغلاق المحل والعودة إلى منزلها...أثناء سيرها والشرود يحيط بها وجدت ساقيها تتجه بها دون أن تدرى الى منزل ضخم اختبأت وراء إحدى الأشجار العاليه مبتسمه بحزن عند رؤيته جالسا في شرفته ابتسمت بسخريه على حالها....ياحلاوه ياولا بقيت عامله زى المراهقين الى بيستخبوا يشوفوا حبيبهم بس قاعد فى حته فيلا الله يسامحك يا حسن لعبت في دماغى وخلتنى رفضت الراجل يالا معلش بكره ربنا يرزقه ببنت الحلال من نفس طينته .....لتعود بذاكرتها عند رؤيته فى أحد المرات واختبائها وراء سيارته لتقطع مسافه كبيره الى منزله
لتفيق مما هى فيه متنهده بحزن....ربنا يعوضه ويعوضنى..لتلقيه بنظره تمنى قبل أن تبتعد وتعود الى حارتها...............

فى منتصف الليل........داخل غرفه الصغيره فى المشفى تتقلب ورد فى نومها غير واعيه لمن يمشطها من راسها حتى قدميها بعينيه متأملا خصلات شعرها الاسود المنسدله على عينيها بعد سقوط وشاحها...شعرت بأنفاس ساخنه تحيط بها لتنتفض فزعه قائله.....مين فى الأوضه
أنار ضوء المصباح الخافت بجوارها مقتربا منها.....أنا الدكتور مراد يا ورد ماتخافيش
اعتدلت فى جلستها مهندمه ملابسها الى الأسفل بعد أن كشف ساقها لسقوط الغطاء جاذبه وشاحها بأنامل مرتجفه لتغطى شعرها قائله....خير يادكتور فى حاجه
شعر باضطرابها ليبتعد الى الوراء ببسمه خبيثه....كنت جاى أطمن على بسبوسه وعليكِ مستريحه فى المكان
توجست من نظرات عينيه المتفحصه لها قائله....اه الحمد لله متشكرين لحضرتك مش عارفين نودى جمايلك فين
ضم شفتيه ضيقا مصطنعا...ماتقوليش كده تانى أنا ماعملتش حاجه وبعدين ياستى ماتقلقيش هيجى يوم وأطلب منك حاجه بس ساعتها ماتعترضيش وتوافقى علطول
نظرت إليه مستفهمه.....حاجه ايه
غمز لها قبل أن يلج خارجا.....وقتها هتبقى تعرفيها لو احتاجتى حاجه أنا فى مكتبى
بلعت ريقها توترا من حديثه ليقطع شرودها رنين هاتفها ملتقطه اياه قائله.....الو مين
ضحك باسما....أنا الميلامين...أنا حسن ياوردتى شكلى صحيتك
ابتسمت لمزاحه متناسيه توترها لما حدث منذ قليل....لا كنت صاحيه إنت بقى إيه الى مصحيك دلوقت
تنهد بهيام......أبدا كنت عايز اكلم واحده عندك غلبنى شوقها وطير النوم من عينى الاقيها عندك
ضحكت برقه جعلته يصيح باشتياق.....ياسيدى ياسيدى على الضحكه الى هتدوب قلبى حرام عليكِ تعملى فيا كده أنا بنى آدم برده يامفتريه
زادت فى ضحكاتها......أنا مفتريه ياسى حسن

حسن....اه مفتريه لما تضحكى بالشكل ده وانت بعيد عنى وأتحرم منها تبقى مفتريه وظالمه ماتضحكيش تانى وأنا بعيد عنك
رفرفت بأهدابها خجلا.....بحبك
لتغلق الهاتف مسرعه قبل أن تسمع رده ..على الطرف الآخر انتفض من المفاجأه قائلا بهيام....بتقولى ايه..الو .الو ..هى قفلت ولا ايه هو الى أنا سمعته ده صح ولا تهيؤات الليل
ليهز رأسه نفيا.....لا مش تهيؤات..ليبتسم ببلاهه.....قالتها وردتى..ليضم الهاتف الى صدره ضاحكا متنهد بهيام.....وأنا بموت فيك يا أحلى ورده فى البستان
على الجانب الآخر..ضمت الهاتف الى صدرها مستلقيه على الاريكه تنظر إلى الأعلى مبتسمه بهيام....بحبك يا أحلى حسن فى حياتى
..........................
مرت عده ايام.إستعادت الصغيره صحتها وسط سعاده الجميع لتبدأ جلسات العلاج الطبيعي كي تستطيع العوده لحياتها ظلت ورد مرافقه لها كي تهون عليها الآلام التى تواجهها ببسمتها وحديثها المشجع كل هذا تحت أنظار مراد الخبيثه التى تجعلها تشعر بالنفور والخوف ولكنها لم تستطع البوح بما يجول في صدرها لحسن حتى لايجبرها على ترك المكان وتفقد العلاج المجانى للصغيره فقررت تجاهل الأمر والتعامل بطريقه عاديه كأن شيئا لم يكن
.................
داخل شقه فى إحدى المناطق الشعبيه تتزين بأثاث ضخم ومبهج كصاحبته المرتديه عباءه باللون الاخضر مطرزه بخطوط سوداء لامعه تمسد يدها على خصلات شعرها الأصفر المصبوغ حديثا وباليد الأخرى تلتقط سيجارتها تنفثها بهدوء..هدر جرس الباب برنين متواصل لتصيح قائله......ادخل يالى على الباب الباب مفتوح
تقدمت نرجس بأقدام مرتبكه ولكنها صبغ وجهها بالقوه قائله....نعم متولى قال انك عايزانى
نظرت إليها بابتسامه ساخره.....أخيرا وشك ولا وش القمر فينك يابت ولا أكن ليك أم تسألى عليها
ضحكت تهكما....أم وهى فين الام دي أنا على حد علمى أنك مرات أبويا وأبويا الله يرحمه .يبقى انت ماتقربيش ليا حاجه

رفعت حاجبها استنكارا لتضرب كفيها....شوف البت وبجاحتها ده أنا الى مربياكِ يا ناكره الجميل تنسى أمك حسنيه
قطبت جبينها غضبا.....ازاى أنساكِ ..لا طبعا فاكراك وفاكره العذاب الى شوفته على ايدك خلصينى أنا مش فاضيه عايزه ايه
تبدلت نبرتها الى حنان مصطنع.....أنا مش هزعل منك لأني بحبك وعلشان تعرفى إنتِ غاليه عندى جايبالك عريس هتاكلى من وراه الشهد المعلم فوزى اكيد تسمعى عنه طلب إيدك وانا وافقت
صرخت بقهر وغضب....فوزى إلى متجوز تلاته وبيغير فى الرابعه فوزى الى عنده ٦٠ سنه حرام عليكَ يا شيخه مش كفايه ظلم فيا

اقتربت منها لتربت على كتفها بفحيح الافاعى....وايه ياعنى ياخايبه ده هيعيشك ملكه وهيلبسك دهب
نفضت يدها بغضب....والله لو جاب ليه مال قارون ماهوافق
رمقتها بنظره غاضبه ليهدر صوتها العالى وتعود إلى طبيعتها بصوت أجش ...مش بمزاجك أنا أديت كلمه للراجل وآخر الشهر كتب كتابك وماتحاوليش تروحى أى مكان هعرف أجيبك يالا امشى صدعتينى...
تهدلت اكتافها لترمقها بأعين كارهه متجه الي الخارج متمتمه بحزن والدموع تتلألأ فى عينها.....منك لله ياشيخه ربنا على الظالم والمفترى
خرجت الى الطريق بخطى ثقيله تذرف دموع القهر مرتجفه بخوف عند تذكرها العذاب الذى واجهته على يد هذه السيده ..وصلت إلى منزلها لتتفاجأ بورد أمامها تبدل ملابسها للعوده الى المشفى .شحب وجهها عند رؤيه دموعها لتجذبها إليها بقلق....نرجس مالك ايه الدموع دي
ألقت بجسدها على الاريكه المتهالكه بغرفتهم ترتفع شهقاتها التى تقطع نياط القلب قائله.....أنا تعبت تعبت يارب أموت وأرتاح

كوبت وجهها بين يديها بخوف....بعد الشر عليك فى إيه قلقتينى
نظرت إليها بأعين زائغه.....مش مكفيها الضرب والإهانه الى أخدتهم على إيدها مش كفايه قهره أمى وموتها بسببها جايه تكمل عليا وعايزه تجوزنى بالعافيه
فطنت لمغزى حديثها لتجذبها الى صدرها مهدهده إياها......اهدى ياحبيبتى مش هنسمحلها تتحكم فيك حتى لو هنبلغ عنها البوليس عن شغلها المشبوه ونخلص منها

ضحكت باستهزاء.....مين دي الى نبلغ عنها دي قبل ما رجلينا تخطى القسم تكون قتلانا..لا انا لازم أهرب ..بس هروح فين ولمين وأنا ماليش حد
لتضغط على كتفى ورد بخوف.....أنا خايفه مش عايزه اتبهدل تانى قول اعمل ايه
ربتت على وجنتها .....اهدى انا هبلغ حسن نحاول نلاقى حل....نامى دلوقت وسيبيها على ربنا وبليل هاجى أنا وحسن نحاول نفكر في حل
اتجهت معها الى الفراش بأقدام متهاويه لتتمدد ضامه ساقيها لجسدها ودموعها تتساقط بخوف جذبت فوقها الغطاء لتربت على رأسها بحنان.....نامى ياحبيبتى وحاولى تنسى
لتغلق عليها باب الغرفه متنهده بأسى على حال صديقتها داعيه ربها بالوصول إلى حل ينجى هذه المسكينه
...................عند دقات عقارب الساعة الثامنه مساءا ولجت ورد من غرفه الصغيره فى المشفى بعد أن اطمأنت عليها ووعدها بالعوده صباحا....أثناء اتجاهها إلى الخارج استوقفها مراد متسائلا......ورد..رايحه فين
التفتت إليه بتوجس....ازيك يادكتور مروحه
رفع حاجبه تعجبا.....ليه مش هتباتى انهارده
ورد......لا هاجى الصبح أصل صاحبتى تعبانه شويه فهطمن عليها..هى بسبوسه هتخرج امتى
نظر إليها بخبث.....ليه إنت لحقتى زهقتى مننا
اغتصبت ابتسامه مصطنعه.....لا طبعا بس اكيد مش هنقعد علطول فى المستشفى
مراد.....على العموم ياستى هى بتتقدم فى العلاج ممكن كمان إسبوعين أكتبلها على خروج
أومات برأسها....ان شاء الله استأذنك علشان مااتاخرش
أفسح لها الطريق باسما....اتفضلى وياريت ماتتأخريش علينا بكره
ابتسمت ابتسامه لم تتعدى عينيها مومأه برأسها قبل أن تبتعد وتلتقط انفاسها من حبسها بداخلها توترا من وجوده...
.نظر إلى ابتعادها بخبث عاظا شفتيه عند تذكره ملمسها تحت يديه أثناء نومها فى غرفه المشفى هامسا.....هصبر نفسى الليله ده من غيرك ياجميل وبكره مش هسيبك تمرى من تحت إيدى
لترتفع ضحكته عاليا متجها إلى غرفه مكتبه

.......أمام سياره سوداء يقف بمنشفته المبلوله ينظفها لمح قدومها ليترك مابيده مسرعا إليها مجففا اياها بملابسه بلهفه....ورد ايه الى جابك دلوقت
قطبت حاجبها غضبا مصطنعا.....إيه ياسى حسن مش عايز تشوفنى ولا إيه
التقط يدها بحب صادق....ازاى تقولى كده أنا نفسى أشوفك صبح وليل بس قلقت إنتِ مش المفروض بايته مع بسبوسه
ربتت على يده بحنان......اه بس نرجس واقعه فى مشكله وجيت ليك نلاقى لها حل
تبدلت ملامحه للقلق....مشكله ايه طمنينى

ورد.....خلص بس الى فى ايدك وبعدين نروح سوا
التفت برأسه مشيرا لأحد الصبيه الصغار مناديا.....حمو خلى بالك من العربيه على بال لما أرجع
اومأ الصبى برأسه ليجذب يدها قائلا....يالا ياستى قول ايه الى حصل
قصت له ماحدث أثناء سيرهم ليتمتم بضيق وغضب......هى الست دي ايه جبروت مابترحمش مش كفايه العذاب الى شافته على إيدها كمان عايزه تتاجر بيها إحنا مش لازم نسيبها حتى لو هنهربها
زفرت بقلة حيله.....هنهربها ونوديها فين ده ياعينى زينا مقطوعه من شجره
حسن.....تعالى بس نطلع ليها وسيبيها على ربنا
دلفت ورد أمامه لتطمئن عليها مناديه له....تعالى يا حسن نرجس صاحيه
دلف إليها وعلى وجه ابتسامه مهزوزه عند رؤيه شحوب وجهها وجسدها الهزيل ليقترب جالسا أمامها بمزاح....بت يانرجس إنتِ عامله زى الميتين كده ليه فين نرجس أم لسان طويل
ابتسمت ابتسامه شاحبه.....قطعوا لسانها وناوين يكملوا ويدبحوها
قطب حاجبيه غضبا ملتقطا يدها......بعد الشر عليك أوعى أسمعك تقولى كده و لا أشوفك ضعيفه إحنا معاكِ وهنحميكَ منهم
سقطت دمعه هاربه من عينيها....احنا ضعاف قوى يا حسن ومش قدهم ماتضحكش على نفسك
جذبتها ورد لاحضانها لتشاركها البكاء .....بس يانرجس مابحبش أشوفك ضعيفه أنا بستقوى بيكِ يابت أنا أموت لو حصلك حاجه
زجرهم بغضب....بس إنت وهى بطلوا مناحه وخلينا نفكر
اعتدلت كل منهما مجففه دموعها ليتابع.....لازم نرجس تمشى وتختفى من هنا أنا عندى جماعه قرايبى ساكنين فى منطقه بعيده هكلمهم تروحى تعيش معاهم
نظرت إليه بتساؤل....فين المكان ده
صمت قليلا مترددا ليجيب.ساكنين فى حوش المقابر
فغرت فاهها صدمه....هتعيش عند الميتين فى المدافن يا حسن
ضحكت بسخريه.....ومالهم الميتين يا ورد على الأقل ناس مسالمه أرحم من الى عايشين ولا بيوجعوا ولا بيأذوا حد أنا موافقه كلمهم بسرعه قبل ماحد ياخد خبر
اومأ برأسه.....ماشى اجهزى وأنا هكلمهم.
......................
فى اليوم التالى الصباح الباكر بعد أن رتب مع أصدقائه وشرح لهم الوضع وافقوا على استقبالها جهزت حالها مرتديه ملابسها بسرعه قبل أن يلاحظها أحد ...اتجه الثلاثه الى إحدى الاحواش المنزويه بعيدا عن باقى القبور يجلس بداخلها عائله فقيره مكونه من أب وأم وخمسه أبناء فى أعمار مختلفه الأكبر لايتعدى السابعه عشر..دلف كل منهما ليلقى حسن عليهم السلام.....السلام عليكم ازيك ياعم محمد
إستقام الرجل فى وقفته مقتربا منه بود عند رؤيته....وعليكم السلام ازيك يا حسن واحشنى فينك يابنى
ربت علي كتفه بحب.....وإنت أكتر ياعم محمد بس إنت عارف الدنيا تلاهى والدراسة شغلانى
ابتسم....ربنا يعينك وينولك الى فى بالك
لينتبه الى باقى الموجودين......أهلا وسهلا معلش انشغلت بحسن ونسيت أسلم عليكم أصل حسن ابنى أنا الى مربيه أبوه كان أعز أصحابى الله يرحمه تعالوا يا بنات اقعدوا الشاى ياأم محمود....
جلس الجميع لتدلف إليهم سيده فى منتصف العمر ترتدى عبائه سوداء وفوق رأسها وشاح بنفس اللون ذو ملامح هزيله من الفقر وبالرغم من ذلك وجهها بشوش مع ابتسامه هادئه وضعت أمامهم بعض من أكواب الشاى قائله.....يا أهلا وسهلا ياعرايس والله منورينا ازيك ياواد يا حسن بقالك مده غايب ولا الى على على
ضحك مازحا ملتقطا كوب الشاى ....وأنا أكبر عليك برده ياأم محمود ده إنت حبيبه القلب

نكزته في كتفه ضاحكه....طول عمرك بكاش بس انا ماأقدرش أزعل منك علشان خاطر العروستين الحلوين الى منورينا إنهارده
ابتسمت كل منهما بخجل قائلين.....تسلمى ياخالتى
اقترب حسن من إذن عم محمد ....زى مااتفقنا نرجس هتقعد معاك لغايه لما ربنا يحلها
أشار لعينيه......من عنيه ماتقلقش اتكل إنت ولو فى حاجه هبلغك
ابتسم بشكر.......ده العشم برده ....يالا يا ورد علشان مانتأخرش
التفتت إليها لترتمى فى أحضانها وتشهق بالبكاء.....هتوحشينى خلى بالك من نفسك
نرجس.....وإنت كمان سلميلى على بسبوسه كتير وأم سيد واسألى عليا
أومأت برأسها غير قادره على الحديث لتلوى أم محمود شفتيها حزنا متمتمه....لا حول ولا قوة إلا بالله الله يجازى الى كان السبب
لتربت على كتفهم.....وحدوا الله ياحبايبى هى مش فى آخر الدنيا لما تحبى تشوفيها إبقى تعالى
اقترب حسن برفض.....لا احنا لازم نفضل بعيد فتره علشان ماحدش يعرف طريقها وعلى العموم حمو هيوصلنا اخبارها ويطمنا عليها

مسحت ورد دموعها متأمله ملامح صديقتها بحزن ليجذبها حسن بإصرار......يالا يا ورد مع السلامه يانرجس وخلى بالك من نفسك
اتجه الاثنان الى الخارج لتستند نرجس على الجدار عيونها تتابعهم بحزن وقلبها يعتصر ألما على الفراق
.......................
المعلمه هتقدر توصل لنرجس .ولا لا ..ومراد ناوى على ايه لورد
يتبع....................

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close