رواية وردتي الشائكة الفصل الثالث 3 بقلم ميار خالد
الفصل الثالث
كانت ورد تتبع العنوان الذي أعطاها إياه مجدي حتي وصلت في النهاية الي شارع بعيد و هادئ نوعا ما خالي من الناس .. نظرت حولها بتعجب
ورد : هو ده العنوان .. بس انا مش شايفة اي بيت هنا !
: نورتي يا قمر !
التفتت ورد لتجد المعلم رجب امامها و بجانبه مجدي نظرت لهم بصدمة حتي فهمت سريعا ما يحدث حولها
ورد : أيوة فهمت .. يعني اصلا مفيش عنوان ولا في توصيله .. كل ده عبارة عن لعبة رخيصة منك عشان توصلني لهنا و يا عالم هتعملوا فيا ايه مش كده !
المعلم رجب : الله ينور عليكي .. مش انتي عملتيلي نمرة في الحارة و فضحتيني .. قولتلك ميت مرة اكسبي رضايا عشان زعلي وحش بس انتي شكلك مينفعش معاكي غير العين الحمرا
ورد : أتصدق خوفت .. فكر كده تقرب مني و متزعلش من اللي هيحصلك
رجب ابتسم بشر : انا مش هقرب منك .. انا هصور بس !
ورد : تصور ايه ؟!
رجب : فيديو حلو كده ننشره علي الانترنت .. ده انتي هتتشهري اوي
ورد نظرت لهم بخوف و قالت : ابعدوا عني !
صاح رجب : مجدي !
اتجه لها مجدي لتنظر ورد حولها سريعا حتي وقع بصرها علي حجر بجانبها اتجهت إليه سريعا و لكنه امسك بها قبل أن تصل له
ورد : اقسم بالله لو ما بعدت عني لهأذيك يا مجدي
مجدي : هو انا اطول لما أتأذى علي ايدك
ورد : طلبتها و نولتها
ثم دفعته عنها بكل قوتها و التقطت الحجر سريعا و عندما جاء ليمسكها مرة اخري ضربته علي رأسه بالحجر ليصرخ بألم و يسيل الدماء منه !
مجدي : ااااااااااه
و قبل أن تتحرك امسكها رجب ليصفعها بقوة علي وجهها فوقعت علي الأرض ثم تحسست وجهها بألم و تجمعت بعض الدموع في عيونها و لكنها حاولت أن تتحلى ببعض القوة لتمسك في يدها بعض التراب من الأرض و عندما اقترب منها رجب رمته في وجهه ليمسك عينيه بألم و كانت تلك الفرصة المناسبة لورد حتي تهرب من المكان !
نزل كريم من بيت محروس ثم استقل سيارته و انطلق بها متجها الي شركته و لكن في نصف الطريق احس بدوار شديد فأوقف السيارة سريعا و تذكر أنه لم يأخد دواءه فأخذه سريعا ليبدأ في استعادت قوته مرة اخري
تحركت ورد سريعا و ركضت علي الطريق نظرت حولها سريعا حتي وقع بصرها علي سيارة تقف في نصف الطريق ترددت للحظات و لكن لم يكن امامها اختيار اخر و قد احست أن أحدا ما يسير خلفها ركضت سريعا نحو السيارة ثم اقتحمتها !
فزع كريم بشدة و نظر لها بتساؤل و الي هيئتها الغير مرتبه : انتي مين !
ورد : ارجوك اطلع دلوقتي و انا هفهمك كل حاجة بعدين
و هنا لاحظت اقتراب مجدي نحو سيارته فصاحت به برجاء : ارجوك اطلع و انا هفهمك كل حاجة بعدين
نظر كريم للقادم نحوهم و استجاب لها لينطلق بسيارته سريعا تنفست ورد الصعداء و هنا احست بوجع في وجهها تحسسته لتجد الدماء تسيل من فمها أدمعت عيونها للحظات ثم مسحت دموعها سريعا قبل أن يراها احد و لكن كريم كان منتبه لكل حركاتها و بعد لحظات أوقف سيارته في مكان هادئ نوعا ما و نظر لها و عم الصمت للحظات و في هذا الوقت تأملها كريم قليلا .. شعرها الغير مرتب بالمرة و عيونها الواسعة بندقية اللون و التي تمتلكان سحر غريب و بشرتها التي و برغم ارهاقها إلا أنها لازالت محتفظة بسحرها .. تحسست ورد جانب فمها بألم فقال كريم
كريم : انتي كويسة !
ورد التقطت أنفاسها ثم نظرت له : انا كويسة
كريم : نروح المستشفي لو حابه عشان وشك
ورد : ملهوش لزوم يا بيه .. متشكرة جدا انك ساعدتني
و جاءت لتترجل من السيارة و لكنه أوقفها
كريم : انتي مش هتنزلي غير لما تفهميني في ايه !
ورد : دي حكاية طويلة مش عايزة اعطلك كفاية انك ساعدتني .. انا هعرف احل كل حاجه .
كريم : متأكدة ؟
ورد : أيوة يا بيه
كريم أخرج الكارت الخاص به من جيبه ثم أعطاه لها : عموما ده الكارت بتاعي لو حصل معاكي اي مشكلة أو احتاجتي مساعدة كلميني
ورد : و اكلمك ليه يعني .. انا هعرف اعتمد علي نفسي
كريم نظر لها بدهشة : ولله .. واضح فعلا
ورد : أيوة .. و متفتكرش انك عشان ساعدتني مرة ولا حاجه ده يديك الحق انك تاخد عليا اوي كده .. متشكرين
كريم : اتصدقي انا غلطان .. انزلي
الكاتبة ميار خالد
ورد احست أنها قد صعبت الأمور اكثر و أنه قد ساعدها فلا يجب أن تحدثه بهذه الطريقة فصمتت للحظات ثم التقطت الكارت الخاص به و نظرت فيه
ورد : متشكرة يا استاذ كريم انك ساعدتني
كريم نظر لها للحظات و قد احس بمدي قلقها و خوفها فهو لا يعلم ما حدث معها ليوصلها الي تلك الحالة فابتسم لها و تجاهل طريقة كلامها منذ قليل
ابتسم كريم : العفو .. ولو احتاجتي اي حاجه تاني انا موجود .. اتصلي بيا بس
ورد ابتسمت ابتسامة ساحرة و جاءت لتنزل و لكنه أوقفها مرة اخري
كريم : ممكن سؤال
ورد : مش بقولك شكلك هتاخد عليا
ضحك كريم و نظر لها بتعجب شديد بسبب كلامها لتكمل هي
ورد : اسأل
كريم : انتي مخوفتيش لما ركبتي عربية واحد غريب كده .. افرضي كنت مش كويس و ..
ورد : من غير ما تكمل .. كنت تفكر كده بس تمد ايدك الحلوة دي عليا و تشوف اللي هيجرالك !
كريم : لا و على ايه
ورد ابتسمت ابتسامة خفيفة و جاءت لتنزل فقال : بس انتي مقولتليش اسمك ايه
ورد توقفت للحظات ثم نظرت له : اسمي ورد
ثم نزلت من السيارة سريعا لتذهب في طريقها .. ابتسم كريم ثم ذهب في طريقه هو الآخر .. عدلت ورد من هيئتها قليلا ثم اتجهت الي المنطقة التي تسكن بها و هي تتوعد لرجب !
.. انهت ريم عملها سريعا فقد كان عندها سيكشن واحد فقط ، لملمت اغراضها لتذهب ، خرجت ريم من الجامعة و سارت لوقت طويل حتي وصلت الي محطة الباصات و انتظرت حتي جاء أحد الباصات فاستقلته حتي وصلت الي المنطقة التي تسكن بها و لكنها لم تكن تعلم أن هناك من يراقبها !
و بعد لحظات وصلت ورد الي الحارة لتجد رجب جالس أمام القهوة الخاصة به ببرود وقفت أمامه و عقدت ذراعيها لينظر لها ببرود
المعلم رجب : لا حول الله يارب ايه اللي عمل فيكي كده بس يا ورد
ورد : واحد أمه داعيه عليه يا معلم .. بس متقلقش مش هيفلت مني !
رجب ضحك باستهزاء فنظرت له ورد بثقة و اقتربت منه أكثر
ورد : بس ياريت لما تحب تأذيني بعد كده تبطل حركات العيال دي و تجيلي دوغري
رجب بعصبية : حركات عيال ! انتي مش عايزة تجيبيها لبر
ورد : لا .. و لو راجل بصحيح و ريني اخرك ايه .
رجب زادت عصبية ليصفعها كف اخر علي وجهها فوقعت علي الأرض و قد لاحظ جميع الموجودين ما حدث فابتسمت ورد و نهضت مرة اخري بدموع
ورد ببكاء : حرام عليك ليه بتعمل معايا كده .. اكمني مليش حد تقوم تستقوي عليا بقى
و هنا جاء باتجاهها عم محروس و معه بسملة و يتابع الموقف الحاضرين
الكاتبة ميار خالد
محروس : في ايه يا بنتي !
التفتت له ورد و ما أن رأى وجهها حتي فزع بشدة و شهقت بلية بخوف ثم قال : في ايه ! ايه اللي عمل فيكي كده
ورد : ده المعلم رجب .. بياخد حق اللي حصل امبارح و ضربني زي ما انت شايف كده .. و كمان مكفاهوش ضربني تاني دلوقتي
محروس بعصبية : هو انت ملكش كبير ولا ايه ! بتستقوي علي البنت الغلبانه دي ليه !
رجب : ده كدب محصلش دي بتتبلي عليا
أحد الموجودين قال : ازاي يا معلم انا شايفك و انت بتضربها بالقلم دلوقتي ازاي بتتبلي عليك
و هنا فهم رجب خطتها حيث أنه كان هدفها من البداية اغاظته حتي يفقد عقله و يضربها و وقتها ستستطيع امساك دليل ضده .. لأنها اذا قالت إنه من ضربها لم يصدقها أحد لعدم وجود دليل
ورد : حرام عليك .. كل ده عشان رفضت اتجوزك هو غصب يا ناس
رجب : البت دي كدابة و بتتبلي عليا محدش يصدقها !
محروس : إذا كان انت بنفسك جيت طلبت ايديها مني و انا رفضت ! بتكدب ازاي بقي
ورد : انا عايزة حقي .. و الا قسما بالله ما هسكت
رجب قال و هو يضغط علي أسنانه : ايه اللي يرضيكي و نخلص المسرحية دي !
ورد : تسيبني في حالي و من النهاردة ملكش كلام لا معايا و لا مع حد من اخواتي و الايجار عم محروس هيبقي يوصلهولك !
رجب بعصبية مكتومه : موافق .. حاجه تاني !
ورد : لا .. كلكم شاهدين أن المعلم رجب وافق علي كلامي
محروس : متقلقيش يا بنتي .. لو حصل حاجه تاني ارجعيلي
ورد : الله يخليك يا عم محروس .. انا بعرف اجيب حقي كويس !
وصلت ريم الي الحارة و ما أن دخلت الي منطقتها حتي رأت تجمع من الناس فاتجهت إليهم لتري ورد بتلك الحالة فذهبت لها بزعر !
ريم : ورد ! مال وشك حصل ايه
ورد : دي حادثة بسيطة بس .. يلا نطلع
ثم امسكت يد ريم و بسمله و اخذتهما ليتجهوا الي بيتهم و أثناء مرورها نظرت إلي رجب بانتصار ليبادلها بنظرات توعد ! و مر اليوم عليهم بسلام
_________________________________
وصل كريم الي مكتبه و دلف اليه ليجد مروة جالسة علي كرسيه زفر بضيق لتنهض هي و تتجه إليه
مروة : كنت فين ؟
تخطاها كريم و اتجه الي كرسيه ليجلس عليه
مروة : انا بتكلم علي فكره !
كريم : و انا مش عايز اتكلم .. روحي علي شغلك
مروة : ايه روحي علي شغلك دي هو انا شغاله عندك .. انا ليا نص الشركة دي ! لو نسيت افكرك أن مامتك قبل ما تموت كتبتلي نص الشركة دي و نص املاكك .. عشان نبقي شركاء في كل حاجة يا روحي
كريم نظر لها بضيق : مروة .. روحي علي شغلك !
مروة بغيظ : ماشي يا كريم
ثم خرجت من مكتبه ليزفر هو بضيق مرة اخري .. ثم نهض من مكانه و اتجه الي النافذة المتواجدة في مكتبه
كريم : الله يسامحك يا امي .. ياما قولتلك مش عايز اتجوزها ولا هعرف احبها .. لكن بسبب تصميمك كل حاجة مشت زي ما هي عايزة .. و عشان تضمني اني مطلقهاش كتبتي ليها نص املاكي .. عشان لو حصل و طلقتها برضو نفضل في وش بعض ! ليه عملتي فيا كده .. لحد امتي هفضل عايش في الكابوس ده .. عندي ٢٩ سنه و العمر بيجري بيا و انا بحاول اتجاهل وجودها في حياتي بس لحد امتي ! نفسي الاقي اي طريقة انتقم بيها منها و اكسر كبرياءها و غرورها ده .. نفسي تخرج من حياتي بقى
و هنا احس أن أحدهم وضع يده علي كتفه فالتفت له ليجده عماد صديقه الوحيد
كريم : عماد .. اخبارك
عماد : انا تمام .. انت ايه ؟
كريم : انا زي الفل
عماد : فعلا واضح علي وشك
كريم : ولله يا عماد ما ناقص حاجه .. سيبني في حالي
عماد : مروة مش كده
كريم : و هو في مشاكل في حياتي غيرها !
عماد : يا بني طب ما تريح نفسك منها و تتجوز .. عيش حياتك
كريم نظر له بسخرية : ولله .. بالسهولة دي .. يا عماد افهمني انا عايز أخرجها من حياتي غير كده انا عارف اني لو اتجوزت هي مش هتسكت و اكيد انا مش خايف منها بس ليه اظلم بنت تانية معايا ليه ابوظ حياة بنت تانية .. كفاية انا في القصة
و هنا خطرت فكرة علي بال عماد ليقول سريعا : اقولك علي حاجة
نظر له كريم ليكمل عماد : لو عايز تغيظ ست جيبلها ست زيها !
كريم : بمعني ؟
عماد : يعني مش انت اللي تقدر تكسر غرورها ده .. بنت زيها اللي تقدر
كريم : و مش اي بنت !
عماد : كده انت فهمتني .. فكر في الموضوع كويس
خرج عماد من مكتب كريم لتنير تلك الفكرة في رأسه ليكررها : بنت زيها اللي تقدر تكسر غرورها .. و مش اي بنت !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كلا من ورد و ريم و بسملة و جهزت ريم نفسها لتتجه الي عملها و لكن قبل أن تخرج من البيت اتجهت لها ورد سريعا
ورد : استني خدي سندوتشاتك
ريم : سندوتشات ايه بس يا ورد انا كبرت علي الكلام ده
ورد : برضو .. خدي اكلك معاكي بدل ما تأكلي من برا و تتعبي
ريم : بس ..
ورد : مفيش بس .. يلا عشان متتأخريش علي شغلك .. ربنا معاكي و ينورلك طريقك و يبعد عنك كل شر
اتجهت بسملة لهم و شعرها يشبه البالون الكبير .. و كانت تفرك عيونها بنعاس
بسملة : انا جعانة
ورد : صدق اللي قال عليكي منكوشه .. تعالي اسرحلك شعرك الاول
ضحكت ريم عليها ثم خرجت من المنزل و اتجهت الي جامعتها .. رتبت ورد شعر بسملة و بدلت لها ملابسها و اطعمتها ثم ذهبت لترتدي ملابسها و تتجه الي عملها
ورد : بلاش تعملي شقاوة عند عم محروس يا بليه
بليه : طبعا ده انا ببقي هادية جداا
ورد ضحكت : طبعا انتي هتقوليلي
بليه : صحيح نسيت اقولك امبارح و انا عند عم محروس شوفت راجل و اد..
و لم تكمل الجملة حتي صدع صوت طرق علي الباب كاد أن يكسره ! فزعت بسملة و كذلك ورد بشدة و اتجهت بخوف لتفتح الباب و في ثواني انتشر العديد من العساكر في أرجاء المنزل .. قالت ورد للضابط الواقف امامها
ورد : خير حضرتك
الضابط : انتي ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة
الضابط : انتي مطلوب القبض عليكي ! هاتوها !
يا ترا ايه اللي هيحصل مع ورد ؟
مين اللي كان بيراقب ريم ؟
توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟