رواية وكان هو عوضي كاملة بقلم فاطمة سعيد
هو بصدمة : بتعمل اي المجنونة دى
وراح ناحيتها كانت هى واقفة على سور النيل وافتكر أنها هتنتحر
كانت شاردة تايهة مش مركزة فى حاجة باصة للبحر وبس
باسم بمرح : بسبس
هى بصت لمصدر الصوت باستغراب
باسم بمرح وبيمد أيده بتليفونه : ممكن يا آنسة تصورينى الهى تنسترى يا رب
بصت له باستغراب مجنون ده والا اي ومفيش غيرها يعنى بصت قدامها تانى وتجاهلته
باسم جه قعد جمبها : حاسس انك متجاهلانى سيكا
فضلت شاردة فى البحر قدامها واكنها مش سامعاه اصلا
باسم باحراج ومرح : اي الاحراج ده طب اقوم اروح دلوقتى انا والا اي
بصت له بنفاذ صبر وخدت شنطتها ومشيت
وهو فضل مركز معاها لحد ما مشيت وميعرفش السبب بس اقنع نفسه أنه عشان شغله كده مش اكتر
استنوا اعرفكوا
باسم محمود عنده ٢٧ سنة ودكتور نفسى لانه بيعشق المجال ده
ابتسام السيد عندها ٢٥ سنة و دكتورة اطفال بس متوقفة عن عملها وهو كان أكبر حلمها وبعد ما وصتله سابته فاقدة الشغف لكل حاجة ومبتعملش اى حاجة
تفتكروا اي السبب !؟
ابتسام فى نفسها وهى ماشية : انا مشوفتش حد غلس ومتطفل كده بس اكيد زى اللى قبله وكان بيعاكس مش اكتر يلا ربنا يهديه لنفسه
باسم فى نفسه وهو لسة قاعد : ليه كمية الحزن اللى فى وشها دى لبسها الاسود بس شكلها يدل أنها متدينة اكيد مكانتش هتنتحر
( ابتسام كانت لابسة ادناء اسمر عليه خمار اسمر بردو فهى مختمررة )
روح كل واحد بيته باسم تفكيره كله فيها وهى كالعادة مبتفكرش فى حاجة ومش هاممها
فات شهرين وابتسام مبتخرجش من البيت كالعادة من ساعة الحادثة
يا ترى حادثة اي !؟
وباسم كل يوم يروح نفس المكان اللى شافها فيه على أمل يشوفها تانى بس مش موجودة
ابتسام فى يوم حست بتعب جامد اوى بس مهتمش لأنها نفسها تروح روحها للى خلقها ولولا أن الانتحار حرام كانت راحت من زمان وخلصت نفسها من عذابها ده
نفضت الفكرة دى من راسها واستغفرت ربها وقامت صلت وقعدت تقرا قران وتعيط كتير اوى للمرة اللى مش عارفة عددها
ولا دموعها بتخلص ولا هي بترتاح
قامت لبست نفس الادناء والخمار الاسود ونزلت قعدت فى نفس المكان وسرحت تانى وهى باصة للبحر
باسم كان موجود ولما شافها فرح أنه شافها تانى بس قرر أنه يراقبها من بعيد بس
شوية وحطت هاند فري فى ودنها وبقت تسمع أغنيتها المفضلة فى الفترة الأخيرة
( تراك لعمار حسنى )
( بتمنى اموت وروحى تطلع فى السما )
فضل مراقبها ولاحظ دموعها اللى بتحاول تخفيها بسرعة وقامت وقفت على السور
باسم من وراها : اوبا لقيتك تانى يلا صورينى بقى
ابتسام بصتله باستغراب اللى هو انت اهبل والا اي
باسم بمرح : معلش يا اختشى مش عارفة اي البلاوى اللى بتتحدف دشى تعالى بس صورينى
كان فى شلة بنات قاعدين على ترابيزة قريبة منهم وكلهم بيضحكوا على طريقة باسم
باسم اتحرج جدا لانه مكنش عامل حسابه أن كل ده يسمعه كان بيعمل عشانها هى بس
ابتسام اتضايقت ومتعرفش السبب ونزلت ومشيت كالعادة
باسم المرة دى قرر ميسبهاش وهو عارف أنه ممكن ميشوفهاش تانى فراح وراها بسرعة
باسم : يا آنسة يا آنسة انتشى مالك قارشة مالحتى كده ليه ده انا حتى واد امور اهو
ابتسام بصتله وافتكرت نفسها زمان لما كانت شخصية مرحة وبتهزر وكانوا مسمينها بهجة البيت افتكرت مواقفها مع مامتها وباباها اللى كانت بتجننهم وأخوها اللى بتجننه اكتر واحد وعيونها دمعت وهى سرحانة فى ذكرياتها
باسم لمح دموعها ومن جواه حزن كبير : انا بجد اسف مقصدتش اضايقك كده
ابتسام انتبهت له وهزت راسها بمعنى ولا يهمك ومشيت وهى بتمسح دمعة هربت من عينيها قبل ما حد يلاحظها
بس مفيش غيره لاحظها
فضل ماشى وراها لحد ما عرف طريق بيتها وسأل عليها أهل المنطقة كلها اللى كلهم بيحلفوا بأخلاقها وازاى اتحولت من شخصية مرحة وطموحة لشخصية اللامبالاة دى
دخل لمحل قدام بيتها بالظبط
باسم : السلام عليكم
عم حسن : عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
باسم : ممكن اسال حضرتك سؤال
عم حسن : اتفضل يا ابنى محتاج حاجة
باسم : هى مين البنت اللى ساكنة فى البيت ده
عم حسن : قصدك على ابتسام
باسم فى نفسه : اسمها عكس شكلها خالص يا ترى اي السبب
باسم : بصراحة معرفش هى على طول بتلبس اسمر كده
عم حسن بتنهيدة حزن : هى كده يا ابنى من ايام الحادثة اياها يا سلام لو تشوفها زمان كانت ابتسام فعلا مكانش حد يشوفها الا ويبتسم إذا كان من مرحها والا ضحكتها البشوشة فى وش الناس والا طموحها
باسم باستغراب : حادثة اي دى
عم حسن : متاخذنيش يا ابنى بس انا معرفش انت مين اصلا أو بتسال ليه
باسم سحب كرسى وقعد قدامه : بص حضرتك انا دكتور نفسى وشوفتها مرتين وحكاله اللى حصل وكنت حابب اساعدها
عم حسن : بص يا ابنى هى كانت عايشة مع ابوها الحج سيد وأمها وأخوها وناس طيبين اوى وعلى اد حالهم ابوها كان راجل طيب اوى كان صاحبى
واكمل بحزن : الله يرحمه بقى اتوفى السنة اللى فاتت
هى دكتورة اطفال من وهى صغيرة وهى تقول هبقى دكتورة واكشف على العيال الصغيرة فى الحارة بس مبقيتش تشتغل بردو من ساعة الحادثة
باسم بحزن عليها : طب ممكن اعرف اي الحادثة دى
قطعت كلامهم ابتسام اللى دخلت عليهم واتفاجئت من وجود باسم هنا بس مهتمتش
أدت ورقة لعم حسن وهو جابلها الحاجات اللي فى الورقة ودفعت حسابهم بعد إلحاح لانه مكانش راضى ياخد الحساب
عم حسن بطيبة : مش محتاجة حاجة يا ابتسام يا بنتى انا زى ابوكى
ابتسام بشبح ابتسامة هزت راسها بشكر انها مش محتاجة حاجة وخدت الحاجة ومشيت
عم حسن بحزن على حالها : ربنا يصبرك يا بنتى
باسم : كمل بقى يا عم حسن اي باقى حكايتها
عم حسن : هقولك يا ابنى فى يوم كانوا مسافرين هى واهلها مصيف زى اى عيلة عادى اخوها ساعتها كان ايده مكسورة عشان كده هى اللى كانت بتسوق والعربية اصلا بتاعتها وعملوا حادثة كبيرة اوى وكلهم ماتوا ماعدا هى اللى دخلت فى غيبوبة يجى شهرين وبعد ما فاقت وعرفت اللى حصل منطقتش كلمة بعدها والدكتور قال إن هى من صدمتها مش هتتكلم ومن ساعتها مسمعناش ليها حس خالص وزى ما انت شوفت كده جسم من غير روح
ومحملة نفسها الغلط كله لأنها كانت هى اللى سايقة وأنها متستحقش كده واعمامها منهم لله مسابوهاش فى حالها كانوا اسوء أهل كانوا عايزين ياخدوا اللى وراها واللى قدامها بس مطالوش منها حاجة وخطيبها الندل سابها بعد اللى حصل قال اي كان بيشترى عيلة بس خلاص مبقتش موجودة
باسم بحزن شديد : دى مرت بكتير اوى فى حياتها انا لازم اساعدها ترجع زى الاول تساعدنى يا عم حسن
عم حسن: يا ريت يا ابنى بس ازاى
باسم : انا قولت لحضرتك انى دكتور نفسى وان شاء الله اقدر اعمل حاجة
فجأة سمعوا صوت عالى فى الشارع
خرجوا يشوفوا فى اي لقوا عربية اسعاف وعربية بوليس واقفة قدام بيت ابتسام وناس كبيرة واقفين بس باين عليهم الشدة والقسوة وبيخبطوا عليها
عم حسن بقرف : منكوا لله يا كفرة ما تسيبوا البت فى حالها بقى
باسم : مين دول يا عم حسن
عم حسن : دول اعمامها بس ناس عايزة الحرق منهم لله
فتحت ابتسام الباب ومجرد ما شافت اعمامها بصتلهم بغضب وكانت هتقفل بس ايد عمها كانت سابقاها ومسك الباب
عمها فتحى بغضب : بتقفلى الباب فى وش عمك الكَبير يا بنت اخوى
ابتسام بصتله بحزن وغضب ووقفت اكنها بتقول عايز اي
فتحى بخبث : عاملك مفاجأة يا بنت اخويا
ودخل اتنين ممرضين وراه وكانوا ماسكين بالطو ابيض وبيقربوا منها
ابتسام بصت لعمها باستغراب ثوانى واتحول لصدمة لما لقيتهم بيلبسوها البالطو بالمقلوب
معقولة عمها هيوديها مستشفى المجانين
فتحى بخبث : دول هيساعدوكى يا بنت اخويا وجبت كمان البوليس عشان يتحفظ على املاكى منك
خرجوا من البيت والممرضين ماسكينها كده وشدينها وراهم وهى عينها مدمعة ومش مصدقة اللى بيحصل فيها
عم حسن قرب منهم بغضب : جرى اي يا فتحى هو محدش مالى عينك والا اي
فتحى : وانت مالك انت حد اشتكالك بنت اخويا وتعبانة هوديها مستشفى فى حاجة
الظابط : حضرتك ده عمها وهو عارف مصلحتها يا ريت متدخلش
عم حسن : حسبى الله ونعم الوكيل فيك جايب الحكومة عشان تاخد فلوسها وترميها فى مستشفى نفسيه منكوا لله
فتحى بتمثيل : يعنى ده جزاتى عشان عايزها تتعالج
عم حسن : الدكتورة اعقل مننا كلنا وكلنا عارفين ده انتوا أهل انتوا
باسم كان مركز معاها هى بس واد اي مكسورة وحزينة ودموعها فى عينيها وشكلها كده وجع قلبه دى مش مجنونة
اسر راح لعمها : انت اللى يهمك انك تاخد حقك صح
فتحى بخبث وتمثيل : يا ابنى انا هوديها تتعالج بس
باسم قرب منه وكلمه فى ودنه : خليهم يسيبوها ويمشوا وانا هخليها تتنازلك عن كل حاجة تملكها بس لازم الاول ..........
فتحى بصله بصدمة : اي