رواية اليتيمة الفصل الثالث 3 بقلم اميرة خالد
اليتيمة"
بقلم : Amera khaled
كانت سلمي ترتجف بداخل الحمام، من هو ذلك الوحش الذى اقتحم منزلها، و كيف له أن يعلم بموضوع العصير، كان الشخص يحاول أن يفتح الباب و لكن سلمي من الداخل كانت تقاوم و تحاول جاهدة الا تجعله يفتحه، لم تجد مفتاحاً اتفاق الباب به، ظل ذلك الشخص في الخارج لمده تقرب الساعه منتظرا أن تخرج سلمي، و لكن سلمي في الداخل ترتجف بكاءاً، لم تكن لتخرج أبداً، و لكن كيف لاسلام أن يفعل بها ذلك، مرت الساعه و الساعه الثانيه حتي ملَّ منها ذلك الشخص و ذهب .
الشخص : راجعلك تاني يا قطة .
كانت سلمي بالداخل تبكي، ما الذى فعلته بحياتها حتي تصل بها الي ذلك، ظلت سلمي بالداخل خوفاً من عودته، لم تطمئن سلمي لتخرج حتي سمعت صوت اسلام بالخارج، خرجت سلمي من الحمام لتركض علي اسلام حاضنة إياه خوفاً، لم يكن ذلك الحضن حباً فيه أو أماناً له لكنها فقط كانت خائفه و تحتاج لمن يُطمئن قلبها، هدأت سلمي ثم ابتعدت عن اسلام ناظرة له بعتاب و بحزن.
اسلام بخبث : ايه يا موزة عامله ايه ؟
لم يكن رد سلمي سوى أنها ضربته علي وجهه كفاً، تركته سلمي في دهشته ثم دخلت الي غرفتها، و أغلقت الباب خلفها، كان اسلام ينظر لها بصدمه من جرائتها
اسلام عند باب الغرفه بصوت عالي : بقا انا يا بنت ال*** تضربيني انا، طب و حيات امك يا سلمي لأخليكي هنا كده زى الكلبه و لا اكل و لا شرب، و وريني بقا هتفضلي عايشه ازاى انتي واللي في بطنك.
خرج اسلام من المنزل رازعاً الباب خلفه ثم اغلقه بالمفتاح، ظلت سلمي في مكانها تبكي متذكره كيف لها أن تتزوج ممن كان اخوها الصغير، عندما وصل اسلام لسن العشرين، كانت حينها سلمي في الاثنان و العشرون .
اسلام بتوتر : سلمي انا عايز اقولك حاجه
سلمي : نعم يا اسلام، عايز حاجه يا حبيبي
اسلام بضحكه : سلمى ... انا.... انا بحبك
ضحكت سلمي قائله له : و انا كمان بحبك يا اخويا .
اسلام بتوتر مرة أخرى : لا ما هو انا عايز اتجوزك
نظرت له سلمي بصدمه، لم يكن اسلام طفلا صغيرا ليقل كلام كهذا عبثاً و إنما قال ذلك و هو مفكر جيد لذلك الكلام، انقلب وجه سلمي و نظرت له بغضب ثم ضربته علي وجهه كف
سلمي : اخررس، انا اختك يا اسلام انت فاهم يعني ايه انا اختك، انا اه يمكن اكون من الملجأ بس انا هنا معاك اختك يا اسلام، اختك و بس
نظر لها اسلام بغضب علي ذلك الكف، و تركها و خرج من الغرفه .
أعاد اسلام بُوح مشاعره علي سلمي مره اخرى، كانت سلمي في كل مرة تصده و تبعد عنه، فكرت في ذات يوم أن تخبر امها علي ما يقول لها اسلام، ضحكت الام علي تصرفات ابنها الطائشة و اسكتتها قائله لها أنه يضحك معها و ليس أكثر، كان اسلام كل فترة يعترف سلمي مشاعره في كل مرة يشترى لها وردا و سلمي مع كل مرة تصده، و امها تضحك علي كلامها، حين تضربها امها، يقترب منها اسلام و يحنن عليها، فشعرت حينها أنها ابنته و ليست أخته الكبرى، ظل اسلام يقول لها من الكلام المعسول لمده ما يقرب من السنتين حتي بدأ قلب سلمي يرق، و لكنها لم تكن لترد علي اسلام، و تتركه يقول لها ما يقول و يرسل لها من الرسائل، لم تكن سلمى تود أن ترد عليه و لكن قسوة قلب امها عليها و لا يوجد في حياتها اي لحد و لا حتى اصدقاء، فأمها لم ترضى لها أن تكمل تعليمها، و تركتها وحيدة، بغير قصد لها حنت، و أحبت اسلام
كانت سلمي تتذكر كل ذلك و هي تبكي، تركها اسلام هكذا بدون طعام لمدة يومان، كادت سلمي حينها أن تموت جوعاً فيهما
في اليوم التالي فتح اسلام عليها الباب و في يده اكياس من الطعام، أخذتهم سلمي منه خطفاً و بدأت في تناولهم بشهوة و بجوع
كان اسلام ينظر لها ضاحكاً علي ما وصلت له، فبطنها بدأ يظهر قليلا و لكن جسمها كان نحيف جدا وجهها يفتقر الي اي حيوية، كانت سلمي تأكل بسرعه محاولة سد جوعها الذى دام الي يومين
اسلام و هو يضع يده علي وجهه : علشان تمدي ايدك عليا كويس يا سلمي
نظرت سلمي له بغضب ثم تركت الطعام و نهضت لتقترب منه، نظر لها اسلام بصدمه
اسلام : ايه عايزة ايه ؟
سلمي : وحشتني يا اسلام
رفع اسلام حاجبه منها، و بدأ يقترب منها
سلمي : انت رايح فين؟
اسلام : ايه مش وحشتك
سلمي : اه طبعا بس انت عرقان كده و ريحتك مش لطيفه
رفع اسلام حاجبه و نظر لها بغضب : لا والله
ضحكت سلمي : اه والله، ادخل خد شاور كده و لا حاجه
اسلام : ماشي .
أكملت سلمي تناول طعامها و تركت اسلام يدخل الي الحمام ليأخذ شاور، سلمي بتفكر، لا يمكنها أن تعيش هنا أكثر من ذلك، كما أنها لا تأمن لاسلام علي ابنها، أصبح الآن لا يهمها أن تعيش في الشارع، فعيشتها في ذلك المنزل بدون طعام و تحت ذل اسلام، دخل اسلام الي الحمام و فتح الماء ليتحمم، تسحبت سلمي من مكانها و ذهبت بسرعه لتخرج من المنزل و أغلقت الباب خلفها ببطء
ركضت سلمي علي السلم و نزلت من المنزل خرجت من ظلم اسلام و من حياة ذلك المتجبر الذى يكسرها كل يوم عن الآخر، ابنها ستتمكن من تربيته بمفردها، ظلت سلمي لتركض، و في طريقها و هي تركض وجدت بعض الأطفال في الشارع، جلست سلمي بجانبهم، ظلت سلمي بجانبهم تأكل مما يأكلون لمده ٣ شهور، و بطن سلمي بدأت تكبر أكثر و أكثر، بدأ الاولاد بالتعلق بها قليلاً هي و بطنها الكبيرة ينتظرون طفلها الصغير و يجعلونها لا تعمل و يحضرون لها معهم الطعام .
و في يوم كانت سلمي تسير مشتتة الذهن بنفس ملابسها البيتية التي اعتاد الناس أن يروا به معظم اطفال الشوارع
وقف فجأة أمامها سيارة، نزل منها شاب و هو ينظر لها بغضب، ادخلها الرجل السيارة لتنظر بالداخل وجدت رجل آخر
سلمي : ايه ده انت مين و انا بعمل ايه هنا و عايز ايه مني ؟
: يا اهلا بالحلوة اللي كانت السبب في عجزى ...