رواية احنا اتقابلنا قبل كدة كاملة
روايه أحنا اتقابلنا قبل كده ( الجزء الاول )
المكان احدى شوارع القاهره ، الدنيا زحمه ، وكل واحد مشغول بحاله ، مفيش وقت حد يسئل عن التانى ، بس لو ركزنا شويه فى الشخص اللى بيعبر الطريق دا هنلقيه عابد ، شاب مختلف عن الجميع ، مهتم بمظهره بشكل غريب ، لابس بدله رغم ان الجو حر ، ونظاره سوداء وحتى جزمته تحس انها بتلمع معلهاش ذره غبار او تراب ، بس مين عابد دا ، انا اقولكم مين عابد ، دا شاب يمتلك ثقه بالنفس لدرجه انها تصل للغرور ، وعلى فكره عابد فقد نظره وهو عنده عشر سنوات ، اه زى ما بقولكم ، اللى ماشى دا ومحدش يقدر يلاحظ انه مش طبيعى ، هو اعمى ومش شايف حاجه خالص ، بس قدرته على حفظ الاتجاهات غريبه ، وديما حاطط سماعه لا سلكيه باذنه متوصله بتليفون بجيبه وعليه برنامج بيعرفه الاتجاهات ، عابد مابيحبش يطلب مساعده من حد ، بيكره لو حس ان حد بيشق عليه ، علشان كدا مش ماسك معاه حتى عصايه المكفوفين ، كل حاجه تبين انه طبيعى وليس اعمى .
طبعا كل دا ميمنعش انه ميقدرش يحكم على تحركات الغير وخصوصا اللمفاجأه ، زى ما هيحصل بعد شويه ، وعابد بيعدى الطريق فى جاى من بعيد بنت اسمها هند ، هند دى بقى زي ما تقولوا كدا تنفع تكون ملكه جمال مصر ، بعد ما خلصت الجامعه اشتخلت عارضه ازياء ، طبعا لازم تهتم بصحتها وبشكلها وبجاملها وكل الامور دى ، هيا دلوقتى ركبه ( بسكلته ) عجله ولازم تمشلها خمسه كيلو بالعاجله كل يوم ، طبعا حطه السمعات فى ودانها ، وبتسمع اغالى عربى واجنبى وسرحانه فى مستقبلها ، وبتقرب بسرعه ومش وخده بالها ان فى واحد معدى قدمها ، وفجأه خبطت عابد ، الخابطه كانت وعابد وقع ، حتى هند وقعت بعجلتها على الارض ، اديها اتجرحت ورجليها اتجرحت ، عندها عرض ازياء قريب ومينفعش تتجرح كدا ، اتعصبت هند على عابد وقالتله : مش شايفنى وانا معديه ، انت ايه مابتشوفش .
عابد تقريبا محصلهوش حاجه ، وقام بسرعه قبل ما حد ياخد باله انه مابيشوفش ، طبعا اتلم كام واحد ومعظمهم قال ان هند هى اللى غلطانه ، عابد متكلمش ولا كلمه ، حاول يمشى وخلاص ، المهم ان هند كانت مضايقه جدا ، وزعلها على الجروح والخدوش اللى حصلولها هما السبب اللى خلها تتعصب على عابد ، هند قامت وخدت عجلتها واتحركت ، ولما وصلت لشقتها وهديت فكرت فى كلمها مع عابد وقعدت تقول لنفسها انها قليله الذوق واتمنت انها تشوف عابد علشان تعتذرله .
ذهب عابد الى عمله ، فهو يعمل مقلد اصوات باحدى القنوات ، يقوم بدبلجه الافلام الى اللغه العربيه ، فهو يمتلك موهبه كبيره فى تقليد جميع الاصوات من الانسان حتى اصوات الحيوانات وغير ذلك ، وصل عابد الى عمله ، كان عابد محبوب بين زملائه بتلك القناه ، لم يهتم عابد بما حدث معه ، وبعد ان انهى عمله حدثه صديقه محمد وقال له : بقولك يا عابد عندى مناسبه ومحتاج بدله من بدلك اروح بيها .
عابد : انت عارف انى مابحبش اسلف حد هدومى .
محمد : معلش والله مزنوق فى الخروجه دى ومينفعش اعتذر .
عابد : رايح فين ؟
محمد : بعد يومين خطبتى معزومه على اتيليه ( عرض ازياء ) ومدبس اروح معاها ، اصل الواد ابن خالتها الملزق دا هو صاحب العرض وخايف اسبها لوحدها مع صحبتها يقعد يلف ويدور عليها ، وانت البدل عندك جميله ادينى وحده اروح بيها وارجعهالك زى ما خدتها مفهاش الهوى .
عابد : امممم موافق بس بشرط .
محمد : موافق من غير ما اعرفه .
عابد : لا لازم تعرفه ، انت هتعزمنى اروح معاك .
محمد : نعم يا خويا .
عابد : انت مش هتعزمنى اروح وبس ، دا انت هتتحايل عليا اروح كمان ، وهفضل قدام خطبتك ابين انى مكنتش عاوز اروح وانت هتفضل تصر عليا .
محمد : لا يا عم مش عاوز .
عابد : برحتك .
محمد : بطل رخامه موافق .
عابد وهو مبتسم : كنت عارف كدا .
محمد : ماتأخذنيش يعنى ، انت مابتشوفش ، هتروح تعمل ايه .
عابد : انت غشيم ، دا انا هاكل الجو منك كمان ، اسمع صحيح مش عاوز حد يعرف انى مابشوفش .
محمد : مفهوم طبعا حاضر .
عابد : ابعتلى لوكيشن بالمكان علشان اظبطه على البرنامج بتاعى الىى فى التليفون ، وابقى تعالى باليل خدلك بادله من عندى .
محمد : ماشى يا مستغل ، هعدى عليك باليل .
عدى اليومين وراح عابد لعرض الازياء ، طبعا كالعاده حاول عابد يظهر انه طبيعى وحاول يخلى الناس متعرفش انه مابيشوفش ، الموضوع فعلا صعب جدا بس مش مستحيل ، محتاج شخص ذكى وردود افعاله سريعه ، وعابد كان فيه المواصفات دى ، دخل وقابل محمد طبعا ، بس طبعا كان لازم يتهرب منه ومن خطبته علشان اكيد خطيبة محمد هتعرف انه اعمى من تصرفاته ، وقعد عابد بمكان بعيد عن محمد ، وبقى زيه زى اى حد بيتفرج فى العرض .
طبعا كانت هند من ضمن العارضات فى عرض الازياء دا ، اول ما ظهرت بالفستان اللى بتعرضه انبهر الجميه ، طبعا هى قمه فى الجمال وجمالها مبين جمال فستنها فالكل انتبه ليها ، لفتت كل الانظار ، طبعا هى فرحت وحست انها نجحت ، بس كمان لحظت وشافت الشخص اللى ضربته بالعجله من يومين ، طبعا كان عابد ، حست سعتها ان دى فرصتها علشان تعتذرله ، وقررت تعمل كدا بعد ما تخلص عرض الازياء بتعها .
طبعا عابد كان قاعد بس مش شايف حاجه ، وهو مش محتاج يشوف ، هو بيكون فى خياله الصوره اللى عوزها عن اى حاجه ، هو راح عرض الازياء علشان هو بيحب يجرب كل حاجه واى حاجه ، مش منطوى على نفسه ومستسلم للامر الواقع ، باختصار عابد شخص محب للحياه والاستمتاع فيها .
لما خلص عرض الازياء ، عابد خرج علشان يمشى يروح لبيته ، بس بعد ما خرج من الباب لقى صوت بيكلمه وبيقوله : انا بصراحه جيه اعتذر لحضرتك على التصرف والكلام اللى قولتهولك من يومين .
طبعا عابد حس ان الكلام موجهله ، وبصرعه حاول يتذكر الصوت خصوصا انه حاسس انه سمعه قبل كدا ، طبعا كلنا عرفين ان اللى بيفقد حاسه النظر باقى حواسه الاربعه بتبقى اكتر قوه وحده ، علشان كدا عابد افتكر الصوت وصحبته ، سعتها وجه وشه نحيه مصدر الصوت وقال : بصراحه انتى كنتى عصبيه اوى ، رغم ان انتى كنتى الغلطانه ، فضلتى تزعقى وتتعصبى .
هند : انا عارفه علشان كدا كنت جايه اعتذر ، انا لما صدقت شفتك فى العرض جوه ، فقولت بعد العرض كان لازم اعتذرلك واطلب منك ان انت تسامحنى على تصرفى دا .
تبسم عابد وقال : محصلش حاجه ، حصل خير .
تبسمت هند وقالت : عجبك عرض الازياء ، شفت الفستان اللى انا عرضته ، قولى رائيك فيه ايه .
تبسم عابد وقال : اه كان تحفه ، بس اللون الاسود عليكى هيبقى اجمل طبعا .
فهم عابد من كلام هند انها من عارضات الازياء ، وحاول يجاريها بالكلام بس ردها كان صادم ليه لانها جوبته وقالت : منا الفستان اللى كنت بعرضه اسود .
اخرج عابد يده التى كان يضعها فى جيبه ، ومسح بها على شعره وهو يفكر بسرعه للخروج من تلك الازمه وقال لها : اه منا فاهم ، معلش اللى اتعرض كان كتير وانا مركزتش اوى .
هند وهى مبتسمه : اه طبعا ، حست هند بخيبه امل كبيره ، فكانت تشعر ان الجميع لم يرى سوى عرضها للفستان فقط ، فهى كانت متألقه ، ولكنها صدمت بكلام عابد ، واحس عابد ان وجوده مع هذه الفتاه سوف يفضح امره لذلك قال لها : استاذنك عندى حاجه مهمه اعملها ، ثم التفت لطريقه وذهب مسرع ، طبعا لم يعرف ان هند مدت يداها لتسلم عليه حينما استاذن للرحيل ، احست بالاهانه لتجاهله لها ، وقبل ان تلتفت وترحل وهى غاضبه وجدت ان هاتف واقع على الارض مكان وقوف عابد ، لم ينتبه عابد وهو يخرج يده من جيبه فيما سبق انه اوقع هاتفه ، ولم يكتشف عابد ذلك الا حينما تحرك ومشى مسافه طويله ، فبعد ان احس انه ابتعد المسافه الكافيه اخرج هاتفه لاستعماله لطلب سياره اجره ، فلم يجد الهاتف ، صعق عابد ، وتوقع ان هاتفه قد سقط منه حينما كان واقف مع تلك الفتاه التى لم يعرف اسمها حتى .