رواية احنا اتقابلنا قبل كدة الفصل الثاني 2
روايه أحنا اتقابلنا قبل كده ( الجزء الثانى )
توقفنا فيما سبق حينما اكتشف عابد ان هاتفه قد وقع منه دون ان يدرى .
بداء عابد جاهدا ليعود لمكان تواجده حينما وقع الهاتف ، وبداء ينحنى على الارض ليتحسس الهاتف ، كان كل ما يهم عابد الا يراه احد على هذا الوضع ، وبينما عائد الى مكان وقوفه سمع رنين هاته ، عرف انه هاتفه على الفور ، ذهب عابد الى مصدر صوت رنين هاتفه وتحسسه وامسك به اخيرا ، تبسم عابد حينما امسك هاتفه ، طبعا جميعنا نعتقد انه تبسم لانه وجد الهاتف اخيرا ، ولكن لم يكن ذلك هو سبب الابتسامه وانما لشيء اخر ، فقال عابد : انا عارف ان انتى وقفه قريب منى تعالى يا انسه ؟
بالفعل تحركت هند وقالت له : انا اسفه ، انا لما لقيت التليفون على الارض وجيت وراك ادهولك ، عرفت ان انت ......
سكتت هند فاكمل عابد كلامها وقال : مابشوفش يعنى ، اه يا ستى انا اعمى .
هند وهى غاضبه : مش زنبى على فكره ان انت بتحاول تدارى الحقيقه دى ، وبعدين تعالى هنا قولى وايه المشكله لما الناس تعرف ان انت مابتشوفش ، محروج منهم ولا بتتكسف مثلا .
عابد : انتى بتزعقى ليه مش فاهم ، وبعدين انا مش مكسوف ولا محرج ، انا بس محبش اصعب على حد .
هند : على فكره انا حولت مبينش نفسى ليك ، اتصلت من تليفونك على تليفونى علشان اعرف رقمك ، واتصلت من تليفونى على تليفونك علشان تسمع صوته ، بس للاسف انت طلعت ذكى وعرفت انى موجوده .
تبسم عابد وقال : ريحه برفانك فضحاكى ، وكمان المفروض تليفونى يقع فى وسط الرصيف بس انتى ركناه على جنب علشان مدسش عليه واكسره .
تبسمت هند وقالت : خلاص يا عم عرفنا انك اذكى واحد فى الدنيا ، ممكن بقى تعزمنى على حاجه ولا انت بخيل ؟
عابد : اعتبر دا معاكسه ولا فضول .
هند : طبعا فضول ، حبه اتعرف عليك ، انا هند ، وعلى فكره مينفعش تعتبرها معاكسه لانى بتعاكس بس وعمرى ما عكست حد .
تبسم عابد وقال : انا عابد ، وهمشيها ان انتى بتتعكسى بس .
هند : ماشى يا عم المغرور ، ثم وضعت يداها بوسط يده لتدله على الطريق والبحث عن سياره اجره ، فقال لها عابد : انتى بتتحججى بقى علشان تمسكى ايدى ؟
ضحكت هند بصوت عالى وقالت : يخربيت عقلك ، شكلى اتدبست فيك وهنبقى اصحاب .
ذهبت هند مع عابد للجلوس باحدى الكافيهات ودار بينهم حديث طويل جدا وانتهى بانهم اصبحو اصدقاء منذ ذلك الوقت .
كان عابد وهند من عالمان مختلفان كليا ، حتى شخصيتهم مختلفه ، فهند بطبيعه عملها دائما تحب ان تكون تحت الانظار ، تحب ان ترى اعجاب الاخرين بها ، كما تحب ان ترى غيره الفتيات والسيدات منها ، فدائما تلفت الانظار اليها باى مكان تذهب اليه ، اما عابد فكان يحب دائما ان يبقى فى الظل ، لا يشعر به احد ، كان يحب ان لا يعرف احد اعاقته ابدا ، دائما يريد ان يكون غير ملاحظ بالمره ، يعيش حياته كيفما يشاء ، وفجاءه ينصدم العالمان ببعضهم وكل واحد منهم عليه ان يتعرف على عالم الاخر ، ويتشكل عالم ثالث جديد خليط بين الاثنين .
كان الاتصال دائم ومستمر بين عابد وهند ، وهنا اقترحت هند ان ياتى عابد يقضى يوما بكالمل معاها فى عملها ، وهى تذهب اليه يوم فى عمله ، ليتعرف كل واحد منهم على عالم الاخر ، ووافق عابد بالفعل ، اتفق الاثنان على يوم تذهب هند الى مكان عمل عابد .
ذهبت هند لمكان عمل عابد ، طبعا شدت انتباه جميع العاملين بالمكان ، فهى عارضه ازياء ، ليست مشهوره ولكنها حضرت كنجوم السنيما ، رغم ان مكان عمل عابد كثيرا ما يحضره نجمات السينما الا ان هند كان حضورها ملفت للغايه ، بمجرد ان وصلت الى المكان وسئلت عن وجود عابد بداء الجميع يسئل عنها ويرغب الجميع معرفه لماذا تسئل عن عابد وما علاقتها به ، ووصلت هند لعابد ، لم يعرفها الا صديقه محمد اللى حضر عرض الازياء من قبل ، عرفها على الفور ، فكانت نجمه العرض حينها ، طبعا قدم محمد الى هند مسرعا للتعرف عليها وقال لها وهى واقفه بجوار عابد : انا محمد ، صاديق عابد ، وتقدرى تقولى صديقه الوحيد ، ثم قام بمد يده للتسليم عليها .
تبسمت هند ومدت يداها وسلمت عليه وقالت : اهلا وسهلا بيك استاذ محمد ، اتشرفت بحضرتك .
محمد : استاذ ايه بس ، بقولك صاحب عابد ، ومن الواضح ان انتم اصحاب ، يبقى لازم تعتبرينى صديقك من دلوقتى .
تبسم عابد وقال : وتفتكر خطبتك هيكون رأيها من رأيك لو عرفت بالكلام دا ؟
محمد بعد ان توتر قليلا : وايه المشكله ، هو انا قولت حاجه غلط يا استاذه .... صحيح متعرفتش باسم حضرتك .
هند : اسمى هند .
عابد : محمد ، روح شوف شغلك ، اصلى مش ضامن لو قبلت خطبتك تانى هقولها ايه عنك ؟
محمد : اه فهمت ، تمام يا صحبى انت عارف عندى شغل استأذن .
عابد وهو مبتسم : اذنك معاك .
ضحكت هند عما حدث وقالت لعابد : حرام عليك كسفته .
عابد : سيبك منه ، بصى انا بقعد هنا بغرفه الصوت وبدبلج الحوار باى صوت مطلوب ، يعنى لو صوت طفل بعمله صوت راجل عجوز او حتى صوت ست ، دا غير اصوات الحيوانات او كمان اصوات الطبيعه من رياح او مطر .
هند : انت موهوب بقى ؟
عابد : بكل تواضع موهوب جدا جدا جدا .
هند : هههههه ايه يا عم الغرور دا كله ؟
عابد : صدقينى دا اقل حاجه عندى ، المهم اقعدى واتفرجى عليا وانا بشتغل .
هند : تمام اشتغل انت متشغلش بالك بيا .
بداء عابد يسجل الاصوات ، وفجأه جاء اليهم رئيسه بالعمل ، كان المسئول عن قسم الدبلجه بالقناه ، اسمه فايز ، شخص يحب نفسه للغايه ، يحب اظهار اهميته حتى وان كان ليس له اى اهميه ، طبعا سمع عن الفتاه الجذابه التى اتت لزياره عابد ، فحضر ليرى هل هذا صحيح ، وبالطبع حينما حضر فعل كاى شخص يستكتر على ان رجل اعمى تربطه علاقه بفتاه بهذه المواصفات ، دبت الغيره بقلبه وحاول فى بدايه الامر التقرب من هند ، دخل عليها وقال لها وكان عابد يسجل وقال لها : انا فايز ، المدير المسئول هنا ، نتشرف باسم حضرتك ؟
هند : انا هند .
فايز : انتى تعرفى عابد منين ؟
هند : مش فهمه تقصد ايه ؟
فايز : اقصد يعنى انتى قريبه عابد ؟
هند : انا صديقه ليه .
فايز : اها صديقه ، طيب انتى بتشتغلى صح ؟
هند : اه عارضه ازياء .
فايز : طيب ما تيجى مكتبى افضل ، وانا هعرفك طبيعه شغل القناه كلها ، وهفرجك عليها وكل مكان فيها ؟
نظرت اليه هند ، فهى شعرت ان فايز لا يحب عابد ، كما شعرت بانه انسان سيء ، وقررت ان تصده بشكل حاد ، فقالت له : انا ميهمنيش اتفرج على القناه ، وانا مش جايه علشان اتعرف على حد ، انا جايه اشوف عابد وهو بيشتغل ، وهمشى معاه لما يخلص شغل .