أخر الاخبار

رواية المتحول الوسيم الفصل الرابع 4 بقلم سارة منصور

رواية المتحول الوسيم الفصل الرابع 4 بقلم سارة منصور

الفصل الرابع

تقابلت عيون اللاعب الجديد المليئة بالغضب والجراءة التى تملك سواد الليل ، مع نظرات إسلام التى التمعت بالدموع بها و رأت الطريق مفتوح امامها فاسرعت تلتمس الحرية بعد حبسها طويلا .
ملأ الرعب قلبه بالخوف،بجريان أنفاس هذا الشاب الغاضبة على وجهه،لا يعرف كيف يتصرف وهو يقترب منه بتلك الطريقة بعد ان لكمه وعنفه بقسوة .
.داخله يحدثه بألا تبكي ايتها العيون ارجوك .
حاول بأقصي قوته ان يدفعه من صدره حتى يبتعد عنه ، لكن هيهات ... فكان ضحية لأكثرهم عرضا وطولا ...
كلما ينظر اليه اللاعب الجديد ويرى خوفه يزداد قوة ، يريد أن يكسر ثقته ، ورجولته التى يتفاخر بها فى لعب الكرة .
فمن هو حتى يخطف الكرة من أمام سيف الامام ويسرق منه الاضواء .
توقفت انفاسه الداهشة عندما لثم تلك الرائحة الغريبة التى تفوح منه حتى تركت أثرا غريبا داخله ، وعيناه التى غرقت فى دموعها .... وشهقاته التى بدأت ...
تابعته ضحكات الشباب ، وسخريتهم الحاقدة على بكائه أمام سيف ،التى أنتهت بدخول رامى وهو يهتف بغضب.
_ نزل ايدك ياسيف بدل مااكسرهالك
أنتبه سيف لرامي الذي يتحدث معه بطريقه مهينه أمام الجميع ، ونسي أنه قائد الفريق ، وأخيه الأكبر .
فابتعد سيف وتقدم نحوا أخيه بعينان غاضبه ، أيقن الجميع أنه بدأ شجار بين الاخوة .
فى تلك اللحظه ظهر صوت بكاء مرتفع جدا ، هز أذن الجميع بصدمة ...
يعرفه جيدا من ذاق طعم المرارة فى كأس الحزن مرات عدة .. ويترجمه من يقرأ القلوب من دفتر العيون المنكسرة
صوتا يطلب نجاة
صوتا بنغمات حزينة رنانة لا ترى أمامها سوي تعقدات الحياة.
وكأنه ميعاد انفطار القلب بالضعف الذي يعلنه القوى أمام الذئاب ..
التفت الجميع الى إسلام وهو يبكى ، بهذا الصوت الذي صدم الجميع ، وعند طريقته وهو يضم ركبتيه الى صدره .
ضحك الغالب على رؤيته بتلك الطريقه ، والبعض الاخر مشفقا...
هنا
دخل المدرب ليري هذا المشهد ،ويأمر الجميع بالانصراف ...
_ قولتلك قبل كدا ، كنت حاسس إن دا هيحصل ، ونبهت عليك ، بس أعرف يااسلام ان دى نتيجه طمعك .
استمر المدرب على الكلام ، تحت شهقات إسلام ، الذي لا يسمع ولايري سوي ذكريات بكاء والدته ، ودموع أبيه ... وحياته التى لا تمتلك وجها ثابتا ...لكى يتعرف على نفسه ...
مرت ساعتين، ولم تذهب الدموع ، وكأنها فرصتها فى الهروب حتى لا تسجن ثانيا .
فتلك الدموعةالثائرة لا تعرف أن أصلها لغه القلب المفطور ...
ولن تستطيع الهرب الا برجوع دماء الحياة الى هذا القلب العليل ..
_ عيل ، جبان ....
هتف بها أدم ، بعد أن بعثه المدرب حتى يخبره أنه حان وقت الانصراف ، بحجه أنهم أقارب .
لكن لم تتوقف الشهقات ، وذهب أدم من فوره فبداخله السعادة ، لان رجولته انكسرت ببكاءه الضعيف وخاصة بعد أن كسر غروره .
***
_ هنفضل مستنين كدا كتير ياحضرت . قالها سائق الاتوبيس الخاص بفريق المدرسة .
_ ابن عمه ، هيجيبه من هناك أهو استني بس يااسطي .. قالها المدرب برجاء ...
ثم التفت الى اللاعبين وهم جالسون فى الاتوبيس ...وأردف
_ ينفع اللى حصل دا ياسيف ، دا أنت قائد الفريق يعني لو حصل مشكله بينهم انت اللى تحلها ..
_ يعنى ينفع اللى عمله ، دا خبطني ووقعنى على الارض عشان ياخد الكورة منى وأحنا اصلا معاه فى الفريق مش خصم .
_ مهما كان ، هو أصغر منكم برضه .
_ عشان أصغر مننا يحترمنا
...وبعدين الواد دا مايلعبش معنا .. انا هخليه يخرج
فقال بقيه الفريق بنفس واحد يوافقون على كلام قائدهم ..
تنهد المدرب، وهو يفقد السيطرة على جميع اللاعبين فكلما يكبرون ، تتعقد الامور اكثر ،
ولكن يعرف أن كلامه صحيح، فاسلام هو من بدا ، وتمرد عليهم .
فجأة خرج رامي من الاتوبيس..، وهو يري أن أدم قادم بمفرده .
تلاقت نظراتهم ببعض .. بشئ من الغموض ...
دخل رامي على اسلام وهو يراه فى نفس موضعه ، بشهقاته ... فقال
_ الرجاله مبتعيطش ... ولا أنت شايف أيه ..
مرت الكلمه على مسمعيه ،فطبعت بملمس خشن داخله .
رفع رأسه له ... بنظرات غاضبه أكثر وعيناه حمراء كالدماء . وقال بدون وعى .. غاضب ..
_ ليه مش أنسان ... كل واحد عنده عيون من حقه يعيط زي ماهو عايز .
_ طب قوم ياعم عشان نمشي ، وابقي عيط براحتك .
قالها رامي وهوي يقترب منه .. ويمد يده له ...
فقال اسلام بغضب ..
_ كلكم شبه بعض ....
لا يعرف لما تلك الكلمه ظهرت من فمه ، ايعتبر نفسه غريبا عن الرجال ...
فأبتلع ريقه بصعوبه ، وقد توتر قليلا .. وبدأ وعيه فى استيعاب أن تصرفاته تشبه ...!
فقام من جلسته بدون أن يقترب من يد رامي ، الذي كان يتابعه بزهول ..
وأغرق رأسه تحت سنبور المياة ،لتخفى أثار دموعه .. وسخونة وجهه من الانفعال .
ورفع راسه بقوة الى الوراء ، لتتناثر قطرات المياة على رامي ...
_ ايه دا ... غرقتنى .. يا تيييييت .
أنا أصلا غلطان أنى ....
تقطعت كلماته وهو يرى شعره الرطب مطروحا للخلف ، ليظهر وجهه كاملا ، بعد أن كان يخفيه بغرته...
فتصلبت شفتاه وهو يراه بشكل مختلف ... تحت عبوس وجهه
... شفاة وخدود وردية ، بشرة بيضاء .. عينان واسعه زرقااء بها نعومة ..
حتى مر بخاطره... كيف لرجل أن يمتلك هذا الجمال ، حتى يتأثر به ... حاول طرد تلك الفكرة من رأسه ...
وخطى بجانبه حتى وصلا الى الاتوبيس ..
وصعد اليه الاثنان .
الجميع يرنوا اليه ، بغرابة ... وعلى وجهه حمرة شديدة الفتنة ..
مقعده الذي يجلس به بالجانب الاخر من هذا الاحمق الذي اصبح يخشاه .
كتم خوفه داخل صدره ، وجلس تحت نظراته التى تشبه الذئاب .
طوال الطريق يري بطرف عينه انه ينظر اليه ويراقب كافة تحركاته .
حاول أن يبعد شعور النوم من عيناه ، لكنه استسلم لأمره .
وغفى .. فى أسارير خوفه ...
وكما الذئب يراقب فريسته ، كان سيف يراقبه وبعقله علمات الاستفهام ، كيف يمكن لرجل أن تكون رائحته مثل النساء .
لابد أن تكون غليظه نافرة . أوليس رجل ...عاد اليه ذلك الشعور وهو ينظر اليه وهو نائما ... وشعره الذي مازال رطبا .. بعض من أطرافه على رقبته ...
....رقبته !!! البيضاء الناعمة ... !!!
****
تعلم أن زوجها كاذبا ، وانه يفعل المستحيل لكى يجعل طفلها رجلا ، تعلم أن خوفه من البشر قد جعله أعمى البصيرة .. بل أعمي القلب ...
لا تتوقف عن البحث وراءه وعن أى وثيقه تثبت صحه كلامها. لكن البحث وراء الثعلب كان عبثا .
_ انت ازاى مؤمن وبتصلى زينا كدا ، متفتكرش انى مبفهمش أنا عارفه نوياك كلها .
....أنت لو حصلك حاجه بعد اللى هتفذه هتقف قدام ربنا تقوله ايه ...
.... فوق حرام عليك ، مش عشانا حتى ، عشان ربنا .
تمر الايام والشهور تلو الاخر ، ويظل يسمع هذا الكلام منها ولا يتاثر به ... ويهمل حق الله ... كل ذلك لأجل مكانته أمام البشر .
معاملة جافة للغاية تخرج منه لعائلته ، لم تستسلم الام فى المحاولة ، ولم يستسلم الاب ...
طوال تلك السنوات يجد بعمله ، ويثمر المال ويضعه محفوظا .. برغم الجوع ، برغم قطع الكهرباء دائما ، لم يتحدث ففى اوقات الجوع ، تصب داخل بطونهم المرارة والالم ..
لطلما كان الظلام داخل أوصالهم ، فلم يكن لنور طريقا الى أعينهم ..
ولقد اقترب الموعد ...
أصبح عمر إسلام .. ثامنة عشر وقد أنتهى موسم الامتحانات ...
وظهر مجموع الثانوية العامة .. الذي لم يحمل همه أحد ... ولم يسأله أى شخص عن مجموعه الرقمي ...
_ إسلام انت هتشتغل مع عمك ناجى ، أنسي أنك تدخل كليه .
دهش اسلام من تصريح والده ،فقال
_ بس انا نفسي ادخل هندسة حرام عليك يابابا متحرمنيش انى ادخل الجامعه .
_ مينفعش انت لازم تشتغل عشان تجيب حق العملية معايا ... انا مش هقدر اكون المبلغ دا لوحدي .
رأى أكرم الحزن فى عين ابنه والكسرة ، كأنه قد خسر كل شئ فى حياته ... ولم يعد لديه شئ .
فأردف الاب بعد ان تنهد ...
_ بص يااسلام ، بعد مانظبط امورك كلها هقدملك فى الجامعه ، ماشي ياحبيبي . صدقني يابني انا عاوز مصلحتك .
متفتكرش انى عاوز اذيك ، انا نفسي تكون احسن واحد ، شوفت أمك مش حاسة بحاجه ،عوزة تغلبني وخلاص .
يابني الدنيا دي مبترحمش حد .
فى تلك الكلمه تذكر اسلام رؤية الفتاة (الخنثي) وكلام الناس المؤلم لها ..
فسكت وهو ينصت الى والده ... وبعقله رياح شديدة تتقابل مع نار والدته البائسه ...وحديثها الدائم لها بأنها فتاة !!!!
... تسأل فى نفسه ...
لما لا يسألوه ماذا يريد ....
ابتسم بسخرية ... على نفسه وهو يعلم انه حتى لا يعرف مايريده . فاعتقد والده انه يسخر منه.
فكتم غيظه ... وربط على كتفه .. وقال
_ بكرة هتروح لعمك ناجي ... الساعة عشرة ... قالها وهو يهيم بالخروج من المنزل فأوقفه اسلام وهو يقول
_ بابا مسألتنيش ليه جبت مجموع كام
وقف الاب وزفر بقوة زفرة خرجت من جسد متعب مثقل بالهموم ... فرد عليه
_ عشان يابني ... الدنيا دي عمرها ماهتقف فى صفك ولا هتاخد بايدك مهما كنت ناجح ... وانا مش عاوز اتوجع .. بيك أكتر من كدا .
مجرد كلمات القت داخله بحبال تطوق يديه وجسده عن الحركة ، وتنقل شفتاه الى عالم الصمت ...
كانت والدته تتابعه من الغرفه الاخرى ، فاقتربت منه عندما ذهب زوجها الى الخارج.
فأصبحت تخطو على قدماها بصعوبة ..
بسبب مرض السكر الذي ظهر مفأجاً مهلكا لجسدها وعيناه الضعيفة . مما جعلها تكبر أكثر من عمرها سنوات .
_ ياسمين ، ياضي عيني ، عملتى ايه ياحبيبتي ..
هتفت بها والدته وهو تمسك بحيطان المنزل حتى تقترب منه ...
لو أخبركم ان الم حياته أختفى دفعه واحدة يوم هلك جسد أمه .. أمامه واستوطن الخوف قلبه عليها فقط .. هل ستصدقون ... انه نسي نفسه ..
اقترب منها مسرعا يمسك بيدها ، ويجلسها على الاريكه ، وقال ..
_ اخيرا سألتيني ياماما ... جبت ...
.... مرة كلمه والده على أذنه ( مش عاوز اتوجع بيك يابني أكتر من كدا )
فأردف لامه ...
_ هتفرحي ياماما ...
_ طبعا ياحبيبتي انا ليا مين غيرك .. ياضنايا .... بس بصراحه انا عارفه انك طلعت الاول زي كل سنه ...
تنهد وقال
_ بصراحه طلعت الثالث ...
قامت الام بلهفه تقبل كامل وجهه ... فكيف لها ان تنسي ان ابنها ينتظر مجموعه . فعندما سمعت حواره مع والده . جرى الالم داخلها أكثر ..وربطت على ظهره ...
فأردفت
_ ربنا يحميكي يابنتي ، وتبقي أحسن واحدة فى الدنيا ...
ابتلع ريقه بصعوبة وقال بشئ من الحزن
_ماما ،انا اسلام ،وهفضل اسلام طول عمرى ... ياريت معتيش تقوليلي ياسمين ..
_ لايابنتي متقوليش كدا حرام عليك ...، انت ياسمين ... انا عارفه وحاسة بيك ... ابوكِ كذاب .. وانت عارفة هو بيعمل كدا ليه ....
_ بابا عنده حق ... الناس وحشه ومش هيرحمونى ...
_ يعني أنت كمان حاسة ... انك ....
_ مش عارف... بجد انا مش عارف... انا بس نفسي اشوفك مبسوطة ... وتضحكي ...
نفسي اشوفك مبتعيطيش .... انا حاسس انى السبب فى كل دا ...
_ لا ياحبيبتي انت ملكيش ذنب ..انت بس ... كل دا بسبب ابوكي الظالم ... منه لله .... منه لله .... دمرنا كلنا ...
..... انت ياسمين ...
_ متقوليش ياسمين ياماما كفايه ..
_ نفسي اقولها قبل مااموت ياحبيبتي ...
بكي الاثنان سويا ، كل منهم يريد ان يسعد الاخر برغم الدموع التى تسكن مقلتيهما ، ولا يعرف كيف يبدأ .. او كيف تاتى السعادة ... ام انها قطعت الوصال بينهم واصبح الحزن يعرف طريقها فقط .
****
توقف اسلام عن الدراسة ولم يذهب الى الجامعه وبقي يعمل محاسب مالى فى المول الخاص بعمه ناجى ... لمدة عامين
كلما يراه عمه يشفق عليه ،ان هذا الصبي كان نابغة ، والان يعمل محاسب (كاشير) ، ومهما تكلم مع اخيه أكرم على ان يجعل اسلام يذهب الى الجامعه ويقوم هو بتحمل التكلفة ،لكن لايوافق ابدا .. ولا يعطى له سببا مقنعا .
وبرغم بُعد اسلام عن الدراسة الا انه كان قريبا من كرة القدم ، يذهب دائما الى النادي الخاص بمركز بلدته ...
يخرج طاقته السلبيه بها ...
يرى زملاءه كثيرا هناك ولايتحدث معهم ، وخاصة رامي الذي يذهب اليه دائما .
_ تعالا نلعب مع بعض .. انت يلا .. يامغرور ... ياعيوطة .
اعتقد رامي ان اسلام يتجنب حضوره ولا يعطى له ردا .. ويستمر بلعب الكرة منفردا .
ولا يعلم انه تائها مشتتا فى عالمه المظلم...
فدخل يسرق منه الكرة ،وقال
_ اللعب لوحدك مش حلو .. تعالا نلعب مع بعض .. يارخم.
لم يرد اسلام اللعب معه ابدا ،كان يريد ان يبقي فى صومعته لنفسه بعيدا عن اى احد . لكن رامي اخترق صومعته .
وبقي يلاحقه فى النادي الرياضي كل يوم وبشكل متواصل ، ...مهما عامله اسلام بنفور وبرود .
ولان اسلام كان وحيدا ،يلعب بمفرده ، استسلم لقرب رامي منه ، واصبحت العادة ان يكونو سويا ، يلعبون مع بعضهم كرة القدم .
_ قولى يااسلام مكملتش ليه ودخلت الجامعه...
..... ماتقول يلا انا بشحت منك الكلمه ..
_ خليك فى نفسك ....
_ اففف عليك دا انت عيل رخم ......
توقف رامي عن اللعب فجأة عندما رأى تلك الفتاة ، التى تجرى فى الملعب المقابل للكرة الخاص بالجرى .
_ ..... اوبا ... شوف البت الصاروخ دي يلا .... ايه دا .
فى تلك اللحظه اندفعت الكرة بقوة لتصدم بوجهه رامي ... حتى نزل الدم من أنفه ...
_ .......يا تيييت .... ... ياخى يبقي ... تيت ... اللى يلعب معاك ...
التفت رامي ليأخذ الكرة ويضربها فى وجهه،لكن صوت فتاة ظهر من خلفه وهى تقول بدلال
_ انت كويس ...؟
سقطت الكرة من يد رامي وهو ينظر الى هذه الفتاة الجميلة ،برقتها .. وقد لانت ملامحه وابتسم وقال
_ بخير ....
فقال اسلام مقاطعا لكلام رامي
_ متتعبيش نفسك ، ماشي مع ١٥ بنت ،وساقط سنتين ...فى الجامعه .
التفت رامي ينظر اليه بغضب شديد ويجز على اسنانه منه ويشير اليه انا يصمت لكن اسلام لم يتوقف عن السخرية ... حتى ابتعدت الفتاة بعد ان نظرت اليهم باستحقار .
هرول اليه رامي بغضب وهو يمسك الكرةحتى يضربه .... لكنه لم يستطع اللحاق به .. فاستسلم لأمره وأقبل يضحك على تصرفاته الطفولية .
ولم يتوقفوا عن لعب الكرة حتى جاء الليل ...
_انا سمعت ان فرح أدم النهاردة ، بصراحه البت لبني دي .... هاااه ... ابن عمك دا حظه نااار ...
.... عيلتكم كلها حلوة كدا ، انت ليك اخت يااسلام .. ؟
انتبه لتلك الكلمه وقد لمست داخله شيئا ،فنظر اليه طويلا وقال
_ اشمعنا ...
_ هاااه. ولا حاجه ... هتروح امتى
_ مش رايح ..
_ليه ماتيجي ... عشان نظبط ... هه
_ لا
_ انت كئيب يلا . ومنكد .. احسن متروحش . بمنظرك دا
_ طيب ..
نظر اليه رامي باستحقار ساخر ، وقال
_ قوم تعالى مااوصلك ، صحيح انت بيتك فين
_ لا ...
_ انا غلطان اصلا انى عبرتك يا تيييت .
فجأة ،رن هاتفهم الاثنان فى نفس الوقت ...نظر رامي الى هاتفه ....
_ اففف البارد دا عاوز ايه هو كمان .
.......هاااه ... نعم .....
_ إلحق يارامي خسرنا كتتير ، البنك اتسرق ...
ثقلت انفاس رامي وهو يستمع الى مدربه الذي يعرفه على طبيعة العمل فى شركه والده .
اما اسلام نظر الى الهاتف ولا يعلم لما دق قلبه بهذا العنف .
_ ياسمين ابوك مابيردش عليا ... تعالى شوفيه ماله ...
هرول اسلام بسرعه يركب فى سيارة رامي .. وهو لايعى مايحدث ،تمني لو كان خيرا ،فلم يعد به صبرا لكي ينكسر مرة أخرى .
اخبر رامي بعنوان بيته ،وذهبا مسرعا بالسيارة اليه ، فقد رأى رامي داخل عيناه خوفا وتوتر ، خشي لو تركه بمفرده يحدث له شيئا .
وما ان وصلا الى المنزل ....
كان الصراخ يأتى من كل مكان ... فتبعه رامي حتى يطمئن عليه .
وما ان رأى اسلام والدته
هتفت له ...
_ ابوك ماات ياسمين .. ماااات
..يتبع ....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close