رواية فرعون الفصل الثالث 3 بقلم ريناد ينو
فرعون
بقلم /ريناد
البارت الثالث 3
فى فيلا ماهر
ناديه اتسحبت ووصلت لاوضة غريب اللى كانت مفتوحه شويه وهو بيزاكر وكالعاده داده سميره قاعده جمبه عالارض وبصاله بحب .
ناديه :بس بس بسسسس
التفت غريب وشاف ناديه اللى مش باين منها غير دماغها مداها من الباب وشعرها الكيرلى الاصفر الجميل نازل على عنيها ..
شاورلها غريب عشان تدخل اتلفتت حواليها ودخلت الاوضه بسرعه وقفلت الباب وراها وجريت على غريب تحضنه ،
غريب ضحك على خوفها دا..حضنها وباسها وهو فرح بحبها ليه
وليه متحبهوش وهو احن واحد عليها من بين اخواتها ..لما بتتعب بيتسحب لاوضتها ويفضل طول الليل قاعد جمبها ...
لما بتقع او تتعور غريب اول واحد يجرى عليها ..ومع ذلك امه دايما بتحاول تبعدها عنه ..
دايما بتعاقبها على قربها من غريب وحبها ليه بانها تتحبس فاوضتها او تمنعها امها من الحلويات ...لكن مااجمله من عقاب ..
عشان وهى معاقبه فالاوضه غريب بيتسحب و بيفضل معاهايلاعبها من غير مامامتهم تعرف ..
ولما بتحرمها من الشكولاته والحلويات غريب بيطلب من باباه انه يجيبله فالسر ويديهملها ...
غريب بص لداده سميره واتنهد بضيق وهو حاضن ناديه وفتح درج المكتب وادالها قالب شكولاته وهو بيمسد على شعرها :
ياداده انا نفسى اعرف ماما بتبعدنى عن اخواتى ليه ..بتتدايق لما بقرب منهم ليه ..مبتخليهمش يقربولى ليه مبتعاملنيش زيهم ليه ..دنا حتى ساعات بحس انها مش بتحبنى زيهم !
يعنى لما بحب اقعد مع اختى اقعد معاها سرقه ..واخواتى دياب ونادر كمان حاسس انهم مش بيحبونى ولا بيرضو يقعدو ولا يهزرو معايا زي ما بيقعدو مع بعض؟
ردى عليا ياداده انا تعبان وانتى وبابا مش بتفهمونى ليه ماما بتعمل معايا كده
اتنهدت سميره وهى بترد على غريب الرد المعتاد :لا يبنى انتا بيتهيألك مامتك بتحبكم كلكم زى بعض بس هى الست سميه شديده مع الكل دى حتى ناديه بتعاقبها وتقسى عليها وهى ياعينى لسه صغنونه يدوب ليها خمس سنين .
غريب :بتعاقبها بسببى ياداده
بتعاقبها عشان بتحبنى..بتحاول
تبعدها عنى زى مابعدت دياب ونادر
طب تقدرى تقوليلى هى مبتعاقبش
دياب ونادر ليه ؟ ليه بتحبهم قوى وكل طلباتهم مجابه ؟ دى حتى مش بتغصبهم يفضلو فأوضتهم ليل نهار بحجة انهم يزاكرو ..
انا حاسس انها مش عاوزه تشوف وشى قدامها .
سميره :صدقنى ياغريب هى بتعمل دا لمصلحتك ..طيب انتا مش شايف انتا شاطر ازاى وبتطلع من الاوائل..
ودياب ونادر دايما درجاتهم وحشه وبيسقطو ودايما شهادتهم مليانه كعك بسكر؟ دحنا بنلم الجيران يوم ما دياب ونادر بيجيبو شهاداتهم عشان نوزع عليهم كعك من الكتير بتاع اخواتك .
ضحك غريب على كلام داده سميره
وكلمت سميره كلامها :
وبعدين ايه انا مش ماليه عينك ياسى غريب ولا سيادتك مش شايف انى بحبك انا كمان
غريب بسرعه :ياخبر ياداده طب دا لولاكى انتى معرفش كنت هعيش ازاى فالبيت دا ..انا ساعات بحس انك انتى اللى امى مش ماما سميه
سميره بعيون مليانه دموع :دا لانك ابنى فعلا .الام اللى ربت وسهرت وخافت وحافظت مش الام اللى خلفت ياغريب ..
وبعدين تعالا هنا :زى مانتا بتقول ان سميه هانم بتحب دياب ونادر اكتر منك فانتا فيه اللى بيحبك اكتر منهم
ولا هو حلو ليك ووحش لغيرك هاا
ولا كمان ماهر بيه بيعاملك زى الباقيين دا حتى اللعب نادر ودياب يطلبو اللعبه وهو يجيبهالك انتا فالسر وميجبلهمش هما غير بعد منك
فيبتسم غريب وهو بيرد عليها :
بابا دا احن راجل فالدنيا واجمل حاجه فحياتى ..تعرفى انى بزاكر
ليل نهار عشان اشوف فرحته بيا وانا
بوريلة شهادتى ودرجاتى .انا بحبك انتى وبابا اوووى ياداده .
برطمت ناديه بزعل وهى بتسأله
:وانا مش تحبنى ؟
حضنها غريب :انتى يانانا قلبى الصغنون انتى احلى حاجه فالبيت ده
بصتلهم سميره وهزت دماغها وهى مبتسمه على كمية الحب اللى فقلب غريب لاخته ولكل اللى حواليه وعلى تصرفاته اللى بتبين انه عقله اكبر من سنه
يرجع غريب يدفن نفسه فوسط كتبه ودروسه مره تانيه بعد ما بائت كل محاولاته بانه يلاقى تفسير لتصرفات امه معاه بالفشل كالعاده.
*************
سميره
انا سميره بشتغل من زمان فى فيلا ماهر بيه من ايام ابوه محمد باشا الدمنهورى وامه خديجه هانم الله يرحمهم ،
ماهر يعتبر انا اللى مربياه مع امه وحبيته زى خالد ابنى بالظبط ، خلفت خالد ومن بعده ربنا مأردش انى اخلف ،لما المدام ولدت ماهر حبيته واعتبرته ابنى التانى لانه كان معظم الوقت معايا ،
المدام كانت دايما مشغوله بالنادى او صحباتها ، كانت بتاخد بنتها جميله معاها فكل مكان لكن ماهر كانت بتسيبهولى انا .
كبر خالد ابنى وماهر كمان كبر ،
خالد اتجوز واخد مراته وسافر بيها الخليج وعاشو هناك وخلفو ولد وبنت ومن ساعتها منزلش ولا مره ومكتفى انه يكلمنى بالتليفون وبس ، لكن اللى عوضنى غياب خالد هو ابنى التانى ماهر اللى كان حنين عليا وبصراحه هو حنين على كل اللى حواليه .
اتجوز العروسه اللى اختارتهاله مامته مع انها بعد مااخترتها ربنا افتكرها لكن ماهر كمل الجوازه واعتبر ان جوازه من سميه آخر رغبه لولدته ولازم ينفذها عشان روحها ترتاح .
اتجوز ماهر سميه ،..من اول يوم دخلت فيه الفيلا وانا مرتحتلهاش ،
رافعه مناخيرها فالسما وبتعامل كل اللى حواليها بتعالى ، دايما كنت بحس ان ماهر مش مهم عندها ولا بتهتم لمشاعره زى مابتهتم لفلوسه ،
ودى حته كانت مدايقانى منها لانى بشوف ابنى ماهر دايما زى مايكون فيه حاجه ناقصاه ، مش فرحان ولا مبسوط ...لغاية ماخلفت سميه ابنها الاول دياب ..
حسيت ان ماهر فرح بيه جدا وقلت خلاص هتتغير سميه وتحاول تحب ماهر وتخليه يحبها واهو بقا فيه بينهم عيل يقربهم من بعض اكتر ..لكن دا محصلش .
سميه خلفت تانى وجابت نادر وماهر طار بيه من الفرحه واولاده بقو كل حياته ، لكن برضو فرحته ناقصه ، حاسه دايما انه بيدور على حاجه ومش لاقيها !
لغاية ماجت فتره وماهر ابنى اتغير ، حسيت انه فيه حاجه مختلفه ،
بقا يضحك اكتر ويهزر مع كل اللى حواليه ، حسيت نفسه مفتوحه كده للدنيا ، فرحتله وفرحت معاه وانا شايفه عنيه بتضحك قبل شفايفه ،
لكن الفرحه دى كان وقتها قصير اوى واختفت بعد ماكل اللى فالبيت صحى فليله على صوت سميه هانم وهى بتزعق لماهر وتتهمه بالخيانه ، لكن الغريبه ان ماهر مدافعش عن نفسه او انكر ، كل اللى عمله انه اعتزرلها ووعدها انه غلط ومش هيكرر الغلط دا تانى وفضل يترجى فيها تسامحه عشان خاطر الولاد .
بقلم ريناد
بعدها بكام يوم شفت ماهر قدامى بيدبل يوم عن يوم ،شفت اللمعه اللى فعيونه انطفت ، شفت ملامحه فأيام كبرت سنين ، مكنش مستحمل كلمه من اى حد ولا حتى انا ...اتأكدت وقتها ان ابنى خسر حاجه كبيره اوى ومش قادر يستحمل خسارتها ...والحاجه دى كانت حبه .
فضل عالحال ده ٤ شهور كان فيهم بيضيع وحساه مبقاش عايش معانا غير بجسمه بس، لكن عقله وقلبه فمكان تانى ...والغريب ان سميه هانم مكانتش بتعمل اى حاجه تخليه يقدر يعدى الفتره دى، او تعوضه وتحسسه ان اللى خسره مش كتير قصاد حب مراته واولاده ...
لا بالعكس دى بعدت وسابته وفضلت تتفرج عليه من بعيد ، وقتها منكرش كرهتها اكتر ، شفت ان ماهر خساره فيها ، اللى زى ماهر اللى متحاولش انها تكسب حبه يبقى خساره عشرته ليها .
فضل حبيبي يعافر ويعافر ويستقوى باولاده اللى كل ليله يدخل اوضتهم ويفضل يبوس فيهم ويشمهم وهما نايمين وسعات يبات معاهم وهو واخدهم فحضنه لغاية ماقدر بفضل الله يرجع شويه شويه لطبيعته .
لكن حصل اللى مكانش فالحسبان ولا كان يخطر على بال حد لما دخل علينا ماهر وهو شايل ابنه غريب ..
شفت حزن فعنيه يومها مشفتهوش حتى لما ماتت امه وابوه ! شفت ماهر مكسور ...
ساعت مانده عليا وحط غريب فأيدى وقلى هيبقى مسئوليتك... حسيت ان ابنى خالد هو اللى بيدينى حفيدى ويقولى دا حفيدك وفحمايتك ياأمى ..
اخدته واقسمت انى هحميه بحياتى وخصوصا وانا شايفه سميه هانم اللى اتجننت لما شافت الولد وناوياله على كل شر .
اول مبصيت للولد شفت فيه ماهر وهو صغير ..سبحان الله نفس الملامح الخالق الناطق .
عرفت ان امه كانت بتحب ماهر قوى لانى اسمع ان اللى تحب جوزها تجيب عيالها شبهه
زعلت اوى لما عرفت انها ماتت وهى بتولده ، اللى قدرت افهمه وقتها من كلام ماهر والست سميه ان ام الولد دا هى نفسها اللى حصلت بسببها المشكله من شهور ،
واللى ماهر اتشقلب حاله من بعد ماسابها .
من ساعتها وغريب مش بيغيب عن عينى ابدا وبقا هو كل شغلانتى فالفيلا وخصوصا ان دياب ونادر امهم جايبالهم مربيه من بلاد بره وبترطن ومش مخليه حد من الخدم يختلط بيهم او يختلطو بيه، والبيت كان فيه خدم كتير ودا اللى خلانى موراييش غير غريب ،
سميه هانم مسكتتش ورضيت بالامر زى مابينت للكل ...دا اللى كنت بشوفه فعنيها وهى بتبص لغريب لما يكون قدامها .
وكمان مشيها بالليل فالفيلا بعد مالكل ينام وكذا مره تفتح اوضة الولد لكن لما تلاقينى صاحيه تعمل نفسها بتطمن عليه زى اولادها او تغطيه ،
عشان كده كنت بنام برعب ومن خوفى على غريب اصحى من اقل صوت او حركه ، بقيت بنام زى الديب مفتحه عين ومغمضه عين .
ماهر كمان كان عارف انها مش هتسكت وكل شويه يوصينى على الولد ويوصى كل اللى شغالين فالفيلا انهم ميسيبوهوش لوحده من غير حد جمبه ابدا ، لكن سميه قدام ماهر كانت بتمثل انها قبلت غريب وتحاول تعامله زى دياب ونادر ..لكن برضو ماهر مكانش مطمنلها
عدت السنين سنه ورا سنه وغريب شايلاه فعيونى وبحاديه زى الميه فالصنيه ،
كبر غريب وخطف قلبى وقلب ماهر وبقا مجنون بحاجه اسمها غريب وبصراحه كل اللى بيشتغلو فالفيلا حبوه اكتر من اخواته ، الولد زى النسمه برغم انه عيل صغير لكن عمره مابيغلط ولا بيأذى حد بكلمه ،وكل كلامه نعم وحاضر ...دا حتى سميه كل صبح يبوس ايدها ويبوس على دماغها.. ودى حاجه حتى اولادها مش بيعملوها معاها ،
دايما ناجح ودرجاته حلوه برغم انه مش بياخد دروس زى اخواته بيزاكر ويفهم لوحده يمكن دا لان سميه الله يسامحها دايما حابساه فاوضته بحجة انه يزاكر ..وفعلا الولد كان بيهرب جوا كتبه ويزاكر وحتى لما يخلص يفضل يعيد الكتاب من الاول وجديد ،
سميه ساكته لكن كانت بتاكل فى روحها من جوه وقلنا خلاص غريب كبر وفهم ومش هتقدر تأذيه لكنها فاجئتنا فيوم بقرار مش بس بيه اذت غريب ..لا دى اذتنا كلنا معاه .
************
ماهر
جبت ابنى من اميره بعد ماولدته وماتت واخدت قلبى معاها .
.ملقتش حل غير انى اغصب سميه انه يعيش معانا مع انى كنت متاكد من رفضها ليه ..كنت قادر اربيه بعيد عنها واجيبله احسن مربيين فالعالم ..
لكن مكنتش عايز غريب يعيش وحيد وكنت عاوزه يتربى وسط اخواته
وكمان مش بس هو ده السبب الوحيد .. فالواقع انا كنت عايز اعاقب سميه بوجوده قدامها ..
كنت بعاقبها على انى فى يوم خفت بيتى يتخرب وسبت الانسانه الوحيده اللى حبيتها وكسرت قلبها ..
كنت عايز ازلها بغريب واكسر قلبها فاليوم الف مره وانا بعامل غريب معامله خاصه واديه كل الحب والحنان اللى حرمت منه اميره
بصراحه احيانا سميه كانت بتصعب عليا وكنت بقول لنفسى حقها انها دافعت عن بيتها وجوزها واى وحده مكانها كانت هتعمل كده ،
بس ارجع واقول لنفسى لا تستاهل ، عشان هى مش زى اى زوجه ، هى عملت كده مش عشان بتحبنى لشخصى ولا تحافظ عليا ، هى عملت كده عشان خافت تيجى اللى تشاركها فالفلوس والاملاك ،
ايوه كنت بشوف حبها للفلوس والهدايا اكتر من حبها ليا دا لو كانت بتحبنى اصلا ..
منكرش انها كانت بتعمل كل حاجه بحبها ، بس مش عارف ليه مكنتش بحس منها اى حاجه ، يمكن عشان عارف انها مش بتعمل كده بدافع الحب ..
غريب بيكبر قدام عنيا يوم بعد يوم وكل يوم الولد بيخطف قلبى اكتر وبتعلق بيه زياده ،
الولد بقا نسخه منى ويمكن دا احد اسباب حبى ليه ، بس كمان الولد كانت روحه حلوه وكان زى النسمه ، كان واخد كتير من طبع اميره
.هدوئها ، زكائها ، حبها لكل اللى حواليها ، بجانب انى كنت بشم ريحة اميره فيه ودا خلانى اتجنن بيه اكتر
كنت بوصى كل الشغالين فى الفيلا عليه مسيبوهوش لوحده... لكنى كنت مطمن لوجود داده سميره معاه .
وخصوصا انها هى اللى مربيانى وانا صغير وعارف هى بتحبنى اد ايه وحبت غريب اكتر من حبها ليا كمان
نجحت فانى انتقم من سميه بغريب ، حرقت اعصابها عذبتها ، لكن سميه متعذبتش لوحدها ، عذبت غريب وعذبتنى معاه ...
عذبته بتفرقتها بينه وبين اخواته فالمعامله ، خلت الولد نفسيته تعبت وبقا حاسس انه مكروه من امه
بقيت انا زى اللى بالع موس لا اقدر اطلعه ولا ابلعه ..لا اقدر اقول لغريب ان سميه مش امه، لانى ساعتها هقع فمتاهه من الاسئله من غريب عن امه وماتت ازاى
وساعتها يعرف انى خدعتها وضحكت عليها ووقتها هيكرهنى وابقا خسرته للابد
لانى كنت السبب فى قهر امه قبل ماتموت ..
.ولا انا قادر اسيب غريب يتعذب كده وانا شايفه وساكت ، حاسس انى لازم اعمل حاجه اريح بيها ابنى بس مش عارف ايه هى !
لغاية مافيوم قررت سميه قرار اتأكدت بعدها انها خلاص فاض بيها من وجود غريب فحياتها وسعت انها تخلص منه .
**********
سميه
يوم بعد يوم بيكبر غريب قدامى وكرهى ليه بيكبر ، عملت كل اللى اقدر عليه عشان احسسه انه مش محبوب من امه ودا شيئ يدمر اى حد ..مكنتش بعامله بأى حنيه، ولا اقوله اى كلمه حلوه مهما عمل ، مهما كان مؤدب مهما زاكر ونجح ..
كنت منتشيه وانا حساه بيدور عندى على اى ذرة حب ليه وميلاقيش .
..كنت شايفه عذابه وكنت بستمتع بده ، ..مكنش ماهر قادر يحاسبنى على اى حاجه لانه مش شايف منى حاجه ،..عشان السر يكمن فى تفاصيل صغيره مينفعش يتكلم او يحاسبنى عليها لانها زى ماممكن تكون نابعه عن كره ، فهى كمان ممكن تكون نابعه عن حب ..
زى مثلا انى مخليهوش يلعب وبخليه علطول فاوضته بحجة انى عايزاه يزاكر ، ...مش بخلى اخواته يختلطو بيه كتير او هو يختلط بيهم وكانت حجتى ان هما فاشلين وخايفه عليه يفشل زيهم
مكنتش بخليه ياخد دروس زى اخواته بحجة انه شاطر لوحده ومش محتاج، كنت بحضن اخواته قدامه ليل نهار وهو بيبقى نفسه احضنه زيهم ...وافرح وانا بشوف الحرمان من حنان الام واضح فعنيه
قدرت اعذبه ولو شويه لكن اللى متأكده منه انى عذبت ماهر اكتر منه بمعاملتى دى لغريب وهو شايف ومش قادر يتكلم ..
ماهر كان بيحاول يعوضه عن حبى
بأهتمامه بيه اضعاف ومعاملته الخاصه ليه... لكنه مكانش بيعمل كده قدام ولادى عشان ميحسسهمش باللى غريب بيحسه منى.... والحته دى كانت عجبانى فماهر مع انى كنت خايفه يعملها لكن هو بيحب ولاده اووى مقدرش انكر ده
دياب ونادر لما شافو نفورى من غريب هما كمان نفرو منه زيى وبمجهود بسيط منى بعدو عنه وبقو يحقدو عليه ..
مثلا لو واحد منهم طلب من بباه لعبه معينه بجيبها انا تانى يوم واديها لغريب واقوله ان بباه هو اللى جبهالو واقله خبيها والعب بيها لما تكون لوحدك واخلى ابنى يشوف الهديه اللى عجباه وطلبها من بباه عند اخوه
ولما ابوه يفضى ويجيبهالو بيكون خلاص ملوش نفس ليها... عملتها كام مره ودى كانت حاجه بتخلى الولاد يتغاظو من غريب اوى وكمان من ماهر ..مكنتش بخليهم يعاتبو بباهم كنت بقولهم العتاب ذل واللى عاوز يجيب حاجه بيجيبها من غير عتاب او الحاح .
لكن اللى مقدرتش عليها ولا قدرت ابعدها عنه المفعوصه ناديه ، كانت متعلقه بغريب بطريقه مش معقوله ، عاقبتها ، حبستها ، ضربتها لكن كله من غير فايده لدرجة انى غلبت اعمل معاها ايه ولا ايه ..
كنت بحس انى لما اعاقبها غريب يحمل نفسه المسؤليه ويحاول يبعد عنها عشان ميأذيهاش لكن الزفته هى اللى بتروحله وتلزق فيه زى ضله .
عرفت نقط ضعف غريب .ابوه ، ناديه ، سميره ..التلاته دول مصدر فرحته وقوته وحمايته وعشان كده قررت انى ابعده عنهم عشان اقدر اخلص منه حتى لو مؤقتا لغاية ما الاقيله حل يخلصنى منه نهائى بس ياترى هقدر اعمل كده وهقدر على ماهر ؟ ده اللى هحاول اعمله باستماته ..
*******
قاعدين على العشا سميه وماهر والاولاد
الكل بياكل بصمت وحسب الاتيكيت
سميه :احم ...ماهر كنت عايزه آخد رأيك فموضوع مهم يخص مستقبل غريب
انتبه ماهر بكل حواسه لما نطقت اسم عزيز قلبه وبصلها بترقب للى هتقوله
سميه :طبعا انتا عارف ان غريب ماشاء الله متفوق وشاطر وانا ليا وحده صحبتى ابنها فنفس مستوى غريب وعرفت ان فيه مدرسه عسكريه ثانويه للمتفوقين وقدمت لابنها فيها وكنت حابه انى اقدم لغريب زيه ...
كملت كلامها قبل ماماهر ينطق ...الولد مستواه ممتاز وفالمدرسه دى هيدرس وسط اولاد كلهم مستواهم ممتاز زيه واكيد هيكون مستوى التعليم افضل وده هيخليه يطلع حاجه كبيره فالمستقبل
بصلها ماهر بصه بمعتى انا فاهمك ياسميه.
ماهر :ماشى ياسميه هشوف الموضوع دا وادرسه ، واكيد طبعا انتى تعبتى اوى وانتى بتفكرى فمصلحة غريب ابنك مش كده ..
اصل يعنى فالنهايه دا ابنك وشدد على الكلمه وانتى اكيد مش عاوزه الا مصلحته وبص لغريب اللى بيتابع بأهتمام وسكوت هو واخواته
سميه :بس يعنى ...المدرسه فبلد تانيه ووو....داخليه
وهنا انتفض ماهر وهو بيبص لسميه بصدمه وما كان منها الا انها شبكت اديها على الطربيزه وسندت وشها عليهم وهى بتبصله باصرار وتحدى وهى رافعه حاجب واحد وكأنها بتقوله ياكدا ياأما هعمل اللى انتا خايف منه بقالك سنين يتبعده عنى ياتخسره ...
اتنهد ماهر وحس ان خلاص سميه جابت آخرها فعلا من وجود غريب فحياتها وان كل محاولات ماهر انه يقربها منه ويخليها تعتبره ابنها فشلت
ماهر بص لغريب اللى هو كمان عنيه متعلقه بأبوه ومستنى يشوف رد فعله على كلام امه وعلى قرارها اللى هيبعده عنه و عن الفيلا وعن حياته
ويروح لمكان تانى ميعرفش فيه اى حد ولا يعرف عنه اى حاجه ..
*********
عند ليل
ليل خرجت العصر كالعاده ترعى غنماتها .فضلت ماشيه بيهم وهى بتتأمل حواليها ، النيل والمراكب والسما الصافيه والزرع الاخضر
محستش الا وهى واصله قرب البستان اللى كانت فيه امبارح ..اتنهدت لما افتكرت الموقف وتصرف البنت معاها وغمضت عنيها وهشت اغنامها عشان ترجع بيهم لكن وقفها صوت لفت وراها عشان تشوف مصدر الصوت دا لقت البنت بتاعت امبارح واقفه جوا البستان وقريبه منها وبتتكلم معاها
جواهر :انتى... استنى
ليل بصتلها وهى ساكته
جواهر اتقدمت منها وهى مكتفه اديها ..انتى جايه اهنه تانى ليه انا مش طردتك ؟
ليل :انا مدخلتش بستانكم ولا جايه بيتكم انا برعى الغنمات بتوعى فالحماد يعنى مقربتش عليكم .
جواهر :احسنلك متقربيش لانك لو قربتى هتندمى صدقينى .